أخبار السودان

اللعبة.!!

شمائل النور

من الطبيعي جداً أن يصدر قرارا بالتحقيق مع مقدمي مذكرة الــ 31 والذين يتزعمهم غازي صلاح الدين والعميد محمد إبراهيم وغيرهم والذين هم جزء من منظومة الحكم حتى الآن،ومن الطبيعي جداً أن تنتهي لجنة التحقيق بقرار فصلهم من الحزب،صراع العسكر والإسلاميين مع التذمر والغضب الشعبي هو ما سيضع النهاية والتي ربما تكون أسوأ مما نتوقع..وليس الحديث عن إنقاذ المشروع الإسلامي من قبل قيادات إسلامية تتزين بثوب المعارض أو الإصلاحي أمراً حديثاً وليس كذلك ما يدور خلف الأبواب من تحميل كل طرف الآخر كل الإخفاقات أمراً حديثاً فقد بدت تظهر منذ سنوات،ظهرت في القرارات المرتجلة،في الخطابات المتناقضة،في التصريحات المتضاربة،في النفي والتأكيد،فمنذ إعلان الرئيس عدم نيته الترشح مرة ثانية لرئاسة الحزب انكشفت الصورة وباتت جلية،فكل من محاولة إصلاح من قبل بعض الإسلاميين تعني المطامع في السلطة أو هكذا يُفسر التيار الآخر..المذكرات التصحيحية التي ظهرت بعد الانفصال عندما سئل الرئيس عنها،امتعض وثار وتوعد بالمحاسبة وبذا قطع الباب أم أي تغيير يقوده إسلاميون،وبالفعل لم يحدث شيء مما دعت إليه المذكرة،ماتت المذكرات وولدت نسخة إسلامية شبابية غاضبة وساخطة،وأيضاً لم تستطيع فعل شيء غير أنها دبجت نفسها بإسم معارضة،والآن الفكرة تتضح أكثر في بروز تيار جديد من قيادات إسلامية تحمل صفة إصلاحيين داخل الحزب الحاكم،انتقدوا قمع المتظاهرين وقتلهم،وانتقدوا زيادة الأسعار الأخيرة والتي مرت على كل مؤسسات الدولة والحزب وبصموا عليها بالعشرة حتى لو لم يوافقوا،والذي لحق بهم هو مثل ما لحق بغيرهم من قبل،بل هذه المرة أشد وعيداً..لجنة للتحقيق مع من يسمون أنفسهم “الإصلاحيين” وربما تصل مرحلة أبعد من ذلك،والذي ينبغي أن يُفهم من زاوية أخرى هو أن الرئيس ومؤسسته الضيقة ليست ضد التغيير أو الإصلاح بأي شكل،لكنها ضد أي إصلاح يأتي عبر الإسلاميين الذين هم شركاء في الإخفاقات والإصلاحات منذ ربع قرن،على الأقل الإسلاميين من داخل الحكم،وما يجري بين الرئيس والحزبيْن الكبيرين بات مثيراً لقلق التيارات الإسلامية،وما يحدث من تحميل كل طرف الآخر كافة الإخفاقات هو نتاجه الذي يحدث الآن..ثمة ارتياح يسيطر على الرئيس ومؤسسته الضيقة تجاه ما يحدث الآن من غضب شعبي،وثمة قلق بالغ يسيطر على الإسلاميين مما قد يُفعل بهم وبمشروعهم الذي سيشيع مع غضب الشارع،ويبدو أن المؤسسة الضيقة تدرك تماماً ماذا تفعل وكأن كل ما يؤدي إلى غضب الشارع وانفجاره تم بمنهجية دقيقة،وهي تمارس لعبة السياسة باستنباط شعار الإسلاميين،أو تُرق كل الدماء،لكن أيضاً الشارع لا ينتظر أن ينتهي خلاف العسكر والإسلاميين بمن يتحمل الخطأ ،ولا ينتظر كذلك أن تنتهي مساومات المعارضة مع الحكومة..تسير السياسة في طريقها،ويسير الشارع حتى نهايته.
=
الجريدة

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. To hell with all of them and their stupid and sick acts
    F*** them All, like they did to every decent citizen in the country
    make a list of all of them and enjoy seeing the names get crossed out of life in the most inhumane and cruel manner
    so that long down the history lane this will be remembered as the Sudanese Exist for MBs

  2. To hell with all of them and their stupid and sick acts
    F*** them All, like they did to every decent citizen in the country
    make a list of all of them and enjoy seeing the names get crossed out of life in the most inhumane and cruel manner
    so that long down the history lane this will be remembered as the Sudanese Exist for MBs

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..