رسالة لمن يهمه الامر

الكل يعلم ما أصاب وما مرت به البلاد فى الايام السابقة وما زالت بعض آثارها تري بالعين المجردة ،وما زالت !!
كان المتظاهرون يعتقدون ان وراءهم معارضة سوف تحمي ظهورهم وتنظمهم وتتبني حقهم فى التظاهر ! ولكن وبكل أسف غاب عن المتظاهرون ان الاحزاب تنقسم الى قسمين ، احزاب تاريخية ، وهذه تفتت بعوامل الطبيعة والطقس ، ( المؤتمر الوطني ) حزب الامة انشطر الى عدة احزاب ، ومن بعده حزب الاتحادي الذي أيضاً انشطر بدوره الى عدة احزاب ويمكن ان تسميهم جميعا بأحزاب فتات ،والأحزاب الجديدة الثورية مثال حزب المؤتمر السوداني والحزب الناصري والحزب القديم الجديد الشيوعي وجميعهم الان فى المعتقلات !! ولا ننسي ان هذه الاحزاب ( الحزبين الكبيرين ) حينما كانت على سدة الحكم لم تكن على قدر المسئولية وفرطت فى البلاد والعباد ، حينما جاء السيد الصادق على رئاسة الحكومة لم يفكر فى البلاد ولا العباد واضاع سنواته القصار فى الحكم فى تسفار الى دول لا فائدة منها ولو نذكر انه سافر الى دول شرق اوربا وغربها واعتقد ان الحكم جاء به ليتنزه وليزور بلادا لم يراها فى شبابه ، واضاع البلاد والعباد وفرط ايما تفريط هو وصحبه الميرغنية ، وكان الشيخ يخطط ويرسم كيف له بان يحكم منفردا ، وقد كان له سؤله ، وجاء بالحكم الذي يريده فى العام 89 ،
لا يشكك أحدا بان تنظيم الشيخ كان مبني على ايدولوجية محددة وذهب بابنائه خارج السودان وعلمهم ايما تعليم وثقفهم ايما ثقافة ، فى دول الغرب ، بريطانيا وألمانيا وفرنسا والسويد والنرويج وكندا وامريكا ، وهذه الاشياء تحسب لهم لا عليهم كتنظيم ، والحزبيبن الكبيربين منشغلين بمشاكلهم الداخلية ومن هو له الفضل فى تحرير السودان ومن له الفضل فى رفع العلم ومن ومن ، كله كان نقاشا بيزنطيا ، ( البيزنطيون كانوا مشغولين بأشياء فارغة ، مثال ذلك هل الملائكة كانوا بأجنحة او من غير أجنحة الى ان اعطوا الفرصة لمحمد الفاتح وأغار عليهم وهزمهم وفتح القسطنطينية ) هذا ما فعله السيد الصادق وصحبه الميرغنية فى السودان وجاء الشيخ محمد الفاتح وأغار على سدة الحكم وها هو جالس على سدة الحكم قرابة الربع قرن من الزمان ، لا نقل ان الشيخ لا يحكم ، الشيخ فرد ولكن فكره وايدولوجيته وآبناءه هم الذين يحكمون بغض النظر عن المصالح ، فى النهاية ان فكره وتنظيمه العالمي الذي هو جزء لا يتجزأ منه هو الحاكم ، ولولا الاضطرابات الاخيرة فى السودان لكان احد المؤتمرين اللذان عقدا فى استنبول ولاهور كان للسودان نصيب فى دولة الضيافة ولكن كانت هناك ظروف حالت دون ذلك ، ظروف إقليمية وظروف محلية ،، والمتلقي يعلمها جيدا !
ان الحزب الحاكم الان فى السودان هو حزب اصبح متجزرا فى سدة الحكم ، بغض النظر عن من يحميه داخليا وهذا لا يختلف عليه اثنان ! او خارجيا ! وهذا أيضاً لا يختلف عليه اثنان !
