قيادي في الجيش السوداني: «الدعم السريع» يعاني أعراض انهيار كبير

قال أحد قادة الجيش السوداني لـ «القدس العربي»، أمس الأربعاء، إن القوات المسلحة السودانية مسيطرة على قواعدها في الخرطوم، واستطاعت أن تدمر قواعد وخطوط الدعم وشبكات اتصال الدعم السريع، لافتا إلى أن ذلك يعد نجاحا بالرغم من تكلفته العالية.
وأوضح، مفضلا حجب اسمه، أن قوات الدعم السريع تعاني من أعراض انهيار كبير بعد أن فشلت في تنفيذ الهدف الأساس من عمليتها العسكرية التي انطلقت في 15 أبريل/ نيسان، وتظهر آثار الانهيار، حسب قوله، في فقدان سيطرة أفرادها وقيامهم بأعمال نهب وتخريب للبنوك والمؤسسات المالية الكبيرة.
وبين أن «الدعم السريع يمتاز بكثافة النيران والتحرك المباغت، ولكن لا يعلم كيف يتمسك بالأرض وكيفية التمترس حول معسكراته، ولا يدرك حجم قيمة الوحدات العسكرية، وإنما الهجوم بكثافة نيران عالية وصولا للهدف وتدميره، باختصار معيار اختيار الأهداف مختل لديهم».
ووفقا له «هناك تحديات تواجه القوات المسلحة السودانية في هزيمة الدعم السريع، وأكبر تحد هو تشتت قواته داخل الأحياء المدنية والمباني السكنية، بل وتغطية ذلك بتشجيع عمليات السلب والنهب»، مشيرا إلى أن «الجيوش تعمل وفق أطر قانونية وأخلاقية تفرض عليها التقيد بإجراءات معينة للفصل بين القتل والاقتتال داخل هذه التجمعات المدنية، مما يجعلها تلجأ إلى أساليب وحيل تطيل من أمد العمليات العسكرية، مما يفاقم أوضاع المدنيين ويمثل ذلك ضغطا أكبر على منظومة القيادة والسيطرة».
واعتبر أن «المعركة حسمت عسكريا لصالح القوات المسلحة بالرغم من التكلفة العالية والخسائر المدنية الكبيرة»، مبينا أن «قيادة الجيش استطاعت أن تحصر المواجهات داخل الخرطوم، وأن تؤثر على الفاعلين خارج السودان».
وبرزت تساؤلات المواطنين عن موعد انتهاء القتال وتوقف الحرب في السودان، خصوصا وقد انقضى الموعد المحدد لحسم معركة الخرطوم، الذي أطلقه في وقت سابق، القيادي في الجيش، الفريق أول ياسر العطا، بعد تأكيده على قدرة جنوده في بسط سيطرتها على العاصمة ودحر قوات «الدعم السريع» ومحاكمة قادتها. وفي أوائل الشهر الجاري، قال العطا في تصريحات لوسائل الإعلام، إن «الشعب السوداني صبر معهم ويستحق التحية، وإن انتهاء المعارك سوف يستغرق أسبوعا أو أسبوعين بالكثير لحسم الدعم السريع». لكن الوقائع على الأرض عاكست تلك التوقعات والوعود، فلم تختلف موازين السيطرة كثيراً عن الأيام الأولى لاندلاع القتال منتصف أبريل/ نيسان الماضي.
وتحتدم المعارك في السودان بين الجيش و»الدعم السريع»، وتدخل شهرها الثاني وسط دعاوى متبادلة من الطرفين حول السيطرة والاستيلاء على مناطق استراتيجية وعسكرية في الخرطوم التي تعاني هي الأخرى من أعمال تخريب واسعة وانتشار عصابات السلب والنهب، وإشكالات أخرى معيشية وإنسانية.
ويمتد ميدان القتال وتنتشر الارتكازات العسكرية من الطرفين، في مناطق العاصمة. وفيما لا يزال الجيش يسيطر على غالبية مقاره ومعسكراته، بدأ أخيرا في التحرك البري ومهاجمة قوات «الدعم السريع» التي كذلك هي الأخرى أعادت انتشارها في مواقع جديدة في بعض الشوارع الرئيسية وداخل الأحياء السكنية، كما تقوم بمناورة الجيش وتنفيذ هجمات مباغتة.
ويبدو أن استمرار الحرب طيلة الأسابيع الماضية والوعود التي أطلقها القادة العسكريون في حسم المعركة تسببت في زعزعة الثقة بالجيش لدى البعض، وبقدرته على حسم المعركة، خاصة في ظل النشاط الإعلامي الكثيف لـ»لدعم السريع»، وعكسه لـ»الانتصارات» والانتشار الذي يقوم به. لكن في المقابل، يقول الخبراء وموالون للجيش، إن التأخير في الحسم يعود لطبيعة المعركة التي تدور وسط المدن، والخطط الحربية مبنية على تقليل الخسائر وسط المدنيين والممتلكات العامة.
