العالم ينعى البابا فرنسيس بعد وفاته عن عمر ناهز 88 عاماً

ملخص
- الفاتيكان يعلن وفاة البابا فرنسيس عن 88 عاماً
- البابا فرنسيس كان أول رئيس للكنيسة الكاثوليكية من أمريكا اللاتينية
- قادة العالم ينعون الحبر الأعظم مشددين على أنه كان نصيرا للفقراء والمهمشين
- مسؤولون في الشرق الأوسط يشيدون بدور البابا في تعزيز التفاهم وحماس تمتدح رفضه للعدوان والحروب في العالم
- البابا فرنسيس كان قد تطرق في موعظته الأخيرة إلى الحرب في غزة داعيا إلى وقف إطلاق النار
تغطية مباشرة
جنوب السودان كان حاضراً في ذهن البابا فرنسيس في أيامه الأخيرة, نيكولا مانديل، جوبا، جنوب السودان.
ي آخر ظهور علني له بمناسبة عيد الفصح، نبّه البابا فرنسيس أتباعه إلى الصراع المستمر في دولة جنوب السودان، حيث كان يسعى باستمرار للتوسط من أجل إحلال السلام في البلاد.
ومن على سريره في المستشفى، وجّه رسالة إلى قادة جنوب السودان، في وقت كانت فيه الاتفاقية التي أنهت حرباً أهلية مريرة تنهار بوتيرة متسارعة.
ووفقاً لرئاسة جنوب السودان، دعا البابا فرنسيس الرئيس سلفا كير ونائبه الأول ريك مشار إلى “إعطاء الأولوية للسلام والمصالحة والتنمية”.
وكان قد دعا في وقت سابق إلى إنهاء الصراع خلال زيارته للبلاد في عام 2023.
وقبل ست سنوات، أثار البابا دهشة الكثيرين عندما ركع وقبّل أقدام كير ومشار في لفتة رمزية دعا فيها إلى الوحدة والمصالحة.
صدر الصورة، Getty Images
التعليق على الصورة، رحب رئيس جنوب السودان سلفا كير بالبابا ورئيس أساقفة كانتربري (في الصورة على يسار البابا) في عام 2023. من هو الكاردينال كيفن فاريل، القائم بأعمال الفاتيكان حالياً؟
صدر الصورة، Getty Images
التعليق على الصورة، صورة أرشيفية تجمع البابا فرنسيس مع الكاردينال كيفن فاريل تولّى الكاردينال كيفن فاريل منصب القائم بأعمال الكنيسة الكاثوليكية، عقب وفاة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان.
وسيستمر الكاردينال كيفن فاريل في هذا تأدية هذا الدور إلى حين انتخاب البابا الجديد.
وكان الكاردينال فاريل، قد أعلن صباح اليوم الإثنين نبأ وفاة البابا فرنسيس.
ويتولى حالياً منصب “الكاميرلنغو”، أي المسؤول عن إدارة شؤون الفاتيكان خلال الفترة الانتقالية التي تمتد من وفاة أو استقالة البابا وحتى انتخاب من يخلفه.
وسوف يترأس أيضاً طقس “تأكيد الوفاة”، فضلا عن طقس وضع جثمان البابا في التابوت.
تلقّى الكاردينال فاريل، المولود في مدينة دبلن، تعليمه في جامعة سالامانكا الإسبانية، ثم تابع دراسته في الجامعة الغريغورية الحَبَريّة في روما.
عُيّن أسقفاً على أبرشية دالاس عام 2007، ثم دعاه البابا فرنسيس ليترأس الدائرة البابوية الجديدة المختصّة برعوية العلمانيين والعائلة والحياة، ورفّعه إلى رتبة كاردينال.
في عام 2019، رشحه البابا فرنسيس لتولي منصب “الكاميرلنغو” في الكنيسة الكاثوليكية.
من يختار البابا الجديد؟ – رسمٌ توضيحي
ينتخب الكرادلة، وهم أعلى المراتب الكنسية في الكنيسة الكاثوليكية البابا الجديد.
