فطائس وأفكار فطيسة

لم يعد أمام السودانيين من خيار سوى مقاومة نظام ثلة الأسر المتصاهرة وأذنابهم من الانتهازيين وذئاب التجارة الطفيلية والمتكسبين باسم الانتماء للكوزنة البالية الأطمار، الشعب السوداني أحوج الشعوب لتسونامي انتفاضة يكتسح كل مفاصل الوجود الانتهازي في ما يدعى بالإنقاذ هذا النظام الذي سمى نفسه قسراً حزب المؤتمر الوطني فهو لا يمت إلى الوطنية بأية واشجة، وآن أوان الشعب أن يكون عاصفة من نار أمام هذا الصلف والجبروت وطيش الحاكمين وغيهم. هذا النظام الذي نشأ منبَّ الجذور فاقد الأساس والوطنية رغم وسمه المتأخر بالمؤتمر الوطني والوليد الكيدي لعرابه المؤتمر الشعبي، فهي منذ البداية جاءت بسمى الإنقاذ يدفعها عرابها نحو توهماته وتهويماته القائمة على اللف والمداراة أمام حوارييه وأتباعه وأشياعه من ذوي النظرة الغائمة والأفق الضيق، ممن يسقطون وعيهم في الأشياء على يقينهم وقناعتهم في أن شيخهم يحل مرتبة الكمال في الأقوال، للشروع في المشروع الحضاري المُتوهَّم، وإلغاء الحدود الدولية، وتغييب الدبلوماسية الرسمية، واحتضان كثير من المنبوذين في بلدانهم لتأسيس بؤر صراع الإرهاب والتدريب عليه، ومحاولات اغتيال رؤساء الدول وتغيير الأنظمة من حولهم، وادعاء الجهاد بخلق ساحة له في أجمل أقاليم السودان الخضراء في ما وراء السافنا الغنية لتكون محرقة للبشر والشجر والخضرة وإبادة الحياة البرية وإزالتها من الوجود، ومغبة انفصال تلك الأقاليم عن الوطن الأم نتيجة هذه المزاعم والسفه التنظيمي، جرى كل هذا أمام تغييب متطلبات الأمة وحقوقها وفوق هذا كله اتبع النظام حيلاً لاستنزاف هذا الشعب من خلال الخطب الجهادية وتنظيم المسيرات لاستدرار العاطفة الدينية وجمع التبرعات التي وصلت إلى سلب مكنونات النساء من نفيس الذهب بل وأصعب من هذا فلذات أكبادهن التي أزهقت في جهادهم المزعوم سفاهة، ليقول عرابهم بعد المفاصلة لم أسموهم بالشهداء (فطايس)، ليبدد جدولة الإعلان عن قائمة القتلى السرية في أجندة السفاحين من قادة الدفاع الشعبي ممن يجندون ويصطادون الأبناء ويغررون بهم، ويعلنون جزافاً عن خبر استشهاد في فترات متباعدة لإخفاء خيبة انهزامهم. ليخرجوا على الناس في ظاهرة لم يشهدها الشعب السوداني الطيب المسماح، بأن ابهم استشهد ويجلبون لساحة المأتم الموسيقى ويزخون الأسلحة في الهواء لاستدرار عاطفة هؤلاء ويشيعون فيهم على لسان خطبائهم أن ابنهم شهيد في الفردوس الأعلى مع الحور العين وصعدت روحه في حواصل طير خضر، فطائس.. وأفكار فطيسة..

علي تولي
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..