وجاءت ذكرى من كان إياه يرهبون!

فتحي الضَّو
سألني أحد القراء الكرام قائلاً: لماذا تكتُب عن الأستاذ محمود محمد طه باستمرار وأنت لست جمهورياً؟ عجبت من قوله وأجبته إن ذلك صحيح جزئياً، فقد دأبت على الكتابة عنه بين الفينة والأخرى منذ استشهاده، وليتني استطيع أن أكتب عنه كل يوم، لعل ذلك يفيه بعض حقه علينا. قال: وما حقه علينا؟ قلت له إن نُخلِّد ذكراه كسوداني أولاً، لأنه علَّمنا ما لم نكن نعلم في حب الوطن، فقد استرخص روحه وافتداه. وكإنسان ثانياً، لأنه نذر نفسه للفكر الحر وأعمل العقل الذي ميَّز الله به بني آدم عن سائر خلقه تأملاً وتفكراً وتدبراً، ثمَّ سار على الدرب الذي سلكه الحلاج والجعد بن درهم والإمام أحمد بن حنبل والسهروردي وابن المقفع وابن رشد ولسان الدين بن الخطيب وابن الفارض…. وكبطل ثالثاً، لأنه أعاد علينا سيرة أبطال الأساطير الإغريقية الذين جسدوا ملحمتي الموت والحياة. وقلت له هكذا فعل أرسطو وهو يتجرع السم أمام تلاميذه بيمينه، ويحتضن (الأورجانون) الذي حوى مؤلفاته بشماله. وقلت له هكذا فعل السيد المسيح عيسى بن مريم عليه السلام، وهو يواجه مؤامرات يهوذا الإسخريوطي ويتخطى (أسبوع الآلام) بإرادة جبارة ليواجه الموت صَلباً. وقلت له بل هكذا كان النبي الكريم محمد (ص) وهو يعاني عذاب أهل مكة، وعلى رأسهم عمه عبد العزى بن عبد المطلب (أبو لهب) وهم يكيدون له كيداً!
(2)
ثمَّ قلت له أيضاً إنه على رغم الذي قرأته واستكثرته، فنحن ما نزال نشعر أن مثقفي أهل السودان لم يوفوه حقه بقدر ما أثرى الفكر الإنساني . ذلك لأن بعض حقه علينا أن يتبارى الفنانون والروائيون والتشكيليون والنحاتون والشعراء والكُتَّاب – كل ما وسعته موهبته – في توثيق حياة المعلم الأكبر بذات الزخم الذي اكتنفها، والتفرد الذي زانها والبهاء الذي لازمها (أثناء المحاكمة البائسة سأل القاضي المهلاوي الأستاذ محمود محمد طه عن مهنته فقال له معلم، وأرسطو كان يُكنى بالمعلم الأول، وكلاهما بها قَمِين) بل نحن نطمح أن نزيد من درجة وفائنا لشهيد الإنسانية في زمان غير هذا بدعوة المخلصين والأوفياء من سدنة الفكر والثقافة ليتنادوا بتضمين سيرته مقررات الطلب للأجيال اللاحقة، لعلهم يقفون على قيم البسالة وكيفية الثبات على المبدأ، وليتهم يستلهمون منها دروساً تعينهم على تنطع الجهلاء وترهات الرجرجة وتخرصات الدهماء من تجار الدين وسماسرة الوطن!
(3)
إن إحياء ذكرى المعلم الأكبر سنوياً واجب علينا، ولكنني والحق أقول إن المرء ليكاد يتوارى خجلاً فليس الشهيد ممن يذكرون لماماً. فيقيني أن ردهات التاريخ ستظل تردد صدى رحلة ثابر فيها الأستاذ على مدى أربعة عقود زمنية وهو يرفد الفكر الإنساني بآرائه وأفكاره وتعاليمه حتى آخر لحظات حياته عندما كان حبيس جدران سجن كوبر. سوف يتحدث الناس إلى أن يوم يُبعثون عن تلك الكلمات الصاخبة التي صدرت عنه في المحاكمة الجائرة، وهو يسلك أعلى مراقي الشجاعة، ويصدع بها في وجه السلطان الجائر. ولعمري ما يزال الناس حيارى وما هم بحيارى في تفسير تلك الابتسامة الوضيئة التي فتر بها ثغر المعلم الأكبر، عندما اعتلى منصة الإعدام وهو على شفا شبر من الموت، فأرهبت جلاديه وزادتهم ضعفاً على ضعف وهلعاً على هلع!
