حزب الدفاع عن الفساد

امال عباس
٭ لذت من تداعيات هذه الأيام.. أيام المطر الذي يحول الخرطوم إلى مدينة غارقة في الوحل وسكانها في انتظار الموت.. أما بسقوط وانهيار المنازل واما بصعقات الكهرباء المتدلية مع الأسلاك أو الأعمدة المتهاوية.. لذت من هذه التداعيات بكتاب (يوميات هذا الزمان) وهو مجموعة من يوميات الكاتب المصري الدكتور أحمد بهاء الدين التي جمعها وأصدرها مركز الاهرام للترجمة والنشر وقدم لها الأستاذ محمد حسنين هيكل.
٭ وقفت مع يوميات زمان أحمد بهاء الدين وزمان المجتمع المصري الذي يشبه زماننا ويومياته التي تشبه يومياتنا. احدى اليوميات بعنوان لهم هول عظيم تقول:
٭ حزب الدفاع عن الفساد كما يقول الجبرتي لهم هول عظيم وصياح جسيم وهم موجودون في كل مؤسسات الدولة والرأي العام وحين بدأنا نكتب عن الفساد لم نجد منهم إلا سب الدين والتكفير تفادياً للموضوع وقالوا أخيراً مشيرين للفزغ ان فرض الحراسة على عصمت السادات وأبنائه رفع سعر الدولار في السوق إلي 116 قرشاً وهو ما لم يسبق له مثيل فكل مستثمر أسرع يبدل أمواله ودولاراته لتطير إلى الخارج أو لتحتجب عن النشاط الاقتصادي.
٭ ولن أناقش صحة هذا الخبر من عدم صحته ولكن الدولة التي تحترم نفسها يجب أن تقول ولو فإذا كان المطلوب اخضاع مقدرات الاقتصاد في البلاد لشهوات المفسدين فإن الدولة أشرف لها وأكرم وأسلم اقتصادياً أن تتحمل بضع صدمات من هذا النوع على أن ترخي لهم العنان.
٭ ومن المهم هنا أن نوضح خلطاً متصوراً بين الاستهلاك والفساد وما إلى ذلك وبين الاستثمار.. هؤلاء المتاجرون بالنفوذ وبالتسلل التجاري والتهرب الضريبي وأعمال الوساطة في مجالات الاستهلاك لا علاقة له بكلمة استثمار من بعيد أو قريب ودون أي حكم مسبق فلم نسمع من منهم ارتكب مخالفاته حتى بمناسبة قيامه بمشروع استثماري واحد أو بعمل انتاجي واحد.
٭ فعملياتهم كلها استنزاف للموجود فعلاً من خير مصر وترابها ومشروعاتها ونفوذهم كله لتطويع البلاد لذوق استهلاكي فاحش الثمن لم تكسب ثمنه أصلاً حتى نشتريه ونفوذهم كلها سائلة أو مسيلة في عملات تسمح لهم بحرية الدخول والخروج.. رخاؤهم كله من عرق المصري غير القادر لا علي الدخول ولا على الخروج.
٭ وفي الكتاب جاءت يوميات كثيرة عن الفساد.. بطل الفيلم وكثرة القوانين لا تحارب الفساد وفضائل الفساد تحالف الفساد والجهل، السبب الحقيقي.. ومحاربة الفساد هل تؤثر على الانتاج واعادة ترتيب للعقل المصري.. والداخلية والدولار ولا تتحينوا الفساد والفرق بين الجهل والتطفل والثراء ليس تهمة.
هذا مع تحياتي وشكري

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..