كيزانْ ولا ماءْ

استبدَّ ” العَطشُ ” بالشُّعوبِ ” وهيَ تترقبُ ” الإسلامويينَ ” الـ ” لاهثينَ ” وراءَ ” الحُكمِ ” ولا ” رواءْ ” ولامجيبْ عدا عَنْ ” وقائعٍ ” مِنْ ” معاناةٍ ” و” فقرٍ ” و” تهجيرٍ ” و” قمعِ ” و” تردِّيْ حالْ ” يحيا فيهِ ” الناسُ ” عبر ” شرائحهمْ ” وفئاتهمْ ” المغلوبةِ على ” ناصيتها ” ,, و” بذخٍ ” و” فسادٍ يستشريّْ ” في ” طبقاتِهمْ ” المأمورة بالـ” زهدِ ” والـ” تعفُّفِ ” و” الفاعلة ” عكسَ ما تبثَّهُ مِنْ ” تصوراتْ ” ؟!!,,وهُمْ يرفعونَ المصاحفِ ليلَ نهارعلى ” أسِنَّةِ الـ” قولِ ” و الـ” فعلِ ” والـ” بهتانِ ” والـ تكفير ” و” صكوك الغفرانِ ” ؟؟!! لإرهابِ ” الخَلقِ ” الذيْ ” يخافُ الله” بـ”طبيعتهِ السَّويَّة ” ,, والتلويحِ ” بالـ” جنَّةِ الخُلدِ” و” النّار ” ؟!! وكأنهمْ ” مُنِحُوا ” ” تفويضاً ” من الخالقِ العظيمِ ” ؟!! تبرأ وتنزهَ ” المعبودُ” عمَّا ” يروِّجونْ ” له ,, وربما ماأنجزوه هو الـ” جحيم الباديْ للعيانِ ” في البلدانِ التي تخضعُ لهمْ وتحتَ ” لهيبِ ” جورهمْ .
……………….
قولٌ على قولْ :
……………..

إنَّ ” تضَعضُعِ ” البنيَّة الإقتصاديَّة السّياسيَّة واهتزاز ” فسيفساء المشهدِ السُّوادنيْ الرّاهنِْ ” يسّتدعيْ ” الرجوعَ ” لزاماً إلى ” إبريلْ ” من العام 1949م وقدوم جماعة ” الإخوانْ ” مِنْ ” مِصّرْ ” تحتَ إمرةِ ” جمال الدّين السّنهوريْ ” وتدشينِ أولِ فرعٍ لها في ” السُّودانْ ” بالاعتماد على الطّلاب حينها ,, وبزوقُ منظمةٍ تتبنى فكر الأبَ الرّوحيْ للـ” جماعة ” / ” حسنْ البنّا ” ,, ومِنْ ثمَّ انشقاقٌ مُبكِّرٌ قادهُ “أبوبكر كرَّار ” ليتغيَّر العنوانُ إلى ” الحزبِ الاشتراكيِّ الإسلاميِّ ” برئاسةِ مسؤول المكتب التنفيذيْ للـ” إخوانْ ” حينذاكْ / ” محمد صالح عمر ” وليقبضْ بعدها ” الدكتور / حسن عبدالله التّرابيْ ” على دفَّةِ ” جبهةِ الميثاقِ الوطنيْ ” والتيْ هيَ نتاجُ إئتلافِ : ” الإخوانْ ” و” السّلفيينْ ” و” الطريقة التيجانيَّة الصوفيَّة ” في العامْ ” 1969م ” ,, حيثُ قامَ ” التُّرابيْ ” لاحقاً وفي فترةِ رئاسةِ ” المشير/ جعفر النميريْ ” بـ” مغازلته ” عبر ” حلِّ جماعةِ الإخوانْ ” ,, والتيْ لَمْ يكن ” النميريْ ” يطيقها ,, ولتمضيْ مرحلة ” التمكينْ ” كما أرادَ لها ” داهية