(4)
قلت للسائل لقد ظننت وهماً بأن الأستاذ حكر على الجمهوريين، وهذا لعمرى ظن آثم. صحيح أن الأستاذ هو فيلسوف الفكرة الجمهورية وحامل لوائها، وقد تمسك بمبادئه حتى دفع حياته ثمناً لها. ولأن الفكرة نفسها فكرة كونية أي ليست متعلقة بقضية دنيوية في رقعة جغرافية محددة، فمن الخطل أن نقول إنها مختصة بتلاميذه وحدهم (إناثاً وذكوراً) أو أنها تعنيهم دون غيرهم، ومن البله الأكبر الظن أن كل من يتناول سيرته يعدُّ متطفلاً. فتلك محض ترهات تشبه تماماً ترهات (الإخوان المسلمين) وتربصهم به في حياته إلى أن اقتادوه لحبل المشنقة، ظناً منهم أنهم سيطفئوا فكره وسيطووا سيرته. ولكن أنظر – يا رعاك الله – أكثر من ثلاثة عقود زمنية والناس يكتبون عنه، فلا جفت الأقلام ولا رفعت الصحف، تماماً مثلما كان الشهيد نفسه يطرح فكره على مدى أربعة عقود زمنية، فلا نضب المعين ولا أرهق الحادي طول السفر!
(5)
قلت له إن شئت فقل إنني أكتب عنه لأن له دين عليَّ. فأنا ألجأ إليه عند الملمات، عندما تتكالب عليَّ الهموم وتهاجمني جيوش التيئسيين والمُخذلين وتصبح قواي قاب قوسين أو أدنى من الخور، أهرع إليه لسماع تلك الخطبة العصماء التي نطق بها في محكمة التفتيش، متوسلاً فيها بعض زاد يُعين على المسير (إن هذه القوانين وضعت واستغلت لإرهاب الشعب، وسوقه إلى الاستكانة عن طريق إذلاله) ثم يوجه سهامه مباشرة نحو الجلاد الجالس أمامه (إن القضاة الذين يتولون المحاكمة تحتها غير مؤهلين فنياً، وضعفوا أخلاقياً من أن يمتنعوا عن أن يضعوا أنفسهم تحت سيطرة السلطة التنفيذية، تستعملهم لإضاعة الحقوق، وإذلال الشعب، وتشويه الإسلام، وإهانة الفكر والمفكرين، وإذلال المعارضين السياسيين) ثم يختم بكبرياء وإصرار فريد (من أجل ذلك فأنا غير مستعد للتعاون مع أي محكمة تنكرت لحرمة القضاء المستقل، ورضيت أن تكون أداة من أدوات إذلال الشعب وإهانة الفكر الحر) فتأمل – يا هداك الله – كيف يمكن للكلمة أن تُصبح رصاصة، إنني على يقين بأن المهلاوي قاضي محكمة التفتيش تلك، كان يرتعد وهو جالس على كرسيه!
(6)
قلت له: ليست الشجاعة وحدها ما يمكن أن يستمدها طالبها من سيرة المعلم الأكبر، ولكن أنظر لحياة البساطة التي عاشها واتساقها مع أفكاره. لم تشغله الدنيا بكل ما فيها من ملذات برع جلادوه في التمتع بها بلا وازع أخلاقي عندما دالت لهم السلطة. لم يكن من الذين يتخيرون من الطعام أطيبه، ولا من الذين يرتدون من الملابس أزهاها، ولا من الذين يمتطون ظهور الفارهات من السيارات، ولا من الذين يبتنون القصور طابقاً عن طبق. كان يعيش حياة زاهدة تتماهى مع سلوكه وما يدعو له. وكان يعيش بين الناس ويشاركهم أفراحهم وأتراحهم، يعاود المرضى ويزور ذوي الحاجات في بيوتهم، حتى لا ينزع الحياء من وجوههم، وهم يسألون الناس إلحافاً أعطوهم أو منعوهم!
(7)
ليس دَيَنه على رقبتي وحدي أيها السائل، فللأستاذ الشهيد دَيَن على أهل السودان ينبغي أن يستذكروه وهم يعيشون سنوات المحنة التي تطاولت. فقد كان يُحذرنا من اللاهوتيين الجدد كأنه يعلم الغيب. قال لنا إن اللئام سيتداعون إلى موائدنا كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها. قال لنا إنهم سيهبطون علينا بليل كما يهبط الجراد على أرض فيحيلها صعيداً جرزاً. قال لنا إنهم سوف يعوثون في السلطة فساداً ويختالون بين الناس استبداداً. قال لنا إننا سوف نذوق منهم الأمرين، ضنكاً في العيش وإهانة الكرامة السودانية. قال لنا إنهم سيفصلون الجنوب بعد أن جعلوا أعزة أهله أذلة، كمواطنين من الدرجة الثانية بفضل شريعتهم الشوهاء. قال لنا إن ديدنهم ازدراء الفكر وإذلال المفكرين. قال لنا إن ما أسموه المشروع الحضاري هو محض دجل، وما الدين الذي يدَّعون سوى آيات شيطانية من صنع أبالستهم!
قلت لنا الكثير المثير العجب، يا أيها المعلم الأكبر، ولكننا أضعناك ولم ندخرك ليوم كريهة وسداد ثغر. لم نحسن الإصغاء لك لأن بآذننا وقر عصرئذٍ، فلم نستبن النصح إلا ضحى الغد!
