مقالات سياسية

ثمن الحرية

يوسف السندي

تداول عدد من النشطاء صورة لثائر شاب يبدو أنه في العقد الثاني من عمره، ذو ملامح جادة وكبرياء لا تخطئه العين، الذين نشروا الصورة أرادوا السخرية منها، بيد انهم هم من سخروا من أنفسهم.

هذا الشاب صغير السن كبير العقل، اكثر قدرة من هؤلاء النشطاء على قراءة المستقبل الصحيح لهذه البلاد، فهذه البلاد مستقبلها في الحكم المدني الديمقراطي.

مستقبلها ليس في إعادة حكم الجيش ولا حكم الاحزاب الانقلابية يمينا ويسارا، مستقبلها في سيادة حكم القانون والمساواة بين المواطنين وفتح الأبواب واسعة للتنافس الشريف بينهم في كل المجالات السياسية والتجارية والعلمية والخ.

هذا الشاب علم ان انحناءه لانقلاب البرهان وحميدتي يعني انحناءه إلى الابد، فالذين يصعدون على ظهرك لا ينزلون، والذين يتذوقون حلاوة السلطة وصمت الشعب أمام سياطهم وبطشهم لا يترجلون ولا يغادرون السلطة (بأخوي واخوك).

هذا الشاب علم ان الفرصة الراهنة التي يوجد فيها معه ملايين الشباب صغار السن في الشوارع يحملون نفس الهم والاحلام، هي فرصة لن تتكرر من جديد، هذه الفرصة التي سقتها دماء طاهرة من زملاءهم الشباب اذا غادرت فلن تعود مجددا.

شباب جنوب أفريقيا الذين واجهوا نظام الفصل العنصري كانوا يردون على سخرية سجانيهم من البيض بسؤال يقول : ماهو ثمن الحرية؟ فيسكت البيض متعجبين، فيرد شباب جنوب افريقيا: كل شيء everything، هذا السؤال تحول مع الايام إلى مدرسة لوحدها علمت البيض ان النضال من أجل الحرية الذي يدفع فيه هؤلاء الشباب كل شيء بما فيه حياتهم هو نضال عادل وليس نضالا كاذبا، وأن العدل دوما ينتصر في النهاية.

الشباب الراهن في السودان يرد على تهكم هؤلاء النشطاء بسؤال واحد : هل تعلمون ماهو ثمن الدولة المدنية؟ . فيصمت النشطاء لينطق هؤلاء الشباب الابطال : كل شيء everything، فهل وعي النشطاء الدرس؟ .

شباب الجيل الجديد في السودان يعيشيون الان حياتهم لسبب، لهدف، لا يعيشون فارغين ولا مجردين من الغاية في الحياة، وكأن فريدريك نيتشه قصدهم حين قال : (من يعرف السبب الذي يعيش من أجله ،يستطيع تحمل العيش بأي طريقة).

[email protected]

‫7 تعليقات

  1. العيب ليس في الثوار يا السندي نعرف انهم صادقين وهم بهذه المرحلة من العمر وقد كنا مثلهم لكن العيب في من بلغ الأربعين ولا ذال يعيش احلام العشرين.

    1. انتوا منو؟؟
      الدبابين اللى كانوا بيحلموا بالاذان فى البيت الابيض ولا ؟؟؟
      ههههههههههه
      اها رايك انا شنو انا فى الخمسين من العمر و كامل دعمى لهؤلاء الشباب الشرفاء ..و هم البديل الجديد للسودان القديم

  2. يا راجل خليك من كلام اليسار والميزان في تخليل اسباب للثورة وحذفتها
    الناس ما صارت بحثا عن الحرية.. ولا توجد باد تمارس فيها الحرية السياسية كما السودان.. الناس ثارت عشان الاحوال المعيشيةى ولقمة العيش
    اما تصوير اول٦ئك الشهداء بانهم ذهبوا واستشهدوا لان الحرية كانت هبدؤ المحركاهم دا كلام جرابد وكلتك أحزاب ااطلس
    الناس ثارت وتثور وستثور حين تنهار حياتها العيدية.. فيلاش عبط يفتقر للتحليل السلام والرؤية الدقيقة

  3. مشكلة البرهان الخاين انو ما داير يقتنع انو الزمن اتغير بدرجة كبيرة والتغيير مستمر بسرعة في الكون كلو ..ديكتاتوريات القرن الماضي لن تعود والاقتصاد يتطلب توافق مع الدول المؤثرة والتي بدورها تشترط الحرية والديمقراطية للدعم والتعامل..يعني النقة والجوطة واللجلجة صباح مساء لن تفيد ..الدعم واعفاء الديون دعم للحكم المدني والتحول الديمقراطي ودولة القانون والمحاسبة والجيش الواحد….العسكر للثكنات الاحزاب تنتظر الانتخابات انتهى

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..