انقذوا التأمين الصحي من الا نهيار الوشيك

*بعد الهدوء الذي أعقب زيارة السيد رئيس الجمهورية للولاية , وافتتاح مبني رئاسة التأمين الصحي , تلاشت الزوبعة والضجيج الإعلامي والشعارات الجوفاء التي صاحبت المناسبة , وحالة التضخيم و الهوس والهستيريا والوهم بالانجازات والمشاريع الزائفة , والآن وقد انقشع الضباب والغموض و بانت الحقائق والتي سنسعي عبر سلسلة مقالاتنا القادمة الي توضيحها للرأي العام للوقوف علي حالة الفوضى و { الفوبيا } التي مازالت مستمرة وتضرب بأطنابها كل أركان التأمين الصحي ذلكم الصرح الذي ولد عملاقا , وقد تهاوي الان وعلي وشك التلاشي في ظل همجية وغوغائية مافيا العصابة القابضة والمهيمنة علي زمام الإدارة التنفيذية والتي لم تترك مجالا ألا و عاثت فيه فسادا وظلما وغبنا وتعاليا واستعلاء , وتحاول التضليل بالمظاهر وتضخيم الأشكال وإضفاء الألوان الزاهية لذر الرماد في العيون ولكن هيهات … هيهات …
والأسئلة التي نود طرحها هنا و نطمح في إجابات شافية لها تتمثل في الآتي :ـــــ
ما هو الجديد الذي طرأ علي الأداء العام في كل المراكز الصحية بعد افتتاح المبني الجديد والذي يعاد صيانته وترميمه الآن ؟ ما هي التطورات و الآثار الايجابية التي انعكست علي الخدمات الصحية والصيدلانية ؟
هل تلاشت العشوائية والفوضي الإدارية واكتظاظ المراكز والصيدليات بالمرضي , وغلاء الأدوية وخروج معظمها من دائرة التأمين وسادت المؤسسية والنظام ؟ هل تمت تسوية كل الديون المتراكمة وكافة المستحقات ؟ هل انتهت واختفت مظاهر المحسوبية والمحاباة ؟؟هل تفرغ كبار الموظفين وصغارهم من الدائرين في فلك الإدارة لمهامهم المهنية والإدارية ام مازالوا في غيهم يعمهون ويمارسون السمسرة إثناء ساعات العمل ؟ كم عدد الموظفين الذين يمتلكون مراكز صحية ؟
من هم أعضاء مجلس الإدارة ؟ ولماذا التشبث بهم كل هذه الأعوام ؟
من هم أعضاء لجنة المشترياات التي أشرفت علي تأثيث مكاتب البرج الجديد ؟ ولماذا يتم احتكار هذه اللجنة و حصرها لأسماء بعينها ؟ ولماذا يتم التبرع بالأموال و بعض الأثاثات الجديدة لمؤسسات غير تابعة للتأمين ؟
لماذا وكيف تم إغلاق مجمع محمود شريف الجراحي وتحول الي مكتب تشغيل وصيانة الضغط المتوسط ؟
*ومن مظاهر الفوضى التي مازالت مستمرة , و أساليب إهدار أموال المشتركين في القضايا الفارغة , وحالات التخبط والعشوائية والمحسوبية والمحاباة , التي تؤكد سوء الإدارة وفسادها , نورد أمثلة ونماذج لبعض هذه الحالات ونشير إلي وجود أجهزة ومعدات خاصة بالعلاج الطبيعي قابعة بالمخازن منذ أكثر من عامين وبالتحديد منذ افتتاح كلية الطب بجامعة النيل الأزرق دون إن يسعي احد للاستفادة منها والتعاقد مع الاخصائين ا والفنين ؟ كم يا تري قيمة هذه المعدات ؟ وكيف تم تسديد فواتيرها ؟ ولماذا يتم تخزين { الاسكراب } في المنازل الخاصة وليس المخازن الرسمية ؟
