أخبار السودان

برلمان بديل

أسماء محمد جمعة

لا أعتقد أنّ هناك أحداً سيختلف معي إن قلت إنّ البرلمان السوداني الحالي يخدم نفسه أكثر مما يخدم الوطن للأسف، إذ أنه لا يمارس دوره الرقابي والتشريعي وتمثيله للشعب بصورة طبيعية، فهو يغض النظر عن أخطاء الحكومة ويمرر التشريعات التي لا ترضي المُواطن أو تخدمه ولا يقف معه أبداً في أية ضائقة والواقع يشهد بذلك وفوق كل هذا منشغل بنفسه، نوابه فقط يفلحون في نقد الحكومة نقد الخائف المُتردِّد فلا يُحرِّكون فيها ساكناً ولا تلتفت إلى ما يقولون، هذا يحدث لأن عضوية البرلمان نفسها لم يمنحها الشعب شرف تمثيله، بل جاءت مُخالفة حتى للوائح البرلمان نفسه، ولذلك لا تستطيع إثبات وجودها ولا يرتفع صوتها إلاّ حين يأتي وقت الغنائم، سفر، نثريات، سيارات وغيرها من مُخصّصات مُتاحة لهم عموماً من أموال الشعب، ولا أعتقد أنّنا بحاجة لأن نذكر كم مرة احتج أعضاؤه في هذا العام 2017 بسبب تجاوزهم في السفريات أو المُخصّصات أو تهميشهم في إبداء الرأي.

خلال هذا الشهر فقط احتج النواب مرتين، ففي يوم 2 تقدم عدد من النواب بمذكرة لرئيس البرلمان السوداني، احتجاجاً على ما اعتبروه تهميشاً وتجاوزاً لهم في عَدَدٍ من القضايا، بجانب استحواذ المؤتمر الوطني على أغلبية اللجان بالبرلمان.. عدد النواب الذين قدموا المذكرة خمسة، تَمّ تَفويضهم من مجموعة كبيرة من النواب، أصل الموضوع أنّ مجموعة من النواب يمثلون قوى الحوار بالبرلمان، اجتمعت وقيَّمت سير عمل البرلمان في الآونة الأخيرة، فتوصّلت إلى حقيقة وجود تهميش مُتعمِّد وأحياناً تقييد لعضوية الحوار الوطني وفسّروا الأمر بأنه ناتج عن العقلية الشمولية التي يُدار بها السودان، ونذكر بأن عدد عضوية الحوار بالبرلمان 65 عيّنهم الرئيس ليمثلوا القوى التي شاركت في الحوار الوطني.

يوم 12 من هذا الشهر، اجتمع نواب الحوار بالمجلس الوطني وعلى رأسهم كمال عمر ممثل المؤتمر الشعبي وانتقدوا أداء رئيس البرلمان بروفيسور إبراهيم أحمد عمر، فقد أجمعوا على أنّ إدارته سيئة بكل ما تحمل الكلمة من مَعانٍ، وأنّهم لم يأتوا للبرلمان بغرض المُشاكسة السِّياسيَّة، وطالبوا رئاسة المجلس الوطني بتدريبهم وتَأهيلهم وتثقيفهم بلائحة البرلمان والقوانين ليتسنى لهم القيام بدورهم النيابي والحُصول على إمكانيات تُؤهِّلهم ليكونوا ذوي فائدة للبرلمان خلال فترتهم النيابية، وهذا يفسر لماذا بعض أعضاء البرمان عاجزين عن فعل شئ.

بالأمس كشفت صحيفة (التيار) أنّ الهجوم الذي قاده كمال عمر كان بسبب سفر رئيس البرلمان الذي لم يصطحبه ضمن الوفد الذي سافر إلى جنوب أفريقيا لحضور القمة البرلمانية، وهو ليس الهجوم الوحيد الذي وجه لرئيس البرلمان في موضوع السفر هذا حتى قبل أن يدخل كمال البرلمان، وبغض النظر عن أية تفاصيل، نواب البرلمان كل مرة يثبتون لنا أنهم ما جاءوا إلاّ بحثاً عن الغنائم، وعليه فلا رجاء منهم ولا أمل فيهم.

البرلمانيون في كل العالم يصلون إلى البرلمان وهم خُبراء في العمل البرلماني، وهو بالنسبة لهم ليس مهنة أساسية وإنما كالتطوع ولذلك يحرصون على تحقيق مصالح الشعب وضبط الحكومة حينما تتجه نحو الفساد.

لم تصبح حكومتنا واحدة من أفسد الحكومات إلاّ بسبب ضعف عضوية البرلمان التي وصلت إليه دون أن يأذن لها الشعب، فلماذا لا يؤسس الشعب برلماناً بديلاً يعمل على إصلاح الحكومة أو اقتلاعها من السلطة، فكروا في الأمر.

التيار

تعليق واحد

  1. انتم ما جبتوهم .. ليه شغالين بيهم ؟؟ انسوهم خالص و ريحوا نفسكم .. اذكروهم فقط .. بالدعوة عليهم .. ليس الا .

  2. انتم ما جبتوهم .. ليه شغالين بيهم ؟؟ انسوهم خالص و ريحوا نفسكم .. اذكروهم فقط .. بالدعوة عليهم .. ليس الا .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..