مقالات سياسية

وقفة خارج المحطة..!

مرتضى الغالي

نختلف في أي شيء إلا في بطء وسلحفائية ديوان النائب العام في تقديم جرائم الإنقاذ (أو لنقل الاتهامات بالجرائم) للقضاء، مع العلم بأن الديوان لا يزال يعج بالموقوذة والمنخنقة ومكاسير الضمير وأذيال الفلول، ولكن من الغريب ألا تسود إدارة الديوان العليا حتى الآن وألا تكون لها اليد العليا في شؤون الديوان حتى تتخطى الحواجز والشراك، فهل لا يزال الإنقاذيون يتسنّمون المناصب العليا في الديوان؟؟ وهل لا نزال عاجزين عن تعيين نائب عام منحاز للثورة وللعدالة كما هو الحال في عجز عجلتنا السياسية من اختيار وزير للتربية والتعليم!!.

هذه التساؤلات (الموجعة) حرّكها ما جاء في حلقة واحدة من برنامج (صنائع الشر) في تلفزيون السودان، وهو برنامج نعرف جهود واجتهاد صديقنا الصحفي الهمام الذي يقوم بإعداده؛ وقد كشفت حلقته الأخيرة عن السكة حديد ميسم الخراب الذي مارسته جماعة الإنقاذ على هذا المرفق، وهو من نوع الفساد القياسي الذي يمثل النموذج الأوفى والصورة المثلى لكيف يكون الفساد..!! من حيث كشط العاملين من الوجود ومن الحياة بجرة قلم باسم الصالح العام، ومن حيث تدمير البنية الأساسية حتى يتفرق شملها وتستعصى التجميع مرة أخرى، ومن حيث ضرب المنظومة الإدارية والتشغيلية بكاملها، ومن حيث قطع خط المهنية والخبرات المتراكمة، ومن حيث تحويل ملكية المرافق إلى أجانب، أو للصوص لا علاقة لهم بالسكة حديد من قريب أو بعيد، مع سمسرة وبيوع خاسرة لشركات السكة حديد ومرافقها وأراضيها ووآلياتها وقطاراتها وقضبانها ومصانعها وورشها وتقطيع أوصال أقسامها الجغرافية… إلخ، وقد تم ذلك عبر فساد (ذي ثلاث شُعب)؛ الشعبة الأولى تدميرها لغرضين: الأول مصالح (لصوص النقل البرّي) والثاني والأخطر تقطيع أوصال الوطن ومنع تلاقي الناس في حامل قومي شعبي زهيد الأجرة مبذول لكافة الناس، فالسكة حديد مفاعل وحدة وطنية وتلاقح بين السودانيين منذ أن كانت.. ونوع الفساد الثاني هو (لصوصية محضة)..! أما الثالث فمن نوع إثابة محاسيب الإنقاذ ومكافأتهم من أملاك الدولة مع سهولة أن يقتسم معهم كبار الإنقاذيين (ريع الفساد)، ومن هذا النموذج (قطار شيخو)..!! وقد أحسن قدامى العاملين والعاملات في السكة حديد رواية صوّر هذا النوع من الفساد. ولا تزال الدهشة تعقد الألسن من عدم التحقيق مع عرّاب تشريد العاملين أو أحد عرّابيه وهو محمد الحسن الأمين الذي يلبس (برنيطة الدفاع) عن الإنقلابيين باعتبار أنه (افوكاتو) يرتدي ثياب العدالة بعد أن انتفت دواعي (رحلة الشتاء والصيف) التي كان يقوم بها بين المؤتمر الوطني والشعبي!!.

على كل حال هو اتهام صدح به العاملون عبر تلفزيون الدولة، وستوجب أن يؤخذ مأخذ الجد، فتدمير السكة حديد وتشريد آلاف العاملين وسحقهم في العطالة والانكسار الاجتماعي وتجريدهم من أسباب المعيشة وخط المهنة وما ترتّب عليه من أضرار وأوضار أسطورية على أسرهم (ومن يعولون) ليس لعبًا، فليسائل النائب العام عرّاب التشريد هذا لفتح هذا الملف الخطير الذي يحاول الفلول الآن تغبيشه بالحديث عن المصالحة الوطنية والوفاق الوطني..!! والمطلوب أن يعترف هذا الرجل: هل كان فصل الآلاف من السكة حديد وغيرها من (بنات أفكاره) أم بأمر قادته في الإنقاذ، حتى نصل إلى حقيقة (محرقة التشريد) وأدوار الإنقاذيين الأبرار أصحاب الأيدي المتوضئة التي تشرّد الناس باليد اليسرى وتسرق الوطن وتدمر المرافق باليد الأخرى، وقد كانوا (أهل فضل) يعدلون في الظلم ويطردون الرجل وزوجته من الخدمة بغير أن يرمش لهم جفن، ولكن (والشهادة لله) كانوا من حيث الدناءة كما حكى العاملون يتبذّلون في السرقات إلى درجة خلع أبواب وشبابيك المباني لبيعها، فهل رأيت (أبقاك الله) مثل هذه اللصوصية الرخيصة التي كانت تمارسها قياداتهم.. الله لا كسّب الإنقاذ!!.

الديمقراطي

‫2 تعليقات

  1. فعىلا خلعوا ابواب وشبابيك مدرسة خورطقت الثانوية التي بناها الانجليز صورة طبق الاصل من “كلية أتون” في بريطانيا التي كانت تخرج الافذاذ امثال ونستون تشرشل، هؤلاء الناس يا استاذ مرتضي عندهم عقد نفسية كزعيمهم الهالك الترابي واما محمد نقطة نظام فهو اتفه الساقطين. خليك منهم يوم الكنس قرب لسارقي الثورة في قحت ومكونهم العسكري الحاقد علي الشعب السوداني.

  2. وقاحة الكوز ..دناءة الكوز ..خسة الكوز..انحطاط الكوز..وقاحة الكوز..صلف وغرور الكوز..ندالة الكوز..كلها صفات عايشها الشعب السوداني ..حسب الاقدار ..بعض الناس ناله من كل كوز بعضها..والبعض الاخر خبرها جملة في فترة حكمهم ..والشاهد على ذلك التصريحات المشهورة…والفصل التعسفي..والتشريد ..والحرب..وقتل المتظاهرين السلميين..والتعذيب في بيوت الاشباح كما يروي الضحايا في البرنامج التلفزيوني…دا كلو معلوم ..المشكلة انو لسه الجناة القتلة حايمين..ومن قبض عليه لم يحاكم ..ومن تمت محاكمته لم يتم تنفيذ الحكم.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..