لكن سنكتب عنك ليس من باب الوفاء وحده، ولكن لأن الكتابة عنك توجعهم وترهقهم قتراً… فهم إياك يرهبون حياً وميتاً!
آخر الكلام: لابد من الديمقراطية والمحاسبة وإن طال السفر!
[email protected]
ما أروعك! من يقرأ لك يعتقد جازما أنك جمهوريا. شكرا للتوضيح والذي كشف جانبا أهم من المعلومة التي أثارها التساؤل.
اوفيته حقه والله.
لله درك يا رجل
لا فض فوك
كلام درر
ولكن هنالك قرآن يتلى(وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ ۚ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوهُ يقينا) صدق الله العظيم
فسيدنا عيسى بن مريم لم يقتل ولم يصلب وانما رفعة الله إليه
والذى قتل وصلب احد أتباعه من الحواريين قذف الله فيه شبه سيدنا عيسى
وهذا ما لزم توضيحه
قل لصديقك هذا
إذا كنا نقرأ ونكتب عن كونفشيوس !!!! فبالأحري أن نقرأ و نكتب عن محمود محمد طه لأنه أصبح رمزاً .
Rahim Allah Mahmood Mohamed Taha
He was a brave man & great teacher
سلام عليكم الاستاذ فتحي الضو
لماذا لم تنتمي الي الحزب الجمهوري اذا كنت مقتنعا بطرح الاستاذ محمود لهذه الدرجة؟ هل لديك بعض الماخذ علي الفكرة الجمهورية ام لاسباب اخري؟
لانني اسمع العديد يشيدون به مع تحفظهم عن بعض جوانب الفكرة. هل كان محمود وليا صالحا لم يفهمه الناس ام زنديقا اراد ان يدخل في الاسلام ما ليس فيه؟
رجاء الاجابة بما يفيد الناس للتمييز حتي لا نظلم الرجل ميتا ان كان ظلم حيا
التجلي و الوقفة للأستاذ العظيم شهيد الفكر و كلمة الحق امام سلطان جائر، ليس للسودانيين و لا للمسلمين من سبيل لفهم دينهم و اعادته للحياة المعاصرة غير سبيل الفهم الراقي الذي قدمه. يا غريبا عاش في ارض غريبة يا يقينا يا يقينا للنفوس المستريبة
إقتباس:
وقلت له هكذا فعل السيد المسيح عيسى بن مريم عليه السلام، وهو يواجه مؤامرات يهوذا الإسخريوطي ويتخطى (أسبوع الآلام) بإرادة جبارة ليواجه الموت صَلباً..!!؟؟؟
قال الله تعالى: ﴿ وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا(157) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا(158)﴾ (النساء:157-158).
رؤيا في المشهد السياسي: يا .. مُشرع الحلم الفسيح …
سجن “كوبر”… في 17 يناير من العام 1985
د. الشفيع خضر
سجن “كوبر”… في 17 يناير من العام 1985. كان السجان طيبا، يسمح بحرية الحركة بين الأقسام المختلفة داخل السجن.. وكان الشيخ في قسم “زنازين الغربيات”. قضيت معه كل صباح الخميس وبعضا من الظهيرة…إستقبلني بإبتسامة جميلة تنضح بالحياة….كان ممتلئا حيوية وثقة بالنفس، وكان جميلا بهيا وهو في جلبابه الأبيض. جلسنا فوق “البرش”، وقدم لي البلح والشاي. حدثني: عن الهوس الديني وتشويه الإسلام، عن سرقة قوت الفقراء بإسم الله، عن أن “النميري” مطية غبية لتجار الدين، عن صراعه المحتدم والمستمر مع جماعة الهوس، عن رفضه الثابت لقوانين سبتمبر (1983)، وأنه لن يتنازل أبدا حتى ولو كلفه ذلك حياته!.. وحدثني عن الثورة..!! قال لي بالحرف الواحد: “حال البلد هذه الأيام أشبه بحالها في الأيام الأخيرة قبل ثورة أكتوبر 1964….الشعب في حالة غليان وسينفجر ويطيح بالهوس…إني أرى الخضرة في كل شيئ….وأراها قريبا جدا”. ثم أخرج من جيبه ورقة أعطاني إياها قائلا: ” هذا منشور من جماعتكم، أصدروه صباح اليوم”. كانت الورقة بيانا من الحزب الشيوعي السوداني بعنوان “أرفعوا أيديكم عن محمود محمد طه”
وواصلت الإستمتاع بالإستماع إليه والحديث معه. تحدثنا في كل شيئ..، إلا الموت وحكم الإعدام. وفجأة جاءني السجان الطيب مسرعا ومشفقا يطلب مني سرعة الرجوع إلى (عنبري) في قسم “المديرية” (أحد اقسام السجن). ودعت الشيخ ووعدته بالحضور إليه صباح الجمعة …. وأنا لا أدري…
في الطريق إلى العنبر كان السجان الطيب مهموما.. سألته فقال لي: “السجن مليان جيش..ويظهر في حاجة بطالة حتحصل…”. دخلت إلى العنبر لأجد زملائي المعتقلين متجمعين حول التلفاز يستمعون إلى فحيح السفاح “نميري” وهو يؤيد حكم الإعدام.. وجم السجن، وإزدادت جدرانه وجوما. كان الصمت مطبقا إلا من نبضات الحزن والغضب المكبوت….
