الدجال !!

د. عمر القراي

(فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ)
صدق الله العظيم
إن ما ظللنا نصف به جماعة الاخوان المسلمين، التي تحكم السودان الآن، منذ زمن بعيد، من فساد الطوية، وسوء الخلق، والنفاق، والكذب، والمتاجرة بالدين، والجهل بحقائقه، والبعد عن اخلاقه ومقاصده، والتآمر على مكتسبات الشعب، لا ينطبق على احد منهم مثل ما تنطبق على د. حسن عبد الله الترابي. فالرجل ظهر أول ما ظهر، في الستينات، يدبر مؤامرة حل الحزب الشيوعي، وطرد النواب المنتخبين من البرلمان، في ظل حكومة ديمقراطية .. ورغم ان المحكمة العليا حكمت ببطلان حل الحزب الشيوعي، فقد قاد الترابي حزبه، الذي كان يسمى آنذاك جبهة الميثاق الإسلامي، ومن تبعهم من اتباع الطائفية، في مظاهرات تهاجم دور الحزب الشيوعي، وتعتدي على عضويته.

وحين جاء نظام نميري بانقلاب عسكري في 1969م، عارضه الترابي، وتكتل مع الاحزاب الطائفية فيما عرف بالجبهة الوطنية، التي قادت عملاً مسلحاً من الخارج، ضد نظام نميري .. وكان الترابي في ذلك الوقت، يتهم نظام نميري بالدكتاتورية، ويتهم حزبه الواحد – الاتحاد الاشتراكي – بالكفر، ويدعي ان معارضته لذلك النظام هي الجهاد الإسلامي، وحتى الغزو الأجنبي في عام 1976م، صوره الترابي لاتباعه وكأنه غزوة في سبيل الله !! وحين هُزمت الجبهة الوطنية، لم تنتظر، بل قام زعيمها السيد الصادق بمقابلة نميري في بورتسودان، وعقد معه المصالحة الوطنية في عام 1977م. وبموجب المصالحة، دخل الترابي وجماعته التي غيرت إسمها الى الجبهة القومية الإسلامية في الحكومة الدكتاتورية “الكافرة” !! وأدى الترابي قسم الولاء لثورة مايو الظافرة، كعضو في حزبها الأوحد “الاتحاد الاشتراكي”، ودماء رفاقه الذين سماهم مجاهدين، لم تمح بعد من حائط دار الهاتف !!

ولقد ضلل الترابي، الذي عين مستشاراً لنميري- الذي كان يصفه بالكفر والزندقة – حكومة مايو وساقها بالمخادعة، الى تصفية مكتسباتها، فألغت اتفاقية السلام مع الجنوب، وعادت الحرب، كما أعلنت قوانين سبتمبر 83 واعتبرتها الشريعة الاسلامية، واخرج حزب الترابي المسيرة المليونية في تأييدها.. وحين شعر الاخوان المسلمون بضعف نظام نميري، في أخريات ايامه، وبالأزمات تخنقه من كل جانب، إدعوا خلافاً ومفاصله بينهم وبين النظام، وتسلقوا على غفلة من المثقفين، وتسامح من الشعب، على اكتاف الانتفاضة، التي اطاحت بنميري، في مارس ابريل 1985م. واخذ الترابي يدعي ان قوانين سبتمبر لم تكن الشريعة الإسلامية، وأنهم لا دخل لهم بها، ويطالب بوضع قوانين اسلامية جديدة.

