زول موجوع

اصابتني الأخبار المتداولة عن قضية مدير الجمارك ومدير مكتبه بحالة من الإحباط وعسر شديد في هضم سلسة الأخبار المتداولة حولها ليس بسبب معرفتي الشخصية من قريب أو من بعيد بأحد أبطالها وليس بسبب انتمائهم لمؤسسة الشرطة التي ننتظر أن نستظل تحت مظلة حمايتها من خلال حماية موروثاتنا وثرواتنا اقتصادية كانت أو اجتماعية ؛ لا أن تفجعنا بأن تكون يدها هي الممدودة للتهديد والعبث ؛ وما أصابني أيضا بتلك الحالة الموغلة في الإحباط ليس المبلغ المعلن للثروة التي تم العبث بها والتي أشارت الأخبار المتداولة إلى أنها تقدر بحوالي 85 مليار جنيه سوداني وما خفي اعظم.
لكن ما شدني أن أقف واتحسس رأسي هو ما تداولته الوسائط الاجتماعية من أخبار تفيد بتصريحات أبطال الحادثة بأن لديهم مستندات اصلية وموثقة تثبت إدانة وتورط شخصيات نافذة ومهمة في أحداث مشابهة وهناك الكثير من التجاوزات تقدر بمئات المليارات. يعني زماااان في حالة ضبط أي حالة من حالات التلاعب بالمال العام أو التأثير من خلال المنصب أو المساعدة في اختلاس جزء منه نجد أن حالة من المقاطعة الاجتماعية تحاصر الشخص المعني ابتداءا من الأسرة والأهل والأصحاب والجيران والحي والمدينة يعني ببساطة يصبح شخصا غير مرغوب فيه وغير مرحب حتى بإعلان أي صله به وتجد أن تناول الموضوع يتم همسا حتى من الشامتين.
أما ما يزيد الوجع الآن فنجد أن الحالة وجدت لها تشريعات اجتماعية أهمها أن فلان استفاد من وظيفته أو أن فلان موظف شاطر مما يتيح لمثل هذا الشخص بالتمتع بكل ما حصل عليه من عبثه بالمال العام دون حتى رقابة اجتماعية يعني ببساطة شديدة أن كامل النسيج المجتمعي قد أصيب في مقتل وأصبح بوعي منه أو من خلال حالة التماهي اللاواعي يشارك في تلك الجرائم دون رقيب أو حسيب وحتى السلطة بكامل مؤسساتها وصولجانها لها نصيبها من المشاركة من خلال التشريعات التي تغري وأهمها ذلك التشريع المسخ والمعروف بالتحلل.
يعني كل من يحتفظ بمستندات أو أي أصول لاستخدامها لحمايته عند الحاجة كما يعتقد ؛ نود أن نطرح عليه سؤال بريء جدا ؛ ضد من ينوي استخدام هذه الأدلة ؟!!! فالمسألة لا تحتاج إلى دليل فالكل متورط ومشارك وادانته لا تحتاج دليل يقف شاهدا عليها.
فلك الله يا وطن.
يا مفجوع في موروثك وميراثك واخلاقك.
ولك الله يا محمد أحمد الغلبان الموجوع والمفجوع.

كسرة:
عن أي حوار نتحدث وبأي لغة أو دين؟؟؟

قيس ضي النعيم
ضباء -الأربعاء الموافق 28 أكتوبر 2015

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. يا قيس دا نتيجة المشروع الحضاري الذي رفع شعاراً واضحاً هو إعادة صياغة الإنسان السوداني و بطله المعروف الشارد على عثمان محمد طه و بقية عقده الفريد و السبورة البشير و شيخهم الترابي ، الناس ديل عن عمد عملوا على طمس معالم الشخصية السودانية و نجحوا فيها تماماً و هذا ما يفسر سبب وجعك و وجعنا كلنافي ان النظرة الإجتماعية أصبحت معكوسة لمثل هؤلاء مما أدى لتفشي الظاهرة بالإضافة لتقنين ظاهرة الفساد و حمايتها بمثل تشريع التحلل و تطبيقه في غير محله أضف لذلك ضعف البنية النفسية عند كثير و كثير جداً لمن هم في موضع المسئوليات حتى صار من هو في أكبر مستويات هذه المسئوليه أعتى الفاسدين ، فعلاً شئ يوجع .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..