وجميع الكرادلة هم من الرجال، ويُعيَّنون مباشرةً من قِبل البابا، وعادة يتولّون مهمة سيامة أساقفة.
ويوجد حاليًا 252 كاردينالاً كاثوليكياً، منهم 135 مؤهلًا للتصويت للبابا الجديد.
ماذا نعرف عن كاتدرائية سانتا ماريا ماجوري التي اختار البابا أن يُدفن فيها؟
صدر الصورة، Getty Images
التعليق على الصورة، كاتدرائية سانتا ماريا ماجوري من الداخل في روما تعتبر كاتدرائية سانتا ماريا ماجوري، التي أوصى البابا بأن يُدفن فيها، واحدة من الكنائس التاريخية التي تعود للقرن الخامس وتقع في قلب روما، وتضم أضرحة لسبعة باباوات.
في أواخر عام 2023، عبّر البابا الأرجنتيني الذي توفي عن 88 عاماً يوم الإثنين، عن أمنيته بأن يكون مثواه الأخير في كاتدرائية سانتا ماريا ماجوري بدلاً من كاتدرائية القديس بطرس، وهو ما يُعد سابقة لم تحدث منذ أكثر من ثلاثة قرون.
وكان البابا قد قال لخبير شؤون الفاتيكان الإسباني خافيير مارتينيز بروكال: “مباشرة بعد تمثال ملكة السلام (مريم العذراء)، هناك فراغ صغير، باب يؤدي إلى قاعة كانت تُخزن فيها الشمعدانات. رأيتها وقلت لنفسي: ‘هذا هو المكان’. وهناك تم تجهيز موقع الضريح. أكّدوا لي أنه جاهز”.
تضم الكاتدرائية أضرحة لسبعة باباوات، كان آخرهم البابا كليمنت التاسع الذي دُفن فيها عام 1669. كما تحتوي الكاتدرائية على مدافن لشخصيات بارزة مثل المهندس المعماري والنحات برنيني، الذي صمم أعمدة ساحة القديس بطرس.
تصميم الكاتدرائية لا يزال يحتفظ بطابعه الأصلي، حيث يتوسطها صحن مركزي تحيط به أربعون عموداً إيونياً، بالإضافة إلى لوحات فسيفسائية مميزة.
تحتوي الكاتدرائية على العديد من المقتنيات الكاثوليكية الثمينة، ومن بينها لوحة يُعتقد أنها منسوبة إلى القديس لوقا، تظهر مريم العذراء وهي تحمل الطفل يسوع بين ذراعيها. كما تضم الكاتدرائية قطعاً خشبية، يُعتقد كاثوليك أنها من مهد الطفل يسوع.
المسيحيون الفلسطينيون يشعرون بفقدان “صديقهم العظيم”, يولاند نيل – بيت لحم
التعليق على الصورة، روني طبش، بائع تذكارات محلي في بيت لحم قال أنطون سلمان، رئيس بلدية بيت لحم في الضفة الغربية المحتلة، إن المسيحيين الفلسطينيين يشعرون بفقدان “صديق عزيز”.
وقال لي: “كان من القادة القلائل في العالم الذين دعموا الحقوق الفلسطينية، وسارعوا إلى تحقيق السلام في المنطقة”.
عندما زار البابا الأراضي المقدسة عام 2014، كانت الصورة الأبرز هي صلاته من أجل السلام بجانب الجدار الخرساني المزخرف الذي يفصل بيت لحم عن القدس – وهو جزء من الجدار العازل الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة.
ثم قاد آلاف المسيحيين المحليين – وهم جزء من أقلية دينية آخذة في التناقص – في قداس في الهواء الطلق خارج كنيسة المهد، التي بُنيت في المكان الذي يُعتقد أن يسوع المسيح قد وُلد فيه.
وقال روني طبش، وهو بائع تذكارات محلي يُعلق صوراً كبيرة للبابا على أبواب متجره: “لقد كان يوماً مميزاً حقاً. حتى أنا غنيت له”.