وقد استطاع ان يضلل حكومة السيد الصادق المهدي المنتخبة، ويدفعها للإئتلاف معه، ويحرضها لعدم قبول اتفاقية السلام التي عقدها قرنق والميرغني عام 1988م. ولما كان هنالك تذمراً في الجيش، فقد كان الترابي في تلك الفترة، يصرح بأنهم ضد الانقلابات العسكرية، مع أنه كان في نفس الوقت، يخطط للانقلاب، الذي اطاح بحكومة السيد الصادق المهدي في عام 1989م. ولأن التوجه الشعبي كان ضد جماعته المهووسة، أوعز الى قائد الانقلاب، ان يعلن بأنهم لا علاقة لهم بالاخوان المسلمين !! وإمعاناً في التضليل، وضع الترابي خطة ذهابه “للسجن حبيساً وذهاب البشير للقصر رئيساً” ، وجازت على كثير من المواطنين، لو لا انه كشفها بنفسه، حين انطقه الله الذي انطق كل شئ .. ولقد كان العنف والبطش وبيوت الاشباح والتعذيب والإرهاب، في بداية عهد الإنقاذ، كلها من خطة الترابي لإخضاع الشعب السوداني، عن طريق الافقار والإرهاب لجماعة الاخوان المسلمين، حتى يضمن لنفسه زعامة، حاولها في العهود الديمقراطية وفشل فيها .. وكانت حملة تصعيد حرب الجنوب، والإدعاء بأنها جهاد في سبيل الله، وتجنيد الشباب بالقوة من الشوارع، كلها من أفكار الترابي .. وهو الذي جاء ببدعة “عرس الشهيد”، فباع الوهم للأسر، وضللهم، ثم حرمهم حتى إبداء الحزن على أبنائهم القتلى، مدعياً أنهم قد زفوا الى “الحور العين” في الجنة !!

والترابي هو الذي جاء ببدعة “الخلف في الأهل”، وبدلاً من مواساة المرأة التي قتل زوجها، ومساعدتها على الحزن عليه، والتقدير لذكراه، كان يزوجها لأخ مسلم آخر، قبل ان تجف دموعها، على زوجها المقتول .. والترابي هو الذي صوّر للشعب السوداني، ان كثير من قادة الاسلاميين قتلهم الجنوبيين في الحرب، بينما هم قد صفوا بواسطة اخوانهم، لاختلافات بينهم، ومطامع تتجاذبهم. وتحت رايات الجهاد الكاذب، أنشأ الكتائب وسماها “مجاهدين”، وهذه الكتائب الموهومة بأنها كانت تجاهد، وأنها إنما تطيع أمير المؤمنين الجديد هي التي نشرت الرعب، والكراهية، والقتل في جبال النوبة، وهي التي تحالفت مع بعض القبائل وأشعلت حرب دارفور.

وحين اختلف مع مجموعة البشير، فيما عرف بالصراع بين القصر والمنشية، ووقعت المفاصلة عام 1999م، وأبعد من السلطة، نسى ان هؤلاء تلاميذه، وأنه كان بالأمس إمامهم، فوصفهم بالفساد، وبالمفارقة للاسلام، والتضليل باسمه، وبرأ نفسه من القضايا الكبرى مثل محاولة إغتيال حسني مبارك، ونسبها لهم، وهاجم البشير شخصياً، وأتهمه بالجهل، وبالعنصرية، وطالبه بتسليم نفسه للمحكمة الجنائية الدولية .. كما ان تلاميذه الترابي الذين ظلوا في المؤتمر الوطني، هاجموه، واتهموه بالخيانة، وبالمفارقة، ومنهم من اتهمه بالكفر .. وفي حملته المسعورة ضد المؤتمر الوطني، نقض الترابي غزله الجهادي، وذكر ان حرب الجنوب لم تكن جهاداً، والذين قتلوا فيها ليسوا شهداء، ولن يروا ” الحور العين”، بل ذكر انه ليس هناك “حور عين” أصلاً!! كما انه ليس هناك “ملائكة يسألون الميت في القبر”، وليس هنالك “عيسى بن مريم ينزل في آخر الزمان ليملأ الارض عدلاً”، الى غير ذلك من فتاويه التي تدل على بعد المسافة بينه وبين الإسلام.

وكل أقوال الترابي، واقوال قادة المؤتمر الوطني عنه، مسجلة بالصوت والصورة، فلا مجال لإنكارها، ومحوها، حتى يلتئم شمل الحركة الإسلامية من جديد، تحت مسمى جديد، فتعلق كل فسادها، وجرائمها، وتخريبها، وتقتيلها لهذا الشعب، في الاسم القديم، وتأتي مرة أخرى لتطيل عمرها، بالإسم الجديد.