أتجه أبوبكر الأمين، زميلي في المعتقل، إلى الجدار الفاصل بين قسمنا وساحة الإعدام…اسمها ” ساحة العدالة الناجزة”!! وبدأ أبوبكر يحفر في الحائط …. قضى الليل كله، ونحن معه، يحفر ونحفر، بكل ما هو متاح: بقية من “علبة صلصة”، قطعة زجاج، مشبك حزام بنطال…ونصل مخبًأ.!! حتى زحزحنا الحجر الضخم / الصخرة الصغيرة…وأصبحنا نرى قبح المشنقة بكل وضوح..
أطل الصباح الشتوي الحزين…الجمعة 18 يناير 1985. رفضنا إستلام الغذاءات وأعلنا إضرابا عن الطعام في كل أقسام السجن. بدأت جموع المرجفين ترد إلى ساحة الإعدام وهم يهتفون ويتصايحون…. كانوا في حالة لا توصف من الهيستريا والهوس المجنون… وكان بعضهم يرقص…!!! ونحن ننظر من خلال تلك الكوة السرية، مجموعة تلو الأخرى في تنظيم وترتيب دقيق، صامت ومتوتر.
ثم جاءوا بالشيخ مكبلا ومغطى الرأس حتى العنق….كان يمشي بثبات وبطولة… لم، وأعتقد لن، أرى خطوة ثابتة وقوية مثل تلك الخطوات التي كانت تتجه، مدركة، إلى السكون الأبدي… كانت الخطوات تكتب على أرض ساحة الإعدام: نعم، أشهد أني أنقله من الشيخ القوي إلى الشيخ الشهيد…لكنه الشيخ الثابت على المبدأ… الشيخ المنتصر… الشيخ الملهم……
تعالت صيحات الهيستريا والهوس المجنون…وتضاعفت…كانوا كثر…أتوا ليروا هزيمتهم…ولكن هل يروا؟ كان الجلاد حزينا وهو يلف حبل المشنقة حول عنق الشهيد….بعد تلك اللحظة تخلى عن “مهنته” إلى الأبد!. وفجأة أمر القاضي بكشف الغطاء عن وجه الشهيد قائلا بتلذذ عجيب: ” ليرى الزنديق كيف ينبذه الناس”… وكشف عن وجه الشهيد….يا للروعة ويا للعظمة…كان مبتسما وهادئا وساخرا… ما أجمل ذلك..شجاعة وصمود وبسالة وإيمان…وإزدراء للموت…لم، وأعتقد لن، أرى مثل ذلك قط..! ومع كشف وجه الشيخ أخرست كل عواءات الهوس…وأطبق صمت رهيب..رهيب إلا من أصوات إرتجافاتهم…والشيخ ينظر إليهم في إبتسامة خالدة…إبتسامة تجهيل ورثاء..! ما أقوى أن ترد الحقد بالرثاء حتى وهو يقتلك!!
ونحن، كنا ننظر في صمت وخشوع ورهبة….لحظة لا تملك أي قدرة على وصفها….فهي غشتنا لمرة واحدة فقط…لكنها فعلت الكثير في دواخلنا وأنسجة مشاعرنا وعقولنا….فعلت ما لم تستطع فعله سنوات الدراسة والتجربة والعمل….تغذينا بلحظة الموت تلك ما لم تستطع أن تغذينا به لحظات الحياة…..!!
وفي لحظة السكون تلك..قررنا نحن أن يسمعنا الشيخ قبل استشهاده….فهتفت كل أقسام السجن في لحظة واحدة وبنغم واحد، رددته معنا السماء والجدران:
شهيد…شهيد يا محمود،
فاشي…فاشي يا كباشي،
سفاح سفاح…سفاح يا نميري،
مجرم نازي يا….،
وسمع الشيخ الهتاف، وإزدان وجهه بإبتسامة أجمل..! وسرى الرعب في كل المهووسين وإزداد بؤسهم صمتا…وسمعنا حشرجة القاضي يأمر الجلاد بالتنفيذ….سريعا غطى الوجه المبتسم….وتدلى جسد الشيخ النحيل….لا صوت إلا هتاف المعتقلين.. يشق عنان السماء مصاحبا لروح الشيخ الشهيد…..
يا صنوج الإعلان…….يا طبول الشهادة دقي…رددي………دقي للشيخ الذي كان يدري أن يضحك…..ولا يبكي للحياة…..الباطن والظاهر صمت الجميع….إلا صوت الشارع في المدن الحبلى بالثورة.