وأضاف طبش: “لقد منحنا الأمل، وحثّنا دائماً على التحلي بمزيد من الإيمان والصمود والاستمرار والبقاء هنا”.
ويشيد العديد من الفلسطينيين بالبابا فرنسيس لتواصله المتكرر مع كاهن في مدينة غزة بكنيسة العائلة المقدسة الكاثوليكية، حيث دأب على الاطمئنان على سلامة بعضٍ من مئات مسيحيي غزة، الذين لجأوا إليها.
ومؤخرًا، عبّر البابا عن استنكاره الشديد للهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة، واصفاًو الوضع هناك بأنه “مأساوي ومؤسف”.
وفي رسالته الأخيرة بمناسبة عيد الفصح، دعا إلى وقف إطلاق النار، مطالباً بإطلاق سراح بقية الرهائن، وتقديم المساعدة “للشعب الجائع الذي يتطلع إلى مستقبل يسوده السلام”.
صدر الصورة، Reuters
التعليق على الصورة، إضاءة الشموع في كنيسة المهد في بيت لحم بعد إعلان الفاتيكان عن وفاة البابا فرانسيس صدر الصورة، Reuters
التعليق على الصورة، رجل يجلس حزيناً أمام صور البابا فرانسيس في مدينة بيت لحم الموقع الرسمي للفاتيكان يزيل صورة البابا فرنسيس
صدر الصورة، The Vatican
التعليق على الصورة، الموقع الرسمي للفاتيكان اليوم تغيّرت الصفحة الرئيسية للموقع الرسمي للفاتيكان لتُظهر نبأ وفاة البابا فرنسيس.
وتحمل الصفحة الآن العبارة اللاتينية “Apostolica Sedes Vacans”، والتي تُترجم إلى “الكرسي الرسولي شاغر”.
كانت الصفحة أمس تظهر صورة البابا ومعلومات تتعلق بخدمته البابوية.
وفي الوقت الراهن، يبلغ عدد الكرادلة الذين تقل أعمارهم عن الثمانين عاماً 135 كاردينالاً، وهم مؤهلون، بموجب قانون الكنسي، للمشاركة في المجمع السري المغلق لاختيار بابا جديد، في حال وفاة البابا أو تقاعده، وذلك ضمن عملية انتخاب معقّدة تُجرى بسرّية تامة في الفاتيكان.
صدر الصورة، The Vatican
التعليق على الصورة، الموقع الرسمي للفاتيكان أمس الأحد زيارة البابا فرنسيس للعراق: لحظة تاريخية محفورة في الذاكرة
لا تزال الزيارة التاريخية التي قام بها البابا فرنسيس إلى العراق في عام 2021 تتردد أصداؤها في وجدان عراقيين، لما حملته من رمزية عميقة ورسائل قوية عن السلام والوحدة والتعايش.
فقد كانت أول زيارة من نوعها لرأس الكنيسة الكاثوليكية إلى العراق، وشملت جولة في مناطق دمرتها الحرب والعنف الطائفي، من بينها مدينة الموصل التي كانت تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية.
هناك، دعا البابا إلى إنهاء العنف، مؤكداً أن “السلم أقوى من الحرب” وأن “العراق سيبقى دائمًا في قلبه”. كما التقى بزعماء دينيين مسلمين ومسيحيين، وأرسل رسالة واضحة بضرورة العيش المشترك ومكافحة الفساد وحماية الأقليات، لا سيما المسيحيين.
بي بي سي عربي تحدثت إلى شخصيتين كان لهما ارتباط وثيق بهذه الزيارة التاريخية.