لقد صمت الترابي لفترة، ثم ظهر بثوب التقارب مع المؤتمر الوطني، وأدعى انه مؤمن بالحوار مع الحكومة، ووجه الاستاذ كمال عمر المحامي، ليهاجم نيابة عنه التجمع والجبهة الثورية، وكل من رفض الحوار، وليشيد بالحكومة وجديتها .. بالرغم من أنه كان من يقود حملة المؤتمر الشعبي، في الهجوم على المؤتمر الوطني، ويصرح في القنوات الفضائية، بأن حكومة المؤتمر الوطني، يجب ان تسقط، وأنها غير جادة في كل ما تقول. وهكذا اظهر الترابي كمال عمر بمظهر الأهوج، المتناقض، وحرقه سياسياً، حتى لا يكون حوله أحد، ويظل وحده الشيخ، والزعيم، ورئيس الحزب، وكمال عمر المسكين، لا يعلم أن الترابي قصد اغتياله سياسياً، واستمر في سذاجة لا يحسد عليها، يطبل للترابي، ويثني عليه، ويقول إنه علمه الصلاة !!

وفي اتجاه التقارب هذا، بدأ الترابي جولته بين مجموعات من الاخوان المسلمين، من المؤتمر الوطني، والخارجين عليهم، يبشرهم بتوحدهم من جديد، في وعاء جديد، فقد جاء (قال الأمين العام للمؤتمر الشعبي “حسن الترابي” لدى مخاطبته أمس السبت المئات من المجاهدين ومقاتلي الحركة الإسلامية، ضمن قوات “خالد بن الوليد” في منزل العميد “م” “محمد إبراهيم عبد الجليل” الشهير “بود إبراهيم”: “إن ليلة القدر لا تتنزل فيها الأماني الدنيوية التي يتمناها الناس ولكنها نزلت بالقول الثقيل”…. وزاد بالقول: “الإخوة المجاهدون الآن مضت فترات كان الجهاد فيها تعلو راياته ولكن مر بنا دهر نحن الذين كنا نجاهد الابتلاءات بين الناس تدور الآن نسترضيهم حتى لا يحاصروننا ولا يغضبون علينا ولكننا نريد أن نرضي الله سبحانه وتعالى، وفي سبيل الله وإذا فتحنا فتحاً مبيناً من الله سبحانه وتعالى، إن شاء الله إذا نادى المجاهد للقتال نقاتل، مضى زمان بناء البيت أكثر تكاليف، بعض الناس يهربون من الجهاد ولكن بعض الناس يقومون عليه …”) (المجهر السياسي 28/6/2015م)

أولاً من الذي جعل مقاتلي الحركة الاسلامية مجاهدين ؟؟ لقد كان بعضهم في الجيش، يقومون بعملهم العسكري، مثل ود ابراهيم نفسه، وبعضهم في مليشيات شعبية، خدعها الترابي، وصور لها حرب الجنوب، وكأنها جهاد ثم سماهم مجاهدين .. والحقيقة هي انها حرب أهلية، ذات دوافع سياسية، كل من شارك فيها مخطئ، سوى ان قتل أو لم يقتل، لأنها كانت حرباً جائرة، تحركها المصالح، والعنصرية، والجهالات، ولا علاقة لها بالجهاد من قريب أو بعيد، فحكومة البشير لم تكن الحكومة الاسلامية، ولم تقم الإسلام في الشمال، حتى تجاهد لاقراره في الجنوب.. وهي حين أعلنت الجهاد، لم تطالب الجنوبيين بالاسلام أو الجزية، وإنما حاربتهم، ثم صالحتهم، وجعلت قائد جيش “الكفار”، نائباً أول لرئيس الجمهورية، وكان هذا ثمرة الحرب الطويلة، فهل هذا ما كان يريد المجاهدون تحقيقه ؟! ولماذا قبلوا اتفاقية السلام التي كان بموجبها نائب الرئيس غير مسلم ؟! ثم ألم يقل الترابي، نفسه، ان هذه الحرب ليست جهاداً، وإن من مات فيها ليس شهيداً ؟! فلماذا يخاطبهم الآن بالمجاهدين، إمعاناً في التضليل، وإزكاء للهوس الديني ؟! ثم إذا كان اعضاء الحركة الاسلامية، يظنون أنهم مجاهدون، لأنهم حاربوا اخوانهم الجنوبيين، واخوانهم في جنوب كردفان، فلماذا يعترض بعضهم على “داعش”، التي تعتبر قتلها لغير المسلمين جهاداً، ولماذا ينزعج المسوؤلون حين يلحق ابناءهم بـ “داعش” ويصبحوا مجاهدين ؟! يقول الترابي (ولكن مر بنا دهر نحن الذين كنا نجاهد الابتلاءات بين الناس تدور الآن نسترضيهم حتى لا يحاصروننا ولا يغضبون علينا) وهذا الضعف الذي اشار اليه الترابي، سببه هو مفارقة الدين، من أجل الدنيا.. ولقد ذكره الترابي، في ” يوتيوب”، حين تحدث عن ان بعض اخوانه اصبحوا فاسدين، ونهبوا المال العام، وبعد كل الفساد، الذي اعترف به الشيخ هل يظن أيضاً أن تلاميذه مجاهدين ؟!