وتحدث الصمود، تفجر المخزون المكبوت، وإلتقت روح الشيخ الشهيد بروح حفيدته “مشاعر”، وكانت إنتفاضة الشعب في مارس / أبريل 1985
قال لنا إن اللئام سيتداعون إلى موائدنا كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها. قال لنا إنهم سيهبطون علينا بليل كما يهبط الجراد على أرض فيحيلها صعيداً جرزاً. قال لنا إنهم سوف يعوثون في السلطة فساداً ويختالون بين الناس استبداداً. قال لنا إننا سوف نذوق منهم الأمرين، ضنكاً في العيش وإهانة الكرامة السودانية. قال لنا إنهم سيفصلون الجنوب بعد أن جعلوا أعزة أهله أذلة، كمواطنين من الدرجة الثانية بفضل شريعتهم الشوهاء. قال لنا إن ديدنهم ازدراء الفكر وإذلال المفكرين. قال لنا إن ما أسموه المشروع الحضاري هو محض دجل، وما الدين الذي يدَّعون سوى آيات شيطانية من صنع أبالستهم!
شكرا استاذ فتحى
لقد صمت اغلب السودانيين عندماأعدم الخوارج اصلب الرجال واشجعهم
اعتقد ان ما أصاب السودانيين وبلادهم هو عقاب من الله لهم لتخاذلهم عن نصرة القديس حينما تآمرت به قوى الظلام
لابد من الديموقراطية وان طال السفر
يا له من توقيع رائع اخذته من الاستاذ فتحي الضو وجعلته توقيعي في المنتديات
فالتشبه بالكرام فلاح
الذي قرأته عن الأستاذ دينياً لا يختلف عن الفلسفة الدينية قديماً وحديثاً بخصوص علاقة العبد ومعبوده!!.. أما سياسياً فأعتبره كان متقدماً عن جيله بقرون!!.. يكفي نضاله ضد المستعمر كأول معتقل سياسي وتوجهه الوطني ورسائله عن معضلة الجنوب قبل الإستقلال والإشتراكية التي يعتبرها من ثوابت الدين!!.. وأما إجتماعياً فيكفي إجتهاده في تعليم وتثقيف البنات ورفع مهاراتهن في العمل ومحاربة الظواهر السالبة!!.. هل هذا ما دعا أصحاب الهوس الديني لقتله؟!.. الحقيقة الناصعة هي أنهم قتلوه لأنه يعمل ضد مخططاتهم الخبيثة!!.. الأمر لا يعدو عن مؤامرة دنيئة لإلباس باطلهم لباس الحق!!.. نعم قوانين سبتمبر والنظام العام وساط قدوقدو وشريعة البشكير المدغمسة وضعت لإذلال الشعب السوداني!!..
ان قول الحق فى وجه سلطان غاشم وحده كفيآ بإدراج أسم الأستاذفى انصع صفحات التاريخ.
حكى لى مصدر لا أشك فى مصداقيته لحظه لسبب واحد لأنه تكرر مرتين…حكى لى المصدر بأن السفاح نميرى ذهب للاستاذ فى سريه يطلب منه التراجع حتى يخرجه (نميرى العايز يتخارج) من هذا الوضع الحرج….تكرر نفس المشهد من قبل مع هاشم العطا كان نمرى يترجاه بأن يقدم إسترحام للمخارجه من هذا الوضع الحرج ولكن كان رد البطل هاشم كالصاعقه فقال له يا جعفر السودان اصبح ما بشيلنا نحن الاتنين ولو ما كتلتنى انا بكتلك.
الأعلاميه هاله سرحان لما سألت نميرى إنت ما ندمان على اعدام محمود ورده لو قام تانى بعدمه إنما يدل على خسه ونداله وجبن ويعكس إرتاعبه حتى والاستاذ ميت.
للمعجبين والمفتونين بنميرى بأنه مات وماعنده بيت ويده نضيفه وشجاع اقول لهم إنتوا ما بتعرفوا نميرى اكتر من أبناء امدرمان…وكونوا ما عندوا بيت ده ما معناهوا رمز العفه والطهاره إنما سذاجه وغباء من هؤلاء المعجبين…طيب قلبتوهوا لشنو ماكان تخلوا عفيف اليد ده يكون حاكم للآن أم حان وقت الغزل فيهو كما تغزلنا فى سلفه عبود ولا استبعد ابدا ان يحصل نفس السيناريو مع البشير والله هو كويس بس المعاهو كعبين والبشير العفيف قال لينا راتبه ما كان مكفيهوا عشان كده كان بشتغل مزارع بارتايم.. والبشير والله عنده شقه متواضعه و اى واحد من الشعب ممكن يمتلك زيها…وإن غدا لناظره قريب.
حاجه عجيبه
اما ان الكاتب لم يقرأ لمحمود محمدطه ولم يشهد محاضراته، أو أنه فعل ولم يستوعب أو أن الدين الاسلامي لديه بخفة عقل من يدينون ولا يسلمون أو انه جمهوري ويداري!!. محمود محمدطه أنكر المعلوم من الدين ووضع نفسه فوق رسول البشرية وابتدع التكليف الذاتي ومنح نفسه ما لم يتأتي لرسولنا الكريم.