الأب أمير ججي الدومنيكي، مستشار في اللجنة البابوية لحوار الأديان في حاضرة الفاتيكان، الذي أعرب عن حزنه العميق لوفاة البابا، وقال: “كان يدعو إلى العودة إلى جذور الإنجيل والقيم الإنجيلية، وأعطى نفحة من الروح والأمل التي أنعشت الكنيسة الكاثوليكية.”وأضاف: “كان رجلاً عظيماً، خلال زيارته للعراق قال لنا إن الحوار ليس طريقاً معبّداً بالورود، بل هو طريق المسيح الحقيقي. يجب أن نعمل من أجل الحوار والسلام. زيارته كانت جريئة جداً، رغم التحذيرات والتهديدات، أصر على القدوم إلى هذه الأرض المقدسة.”
عيسى السندي، مواطن عراقي مسيحي، كان حاضراً في القداس الذي أقامه البابا في إحدى كنائس بغداد، قال: “زيارته للعراق كانت فرحة كبيرة وسبّبت تلاحماً قويّاً بين الشعب العراقي بشكل عام.”وأضاف: “تأثّرنا بوفاته بشكل كبير، فقد كان رمزاً للأمل والمحبة.”
التعليق على الصورة، الأب أمير ججي الدومنيكي البابا فرنسيس: مُصلح أم متردد؟,
سناء خوري- بي بي سي نيوز
عُرف البابا فرنسيس باعتماده نهجاً إصلاحياً رآه مؤيدوه “جريئاً”، فيما ذهب بعض معارضيه حد اعتباره “يتعارض مع تعاليم الكنيسة”.
من أبرز الملفات التي اجتمع حولها مؤيدوه، مناصرته لحقوق الفقراء والمهمشين، ودفاعه عن اللاجئين، ورفضه السياسات الاقتصادية الرأسمالية، ومواقفه المنفتحة تجاه المثليين.
صحيح أنه حافظ على تعاليم الكنيسة التقليدية لناحية حصر “سر الزواج” بتعريفه العقائدي بين رجل وامرأة، إلا أنه كان منفتحاً على قبول الاختلاف ومنح المحبة للجميع من دون أحكام، بحسب خطاباته في هذا الملف.
في المقابل، هاجم بعض معارضيه مواقفه الليبرالية، واتهموه بخلق “ارتباك عقائدي في الكنيسة”. كذلك رأى بعض معارضيه أن في انفتاحه على الأديان الأخرى، خصوصاً الإسلام، خطر على هوية الكنيسة الكلاسيكية.
وبعيداً عن الخلافات الفكرية، هناك من وقفوا ضده بشكل غير معلن، بسبب عمله لمحاربة فضائح التحرّش الجنسي بالأطفال، وملفات فساد ماليّ.
صدر الصورة، Getty Images
وفاة البابا فرنسيس: لبنان يعلن الحداد، وإيران وتركيا تشيدان بموقفه الرافض للحرب في غزة
صدر الصورة، EPA
التعليق على الصورة، باقة زهور وصورة حداداً على وفاة البابا فرنسيس أعربت إيران عن تعازيها في وفاة البابا فرنسيس، رأس الكنيسة الكاثوليكية، عن عمر ناهز 88 عاماً.
وأشاد الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، بـ”الجهود الفعالة والمستدامة” التي بذلها البابا فرنسيس “لتحقيق السلام والصداقة والأمن”، بحسب رسالة نُشرت على موقعه الإلكتروني.
وأضاف: “مواقفه الواضحة في إدانة الإبادة الجماعية التي ارتكبها النظام الإسرائيلي في غزة ستبقي ذكراها حيّة إلى الأبد في أذهان كل الضمائر الواعية في جميع أنحاء العالم”.
صدر الصورة، Getty Images
التعليق على الصورة، صورة أرشيفية تجمع البابا فرنسيس والرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الفاتيكان عام 2018 كما أشاد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، بالبابا فرنسيس ووصفه بأنه “رجل الدولة المحترم” الذي كان “يولي أهمية للحوار بين الأديان”.
وأشار في رسالة نشرها على منصة إكس إلى “مبادرات البابا في وجه المآسي الإنسانية ولا سيما القضية الفلسطينية والإبادة في غزة”.
