الكاتبة إيمان الحوري.. صغيرة في عمرها كبيرة بإنجازها.. ناطقة باسم الإناث

أبها ? فدوى أحمد
فتاة واجهت الحياة بحلوها ومرها وتعرضت لمواقف أكبر من عمرها في مجتمع يقهر الأنوثة وينال منها دائماً، فكان أن أخرجت كتاباً يتحدث بلسان فتيات في عمر الزهور، ويكشف عن ما وراء الحدث منبهاً على ما تسهو أغلب الأعين من النظر إليه بالواقعية المطلوبة, لأجل ذلك كله أجرت (اليوم التالي) هذا الحوار مع الكاتبة المتألقة والروائية المبدعة إيمان الحوري:
* حدثيني عن إيمان الحوري ؟
– إيمان الحوري.. من مواليد1991م بالهلالية خريجة جامعة الجزيرة كلية الهندسة والتكنلوجيا قسم هندسة الأغذية.. القراءة والكتابة والإعلام كانت هوايات منذ الصغر عملت في الإعداد والتقديم, محبة للتجديد والتغيير المستمر وتوصف نفسها بالتمرد.
* نقطة التحول في حياتك ؟
– بالطبع الكتابة أهم محطة تحول في حياتي, لم أتوقع أن تكون الكتابة نقطة تغيير في حياتي، لأني كنت أظن أن كتاباتي ستظل كطفل يرافقني، ولن يخرج للنور أبدا. وأكثر شيء أعطاني دافعاً للكتابة أني عندما تخرجت في الجامعة كانت لدي رغبة كبيرة في العمل، فكنت أسعى للحصول على وظيفة وفي ظل ذاك السعي تعرضت للكثير من المواقف المسيئة للأنثى على صعيد خاص أو عام, للدرجة التي جعلتني أتراجع عن هذه الفكرة, وفي لحظة غضب كتبت بقلم ثائر تلك المواقف ونشرتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فوجدت إقبالاً من القراء حينها قررت أن أخرج كتاباً بعنوان (مطلوب وظيفة)، وتابعت على ذات النهج وكونت سلسلة قصصية بعنوان: (مطلوب رجال, مطلوب نساء, بعد الفراق) وأخيراً أول كتاب مطبوع (أنثى في وداع العشرينيات).
* حدثيني عن (أنثى في وداع العشرينيات)؟
– بحكم تعايشي بالقرب من الإناث في مختلف الأعمار في مسيرة حياتي التعليمية والوظيفية رأيت وسمعت ما يكفي ليدفعني لكتابة (أنثى في وداع العشرينيات) الذي يحكي عن الأنثى قبل العشرينيات وفي بدايتها وحتى نهايتها والمغامرات الحياتية التي تواجهها هذه الأنثى من قصص الحب والحظ والحظ العاثر، وكيف أنها كانت تنظر للحياة في الصغر والمتغيرات التي تصطدم بها في الواقع. وقُسِّم الكتاب لثلاث مراحل المرحلة الأولى والثانية تتناولان مرحلة حب الجامعة وابن الجيران والأقارب والعرسان الذين يصلون إلى حافة مرحلة الزواج ثم يتراجعون عن ذلك، والمرحلة الأخيرة تتحدث عن الفتيات في أواخر العشرينيات، وكيف يجب أن يتعاملن مع المجتمع وكيف باستطاعتهم إدراك أعمارهم والتعامل مع عمرهم الحقيقي تاركات وراءهم أفكار العشرين.
* ما هو موقف محيطك الاجتماعي والثقافي من إبداعاتك؟
– منذ نشأتي ترعرعت في بيئة ثقافية محبة للتعليم, وكل الشكر لإخواني الذين صقلوني بالمعارف واهتموا كثيرا بتطوير قدراتي دائما، فمنذ الصغر كانوا يراقبون قراءتي وكتابتي، ولا أنسى دور معلماتي لأنهم أيضا علموني اللغة العربية كما يجب، ونجاحي اليوم هو ثمرة جهد من حولي، وأكرر شكري لهم مع كل الود.
* حدثينا عن مشاريع مستقبلية تعملين عليها؟
– مشروعي الأهم هو حلمي الذي سيتحقق قريباً، وهو برنامج تلفزيوني لن أوضح لكم الفكرة الآن، لكن أعدكم بمشاهدة ممتعة.
* ما هي المصاعب التي تقابلك أثناء كتابة وطباعة أعمالك؟
– بداية، أعتقد أني محظوظة كوني وجدت من دعموني ووقفوا إلى جانبي, لكن أكبر مشكلة واجهتني وتواجه جميع الشباب حاليا هي مشكلة عدم تقدير الأعمال الناشئة سواء من مجتمعنا الذي يسلط الأضواء على النصف الذكوري مهمشا للأعمال الأنثوية أو من المتخصصين الذين لا يهتمون بدعم الأعمال الناشئة, أما عن نفسي لأخرج كتاب أنثى في وداع العشرينيات عانيت جداً في كل خطوة، ابتداءً من مرحلة الكتابة الثائرة مروراً بمرحلة الطباعة وصولا إلى مرحلة التدشين. وأناشد الجهات المعنية أن تعيد النظر في تصرفاتها تجاه الأعمال الناشئة وتحيطها بجانب كبير من الرعاية والاهتمام. وأنصح كل الشباب بالمضي قدما لتحقيق أحلامهم، وأن لا يخشوا العقبات بل يتخطوها ويستلذوا بنجاحاتهم في المستقبل.
* ما هو أفضل رأي سمعته عن كتابتك؟ وماهو الأسوأ؟
– أفضل رأي هو رأي فتاة شابة أثنت على الكتاب من خلال وصفها أنه يحكي قصتها، وحينها شعرت حقاً بنجاح كتابي، حيث تأكدت أنه فعلاً يلامس حياة القراء. وأسوأ تعليق أراه سطحياً جداً، وهو وصف أحد القراء بأنه كتاب سطحي ومجرد (ونسه) كما قال, وأخرى ترى أني تعديت الحدود، وأسعى لخراب المجتمع من خلال أفكار هدامة موجودة بين صفحات الكتاب !
* برأيك ما هو أكثر جانب يستحق تسليط الضوء في كتابك ؟
– أهم جانب حسب رأيي جانب الاختيارات الناجحة في الحياة، وهي مقسمة إلى ثلاث مشكلات يقع فيها الأفراد سواء بسببهم أو بسبب من حولهم كـ (رجل نقبله ونرفضه لاحقا، رجل نقبله ويرفضه مجتمعنا، رجل يقبلنا ويرفضنا مجتمعه). وهذا الجزء مهم جدا لأنه موجود في صلب المجتمع ومؤثر تأثيرات غالباً ما تكون سلبية وتستحق إعادة النظر، ليتمكن الجميع من اختيار الصواب وتفادي الأفكار المسببة لمثل هذه المشاكل

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. وفقك الله وسدد من خطاك. اجتهدي واكتبي واوصيك بالقراء ثم القراءة من اجل تجويد الكتابة ولا تلقي بالا للمحبطين الذين لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب.ونراك في القمة ان شاء الله.

  2. أولا تهانينا لكي بشجاعتك مع تمنياتنا لكي بالرقي والتقدم في تطوير كتاباتك والوصول إلى القمة .. نحن خارج السودان لا نملك مكتبات توفر لنا كتب ومألفات من هذا القبيل ويا أختنا الغالية – الكاتبة إيمان الحوري.. سلمها الله
    أفدنا أين نحصل كتاباتك .
    وأنا من المعجبين والساعين لقراءة كتاباتك .. وفق الله إلى الأمام .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..