يشار أن الحسم العسكري ظل الخيار المتقدم لطرفي النزاع في السودان مع التمسك الشديد للجيش به بعد تصنيفه لقوات «الدعم السريع» بـ»المتمردة».
ويقول مراقبون إن سير المعارك بالنسبة للجيش وتقدمه سيمهدان الطريق للخيار الآخر المتصل بالتفاوض والحل السياسي، مشيرين إلى أنه يسعى لتحسين موقفه التفاوضي عبر تحقيق انتصارات واسعة في الخرطوم.
وفي الأثناء، يتخوف البعض من أن يتسبب تحسين الموقف التفاوضي أو إطالة الاقتتال وفقاً لخيار الحسم العسكري، من تفاقم الأوضاع الإنسانية، كما يخشى آخرون من تدخلات أياد دولية وإقليمية تعقد أفق الحل، كما حدث في عدد من الدول العربية التي شهدت أحداثا مشابهة. إلى ذلك، قال حسام الدين ذو النون، مستشار إدارة المعلومات وتحليل البيانات، إن التدخل الإقليمي والدولي كان حاضراً منذ بدأ عملية التغيير في ديسمبر/كانون الأول 2018 ثم تصاعد الأمر إلى أن بلغ التدخل والتأثير على مستقبل السودان سياسياً وكيفية حكمه.
وبيّن أن الدعم السريع يمثل محور روسيا التي تسعى حثيثاً للسيطرة على البحر الأحمر، وإقامة قاعدة بحرية عسكرية فيه، وهو موقع جيو إستراتيجي له تأثير كبير وفعال في الحرب الروسية على أوكرانيا بقطعه لخطوط التجارة العالمية ونقل النفط، والذي سوف يحسم المعركة لصالح روسيا نتيجة لحصار أوروبا اقتصاديا بصورة مؤثرة.
وأشار إلى أن «الدعم السريع» لديه علاقة مع الإمارات التي لديها تأثير ونفوذ على كل من إريتريا وإثيوبيا، وكذلك ليبيا عبر اللواء خليفة حفتر، مبيناً أن هذا التحالف له القدرة على توفير خط إمداد وإسناد عسكري «الأسلحة والمركبات والوقود» لقوات الدعم السريع، وهو كما يقول أمر بلا شك يمكن أن يطيل أمد الحرب بصورة غير متوقعة.
وبيّن أن «القوات المسلحة كانت الأقرب للولايات المتحدة ومصر وإسرائيل، ويمكن أن يظهر ذلك في زيارة قائد قوات الأفريكوم للسودان ولقائه قادة القوات المسلحة السودانية وتجنب قوات الدعم السريع وقائدها، ذي العلاقات العسكرية والمالية مع روسيا عبر شركة فاغنر مقابل مساعدة روسيا في التمدد في مناطق النفوذ الفرنسي في غرب أفريقيا. مهدد كبير للغرب استيلاء روسيا على الحزام الأفريقي من المحيط إلى البحر الأحمر، فلذا ما يمثله خطر الدعم السريع جعل الولايات المتحدة تطور علاقاتها مع القوات المسلحة وقادتها بصورة مطردة منذ عام 2020».
ولفت الى أن «وجود الكثير من الأجندة والتقاطعات والمصالح الإقليمية والدولية التي يعتمد تحققها على طرف من الأطراف، يجعل تصاعد الصراع واحتمالات اتساع نطاقه أمرا واردا للغاية، خاصة مع وجود قرار يطالب بإخلاء ليبيا من المرتزقة».
ويعتقد أن دور الإمارات الفاعل في الصراع الليبي سيجعلها تقوم بتحويل مجموعات المرتزقة العاملة هناك إلى السودان وهو أمر وارد بصورة كبيرة وسيكون نقطة تحول كارثية في الصراع ما بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، كما سيلقي بظلال سالبة على مستقبل السودان، إذا لم يتم حسم الحرب لمصلحة أحد الأطراف في أقصر وقت ممكن».
القدس العربي
(معالم إنهيار فى الدعم السريع)!!.. و الله دى ياها ذاتا (أب سن يضحك على أب سنين)! ههه
لكي لا ننسى. من اقوالهم “امس اكسح قشو ماتجيبو حي اكلو ني ماعاوزين عبء اداري” “ماتخسرو فيهم طلقة واحدة الطلقة بي سبعة جنيه”
“إن القوات المسلحة السودانية مسيطرة على قواعدها في الخرطوم”، كلام الطير في الباقير, اكيد ده كلام خبير اصطراطيجي لان الجيش السوداني مافيه قادة ـ والا ماكان عيال الجنجا لقطوهم كالفئران وكبيرهم مختبئ في البدرون كالجرذ. بل امس في الجوية اجبروا احد هؤلاء القادة ان يمدح لهم على ايقاع صحن الفول.