عيدية حكومية .. للجبهة الثورية !

محمد لطيف

قضينا زهاء العشر سنوات لنقنع العالم أننا لم نكن مع العراق فى غزو الكويت .. ولم نكن فى حاجة لكل تلك الخسائر لو أننا .. إتخذنا الموقف الصحيح فى الوقت الصحيح .. ثم قضينا ما يقارب ذات العدد من السنوات لإستعادة ما فقدناها من مكاسب .. وتعويض ما تكبدناها من خسائر .. جراء ذلك الموقف الملتبس .. وقبل أن يندمل جرح السنين الخوالى تأبى تقديراتنا الخاطئة .. أو قل غير الموفقة لتكاد تزج بنا فى مضيق جديد ..!

ما أن برزت الأزمة السياسية المصرية الى السطح .. سارعت الدبلوماسية السودانية لتعلن بعبارات صريحة ومحددة أن السودان يعتبر ما يجرى فى مصر شأنا داخليا لا يرى السودان سببا للتدخل فيه .. كان موقفا كسب إحترام كل المراقبين .. ولقى ترحيبا من كثير من من عاشوا تجربة الكويت ومن من كانوا يتخوفون من إعادة إنتاج الأزمة القديمة .. خشية التداعيات التى يرون أن البلاد فى غنى عنها الآن ..بل ولا قبل لها بها .. وحمد الكثيرون لوزارة الخارجية صمودها أمام كل محاولات التأثير التى بدأت تنتاشها من هنا ومن هناك .. لجرها لهذا الموقف أو ذاك .. !

ولكن .. يبدو أن جهة ما .. أو بالأحرى جهات عدة .. لم يعجبها أن يعبر السودان هذا الإختبار السهل بنجاح وسلام .. فبدأت التحركات .. على مستوى الإعلام أولا .. وفى هذا لن نلوم الحكومة بالطبع ..سيما وأن الإعلام عندنا حر .. إلا من بعض التوجيهات المحدودة طبعا .. لضمان الأمن القومى السودانى ..! ثم بدأت مسيرات الإحتجاج الموالية للإخوان المسلمين .. ولا تلام الحكومة ايضا .. فحرية التعبير مكفولة فى البلاد .. وحرية تنظيم المسيرات .. خاصة إذا كانت سلمية أيضا ..ولا تتدخل السلطات إلا فى حالات محدودة .. وهى تلك التى تهدد الأمن القومى السودانى ..!

ويبدو أن حرية التعبير هذه .. وحرية تنظيم المسيرات السلمية .. الطالعة فى البلد هذه الأيام .. قد أغرت وزارة الخارجية .. أو لنقل شجعتها .. على المجاهرة لحد ما بموقفها الحقيقى .. والحق يقال أن الخارجية فى هذا لم تنطق بحرف واحد يحسب عليها .. بل تصرفت تصرفا محدودا هو الآخر .. يعبر ولا يفسر .. فوزير الخارجية المصرى الذى غادر بلاده لأول مرة فى رحلة خارجية .. وأختار أن تكون الخرطوم اولى محطاته .. لم تجد وزارة خارجيتنا من يستقبله .. غير موظف عندها يعمل بالمشاهرة .. هذا لا يقدح فى كفاءة ذلك الموظف ولا فى وزنه الدبلوماسى .. ولكنه يقدح فى التفكير الرسمى لوزارتنا وهى تخطو تلك الخطوة .. غير الموفقة ..!

ثم جاء مطلع الإسبوع .. بموقف جديد تماما .. سافر ومباشر .. فقد أدلت دبلوماسيتنا بتصريح .. كان التفسير الوحيد الصحيح له .. أنه حمل مباشرة عكس معناه تماما .. جاء فى تصريح الخارجية أن السودان يقف على الحياد فى الصراع الدائر فى مصر .. يا للهول .. بعد كل هذا الذى جرى .. وبعد إكتمال بناء نظام سياسى جديد .. بكل ما تحمل الكلمة من معنى .. يتحدثون عن وقوف على الحياد .. والسؤال .. تقف على الحياد بين من ومن .. فى هذه الحالة تكون الإجابة .. أن السودان يقف على الحياد بين الحكومة المصرية ومعارضيها .. فإستقبال الخرطوم لوزير الخارجية المصرى يعنى إعترافا به وبحكومته .. والحال كذلك فالإعلان عن حياد بعد هذا .. فيعنى حيادا بين الحكومة ومعرضيها .. وهو فى الواقع يعنى .. إنحيازا للمعارضة .. ,إعترافا بها وإسباقا للشرعية عليها .. فأى حكومة ترضى بهذا ..؟

