وفوق كل ذي علم عليم … يا أصحاب القوة والجبروت

وضعت اليابان كل إمكانيات التقدم العلمي والتكنولوجيا الحديثة لكي تحمي نفسها من نوبات الزلازل لكي تتجنب ما حدث لها عام 1923 من زلزال قوي في مكان خطير جدا قرب طوكيو وتسبب في مقتل 142000شخص
ووصلت إلى آفاق في العلم والتقدم هي بكل المقاييس أرفع درجات التقدم العلمي في زماننا هذا ورغم هذا إستطاع الزلزال الأخير الذي إجتاح اليابان أن يغير مفاهيم كثيرة في الحياة والكون ودرجات التقدم العلمي

لقد كانت الزلازل هي مشكلة اليابان الأولى ومازالت وقد عانت منها اليابان سنوات طويلة قبل أن تحدث هذه الطفرة الهائلة في الأبحاث والتنبؤات
وأقيمت المباني والعمارات والفنادق على أسس علمية حتى يمكن حمايتها من الزلازل وأصبح العالم كله ينظر إلى اليابان على أنها الجامعة التي يمكن الرجوع إليها في موضوع الزلازل .. كانت مراصد اليابان هي الأكثر دقة وتقدما وعلماء اليابان أكثر تقدما وحساباتهم أكثر دقة

وكانت هناك منافسة قوية بين أمريكا واليابان في مجال التنبؤ بالزلازل … ورغم هذا التقدم التكنولوجي لم ينجح هذا كله في منع وقوع الزلزال الأخير في اليابان 11 مارس/ 2011 الذي بلغت شدته 9.0 درجة على مقياس ريختر أدت إلى حدوث انفجارات هيدروجينية وقعت في أربع مفاعلات بمحطة فوكوشيما النووية، وذلك في أعقاب الزلزال المدمر وموجات المد العاتية المعروفة باسم “تسونامى” مما أسفر عن مقتل 10000 شخصا تأكد وفاتهم فيما اعتبر 16000 في عداد المفقودين

المشكلة ان العلماء حتى في اليابان لم تتوفر لديهم مسجلات طويلة المدى بما يكفي عن ماضي الزلازل لكي يتوقعوا أكبر زلزال يمكن حدوثة في أي موقع على الارض ويقول العلماء انه في التاريخ الحديث لا يمكن توقع ما يمكن ان يحدث ولازالت هناك مخاوف من حدوث زلزال أكبر بكثير في منخفض ساجامي كما يقول الخبراء لكن متى ذلك لا يعلم به إلا الله الواحد القهار
ولم ينجح مرصد واحد من الآلاف المتطوره التي تنتشر في اليابان أن يحدد هذه الكارثة أو ينبه إليها قبل وقوعها

وفي عام 1989 حدث أسوأ زلزال تعرضت له أراضي الولايات المتحدة الأمريكية الذي أود بحياة نحو 3000 شخص في ولاية كالفورنيا الذي تجاوزت خسائره مبلغ 20 مليار دولار. وبحسب بيان علماء وخبراء الجولوجيا والباحثون أنه وبعد مرور مثل هذه الفترة من الهدوء فإنه من المتوقع أن تتعرض المدينة لهزات أرضية كبيرة تهدد بشكل خاص منطقة «سان فرانسيسكو» و «سان دييجو».

كما يعيش الناس في كاليفورنيا على صفيح ساخن خوفاً من تعرض ولايتهم لزلزال هائل مشابه للزلزال الذي أصاب مدينة سان فرانسيسكو عام 1906 حسبما حذر الباحثون الذين يؤكدون أن وقوع مثل هذا الزلزال العظيم مسألة وقت فقط كما يسميه سكان كاليفورنيا وقد حان وقت وقوعه منذ زمن طويل وأنه يمكن أن يحول أجزاء كبيرة من الساحل الغربي الأمريكي إلى ركام وأنقاض ويتسبب في وفاة الآلاف
ولم تستطع أجهزة الرصد في أمريكا القوة الكبرى في العالم علوما وجيوشا وتكنولوجيا أن ترصد الزلزال وتحدد موقعه ولا الزمن الذي سيقع فيه الزلزال العظيم … كما فشلت في التنبؤ في زلزال عام 1989 وزلزال 1906 ولا يعلم ذلك إلا الله الجبار المنتقم

من أجل هذا سوف تبقى مساحات كبيرة وشاسعة في هذا الكون بعيدة تماما عن متناول يد الإنسان هذا الإنسان الذي سخر الكون أحيانا لخدمة أطماعه وممارسة كل ألوان التسلط والبطش والقتل .
هذا الإنسان الذي يتغنى بإسم الحضارة وفي نفس الوقت يمارس كل الأعمال الوحشية من قتل ودمار

ولكن السماء لا تنام .. وهذه الأرض التي يمشي عليها الإنسان بدباباته وصواريخه وصواعقه يمكن أن تهتز في دقيقة واحدة وتقلب كل موازين العلم والعلماء ..

فإذا كان الإنسان يعيش في أوهام جبروته .. فهذه الزلازل تدق طبول الحق حينما ترتفع سحابات الضلال
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..