واشنطن … تليين المواقف !

تحليل سياسي

واشنطن … تليين المواقف !

– محمد لطيف

لن يختلف اثنان فى أن واشنطن تولي عناية خاصة للدولة الوليدة فى جنوب السودان … حتى قبل أن يصبح الجنوب دولة مستقلة كانت مجموعات الضغط المتعددة هناك قد نجحت فى فرض الجنوب على صدر الأجندة الأمريكية .. فما كانت لإدارة تدخل البيت الأبيض ديمقراطية او جمهورية إلا وتؤكد التزامها تجاه الجنوب وحقوقه .. وهذا ما يفسر اهتمام الإدارات الأمريكية المتعاقبة بعملية السلام فى جنوب السودان ثم بإجراءات تطبيق اتفاقية السلام الشامل حتى مرحلة الاستفتاء والقبول بنتائجه من قبل الشمال ثم اكتمال قيام دولة الجنوب .!
وفى سعيها نحو ترجمة اهتمامها بالجنوب اكتشفت هذه الإدارات الأمريكية المتعاقبة أن لا سبيل أمامها لتأمين حقوق هذا الجنوب وتأمين استقراره إلا بضمان قدر من الاستقرار النسبي للشمال .. وكان هذا الاكتشاف واحدا من مبررات سياسة الجزرة والعصا التى انتهجتها الإدارة الأمريكية فى أكثر من مناسبة تجاه الخرطوم … وحين تشدد الإدارة الأمريكية الآن على ضرورة إنهاء مفاوضات أديس أبابا بين السودان وجنوبه باتفاق يحقق الاستقرار فهي لا تتحرك بعيدا عن جندها الرئيسي وهو ضمان حقوق الجنوب وضمان استقراره .. ولكن .. شاءت واشنطن أم أبت فإن طرف التفاوض الثاني سيكون له نصيب من كعكة هذه المفاوضات وسيتم التغاضي عن ذلك طالما كان الهدف الأساسي قد تحقق .. ولا ضير على واشنطن أن ترجىء مواجهتها مع نظام الخرطوم الى مرحلة لاحقة…!
إن صح هذا المنطق يصبح من غير المنطقي أن تكون واشنطن قد استدعت قيادات قطاع الشمال لتعقيد سير المفاوضات كما يروج البعض .. بل العكس هو الأرجح .. وهو أن التدخل الأمريكي يهدف لتليين مواقف المتشددين .. بل وإعادة ترتيب الأولويات وأجندة التفاوض بما يحصرها فى قضايا المنطقتين كما يقول رئيس الوساطة ثابومبيكي .. وبالتالي إرجاء قضايا التحول الديمقراطي وحقوق الإنسان الى مرحلة لاحقة…!
ثم يأتي كل هذا مقروءا مع حاجة ملحة لدى الإدارة الديمقراطية بقيادة اوباما والتى تتأهب لخوض اختبار جديد أمام الرأي العام الأمريكي الى إنجاز سياسي ودبلوماسي تقدمه للناخبين .. خاصة بعد الخيبات المتتالية فى آسيا وفى الشام .. الواقع أن الإدارة الأمريكية الحالية قد داهمها عام الانتخابات وهي خالية الوفاض من أي إنجاز … والمنبر المنعقد فى أديس أبابا الآن بات قريبا من تحقيق نتائج .. فهل تسمح الإدارة الأمريكية لقطاع الشمال بحرمانها من جني ثمار هذه المفاوضات..؟ بالطبع لا ..!بمعنى آخر فاوباما يبدو مصرا على عدم تكرار تجربة مواطنه كارتر مع الطلبة الإيرانيين فى أزمة الرهائن حيث دفع الديمقراطيون الثمن وجنى الجمهوريون الثمار .

السوداني

تعليق واحد

  1. أقعد طمّن في عصبة المجرمين كده و أهو بقيت على آخر الزمن تكتب في صحيفة السوداني!! وينها جريدتك يا المحلل الجهبوذ؟؟ ثبت لي بلا شك أن حزب المجرمين اللاوطني فعلا قادر على إستكتاب كل من هانت عليه نفسه و قضيته يا بتاع طيبة برس

  2. هذا التحليل هو فعلا من نوع ماتكتب يامحمد لطيف الممسك بالعصا من الوسط في وقت لم يعد هناك لا عصا ولا وسط .عينك علي السلطة ومصاهرتك للرئيس ومصالحك الواسعة مع بلاط “حوش بانقا” وبالذات بعد ان بعت جريدة الاخبار وعينك ايضا علي واقع تعرف بانه سيتغير قريبا فتريد ان ترضي الطرفين بكلام ملولو. نعرفك بالتذاكي علي عقولنا فتريدنا ان نقول انك “صحفي حر” بذر الرماد علي عيوننا فلا نري موقفك الحقيقي .
    ففي هذه المقالة تبشرهم بان لهم موسم خير جديد من اللهط والسرقات بل والتمتع بملذات الحكم رغما عن انف الشعب والامريكان وكل الدنيا فتقول (شاءت واشنطن أم أبت فإن طرف التفاوض الثاني سيكون له نصيب من كعكة هذه المفاوضات وسيتم التغاضي عن ذلك طالما كان الهدف الأساسي قد تحقق).أما نحن الشعب المظلوم الثائر والغاضب والجائع فتبشرنا بأن ثورتنا علي نسابتك لاقتلاع حقوقنا لسه بدري عليها فتقول (وبالتالي إرجاء قضايا التحول الديمقراطي وحقوق الإنسان الى مرحلة لاحقة).
    استحي ايها الصحفي الكبير العالم بخفايا الاستراتيجية الدولية .بمثل هذه ( التحليلات ) المكشوفة تجعلنا نصدق نسيبك المأفون الطيب مصطفي في وصفه لأنتهازيتك . اذا اردت ان تسجل موقفا وطنيا شريفا فأنظر للشرفاء من زملائك واصدقائك المقربين وأقف معهم ولك في صديقك فيصل م.صالح اسوة حسنة. كن مثله وسنحترمك والا فلا تكتب لنا لاننا نفهمك تماما

    وتستمر الثورة ……

  3. وليه ماتكون امريكا عاوزة تدفع قطاع الشمال لمزيد من التعنت عشان تفشل المحادثات معهم وكذلك مع الجنوب التي لم تحقق تقدما يذكر بدليل عدم الاتفاق علي الحدود والملف الامني والنتيجة ان يحال الملف لمجلس الامن وتقام منطقة عازلة رغما عن الخرطوم وتنتزع ارض السودان بواسطة قوات الامم المتحدة وتحقيق احلام الجنوب وقطاع الشمال بضم النيل الازرق وجبال النوبة وابيي وبالقوة وبالقانون الدولي كمان رايك شنو .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..