وفي هذا الاتجاه دعا الترابي الاتحاد العام للطلاب السودانيين، وهم من الاخوان المسلمين جناح المؤتمر الوطني، وكان مما ذكر لهم (وحث الطلاب على الوحدة باعتبارهم أهم قطاعات الحركة، وأشار إلى أنه ليس هنالك من ابتلاءات بين الطلاب تدعوا للتفرقة وعدم التوحد، وزاد مخاطباً الطلاب: انتو ما شايلين تقيل زينا نحن واخوانا ديل – في إشارة منه للمؤتمر الوطني.
وقطع الترابي بأن الحركة الإسلامية ستتوحد طال الزمن أو قصر، وقال «إن قيادات الحركة اتفقت على أن توحيد الاسلاميين فرض عين»، وأضاف الشيخ «نريد أن نخفي ترتيبات الوحدة و نبنيها من تحت عشان الغرب ما يجي يهدمها تاني». واستعرض الترابي مسيرة الحركة وقال إنها عملت ولكن كلنا خطاءون……. ويشير الترابي إلى أن اكبر ابتلاءات للحركة عندما جاءت السلطة وقال «ماكان عندنا أدب سياسي ودافرين ناس متحمسين معانا وما بعرفوا الإسلام»، وقال إن السودانيين ما بعرفوا الشورى وما بعرفوا الصلاة، البعض، ويعتبرونها ركوع وسجود فقط …. وأشار الترابي إلى أن الإنقاذ بالرغم من أنها أسهمت في انتشار التعليم إلا أن التعليم النظامي أصابته بعض المصائب، وقال إن الدولة المتقدمة تعطي التعليم 25% من إجمالي ثروتها، وفي السودان نعطي 1 أو 2% فقط من الميزانية للتعليم. وأضاف الترابي «الحكومة دي ما فاسدة والسوق دا كلو شيكات طايرة وأغلب التجار ما كويسين والمحامين يشتغلوا مع التجار، وأنا طول عمري ما بشتغل محامي لأني بخاف الله)( آخر لحظة 13/7/2015م).