والأسوأ من هذا ما فى الأعراف الدبلوماسية من قاعدة ذهبية تقول .. المعاملة بالمثل .. فتصور أن تقرر الحكومة المصرية أنها قررت الوقوف على الحياد بين الحكومة .. والجبهة الثورية .. مثلا .. لا حصرا .. فالخيارات متعددة أمام السيسى .. ترى من المستفيد .. ومن هذا الذى نصح دبلوماسيتنا بالقفز فى الظلام ..؟؟

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. استاذ محمد لطيف
    منو القال ليك عندنا دبلوماسية والله انت متفاءل جدا جدا
    دبلوماسية رئيسها تاجر حديد واسمنت وهو المسيطر على هذا السوق..!!!.
    ولمن سألوه عن تجارته وهو وزير خارجية لم ينكر بل أكد انه تاجر حديد واسمنت ووزير خارجية..!!!!!.

    دبلوماسية ويكون سفيرنا في مصر كمال حسن علي..؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
    من منسف خدمة الزامية وناطق رسمي لها يكون مدير نكتب الحزب في مصر ثم سفير؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    ولأي دولة..؟؟؟؟
    سفير لمصر بدون مؤهلات دبلوماسية ولا اخلاقية غير انه من (أولاد) اسامة عبدالله ومن هو اسامة؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!.

    والله لو عرفتوا حقيقة كمال حسن علي لمتوا من المرض والغضب
    هذا الحرامي القاتل للاطفال الجبان عديم الدين والاخلاق

  2. دي,,,إسمها دبلوماسية ديك العده
    كان خليتو ,,,بكسر العده,,,وكان قلته ليهو,,,كرررر
    بكسر,,,العده.

  3. هم اذا كان عندهم عقل وتفكير ما وصلنا الى مانحن فيه هولاء لايهتمون الا لانفسهم وتنظيمهم الفاسد يكنزون الاموال ويقتلون ويحرقون ولايهتمون للاوطان لان همهم اكبر من الاوطان فهم كل مايهمهم تنظيمهم الارهابي العالمى ويحلمون بانهم سوف يحكمون العالم الخارجية السودانية في يد مجند في مليشيا مايسمى الدفاع الشعبي فماذا يفهم في الدبلوماسية اين رجال الدبلوماسية السودانية الافذاذ هولاء هاجرو واغتربو اما عن الاعلام والمسيرات فهم الوحيدون المخول لهم التظاهر وغيرهم لا لانهم في نظرهم عملاء للغرب والمشحك المبكى انهم اكبر عميل للغرب ويطبقون كل مايريد ويقولون ما لايفعلون هولاء لاندرى من اين جاءو وماذا يريدون

  4. حبيبي الغالي . الحكومات المصرية كووووووولها اللي راحت واللي جاية تتعامل مع الحكومات السودانية ومعارضيها بموقف الحياد الذي ذكرت بما فيها حكومة المرمي في السجن سي مرسي . هؤلاء قوم لا أمان لهم مسلمهم ومسيحهم ويهوديهم في الخيانة سواء . إذا صدقت ما يقول المصري ( أي مصري ) فلا تلمون إلا نفسك .

  5. الجبهة الثورية لا تستفيد اذا وقفت معها الحكومة المصرية أو وقفت على الحياد بينها و بين الحكومة طالما أن غالبية دول العالم القوية تقف معهاو طالما أنها تناضل من أجل حقوق مشروعة.

  6. كدي خليها مصر والسيسي والاخوان المسلمين والدبلوماسية ….. انت جادي في كلامك ده :
    ” فبدأت التحركات .. على مستوى الإعلام أولا .. وفى هذا لن نلوم الحكومة بالطبع ..سيما وأن الإعلام عندنا حر .. إلا من بعض التوجيهات المحدودة طبعا .. لضمان الأمن القومى السودانى ..! ”
    ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  7. إقتباس:
    ولا تلام الحكومة ايضا .. فحرية التعبير مكفولة فى البلاد .. وحرية تنظيم المسيرات .. خاصة إذا كانت سلمية أيضا
    في دي كذبت يا أبوحميد وين حرية التعبير وتنظيم المظاهرات .. ماشفناه .. إلا يكون متاحة للكيزان ومن شايعهم

  8. حرية تعبير وحرية تنظيم المسيرات ، والله ضحكتونا ، أنتو الناس قبل ما تتلم تلقي أبوطيرة قفل كل الشوارع ، لا داخل ولا عابر ، تقول لي حرية تعبير .