كفى ترفاً فكرياً فارغا لا يسمن ولا يغني عن ما آمن به البلايين منذ البعثة و اليوم وحتى يوم النشور كما وعد الخالق
سيأتي يوم ويسير معظم المسلمين خلف فكر الاستاذ محمود محمد طه بعد ان يحاصرهم المنطق ليشتغل العقل جبراً وليس حباً ونصرا لدين الله ويتبنى المشايخ في المشرق والمغرب وافكاره وهم كارهين ولفضله منكرين والدعاء والرحمة عليه مستكثرين وربما ينسبونها للماضي البعيد الذي به مغرمون.
شكرا الضو على المقال فكل من يهتم بالأستاذ استاذ، بالمناسبة الذي تجرع السم هو سقراط أما صاحب الأورجانون؛ أرسطو فقد مات مرضاً سنة 322 ق.م في مدينة خلسيس التي هرب إليها بعد اتهامه بالإلحاد.
الى القدسي
ارى انه من حقك ومن حق الكاتب وكل من أيده أن يبدى رأيه معززا مكرماً . اما من يأتون برأي مخالف فهم من شيوخ شيوخ الظلام في قنوات الجهل والتجهيل .
نِعْم حرية الرأي و تبادل الفكر. إما أن تؤيدنا أو فلتلعن
رؤيا في المشهد السياسي: يا .. مُشرع الحلم الفسيح …
سجن “كوبر”… في 17 يناير من العام 1985
د. الشفيع خضر
سجن “كوبر”… في 17 يناير من العام 1985. كان السجان طيبا، يسمح بحرية الحركة بين الأقسام المختلفة داخل السجن.. وكان الشيخ في قسم “زنازين الغربيات”. قضيت معه كل صباح الخميس وبعضا من الظهيرة…إستقبلني بإبتسامة جميلة تنضح بالحياة….كان ممتلئا حيوية وثقة بالنفس، وكان جميلا بهيا وهو في جلبابه الأبيض. جلسنا فوق “البرش”، وقدم لي البلح والشاي. حدثني: عن الهوس الديني وتشويه الإسلام، عن سرقة قوت الفقراء بإسم الله، عن أن “النميري” مطية غبية لتجار الدين، عن صراعه المحتدم والمستمر مع جماعة الهوس، عن رفضه الثابت لقوانين سبتمبر (1983)، وأنه لن يتنازل أبدا حتى ولو كلفه ذلك حياته!.. وحدثني عن الثورة..!! قال لي بالحرف الواحد: “حال البلد هذه الأيام أشبه بحالها في الأيام الأخيرة قبل ثورة أكتوبر 1964….الشعب في حالة غليان وسينفجر ويطيح بالهوس…إني أرى الخضرة في كل شيئ….وأراها قريبا جدا”. ثم أخرج من جيبه ورقة أعطاني إياها قائلا: ” هذا منشور من جماعتكم، أصدروه صباح اليوم”. كانت الورقة بيانا من الحزب الشيوعي السوداني بعنوان “أرفعوا أيديكم عن محمود محمد طه”
وواصلت الإستمتاع بالإستماع إليه والحديث معه. تحدثنا في كل شيئ..، إلا الموت وحكم الإعدام. وفجأة جاءني السجان الطيب مسرعا ومشفقا يطلب مني سرعة الرجوع إلى (عنبري) في قسم “المديرية” (أحد اقسام السجن). ودعت الشيخ ووعدته بالحضور إليه صباح الجمعة …. وأنا لا أدري…
في الطريق إلى العنبر كان السجان الطيب مهموما.. سألته فقال لي: “السجن مليان جيش..ويظهر في حاجة بطالة حتحصل…”. دخلت إلى العنبر لأجد زملائي المعتقلين متجمعين حول التلفاز يستمعون إلى فحيح السفاح “نميري” وهو يؤيد حكم الإعدام.. وجم السجن، وإزدادت جدرانه وجوما. كان الصمت مطبقا إلا من نبضات الحزن والغضب المكبوت….
أتجه أبوبكر الأمين، زميلي في المعتقل، إلى الجدار الفاصل بين قسمنا وساحة الإعدام…اسمها ” ساحة العدالة الناجزة”!! وبدأ أبوبكر يحفر في الحائط …. قضى الليل كله، ونحن معه، يحفر ونحفر، بكل ما هو متاح: بقية من “علبة صلصة”، قطعة زجاج، مشبك حزام بنطال…ونصل مخبًأ.!! حتى زحزحنا الحجر الضخم / الصخرة الصغيرة…وأصبحنا نرى قبح المشنقة بكل وضوح..
أطل الصباح الشتوي الحزين…الجمعة 18 يناير 1985. رفضنا إستلام الغذاءات وأعلنا إضرابا عن الطعام في كل أقسام السجن. بدأت جموع المرجفين ترد إلى ساحة الإعدام وهم يهتفون ويتصايحون…. كانوا في حالة لا توصف من الهيستريا والهوس المجنون… وكان بعضهم يرقص…!!! ونحن ننظر من خلال تلك الكوة السرية، مجموعة تلو الأخرى في تنظيم وترتيب دقيق، صامت ومتوتر.