وفي لبنان أعلن رئيس مجلس الوزراء، نواف سلام، الحداد الرسمي على وفاة الحبر الأعظم قداسة البابا فرنسيس لمدة ثلاثة ايام اعتباراً من تاريخه وحتى يوم الأربعاء الموافق 23 أبريل/نيسان 2025.
وأضاف البيان: “تُنكس حداداً الأعلام المرفوعة على الإدارات والمؤسسات الرسمية والبلديات كافة، وتُعدّل البرامج العادية في محطات الإذاعة والتلفزيون بما يتوافق مع الحدث الجلل، وعلى أن تتخذ الإجراءات ذاتها يوم الصلاة لراحة نفس قداسته ودفنه”.
صدر الصورة، Getty Images
التعليق على الصورة، صورة أرشيفية للبابا فرنسيس وهو يحمل علم لبنان، ويصلي من أجل لبنان في باحة سان دامازو بالفاتيكان عام 2020 كما أصدر حزب الله اللبناني بيانا أعرب فيه عن تعازيه للفاتيكان وأتباع الكنيسة الكاثوليكية في العالم وعموم المسيحيين، بوفاة بابا الكنيسة الكاثوليكية، البابا فرنسيس، الذي “آمن بالسلام ودعا إلى نبذ الحروب، وعمل بإيمانٍ عميق على زرع قيم المحبة والتسامح وبناء الجسور بين الأديان والحضارات والشعوب في سبيل إرساء الحوار والتفاهم والعدالة”.
وأضاف البيان أن البابا فرنسيس “جسّد، من خلال مواقفه المُلهمة، روح الحوار بين الأديان، فكانت لقاءاته البارزة مع المراجع الإسلامية في النجف الأشرف والأزهر الشريف محطات أطلقت شعلة المحبة ورسالة الأخوة الإنسانية”.
وأشار حزب الله في البيان إلى ما سماه مواقف البابا الصريحة الداعية إلى وقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والمطالبة بتقديم المساعدات الإنسانية لأهالي القطاع، واعترافه الرسمي بدولة فلسطين، ونصرته للقضية الفلسطينية، إضافة إلى وقوفه الدائم إلى جانب لبنان في كل المراحل وإدانته للهجمات الإسرائيلية عليه، وفق البيان.
الفاتيكان: جثمان البابا قد يُنقل يوم الأربعاء إلى كاتدرائية القديس بطرس
أعلن المتحدث باسم الفاتيكان ماتيو بروني أن جثمان البابا فرنسيس قد يُنقل إلى كاتدرائية القديس بطرس يوم الأربعاء.
وأضاف أن مجموعة من الكرادلة ستجتمع يوم الأربعاء لاتخاذ قرار رسمي؛ لكن في حال المضي قدماً، فسيُسمح للناس بتقديم واجب العزاء.
فيما أفاد المكتب الإعلامي في الكرسي الرسولي أن البابا توفي في شقته في مقر القديسة مارتا في الفاتيكان حيث كان يقيم منذ انتخابه في 2013. وأوضح المصدر نفسه أن سبب وفاة البابا سينشر “على الأرجح” مساء الاثنين بعد الاعلان الرسمي عن وفاته المقرر عند الساعة 18,00 بتوقيت غرينتش.
كيف تبدو الأجواء في الفاتيكان؟
التعليق على الفيديو، تجمهر الحشود في ساحة الفاتيكان بعد إعلان وفاة البابا فرنسيس ترامب: ارقد بسلام أيها البابا فرنسيس!
نشر رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، دونالد ترامب، رسالة على منصته “تروث سوشيال” نعى فيها البابا الراحل.
وقال في رسالة مقتضبة: “ارقد بسلام أيها البابا فرنسيس! بارك الرب البابا فرنسيس وجميع من أحبوه!”.
يأتي ذلك بعد يوم من اجتماع خاص عقده البابا فرنسيس في الفاتيكان صباح الأحد مع نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس.
