الموبايل في المدارس.. حجر عثرة أمام التحصيل الأكاديمي.. بخرات تكنولوجية

الخرطوم – عودة سعد
ظهرت في الآونة الأخيرة ظاهرة انتشار الموبايلات في المدارس بشكل واسع وكبير، مما يهدد مسيرة التعليم في المستقبل، وقد بات واضحاً أن استخدام الهاتف السيار من قبل المراهقين والأطفال نتج من ضمن التطورات التكنلوجية التي اجتاحت العالم من حولنا.
ولكن اللافت للنظر أن هذه السلعة المربحة بدأت تجد طريقها إلى الصغار الذين هم في مقتبل العمر ما يضعها من أولويات اهتماماتهم.. (اليوم التالي) أجرت استطلاعاً بين عدد من المهتمين، وخرجت بالحصيلة التالية:
بخرة بالرسائل
ترى الحاجة روضة عاملة بإحدى مدارس بحري، أن الموبايل أصبح ضرورة من ضروريات الحياة كالماء والغذاء، ويعمل على الربط والتواصل مع الأفراد عن بعد، ويسهل إنجاز الأعمال بوقت أقصر، ولكن ليس لاستخدام الطلاب والطالبات أثناء اليوم الدراسي، مشيرة إلى تفاخر بعض طلاب وطالبات المدرسة بامتلاك أحدث أنواع الموبايلات وبعضهم يستخدمه للتراسل أثناء الدراسة، لتبادل الأغاني والصور، وخصوصاً أثناء فترة الامتحانات، فالطلاب استبدلوا (البخرات) بالرسائل النصية عبر الموبايل.
احترام المكان
وفي السياق، قالت مها عمر (ربة منزل) إنها تسمح لابنتها الوحيدة بأخذ هاتفها الجوال للمدرسة، بغرض الاطمئنان عليها عند الوصول إلى المدرسة وطريقها إلى المنزل. وتضيف: خاصةً وأن الزمن أصبح صعباً جداً، لكثرة حوادث القتل والاغتصاب وغيرها، لكن بشرط الالتزام وعدم استعماله أثناء الدوام الدراسي أو الانشغال عن ما أتت من أجله، وتشير مها: من الواجب على كل أسرة أن تعلم أبناءها أدب واحترام المكان وقدسيته، وعدم الاستهتار به.
تبادل الصور
سلوى عمر معلمة بإحدى المدارس، بدت عليها علامة الحزن لما وصلت إليه هذه الأجيال من استهتار وعدم مسؤولية، مضيفة: لقد أصبح مشهداً عادياً جدا أن ترى الأطفال في باصات المدارس يتحدثون بهواتفهم النقالة أو يتبادلون الصور أو ما شابه، مؤكدة: أن المسؤول عن هذه الظاهرة هم أهالي الأطفال بالدرجة الأولى، وثانيا المدرسة، مبينة أن ظاهرة استخدام الجوال مهمة للكبار للحاجة عند السفر، أو عند خروج الأب من المنزل، فإنه يحبذ الاتصال للضروريات. وترى أن وجود الموبايل بين أيدي الطلبة في المدارس في هذا السن المحرج هو بمثابة نقمة وليس نعمة، لاسيما أن طلابنا ليسوا مهيئين في هذا العمر لحمل الموبايل، فالمراهق يريد أن يكتشف ويتعرف ويستقل في رأيه وسلوكه وأفكاره.
الرقابة المنزلية
من جهته، حذّر علي عمر معلم بإحدى المدارس الخاصة، من مخاطر حمل طلاب المدارس الموبايل بعيداً عن الرقابة المنزلية وبات من السهل على بعض الطلاب والطالبات إيهام الأهل بأنهم يدرسون في غرفهم، ولكنهم يتحدثون في هاتفهم النقال بعيدا عن رقابة الأهل، إضافة إلى دور الموبايل غير المفيد في إرسال الأغاني والصور والنكات إثناء الدوام الدراسي عبر طرق البلوتوث والواتساب وغيرها، ومعظم الأحيان تكون صوراً وألفاظاً مسيئة جداً لقيمنا وأخلاقنا

اليوم التالي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..