أخبار السودان

تقرير الإيكونومست : عمر البشير المتهم كمجرم حرب يقود البلاد نحو المجهول

ترجمة : الهادي بورتسودان
تشعر د.منى عبده، طبيبة عيون بالقلق من تركها لوطنها لفترة طويلة لأنها تخطط للانتقال إلى المملكة العربية السعودية و راتبها هناك سيكون حوالي ستة ألف دولار في الشهر وهو ما يعادل دخلها هنا لمدة ثلاث سنوات .
فبعض القياسات تقول إن الاقتصاد السودان بدأ يتعافى بعد إنفصال الجنوب وفقدان 75% من الإحتياطات النفطية حيث نما الناتج المحلي الإجمالي بحوالي 3٪ سنويا منذ عام 2013. إلأ التضخم ظل في خانة العشرات، رغم إنه أقل كثيراً من مستوياته القياسية في 12-2014 عندما بلغ في متوسطه ما يقرب من 40٪. ولكنه ماذال من رقمين ، كما إن الدولار يباع في السوق الأسود بأكثر من ثلاث أضعاف سعره الرسمي . وهناك 800 مليون دولار فقط من إحتياطيات النقد الأجنبي في البنك المركزي – وفقا لصندوق النقد الدولي – وهو ما يفترض إن يكفي لتغطية شهر واحد فقط من الواردات.
يسارع رجال الأعمال في السودان إلى إلقاء اللوم على العقوبات الأميركية المفروضة منذ 1997م والتي تم تشديدها في 2007م . وفي السنوات القليلة الماضية بدأت البنوك الدولية في رفض التعامل مع السودان، بعد ضيّقت أميركا الخناق على منتهكي الجزاءات ضد السودان ، أحد المدراء التنفيذيين السابقين قال إنه يحتاج لحقيبة كبيرة تسع 10مليون دولار لسداد إلتزامات معاملاته التجارية مع الخارج ،فالبنوك تخشى العقويات الأميركية تقول إن التجارة مع السودان مستحيلة.
وعلى الرغم من إزدهار التنقيب عن الذهب و تصدير الكثير من المواشي الى الخليج. إلا إن ذلك لم يعوض الفاقد من الإيرادات النفطية . كما إن العقوبات تمنع السودان من الإستفادة من إمتيازات جدولة وإعفاء الديون البالغة 48.2 مليار دولار و حوالي 86% منها هي متأخرات وذلك حتى نهاية عام 2015 .
حصل الإقتصاد السوداني على دفعة كبيرة منذ سبتمبر عام 2014، عندما طرد الدبلوماسيين الإيرانيين وإنحاز إلي المملكة العربية السعودية في قتالها ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن. ومنذ ذلك الحين على الأقل 2.1 مليار دولار تم إيداعها في البنك المركزي من قبل المملكة العربية السعودية ودول صديقة أخرى. ومع ذلك فمليارات الدولارات من الاستثمارات السعودية والمساعدات العسكرية الموعودة لم تر النور بعد .
ينظر لدخول السودان في حلف دول الخليج بإنه يرغب في الخروج من عزلته ، إلا إن العقوبات الإمريكية قد تم تجديدها مرة أخرى في 31 أكتوبر الماضي وهي لا تزال تحظى بدعم قوي من الحزبين في الكونجرس الأمريكي. ويقول “وليد فارس” مستشار “دونالد ترامب” في الشرق الأوسط أن العقوبات على السودان يجب أن تبقى ، وهو موقف أمريكي من غير المرجح أن يتغير نظراً لسجل الحكومة الاسلامية التي يهيمن عليها العرب في السودان والتي قامت بقتل المسلمين الأفارقة في دارفور .
قامت القوات الحكومية هذا العام بمهاجمة جبل مرة معقل حركة عبد الواحد وهو ما دفع لتشريد 205.000 مواطن ، وتقول منظمة العفو الدولية إن هناك مؤشرات على إستخدام أسلحة كيمائية إلأ إن قيود تفرضها الحكومة تصّعب التحقق من ذلك .
يرفض عبد الواحد الذي يقيم في باريس أي محادثات سلام مع الحكومة السودانية ، بينما تجرى حركة العدل والمساواة وحركة مناوي محادثات سلام معها وهو علامة ضعف كما يراه “تايلور” من مجموعة الأزمات الدولية ومقرها في بروكسل :- ” يبدو إن الحكومة تعتقد إنها قريبة من النصر بعد 13 عاماً من الصراع ، إلا إن العنف مستمر في دارفور لإنتشار السلاح هناك ولاسيما بين المجموعات العربية التي كانت جزءاً من مليشات الجنجويد ” وفقاً تايلور .
إنهارت محادثات السلام مع الحركة الشعبية قطاع الشمال التي تقاتل في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان رغم إن الرئيس السوداني عمر البشير مدد وقف أطلاق النار في موسم الإمطار. .
وفي الخرطوم أضطر الرئيس السوداني لإجراء حوار وطني بعد مقتل 170 شخص بعد إحتجاجات على رفع الدعم عن الوقود في 2013 ولكن ذلك الحوار الذي أختتم في أكتوبر الماضي ليس أكتر من حواراً تجميلياً أبقى السلطة والقبضة الأمنية في يد الرئيس البشير ، رفض “تحالف نداء السودان” الإنضمام إليه ولكنه فشل في تكوين معارضة متماسكة ، وحتى الآن الإحتجاجات التي طلعت ضد مزيد من خفض الدعم في نوفمبر قد تم السيطرة عليها .
فكثير من أبناء الطبقة المتوسطة في الخرطوم الآن لا يفكرون في تغيير البشير بقدر تفكيرهم في الخروج من البلد ، وتحويلات مئات الآلاف من المغتربين الذين هاجروا قبلهم هي ما يبقي إقتصاد السودان على قيد الحياة . كما إن البشير المتهم من قبل المحكمة الجنائية الدولية لا يظهر عليه أنه سيتنحى قريباً .
المصدر : مجلة الإيكونوميست