وذكر بيان صادر عن الفاتيكان أن فانس التقى البابا فرنسيس في مقر إقامته لتبادل التهاني بعيد الفصح، وذلك بعد تكهنات بالاكتفاء بلقاء نائب الرئيس الأمريكي بأمين سر الفاتيكان الذي يعد ثاني أعلى مسؤول هناك، الكاردينال بييترو بارولين، يوم السبت.
وكان البابا ومسؤولو الفاتيكان قد انتقدوا العديد من سياسات إدارة ترامب، كخططه لترحيل ملايين المهاجرين من الولايات المتحدة، ووقفه المساعدات الخارجية وبرامج الرعاية الاجتماعية المحلية.
صدر الصورة، Getty Images
التعليق على الصورة، البابا فرنسيس يستقبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الفاتيكان عام 2017 ما طقوس انتخاب البابا الجديد؟
عند وفاة الحبر الأعظم أو استقالته، تدخل الكنيسة الكاثوليكية في مرحلة يشار إليها بـ”الفراغ الرسولي”. وخلال هذه الفترة، يُعتبر الكرسي البابوي في الفاتيكان غير مشغول، وتُعلَّق بعض سلطات الفاتيكان التنفيذية بانتظار انتخاب خليفة جديد.
خلال هذه الفترة، تُجَمَّد بعض المناصب العليا في الجهاز الإداري للفاتيكان، كما يُمنع إصدار أي قرارات كبيرة تؤثر على الكنيسة عالمياً، لضمان حيادية العملية الانتخابية، وعدم استخدام السلطة للتأثير على اختيار البابا الجديد.
يستمرّ الشغور رسمياً حتى انتخاب بابا جديد، وتتراوح مدة هذه الفترة ما بين أيام قليلة وعدة أسابيع، حسب المدة التي يستغرقها الكرادلة في عملية اختيار البابا الجديد.
لمعرفة المزيد عن انتخاب البابا يمكنكم قراءة هذا المقال
صدر الصورة، Getty Images
التعليق على الصورة، صورة أرشيفية لتجمع الكرادلة في عام 2005 بالفيديو: محطات في حياة البابا فرنسيس
التعليق على الفيديو، البابا فرنسيس: محطات في حياة بابا الفاتيكان بوتين يحتفظ بـ”أعز الذكريات” للبابا فرنسيس، وزيلنسكي: “عرف كيف يمنح الأمل”
صدر الصورة، Getty Images
التعليق على الصورة، البابا فرانسيس والرئيس الروسي فلاديمير بوتن في الفاتيكان عام 2019 وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين البابا فرنسيس بأنه “مدافع عن أسمى قيم الإنسانية والعدالة”.
وأضاف الكرملين أن بوتين “كان له شرف التواصل مع هذا الرجل المتميز في مناسبات عديدة”، مؤكداً أنه سيظل يحتفظ “بأعز الذكريات” له.
كما أشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالبابا فرنسيس، قائلاً إنه “عرف كيف يمنح الأمل، ويُخفف المعاناة بالصلاة، ويُعزز الوحدة”.
وأضاف زيلينسكي أن البابا الراحل صلى من أجل السلام في أوكرانيا ومن أجل الأوكرانيين.
صدر الصورة، Getty Images
التعليق على الصورة، البابا فرنسيس والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في الفاتيكان عام 2024 شيخ الأزهر ينعى “أخاه” البابا فرنسيس
صدر الصورة، Getty Images
نعى شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب “أخاه في الإنسانية” البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، الذي وصفه بأنه “رمز إنساني من طراز رفيع”.
وفي بيان نُشر على الصفحة الرسمية للأزهر الشريف، أشاد الطيب برحلة البابا التي “سخَّرها في العمل من أجل الإنسانية، ومناصرة قضايا الضعفاء، ودعم الحوار بين الأديان والثقافات المختلفة”.
وأشار الأستاذ الدكتور الطيب إلى أن العلاقة بين الأزهر والفاتيكان قد تطورت في عهد البابا فرنسيس؛ بدءاً من حضور قداسته مؤتمر الأزهر العالمي للسلام عام 2017، مروراً بتوقيع وثيقة الأخوَّة الإنسانية التاريخية عام 2019.
