أسحبوا البساط من تحتهم ..!!

البساط اليوم موضوع تماماً تحت أقدام الذين يتحدثون عن التصعيد ، والقتل والإقتتال ، ولاصوت يعلو فوق صوتهم اليوم فالمعركة في عنفوانها ، فهم يتحدثون عن مصالح ذاتية من خلال هذه الدعوات التي تسعى لترسيخ مبدأ الخلاف والقتل والتدمير ..!!
كل متحدث عن ضرورة رفع السلاح بين أبناء الوطن الواحد ، وضرورة إقصاء الآخر السوداني ، وضرورة السيطرة الكاملة على السلطة والثروة من قبل حزب واحد ، هو بالنتيجة يتحدث عن مصالح ذاتية لا علاقة لها بالوطن ..!!
الوطن يقبل القسمة على الجميع ، دون تمييز بين أبناءه ، ولكن ربما ظن البعض ، أن إمتلاكهم لبعض المال ، وسيطرتهم على مؤسسات الدولة ، وأجهزتها ، وإمتلاكهم لحرية الكلام ، والحركة ، والنشر ، والتنقل في المناصب كيفما أرادوا ، يعطيهم الحق في التحدث بإسم شعب بأكمله ، شعب هم لا يمثلون فيه سوى بعض القلة التي سيطرت على الدولة بالقوة ..!!
مايحدث اليوم من حوار مسلح ، وتفاوض عبر فوهات البندقية ، في تقديرنا ، سببه المباشر ، تلك السياسة التي تنتهجها الدولة ، تجاه أبناءها ، من إقصاء ، ورفض للآخر ، وتجييش لبعضهم عاطفياً ، ولأكثرهم مادياً ، ولمعظمهم جهوياً وإثنياً ..!!
مايجب أن يحدث اليوم قبل الغد ، هو سحب البساط من تحت أقدام دعاة الحرب والإقتتال ، ليتساقطوا واحداً تلو الآخر ، وهذا السحب لا يمكن إلا عبر الطريق الديمقراطي ، وتعريتهم عبر الحوار الجاد ، ونشر ثقافة الديمقراطية والحرية وقبول الآخر ..!!
مايجب أن يكون ، هو تحويل المعركة المسلحة اليوم ، لمعركة سلمية ديمقراطية ، ادواتها النقاش والحجة والرأي والرأي الآخر ، وحينها فقط لن يعلو صوت فوق صوت معركة ، الديمقراطية والتداول السلمي الحر للسلطة ..!!
قوة السودان تكمن في تنوعه ، ولكن إستغلت الدولة الحالية هذه الميزة ، لتحولها في صالح بقاءها في السلطة ، عن طريق تغذية هذا التنوع والتعدد سلبياً تجاه الوطن ، وتجاه المختلف عرقياً ، ولكن ستظل هذه الميزة هي مصدر قوتنا ، ومصدر ضعف النظام الحالي ، وبدأت الشواهد فعلياً اليوم في كل الإتجاهات الجفرافية الأربعة في السودان ..!!
ولكم دي ..
الجريدة
[email][email protected][/email]
كلام جميل , نبذ العنف و التداول السلمى للسلطة ولكن كيف الوصول إلى هذا ؟ هذا هو السؤال الذى يحتاج إلى إجابة .