ان دوام الحال من المحال ، ولكل اجل كتاب ،ولكن اذا ناقشت اهل المؤتمر الوطني يقولون بان المعارضة ضعيفة ونحن نريد معارضة قوية ، فمن اين تأتي معارضة قوية واذا كانت المعارضة تضع فلذات أكبادها فى القصر الجمهوري بجوار راس الدولة للمؤتمر الوطني !!!! فكيف بالله ينتظر الشعب السوداني من هذه المعارضة ان تقف الى جواره !! ؟؟
ان أراد الشعب السوداني ان يغير النظام فهذا ليس مستحيلا فكل الوسائل مطروحة ومتاحة ولكن لا بد ان نفكر جيدا من الان وصاعدا ان ننظم انفسنا وان نخلق حزبا جديدا ينضوي تحته ال80٪ من الشعب السوداني لان المؤتمر الوطني يقول انه يمثل 20٪ من الشعب السوداني لكن هو منظم وله قواعده وله شبابه وله شيوخه وله نساؤه ،! اعترف رجالاته بانهم يمثلون 20٪ من الشعب السوداني ولكن هو الحاكم وهو احسن السيئين وهذا لسان حال رجالاته ، فلماذا لا ينظم الشعب السوداني المنتفض نفسه ويعلم منسوبيه ويثقفهم ويكون له رسالة وبرنامج واضح ليزيل به حكومة المؤتمر الوطني ،، ! كل ما أرجوه ان لا يعول الشعب على احزاب الشيخوخة والتي تعارض بعضها البعض وتشاكس بعضها البعض وتقاتل بعضها البعض ، !
نبحث عن قيادات واعية مثقفة متعلمة ذات رسالة وطنية وحزبية وفكر ايدولوجي واضح ومتحد وفيه تناغم وترابط ونبذ للذات من اجل الوطن الواحد الموحد غربه وشرقه وشماله وجنوبه وليس عند الله ببعيد !! ، لماذا لا تنصهر هذه الاحزاب الثورية الجديدة وتضع لها دستور واضح لتهزم حزب المؤتمر الوطني ، ( قبل يومين وفى ظل الظروف الراهنة كانت هناك مداخلة بين علي السيد ومسئول المال لحزب آلامة ، يشهد الله أني خجلت لهم ! فى ظل الظروف الراهنة وكل منهم ينتقض فى الاخر ، كانت فى قناة ال ANN شبكة الاخبار العربية لصاحبها رفعت الاسد فى لندن هل اتحدت معارضتنا وأنفقت قليل مما تملكه فى الاراضي المقدسة او فى السودان وأنشأت لها قناة تتحدث باسمها ؟؟؟!!!!!!! )
لا تعولوا على انقسامات الحزب الحاكم كثيرا ، ولا تنسوا ان هناك مصالح مشتركة تجمع اعضاء ومؤسسات هذا الحزب الوطني اكرر مؤسسات بعضهم ببعض ، لا بد من المؤسسية ، قد يذهب البشير وقد يذهب على عثمان وقد يذهب الجاز وقد يذهب نافع ولكن الحزب سيظل باق فلنبحث عن قيام حزب قوي تنصهر فيه كل هذه الاحزاب الثورية ونقويها لتصارع حزب المؤتمر الوطني وتصرعه !!!! والمثال واضح فى الجارة مصر ، نزع منهم الحكم وما زالوا يقاتلون بشراسة ، حيث انهم فى مصر يمثلون 20٪ أيضاً ، لكن مازال عندهم امل وآمل قوي برغم ان معظم الشعب المصري لفظهم ولكنهم اصحاب ايدولوجية وفكر وتنظيم عمره اكثر من ثمانين عام ، وحكامنا من خلفهم منذ العام 1945 فيجب ان نقدر من الذي نريد ان نصارعه لنصرعه ، ان خيرت الشاطر قالها لأنصاره فى مصر لو فرطتم فى الحكم سوف لن تنالون مرة اخري الا بعد خمسين عام ،
على كل ، الايام بيننا حبلى فلنرى ماذا يكون غداً ، !  ان رسالتي هذه ليست تثبيطا للهمم ولكن قصد منها وجهة نظر وقد تكون مخطئة ، وقد تكون مصيبة ، لكن احسب انها مصيبة ( correct ) بنسبة 51٪ ولكم الحكم !

جمال رمضان
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..