تعليق واحد

  1. ان شاء الله الشعب اتي بقوة
    الشعب هو من يحدد مصيرة
    وليست اي قوة تجبرة على شئ
    لا يريده ان شاء الله 2017سنة
    خير وبركة والبشير كل الطرق
    تؤدي الى هلاكة آن الاوان

  2. الايكونوميست تكتب تقريرا غير متماسك وبطريقة مخلة لم يعهدها القراء عنها .
    صحيح ان الحرب الاهليه قامت وما زالت تستمر ﻷسباب عرقيه واثنيه ويراد لها ان تكون كحرب الجنوب ، لكن الشعب برئ منها انها من ضمن اجندة الحركه الاسلاميه العالميه ولا شك . اما الادعاء بان الاقتصاد قد تحسن بعد فصل الجنوب فهذا كلام فارغ يححضه الواقع فلم يصل معدل التنمية الى 40% فى يوم من الايام .
    وكون البشير يقود السودان أى مستقبل مجهول فهذه من البديهيات ولا تحتاج لمجلة متخصصه مثل الايكونومست .

  3. ما محتاجين لتقرير الاطرش سامع والعميان شايف جرائم الظالمين في الشعب السوداني من نهب وقتل وتجويع وتشريد .علينا ان نعيد صفوفنا ونوحد كلمتنا لكي نزيل هؤلاء الطغاة المتعجرفين عديمي الحياة….

  4. أخطر شي واكثره حزنا ان يتم الترويج حتى وان صحت (في بعض الاحيان) لمسألة العنصرية و
    ونحن في السودان منذ القدم كنا متعايشين متحابين ولكن السياسات الرعناء من الكيزان أعطت الفرصة للاعداء للنيل من تمساكنا ووحدتنا واثارة الفتنة البغيضة بحديثهم عن عنصرية وإبادة عرقية.
    لك الله ياسودان واعادك سالما وحفظك من كل كيد

  5. ان شاء الله الشعب اتي بقوة
    الشعب هو من يحدد مصيرة
    وليست اي قوة تجبرة على شئ
    لا يريده ان شاء الله 2017سنة
    خير وبركة والبشير كل الطرق
    تؤدي الى هلاكة آن الاوان

  6. الايكونوميست تكتب تقريرا غير متماسك وبطريقة مخلة لم يعهدها القراء عنها .
    صحيح ان الحرب الاهليه قامت وما زالت تستمر ﻷسباب عرقيه واثنيه ويراد لها ان تكون كحرب الجنوب ، لكن الشعب برئ منها انها من ضمن اجندة الحركه الاسلاميه العالميه ولا شك . اما الادعاء بان الاقتصاد قد تحسن بعد فصل الجنوب فهذا كلام فارغ يححضه الواقع فلم يصل معدل التنمية الى 40% فى يوم من الايام .
    وكون البشير يقود السودان أى مستقبل مجهول فهذه من البديهيات ولا تحتاج لمجلة متخصصه مثل الايكونومست .

  7. ما محتاجين لتقرير الاطرش سامع والعميان شايف جرائم الظالمين في الشعب السوداني من نهب وقتل وتجويع وتشريد .علينا ان نعيد صفوفنا ونوحد كلمتنا لكي نزيل هؤلاء الطغاة المتعجرفين عديمي الحياة….

  8. أخطر شي واكثره حزنا ان يتم الترويج حتى وان صحت (في بعض الاحيان) لمسألة العنصرية و
    ونحن في السودان منذ القدم كنا متعايشين متحابين ولكن السياسات الرعناء من الكيزان أعطت الفرصة للاعداء للنيل من تمساكنا ووحدتنا واثارة الفتنة البغيضة بحديثهم عن عنصرية وإبادة عرقية.
    لك الله ياسودان واعادك سالما وحفظك من كل كيد

  9. لن يتنحى البشير قريباً أو حتى بعيداً لكن الشعب السوداني سينحيه غصباً عنه بإذن الله ونسأل الله أن نسحله سحلاً هو وكل واحد من كيزانه بدءاً من نافع ومهدي إبراهيم وأمين حسن عمر وانتهاء بخيال المآتة أحمد بلال وما دونه!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..