مقالات وآراء

الإطارى.. مأزق القضايا المعلقة

 

✍مجدى عبد القيوم(كنب)

 

القضايا المعلقة تمثل جوهر الازمة

هل تنجح الثلاثية فيما فشل فيه المركزى؟

قضية الشرق تتداخل مع اغلب الملفات

الخلاف بشأن المبادرة المصرية يعمق خلافات المركزى

هل ينقذ حزب الأمة الاطارى من الانهيار؟
——————

دون الخوض فى لجاجة مغالطات المركزى التى درج على بثها عبر قناة رعاته لتشكيل صورة ذهنية افتراضية لا صلة لها بالواقع من الواضح أن المركزى فى اتفاقه الذى اسماه اطارى مع أنه مغلقا بالشمع الأحمر كما دللت الأحداث لاحقا قد أثبت بما لا يدع مجال لشك أنه ركز فى مفاوضاته مع المكون العسكرى على قضية تشكيل هياكل الحكم ولم يولى اية عناية للقضايا الأساسية التى تشكل جوهر الازمة الوطنية وبهذا يمكن وصف الاتفاق بلا مواربة أنها صفقة تمنح العسكر ضمانات من الجرائم التى ارتكبوها سواء قبل انقلاب ٢٥ أكتوبر أو بعده مقابل عودة مجموعة المركزى لحكم أثبتت التجربة انهم ليسوا مؤهلين له لأسباب موضوعية متصلة بتعقيدات الانتقال واخرى ذاتية متعلقة بضعف المخزون المعرفى وحداثة التجربة ولعل الاشارة الى الملاسات التى دارت ابان تلك المرحلة تشف بجلاء حتى عن عدم النضج النفسى.
الدليل الذى لا يمكن ضحده هو أن المركزى علق القضايا الأساسية بحجة أنها تحتاج لاجماع ومشاركة أوسع والحقيقة هى أنه يريد التنصل من تداعيات معالجة تلك القضايا.
لاحقا خرج علينا السيد فولكر بما يفيد أن الثلاثية ستتولى الملفات المتبقية بعد أن أثبتت تجربة ورشة تفكيك التمكين أن مناقشة الملفات المتبقية دعك عن إيجاد حلول دونه خرط القتاد.
يبدو أن السيد فولكر أراد أن يبعث برسالة تطمين لأصحاب المصلحة أن ملفات قضاياهم ليست بيد من لا يثقون فيهم عطفا على تصريحه الشهير فى حواره مع قناة الحرة وباعتبار أن الثلاثية أكثر حيادية وموثوقية ولا أدرى من أين أتى فولكر بهذه القناعة من أن الشعب السودانى يمحضه الثقة هو وثلاثيته التى هى عندنا لا ترقى لثلاثية نجيب محفوظ إلا أن كان يعتقد أن بمقدوره أن يتمثل شخصية سى السيد عبد الجواد وهى شخصية يقابلها عند المجتمع السودانى الذى يجهل طباعه هو وإعراب الخليج من حاشيته الذين مبلغ غاياتهم نهب ثروات بلادنا قول مأثور “كان انت عنيد نحن حديد”.
لا نعتقد أن الثلاثية ستنجح فى إقناع اهل المصلحة بالمشاركة فى الورش حتى فالمنهج الذى تتبعه الثلاثية أثبت فشله تماما وبات الاطارى قاب قوسين أو ربما أدنى من الموت السريرى وربما بات السيد فولكر وخطنه للانتقال أقرب “للشارع المسدود” شارع الثورة لا الكاتب العبقرى
الشارع “المترس” بالهتاف ونشيد الثورة
أن القضايا العالقة لا يمكن أن تناقش على طريقة ورشة تفكيك التمكين تلك التى يمكن وصفها بانها”حلاوة قطن” محض لون وبعض سكر يذوب فى برهة اقل من طرفة عين.
قضايا شائكة ومعقدة ومتداخلة كل منها يحتاج لعصف ذهني حتى فى مرحلة التحضير والإعداد دعك عن عبقرية طرح الحلول .