السُّودانْ ” و” عرَّابْ الفكر الإسلامويْ السياسيْ الحديث في السّودان المعاصر الدكتور/ التُّرابيْ ” ,, ويُعدُّ ” التمكينْ ” هو أحد ” بنودْ الإخوانْ ” وركائزهمْ في العملِ ” التنظيميْ ” ,, وضمنَ المفاصل الهامََّة أيضاً هو إعدامْ ” الداعية التنويريْ / المفكِّر والمهندسْ / محمود محمد طه ” الذيْ شكَّلَ ” بادرةَ تهديدٍ حقيقيَّةٍ ” للـ” حراكِ الإسلامويْ السياسيّ ” وتطلعاته المستقبليَّة في اعتلاءِ “منصة السُّلطة ” ,, لذا تطلبَ الأمر ” لديهمْ ” تنحيته وإقصائهِ من أيِّ ” دورٍ قادمٍ ” في ” السُّودانْ ” ,, ولتطلَّ فترة ” الديمقراطيَّة الثانيَّة ” في العام” 1986م” وليتحوَّلَ المُسَمَّى إلى ” الجبهةِ القوميَّةِ الإسلاميَّة ” ,, وهيَ الحقبة التيْ عُدَّتْ ” مرتقىً ” مناسباً ” للـ” التكويناتِ السَّلفيَّة ” وعلى رأسهمْ ” أخونجيَّة السُّودانْ ” ومنظريهمْ للتغلغلِ في نسيجِ “المجتمع السُّودانيّ ” المُحبّ بطبيعته وفطرته للـ ” تديّنْ ” ,, و”عفويته / بساطته ” التيْ اتاحتْ التمدُّدَ للـ” المشّروعِ الحضاريِّ ” كما أسموه ” داخل السُّودان ” وفشله ” خارجه ” على ” مستوى ” المنطقة ” ,, ولذلكَ أسبابٌ أهمّها عدمْ فهم ” إسلامييْ السّياسة السُّودانيينْ ” لـ” تركيبةِ و” مقدرات الشُّعوبِ المحيطةِ بهمْ ” و” تنامي نضالاتها ” و” أدواتها ” و” وعيها السياسيّْ ” ,, وذلكَ لاعتمادِ ” أجهزةِ مخابراتهمْ ” على تجنيدِ ” مرتزقةٍ ” مِنْ هذه ” البلدانِ ” غير ” ذيْ وزنٍ فيها ” ولا” يعرفونها ” و” غير مؤثرين فيها ” ,, حتى وإنّْ كانوا ” محسوبينَ عليها ” كجذور و” ادعاءْ ” ؟!! ,, وهو مانراهُ في
” مقالاتٍ ” و” تقارير” يبثها ” كتابهمْ ” وينشرونها بما يوضحُ ” جهلاً مطبقاً ” بـ” أحوالِ البُلدانِ التي تجاورهمْ ؟!! ” الحُكمْ ؟! : وقدْ جاءتْ ” جماعةُ إخوانِ السُّودانْ ” على رأسِ انقلابٍ ” دمويْ ” في العام “1989م” ,, لتنتهيْ بذلكَ ” مرحلةُ ” التمكينِ ” التيْ انتشرتْ في تضاعيفِ ” مؤسساتِ الدَّولةِ ” : كالـ” جيشْ ” و” الشُّرطة ” و” البرلمانْ ” و” منظماتِ المرأة / الشّبابِ / الرعايةِ الخاصة ” / “الوزاراتِ ” وغيرها ,, وليغدو الاسمُ وفي العامْ ” 1994م ” ” حزبُ المؤتمرِ الوطنيْ ” الحاكمْ ,, حتى اللحظة .
………………….
كيزانْ : كوزْ ؟؟!!.
………………….