  9. على مستوى الإعلام أولا .. وفى هذا لن نلوم الحكومة بالطبع ..سيما وأن الإعلام عندنا حر .. إلا من بعض التوجيهات المحدودة طبعا .. لضمان الأمن القومى السودانى
    هل هذا هو واقع الاعلام فى السودان ولا دى عاوز تبسط بيها أبو النسب .. عالم عجيب

  10. نحن اعرق واعمق في التعامل الدبوماسي من المصريين , وتجربتنا اصبحت راسخة ويعتد بها , مواقفنا مع الحق واضحة لا لبس فيها . كنا مع الحق في العراق ولو كان يسمع لقصير راي لما حدث في العراق ما يحدث الان , ولكنها ازدواجية المعايير والكيل باكثر من مكيال وخذلان ذوي القربي واحتقارهم للسودان وكل ما هو سوداني , متي نعتز باننا وطن كبير يؤثر في محيطه الاقليمي والعالمي ؟؟ متي ننتبه لذاتنا ونترك هذا التواضع المضر الذي اصبح وضاعة , نحن الذين سنقود العالم بمشروعنا الحضاري .. نعم الحضاري الحضاري اقولها وبكل فخر ولا اخجل منها , ومشوار الالف ميل يبدأ بخطوة

  11. يامحمد لطيف منو القال ليك الاعلام عندنا حر و مكفولة حرية التعبير و حرية تنظيم المسيرات السلمية ؟ ياخي انت صحفي و عارف كل شي , ياخي أرحم الشعب المسكين و قول ليه الحقيقة بدل تقعد تذر الرماد في العيون

  12. ياسيد ديل اولاد بمبه بيعرفو الكفته فيها كم رزة وناقشين اى حاجه بس راجيين اليوم الغطسو فيهو حجر الكلاب بتاعننا ديل .

  13. لو اردت ان تطاع فامر بما يستطاع
    ان حكومة البشير وبسبب ممارسات متعددة
    لاترتبط باستراتيجيات الامن القومي التي
    اشرت اليها في مواضع عدة وحملتها ذنوب
    كبت الحريات الصحفية وضرب المتظاهرين
    ويمكنك حتى تحميلها جرائم عدة
    ليست اولوية حكومة البشير والا لوجد نفسه
    في حل من هذا المازق
    ان الازمة بالداخل يا سيادة محمد لطيف
    ام ران على قلوبكم ما كنتم تكسبون؟

  14. “سيما وأن الإعلام عندنا حر .. إلا من بعض التوجيهات المحدودة طبعا .. لضمان الأمن القومى السودانى”

    النسيب الرئاسي ….. اخجل يا مدعى الفهم … واحد خال بقى صحفى وكان ممكن يبقى شيء حتى لو رائد فضاء … مش من العشيرة … وواحد عديل بقى محلل سياسي في غفلة زمن …. علاقته بالعشيرة الحاكمة #### بس

  15. يااخ معقولة بس انت قلت وزير خارجية مصر لم يجد من يستقبلة
    وفي نفس المقال تقول فإستقبال الخرطوم لوزير الخارجية المصرى يعنى إعترافا به وبحكومته ..
    انا اكرة الانقاذ موت ولكن اكرة الصحفي البليد

  16. فرق كبير بين ما حدث فى العراق وما يحدث فى مصر حاليا
    العراق احتل دوله كاملة السياده طامعا فى خيراتها وارضها
    وكان موقفنا غبيا ويحمل حقدا مبطنا لا نزال نشعر بالعار تجاهه
    ما يحدث فى مصر مختلف جدا
    هؤلاء عصابه حقيقيه تجاوزت كل الاعراف والسلوك الانسانى وتعاملت مع مواطنيها باسلوب اجرامى
    اقصاء فصيل كامل ومحاربته لا تقوم به دوله تحترم مواطنيها
    هنا المبادى لابد ان يكون لها مكان ومن يتخذ موقف ضدك من هذا الموقف فالله وكيلك
    الدنيا ليست مصالح فقط والمشاعر الانسانيه فى نظرى فوق كل اعتبار

  17. ياخي اخجل مما تقول واللا اللي استحوا ماتوا .. ربنا يسألك هل في السودان حرية تعبير وحرية صحافة..ام انك تسوق للانقاذ بهذه البضاعة البائرة.. انت كنت تحترم نفسك وتحترم شرف المهنة قل خيرا او اصمت وربنا يكفينا شر الغواصات

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..