وذكر شيخ الأزهر للبابا فرنسيس حرصه على توطيد العلاقة مع الأزهر ومع العالم الإسلامي، من خلال زياراته للعديد من الدول الإسلامية والعربية، ومن خلال آرائه التي أظهرت “إنصافاً وإنسانية، وبخاصة تجاه العدوان على غزة والتصدي للإسلاموفوبيا المقيتة”.
البابا فرنسيس وعلاقته الاستثنائية مع الشرق الأوسط
صدر الصورة، Getty Images
التعليق على الصورة، زار البابا فرنسيس العراق في عام 2021 منذ توليه رئاسة الفاتيكان عام 2013، تمتع البابا فرنسيس بعلاقة خاصة واستثنائية مع الشرق الأوسط. لم تكن هذه العلاقة محصورة بمسيحيي المشرق، بل امتدت لتشمل المسلمين وكل شعوب المنطقة التي تعاني من الحروب والانقسامات. وبأسلوبه المختلف، أظهر البابا شجاعة في اتخاذ مواقف جريئة تجاه القضايا الأكثر حساسية في العالم العربي.
كان أول بابا يزور دولاً في شبه الجزيرة العربية، ويلتقي بقيادات من الطائفة الشيعية في العراق، إضافة الى توقيعه لاتفاقية “الأخوة” التاريخية مع شيخ الأزهر الشريف أحمد الطيب.
وتزامنت حقبة البابا فرنسيس مع الكثير من التقلبات والنزاعات التي تعصف بالشرق الأوسط، إلا إنه تعامل معها بحساسية عالية. فبعد أيام قليلة فقط على سقوط حكم الأسد في سوريا، ووصول الفصائل الإسلامية بقيادة “هيئة تحرير الشام” إلى الحكم، صلى بابا الفاتيكان من أجل بلوغ حل سياسي في سوريا لتعزيز استقرار البلاد ووحدتها وخير شعبها، بحسب ما نقل موقع أخبار الفاتيكان حينها.
وبعد الضربات العسكرية الإسرائيلية على لبنان، أعرب البابا فرنسيس أيضاً عن حزنه إزاء ما يحدث في البلاد وقربه من الشعب اللبناني وصلاته من أجله، راجياً أن يبذل المجتمع الدولي كل الجهود الممكنة من أجل إيقاف هذا التصعيد الرهيب وغير المقبول، على حد وصفه.
تصريحات مشابهة أدلى بها البابا، قبيل عيد الميلاد في كانون الأول /ديسمبر الماضي عندما أدان غارة جوية إسرائيلية أسفرت عن مقتل سبعة أطفال من العائلة ذاتها في شمال قطاع غزة، ووصفها بالـ “قاسية”.
وحرص البابا كزعيم للروم الكاثوليك البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة، على الحذر بشأن اتخاذ موقف متعلق بأي من الصراعات، لكنه كان أكثر صراحة بشأن الحملة العسكرية الإسرائيلية على غزة. ففي مقتطفات من كتاب نُشر في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، دعا البابا إلى إجراء “دراسة متأنية” بشأن ما إذا كان الوضع في غزة “يتوافق مع التعريف التقني” للإبادة الجماعية، وهو اتهام ترفضه إسرائيل.
اقرأ المزيد في هذا المقال عن البابا فرانسيس وعلاقته مع الشرق الأوسط
بالصور: حشود غفيرة تتجمع في الفاتيكان
تجمعت حشود غفيرة في ساحة القديس بطرس، في الفاتيكان، لتقديم التعازي.