الكوزْ : هو القدَحِ المصنوعِ من ” الألمنيوم ” ,, ويوضعُ في مكانٍ ما مِنْ عربةِ ” اللوريْ / الشَّاحنة ” لتنبيهِ أهلِ القريَّة بالقدومِ إليها ,, أما الأرجحُ فهو النسّبة إلى” مقولةِ ” مؤسِّسِ ” جماعة الإخوانْ ” في ” مِصّرْ ” / ” حسنْ البنَّا ” : “الدِّينُ بحرٌ ونحنُ كيزانهْ ” .
…………….
أسُّلَمَة ؟؟!!:
…………….

إنَّ ” تفنيديْ ” ومِنْ كتبوا / تزامناً ومِنْ قَبليْ وبعديْ لرؤى ” الفكر الدِّينيْ ” و” هرطقاته ” عبر” تعدُّدِ صورهِ ” في ” الإسّلام ” و” المسِيحيَّة ” والأفكار ” الجهويَّة ” و” العنصريَّة ” الأخرى ,, هو كونَ ” هذا الطرح الماضويْ ” و”الإقصائيْ ” و” غير المنسجمْ ” مع ” ذواتِ ” الشّعوب ” و” هوّياتها المتعدِّدَة ” في منطقتنا تحديداً ,, هو أننا ” أعراقٌ ” و” أديانٌ ” ,, و” لاأديانْ ” تعتنقها ” مكوناتٌ قديمةٌ ” في ” القرنِ الإفريقيْ ” بما يتطلبُ بأنهُ لامناصَ مِنْ ” علمنة ” الوقائع ” و” أنظمة الحكمْ ” لـ تكريسِ ” مفاهيم ” التعايشْ “و” المواطنة ” بما يضحيْ معه ” الوطنُ للجميعْ ” ,, ودونَ ” الولوج ” إلى ” تناقضاتٍ ” سافرةٍ و” نتائج كارثيَّة ” نراها و” تكتويْ ” بـ” سعيرها / جهنمها ” الشُّعوبُ المغلوبةُ على أمرِها ,, والتيْ تمَّ ” تضليلها ” بـ” هكذا خطابٍ ” ,, وكما قالَ ” كارلْ ماركسْ : “الدَّينُ أفيونُ الشُّعوبْ ” ,,وليس في هذا حَطٌ مِنْ قدرِ ” الدَّين ” ? كما يحاولُ ” المتبنونَ لأفكار ” أسّلمة السّياسة ” الترويجَ له لـ” إرهابِ ” أيّ مختلفٍ مع ” رؤاهمْ / هذيانهمْ ” ,, فالمقصودُ مِنَ العِبارة أنَّ هناك مَنْ ” يوظِّفَ الدِّينْ ” لمكاسبَ ” دنيويَّة ” و” تسلطيَّة ” عل رقابِ الخلقِ ,, فيتبعهُ ” العامة ” كأنهمْ في ” خَدَرٍ ” و” مغيَّبينْ ” لايعونَ إلى أينَ ” تتجهْ بهمْ قافلة الضّلالْ ” ؟!! وهُمْ ” مخدوعينَ” بـ” القولِ” الذيْ يدغدغُ ” عواطفَ التديّنَ ” لديهمْ – لديهنَّ !! بينما ” أفعالُ ” هذه ” الجماعة ” على ” النقيضِ مِنْ ايِّ ” نظافةٍ لليدِ واللسانِ ” ؟!حتى” تقعْ الفأسْ في الرأسْ ” – و” الدِّينُ ” و” اللهُ ” براءٌ مِنْ هكذا ” افتئاتٍ ” وتجاوزٍ ” على ” الإنسانِ ” باسمه تعالى , فهو ” العدلُ “و” الحَقُّ ” و” الجَمَالُ ” و” الإنْصَافُ ” ,, وسؤالنا هو ؟!! أينَ ” إخوانِ السُّودانْ ” و” متأسلميهمْ ” و”كُتَّابهمْ ” و”منظريهمْ ” وهُمْ يحيونَ في ” أبراجٍ مشيَّدة ” لَمْ يقلْ بها ” دينٌ ” أو خُلُقٌ ” مِنْ ” شعبِهِمْ ” الذيْ يرزحُ فيْ ” معاناةٍ ” يوميَّةٍ ” وصراعٍ “غير متكافيءٍ ” لكسبِ ” قوته ” والحفاظِ على ” مايقيمُ الأودّْ ” ؟؟!!,, وهانحنُ نرى ” كيزاناً ” ولكنَّ الماءَ أوشكَ على الـ” نضوبْ ” ؟!! ,, ودعواتنا أنّْ يرحمَ الرَّازق العِبادَ ,, ويهطِلُّ ” مطرُ التغيير ” صوبَ ” واقعٍ ” أجملَ وأبهى للـ” سُّودانِ الحبيبْ ” ,, وإنّْ يرعويْ هؤلاء ويدَعوا ” الخلقَ للخالقْ ” وأنّْ لايستخدموا ” شِعاراتِ الدِّينِ ” لأغراضِ ” دنياهمْ / رفاهيتهمْ ” ,, وعلى حِسابِ عَرَقِ وجهدِ ” الملايينِ الكرامِ ” مِنْ ” أبناءِ وبناتِ الشَّعبِ السُّودانيْ العريقْ “,, هدانا اللهُ جميعاً لما فيه الخير والتقوى ,, فقد قالَ تعالى: اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِهِ ۚ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ? صدقَ اللهُ العظيمْ .

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. ايام نميري في السبعينات رسائل حسن البنا وكتب سيد قطب والمودودي كانت تطبع في بيروت لحساب مكتبه (دار الفكر الاسلامي) التي كانت توجد في الخرطوم في السوق العربي قرب عمارة الدهب فوف (اجزخانة الصحه)الدور الاول وتوزع لبقية مدن السودان.
    المن اين أتي هؤلاء هم مخرجات هذا الفكر الملوث جابهم ربنا عقوبه لنا لسؤ تديننا.المفروض نكون دوله مثل كوريا الجنوبيه البرازيل الهند.
    ومبروك عليك يا نعومه. ثورة اكتوبر البئيسه دي كانت لازمتا شنو سمان ماكلين شاربين وما حامدين ربكم …

  2. ايام نميري في السبعينات رسائل حسن البنا وكتب سيد قطب والمودودي كانت تطبع في بيروت لحساب مكتبه (دار الفكر الاسلامي) التي كانت توجد في الخرطوم في السوق العربي قرب عمارة الدهب فوف (اجزخانة الصحه)الدور الاول وتوزع لبقية مدن السودان.
    المن اين أتي هؤلاء هم مخرجات هذا الفكر الملوث جابهم ربنا عقوبه لنا لسؤ تديننا.المفروض نكون دوله مثل كوريا الجنوبيه البرازيل الهند.
    ومبروك عليك يا نعومه. ثورة اكتوبر البئيسه دي كانت لازمتا شنو سمان ماكلين شاربين وما حامدين ربكم …

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..