ثم جاءوا بالشيخ مكبلا ومغطى الرأس حتى العنق….كان يمشي بثبات وبطولة… لم، وأعتقد لن، أرى خطوة ثابتة وقوية مثل تلك الخطوات التي كانت تتجه، مدركة، إلى السكون الأبدي… كانت الخطوات تكتب على أرض ساحة الإعدام: نعم، أشهد أني أنقله من الشيخ القوي إلى الشيخ الشهيد…لكنه الشيخ الثابت على المبدأ… الشيخ المنتصر… الشيخ الملهم……
تعالت صيحات الهيستريا والهوس المجنون…وتضاعفت…كانوا كثر…أتوا ليروا هزيمتهم…ولكن هل يروا؟ كان الجلاد حزينا وهو يلف حبل المشنقة حول عنق الشهيد….بعد تلك اللحظة تخلى عن “مهنته” إلى الأبد!. وفجأة أمر القاضي بكشف الغطاء عن وجه الشهيد قائلا بتلذذ عجيب: ” ليرى الزنديق كيف ينبذه الناس”… وكشف عن وجه الشهيد….يا للروعة ويا للعظمة…كان مبتسما وهادئا وساخرا… ما أجمل ذلك..شجاعة وصمود وبسالة وإيمان…وإزدراء للموت…لم، وأعتقد لن، أرى مثل ذلك قط..! ومع كشف وجه الشيخ أخرست كل عواءات الهوس…وأطبق صمت رهيب..رهيب إلا من أصوات إرتجافاتهم…والشيخ ينظر إليهم في إبتسامة خالدة…إبتسامة تجهيل ورثاء..! ما أقوى أن ترد الحقد بالرثاء حتى وهو يقتلك!!
ونحن، كنا ننظر في صمت وخشوع ورهبة….لحظة لا تملك أي قدرة على وصفها….فهي غشتنا لمرة واحدة فقط…لكنها فعلت الكثير في دواخلنا وأنسجة مشاعرنا وعقولنا….فعلت ما لم تستطع فعله سنوات الدراسة والتجربة والعمل….تغذينا بلحظة الموت تلك ما لم تستطع أن تغذينا به لحظات الحياة…..!!
وفي لحظة السكون تلك..قررنا نحن أن يسمعنا الشيخ قبل استشهاده….فهتفت كل أقسام السجن في لحظة واحدة وبنغم واحد، رددته معنا السماء والجدران:
شهيد…شهيد يا محمود،
فاشي…فاشي يا كباشي،
سفاح سفاح…سفاح يا نميري،
مجرم نازي يا….،
وسمع الشيخ الهتاف، وإزدان وجهه بإبتسامة أجمل..! وسرى الرعب في كل المهووسين وإزداد بؤسهم صمتا…وسمعنا حشرجة القاضي يأمر الجلاد بالتنفيذ….سريعا غطى الوجه المبتسم….وتدلى جسد الشيخ النحيل….لا صوت إلا هتاف المعتقلين.. يشق عنان السماء مصاحبا لروح الشيخ الشهيد…..
يا صنوج الإعلان…….يا طبول الشهادة دقي…رددي………دقي للشيخ الذي كان يدري أن يضحك…..ولا يبكي للحياة…..الباطن والظاهر صمت الجميع….إلا صوت الشارع في المدن الحبلى بالثورة.
وتحدث الصمود، تفجر المخزون المكبوت، وإلتقت روح الشيخ الشهيد بروح حفيدته “مشاعر”، وكانت إنتفاضة الشعب في مارس / أبريل 1985
قال لنا إن اللئام سيتداعون إلى موائدنا كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها. قال لنا إنهم سيهبطون علينا بليل كما يهبط الجراد على أرض فيحيلها صعيداً جرزاً. قال لنا إنهم سوف يعوثون في السلطة فساداً ويختالون بين الناس استبداداً. قال لنا إننا سوف نذوق منهم الأمرين، ضنكاً في العيش وإهانة الكرامة السودانية. قال لنا إنهم سيفصلون الجنوب بعد أن جعلوا أعزة أهله أذلة، كمواطنين من الدرجة الثانية بفضل شريعتهم الشوهاء. قال لنا إن ديدنهم ازدراء الفكر وإذلال المفكرين. قال لنا إن ما أسموه المشروع الحضاري هو محض دجل، وما الدين الذي يدَّعون سوى آيات شيطانية من صنع أبالستهم!
