
اجمعت كل القوى السياسية على اهمية الحوار للوصول لرؤية مشتركة لوضع حد لازمات السودان ومعاناة أهله , ووضعت المعارضة مطلوبات الحوار حتى يفضى لتغيير حقيقى لصالح الوطن والمواطن .
ومنذ حديث (الوثبة ) لرئيس الجمهورية فى يناير الماضى كثرت اللقاءات بين مختلف القوى السياسية وتعددت الرؤى حول الحل لمشاكل السودان , ومع المتابعة اللصيقة لكل مايتم التوصل اليه من (تفاهمات) واتفاقيات ممهورة بأسماء اطراف الحوار افتقدت الأهتمام بشؤون المواطنين وقضاياهم الملحة واليومية .
حقا الحديث يدور عن وقف الحرب والأوضاع الانسانية وينعكس ذلك فى سطور الاتفاقيات الموقعة ,لكن ?.على الارض فأن الحرب تدفع الآلاف لترك منازلهم ومزارعهم والنزوح لمدن أخرى او اللجوء الى البلدان المجاورة حيث يواجهون يوميا صنوفا من الانتهاكات وفقدان الرعاية فيموت الاطفال وكبار السن وتلد النساء على قارعة الطريق ويعيش من يصل منهم لموقع آمن دون أوارق ثبوتية وفى حرمان من العمل والتعليم .
أغلب المواطنين السودانيين الان يعيشون فى ضنك بسبب الأوضاع الاقتصادية القاسية وتدهور الخدمات الاجتماعية , ومن ينظر للرهق اليومى لسكان العاصمة بسبب المواصلات وانقطاع المياه والكهرباء وتدهور البنيات التحتية يدرك حجم التراجع الذى لحق بحياة المواطنين على المستوى اليومى .
ثمة فجوة بين قاعات الحوار المغلقة والشارع العام حيث المواطنين وهمومهم ومتاعبهم اليومية وعلى ذلك فأن الضامن الحقيقى لأى مخرجات حوار هم المواطنون أنفسهم , واذا لم تخاطب الاتفاقيات تطلعاتهم لن يُكتب لها النجاح مما كانت انيقة الكلمة , ولن يصل الحوار الى نهايته المطلوبة فى تغييب اجندة المواطنين الحقيقية وفى ظل حرمانهم من المشاركة فى المداولات بكل ديمقراطية ?لذلك تأتى أهمية ممارسة كافة أشكال الضغوط على حكومة المؤتمر الوطنى لوضع معالجات جذرية لأزمة الاقتصادية ووضع حد لمتاعب المواطنين وحرمانهم من أبسط الخدمات الاجتماعية وتلك من حقوق المواطنة التى لايجوز الالتفاف عليها .
الميدان