وإليكم بعضاً من أحدث الصور التي التقِطت مع انتشار خبر وفاة البابا:
صدر الصورة، Reuters
التعليق على الصورة، جمع من المعزين تقودهم امرأة تحمل صليباً صدر الصورة، Reuters
التعليق على الصورة، حارسان سويسريان يتحدثان إلى مجموعة من الراهبات بالقرب من أحد مداخل الفاتيكان صدر الصورة، Reuters
التعليق على الصورة، راهبة تحمل صورة للبابا فرانسيس بالقرب من ساحة القديس بطرس صدر الصورة، Getty Images
التعليق على الصورة، مسيرة في شارع ديلا كونسيلياتيوني للتجمع في ساحة القديس بطرس بعد وفاة البابا فرنسيس صدر الصورة، Getty Images
التعليق على الصورة، مؤمنون يصلون في ساحة القديس بطرس بعد انتشار خبر وفاة البابا فرانسيس صدر الصورة، Getty Images
التعليق على الصورة، سيدة تصلي في ساحة القديس بطرس مسؤولون فلسطينيون وإسرائيليون ينعون البابا فرنسيس
نعى مسؤولون فلسطينيون وإسرائيليون البابا فرنسيس.
فقد أشاد الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ بـ”التعاطف غير المحدود” للبابا.من جهته، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في بيان رسمي، إن الشعب الفلسطيني “فقد صديقاً مخلصاً له ولحقوقه المشروعة، ومدافعاً قوياً عن قيم السلام والمحبة والإيمان”.أما حركة حماس، فقالت إن البابا كان يدعو إلى “نبذ الكراهية والتعصب، ورفض العدوان والحروب في العالم” مشددة على أن البابا ندد بـ”جرائم الحرب والإبادة في غزة”.
صدر الصورة، Getty Images
التعليق على الصورة، صورة أرشيفية للقاء جمع البابا بالرئيس الفلسطيني كنائس حول العالم تُشيد بالبابا فرنسيس
نعت بطريركية القدس للاتين البابا فرنسيس، الذي “كان دوماً صوتاً للذين لا صوت لهم”، معلنة أنها ستقيم قداساً في كنيسة القيامة يوم الأربعاء.
وقال وليم الشوملي، المطران المساعد للبطريركية إن قداسة البابا فرنسيس “ترك أثراً بالغاً ليس فقط في الكنيسة الكاثوليكية التي ترأسها، بل على مستوى العالم بأسره”.
كما نعاه المطران عطا الله حنا، رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس في القدس، قائلاً إن “قداسته كان صوتاً للسلام، وداعياً للمحبة والأخوة، واتسمت مواقفه بالوضوح في الدفاع عن الشعب الفلسطيني، وفي المطالبة بوقف العدوان الوحشي الذي يتعرض له”.
وفي مصر، نعت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، قداسة البابا فرنسيس الذي “قضى عمره في خدمة الكنيسة الكاثوليكية، سواء في الأرجنتين أو خلال 12 عاماً جلس فيها على الكرسي الرسولي لروما”.
وأعربت الكنيسة الأرثوذوكسية عن تعازيها لأبناء الكنيسة الكاثوليكية في كل العالم، ذاكرين للبابا فرنسيس “محبته الصادقة ومثال التواضع المسيحي الحقيقي الذي قدمه خلال رحلة خدمته الحافلة”.
وتقدم المطران الدكتور سامي فوزي، رئيس أساقفة إقليم الإسكندرية للكنيسة الأسقفية، بخالص العزاء إلى الكنيسة الكاثوليكية، باسم قساوسة وشعب الكنيسة الأسقفية الأنجليكانية.
ووصف المطران سامي فوزي البابا فرنسيس بأنه “كان أباً وقائداً، جسّد في حياته معنى الخدمة الحقيقية، فمدّ يد المحبة لكل من احتاجها، وفتح قلبه قبل كلماته لكل من طلب العزاء والرجاء”.
وأفادت وكالة أنباء تاس الروسية أن بطريركية موسكو أشادت بدور البابا فرنسيس “المهم في تطوير العلاقات بين الكنيسة الأرثوذكسية الروسية والكنيسة الكاثوليكية”.
كما أعرب اليسوعيون في بريطانيا عن امتنانهم لقيادة البابا فرنسيس.
صدر الصورة، PA Media