قضية اصلاح الأجهزة الأمنية القول الفصل فيها معلوم تناقلته الاسافير من المعاقيل قبل الدمازين وملف اتفاقية السلام يفتح فى أولى صفحاته على الكتلة الديمقراطية بشكل واضح وجلى وليس بالحبر السرى وفى متنه قضية شرق السودان وأزمة المسار وفى ثناياه صفحات من ملف العدالة الانتقالية وهذه الأخيرة تفتح على الشارع المؤدى لساحة القيادة جدلية السياسي والقانونى وكذلك ملف الكتلة الديمقراطية نفسها فى اعلى الشمال من صفحاته المبادرة أو الدقة الدعوة المصرية لحوار سوداني سودانى وتباينات مواقف قوى قحت والجيوسياسي عند المكون العسكرى ما بين الهضبة الحبشية وأحلام زلوط الاماراتى فى سهول الفشقة و الهواد وكنز البحر الأحمر ومالات الاقتصاد المصرى وما تمليه من مواقف فى ظل انحسار عائدات القناة والمعركة حول صنافير وتيران فى الطريق الى إيلات كل هذا ربما تدفع مصر لتكرار” الطريق إلى “إيلات” وربما “الحفار”.
مصر لن تنفض يدها من الشأن السودانى ومن يعتقد فى ذلك فهو واهم والتى ليست هى خالية من كل السوء تماما كما اعراب الخليج ونؤكد أننا لن نترك فلسفة التعايش فى مأثورنا وقطعا “جارك القريب ولا ود امك البعيد”.
المبادرة المصرية ستنزع القناع عن مجموعة المركزى وستعمق الخلافات ولن تستطيع تاكتيكات الهروب إلى الأمام وإصدار البيانات باسم اللجنة السياسية عوضا عن المكتب التنفيذى اخفاء ما يراد له”الدس” فقد انتهى زمان الدسدسة والغتغيت وإصلا الخرطوم مدينة اعتادت البوح بالاسرار ولم تتمثل يوما الفنان الذرى.
المبادرة المصرية صنعت شرخا فى حوائط صد عصبة المركزى وما عادوا “كاخوة يوسف” ولن يستطيعوا الآن أن يجيئوا بدم كذب كما كانوا.
أن العلاقات المضطردة والمتنامية بين مصر وحزب الأمة فى السنوات الأخيرة لن تترك حزب الأمة يقتفى اثر المركزى فى تعاطيه مع المبادرة المصرية وفى التقدير أن حزب الأمة بدأ يشرع أجنحة مركبه فى اتجاه الرياح.
يبدو من متابعة الحراك الأخير لحزب الأمة أنه بصدد استعادة عافيته وبريقه السياسي بعد أن ظل ردحا طويلا من زمن يقتفى اثر المركزى على الرغم من الفارق الكبير بينه وتنظيمات المركزى بلا استثناء فهو حزب يملك عمقا جماهيريا ضخما لا يقل أن لم يبز الاتحادى الديمقراطى الأصل بحيث لاتعدو تنظيمات المركزى مجرد قطاع من قطاعات الحزب كما دعك عن الفارق النوعى فى الكوادر وبصرف النظر عن التاريخ السياسي الثر والممتد للحزب.
بدأ حزب الأمة حراكا مكثفا ومتنوعا وفى التقدير أنه قد صمم على القيام بالدور الذى كان ينبغى أن يقوم به منذ أكثر من عام
تاريخ حزب الأمة مع التحالفات السياسية طوال الحقب معلوم فقد ظل دوما باحثا عن طريق مختلف حال تباين الرؤى فى المواقف السياسية بين القوى المشكلة التحالفات التى يكون جزءا منها محاولا بشتى السبل معالجة حالات الانسداد السياسي وان استلزم ذلك نفض يده من التحالف ولعل تجربته مع تحالف قوى الحرية نفسها فى سنيه الأول تؤكد ذلك فقد جمد الحزب نشاطه فى التحالف احتجاجا على منهج عمل التحالف واكتفى بلجنة للتنسيق قبل أن يعود لاحقا ويتماهى أن لم يندغم مع ذات المنهج الذى رفضه ودفعه لتجميد نشاطه.
الظروف الآن مهيأة تماما لحزب الأمة ليستعيد بريقه والا يخضع المزايدات السياسية ولا حملات التخوين الممنهجة .
أن كان من عاصم يمكن أن يحقن الدماء فى شرايين تحالف قحت وما يسميه بالعملية السياسية فهو حزب الأمة ومنهج التفكير خارج الصندوق والواقعية السياسية والمضى قدما فى طريق إقالة عثرات الانتقال للعبور بالبلاد إلى بر الامان.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..