شكرا استاذ فتحى
لقد صمت اغلب السودانيين عندماأعدم الخوارج اصلب الرجال واشجعهم
اعتقد ان ما أصاب السودانيين وبلادهم هو عقاب من الله لهم لتخاذلهم عن نصرة القديس حينما تآمرت به قوى الظلام
لابد من الديموقراطية وان طال السفر
يا له من توقيع رائع اخذته من الاستاذ فتحي الضو وجعلته توقيعي في المنتديات
فالتشبه بالكرام فلاح
الذي قرأته عن الأستاذ دينياً لا يختلف عن الفلسفة الدينية قديماً وحديثاً بخصوص علاقة العبد ومعبوده!!.. أما سياسياً فأعتبره كان متقدماً عن جيله بقرون!!.. يكفي نضاله ضد المستعمر كأول معتقل سياسي وتوجهه الوطني ورسائله عن معضلة الجنوب قبل الإستقلال والإشتراكية التي يعتبرها من ثوابت الدين!!.. وأما إجتماعياً فيكفي إجتهاده في تعليم وتثقيف البنات ورفع مهاراتهن في العمل ومحاربة الظواهر السالبة!!.. هل هذا ما دعا أصحاب الهوس الديني لقتله؟!.. الحقيقة الناصعة هي أنهم قتلوه لأنه يعمل ضد مخططاتهم الخبيثة!!.. الأمر لا يعدو عن مؤامرة دنيئة لإلباس باطلهم لباس الحق!!.. نعم قوانين سبتمبر والنظام العام وساط قدوقدو وشريعة البشكير المدغمسة وضعت لإذلال الشعب السوداني!!..
ان قول الحق فى وجه سلطان غاشم وحده كفيآ بإدراج أسم الأستاذفى انصع صفحات التاريخ.
حكى لى مصدر لا أشك فى مصداقيته لحظه لسبب واحد لأنه تكرر مرتين…حكى لى المصدر بأن السفاح نميرى ذهب للاستاذ فى سريه يطلب منه التراجع حتى يخرجه (نميرى العايز يتخارج) من هذا الوضع الحرج….تكرر نفس المشهد من قبل مع هاشم العطا كان نمرى يترجاه بأن يقدم إسترحام للمخارجه من هذا الوضع الحرج ولكن كان رد البطل هاشم كالصاعقه فقال له يا جعفر السودان اصبح ما بشيلنا نحن الاتنين ولو ما كتلتنى انا بكتلك.
الأعلاميه هاله سرحان لما سألت نميرى إنت ما ندمان على اعدام محمود ورده لو قام تانى بعدمه إنما يدل على خسه ونداله وجبن ويعكس إرتاعبه حتى والاستاذ ميت.
للمعجبين والمفتونين بنميرى بأنه مات وماعنده بيت ويده نضيفه وشجاع اقول لهم إنتوا ما بتعرفوا نميرى اكتر من أبناء امدرمان…وكونوا ما عندوا بيت ده ما معناهوا رمز العفه والطهاره إنما سذاجه وغباء من هؤلاء المعجبين…طيب قلبتوهوا لشنو ماكان تخلوا عفيف اليد ده يكون حاكم للآن أم حان وقت الغزل فيهو كما تغزلنا فى سلفه عبود ولا استبعد ابدا ان يحصل نفس السيناريو مع البشير والله هو كويس بس المعاهو كعبين والبشير العفيف قال لينا راتبه ما كان مكفيهوا عشان كده كان بشتغل مزارع بارتايم.. والبشير والله عنده شقه متواضعه و اى واحد من الشعب ممكن يمتلك زيها…وإن غدا لناظره قريب.
حاجه عجيبه
اما ان الكاتب لم يقرأ لمحمود محمدطه ولم يشهد محاضراته، أو أنه فعل ولم يستوعب أو أن الدين الاسلامي لديه بخفة عقل من يدينون ولا يسلمون أو انه جمهوري ويداري!!. محمود محمدطه أنكر المعلوم من الدين ووضع نفسه فوق رسول البشرية وابتدع التكليف الذاتي ومنح نفسه ما لم يتأتي لرسولنا الكريم.
كفى ترفاً فكرياً فارغا لا يسمن ولا يغني عن ما آمن به البلايين منذ البعثة و اليوم وحتى يوم النشور كما وعد الخالق
سيأتي يوم ويسير معظم المسلمين خلف فكر الاستاذ محمود محمد طه بعد ان يحاصرهم المنطق ليشتغل العقل جبراً وليس حباً ونصرا لدين الله ويتبنى المشايخ في المشرق والمغرب وافكاره وهم كارهين ولفضله منكرين والدعاء والرحمة عليه مستكثرين وربما ينسبونها للماضي البعيد الذي به مغرمون.
شكرا الضو على المقال فكل من يهتم بالأستاذ استاذ، بالمناسبة الذي تجرع السم هو سقراط أما صاحب الأورجانون؛ أرسطو فقد مات مرضاً سنة 322 ق.م في مدينة خلسيس التي هرب إليها بعد اتهامه بالإلحاد.
الى القدسي
ارى انه من حقك ومن حق الكاتب وكل من أيده أن يبدى رأيه معززا مكرماً . اما من يأتون برأي مخالف فهم من شيوخ شيوخ الظلام في قنوات الجهل والتجهيل .
نِعْم حرية الرأي و تبادل الفكر. إما أن تؤيدنا أو فلتلعن