ولماذا ظلت اغلب المراكز الصحية مثال { بكري يسن } بدون معدات التشخيص اللازمة كأجهزة الأشعة ورسم القلب وكراسي الأسنان ….. الخ ؟؟ والي متى استمرار تردي أوضاع العيادة المحولة وطوفان مياه الصرف الصحي ؟
أما المحسوبية والمحاباة فهي استراتيجية راسخة , ولم تعد ظاهرة عابرة , والان تهدد بتفاقم الاوضاع في ظل تنامي الصراعات والشعور بالغبن والظلم , ومن ابرز مظاهرها تتجلي في سيطرة وهيمنة مجموعة من {عباقرة زمن الغفلة } علي مفاصل الإدارة ومحاولة توطين وتمكين عناصر محددة بكافة الأساليب , وإقصاء الآخرين والإمعان في حرمانهم من حقوقهم ,,,, مثال لذلك الإبقاء علي عناصر غير مؤهلة أكاديميا ومهنيا في الشئون المالية والإدارية و تخصيص سكن مجاني لموظف في جزء من سكن الطبيبات دون الآخرين ؟ وفرض مدير لأحدي الوحدات التنفيذية بلا خبرة ؟ وموظف أخر رئيس إدارة فنية , مؤهله الأكاديمي ودرجته الوظيفية اقل بكثير من مرؤوسيه حملة المؤهلات الجامعية وبمرتبة الشرف ؟ ما هو تفسير كل ذلك ؟ وإقصاء موظفين آخرين من حملة ا لمؤهلات فوق الجامعية وإبعادهما إلي أقسام عادية نائية بعيدة عن مراكز صنع القرار وأبراج المراقبــــــة , والسؤال المحوري هو هل كل ذلك يتم بحسن نية وعدالة وإنصاف ووفق ما هو متعارف عليه من نظم وأسس وقواعد ؟ هل تمت بشافية وموضوعية و مهنية بعيدا عن المحسوبية والمصالح الذاتية و الجهوية ؟ و ما هي طبيعة المعايير التي تم الاستناد عليها في مثل هذه التنقلات والإجراءات الإدارية ؟
ولقد سبق أن طالبنا مرارا بضرورة وأهمية تدخل الحكومة ممثلة في وزاراتي { الصحة والرعاية الاجتماعية } ولجنتي الصحة والضمان الاجتماعي بالمجلس التشريفي لإيقاف هذه الفوضي التي تضرب بأطنابها التأمين الصحي قبل فوات الأوان , و قبل إن تتوالي الانهيارات لكافة المنافذ والمراكز كما جري للمجمع الجراحي بالدمازين . وتتهاوي الآمال وتتحطم الأحلام وتحدث الكارثة والطامة ألكبري ? وحينئذ لن يفيد البكاء علي الأطلال ,
*إن معركة تفكيك هذه الشبكة التي حولت هذه المؤسسة الإنسانية العملاقة إلي مستعمرة للإذلال و الاهانة والغطرسة والعنجهية ومصادرة الحقوق والسطو والهيمنة و الاستعلاء , ووكر لإهدار أموال المشتركين لاستمالة المسئولين والمتسولين والسفهاء ,, وبؤرة للفساد الإداري والمالي , سوف تستمر ولن تتوقف إلا بعد تحريرها من هؤلاء الجهلة الغوغائيون , ولن تثنينا تخرصات الموتورين وزعيق ونعيق المرتابين , وتهديدات السذج , ولا سلبية الأجهزة الرسمية التنفيذية و التشريعية والرقابية المنوط بها حماية المصالح العامة , فمن ينقذ هذا الصرح قبل الانهيار الوشيك ؟؟
يقول عز وجل في محكم تنزيله { أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبلهم كانوا أشد منهم قوة وأثارا في الأرض فأخذهم الله بذنوبهم وما كان لهم من الله من واق } صدق الله العظيم ,,,,,غافر الآية {21}
والله الموفق والمستعان
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..