وما دام كبار رجال الحركة الاسلامية تقاطعوا، وتنابذوا، ويحملون الضغائن في نفوسهم لبعضهم، وهم الذين يفترض ان يكونوا القدوة، لهؤلاء الطلاب، فمن أين يريد الترابي للطلاب ان يكونوا مختلفين ؟! ولو كان الترابي ناصحاً أميناً، لنقد سلوك هؤلاء الطلاب، لأنهم استغلوا بواسطة السلطة، للاعتداء على زملائهم، في الجامعات بالسواطير! وقتلوا بعضهم ، واستعانوا عليهم برجال الأمن، وبدلاً من محاسبتهم، قامت الحكومة بمكافأتهم، فاشترت لهم عربات جديدة، ثمن الواحدة منها حوالي 500 ألف جنية، والشعب السوداني لا يجد سائره لقمة العيش الكفاف. وإذا كانت الحركة الاسلامية تحت قيادة الترابي، لا تعرف الحكم، وليس لديها أدب سياسي، ومن اتباعه من لا يعرف الصلاة، فهل كان واجبه ان يقفز الى السلطة بانقلاب عسكري، أم يصبر على تعليم الجماعة، وتهذيبها، حتى تتأهل بالتربية، على مكث وتلبث، لأن تصل عبر الأغلبية الى السلطة ؟! أما قاصمة الظهر، فهي قول الترابي بأن الحكومة غير فاسدة، وأن الشعب هو الفاسد !! وهي قولة من الكبائر، وتدل على ان الشيخ عاش عمره كله، ولا زال يرزح في ضلال مبين .. فالفساد الذي زاد واستشرى سببه فساد الحكومة، وحماية النافذين السارقين لقوت الشعب، من المحاسبة، فهذه الحكومة هي التي نهبت خيرات الوطن واستبدت على أهله وجوعت الشعب واضطهدت بنيه، وحطمت مؤسسات الخدمة المدنية المنضبطة، وغيبت الرقابة، ونشرت روح التغاضي عن الرشوة، التي اضطر لها الموظفون بسبب ضعف المرتبات، كما درجت على التدخل في القضاء، حتى فقد هيبته، وفسد واصبح مؤسسة تجبي الاموال من العقوبات وتستثمر بها في المشروعات، ثم أن الحكومة هي التي اشاعت الحروب في الاقاليم البعيدة، فشردت أهلها، واضطرتهم للنزوح، ودمرت المشاريع الزراعية والصناعية، وحطمت الاقتصاد الوطني، فزادت معدلات الفقر والبطالة بصورة هائلة، دفعت الناس للفساد.

وحديث الترابي عن عدم فساد الحكومة، شهد على كذبه أحد كبار تلاميذه، فقد جاء ( ابتدر أستاذ العلوم السياسية، د. حسن مكي، رده على أحاديث الترابي بضحكة مدوية وقال إن أحاديث الترابي تعكس خوف عميق على مصيره وتلامذته وأضاف تصريحاته بشأن الفساد تشي بأنه يعيش في كوكب آخر لا سيما وأن الفساد مبذول في تقارير المراجع العام وفي صفحات الصحف وهو ما يؤكد أن الترابي شرع في مراجعة مواقفه السياسية في مقابل توفير مطلوبات من المحتمل أن الترابي قد اتفق فيها مع الحكومة، ولا شي أدلّ على ذلك من تخطيه لانتقاداته السابقة ومهاجمته للحكومة ودعواته إياها بالمغادرة الفورية في محاولة يبدوها لعبا في الزمن الضائع، وإلّا كيف يتسق حديث الترابي عن تبرئة الحكومة من أي شبه فساد في حين أقرت الحكومة نفسها بذلك بل وأنشأت مفوضية لمحاربة الفساد)(الراكوبة 12/7/2015م)

إن ما يقوم به الترابي الآن ليس مبادرة منه وحده، وإنما هي محاولة من حزب الحكومة، على الرغم من الحكومة تدعي أنها لا تخصها .. فقد جاء (كشف حزب المؤتمر الوطني عن اجتماع ضم رئيس الحزب عمر البشير، إلى الأمين العام للمؤتمر الشعبي د. حسن الترابي، شرح فيه الأخير رؤيته الكاملة لأطروحته الجديدة التي شرع في التبشير بها تحت مسمى “النظام الخالف”)(الراكوبة 14/7/2015م).

لقد شعرت حكومة الاخوان بعزلة بسقوط الاخوان في مصر، وبموقفها المرفوض من السعودية ودول الخليج، وزعزعة وضع الرئيس خاصة بعد هروبه من جنوب افريقيا.. ولم تجد نصيراً لا يدينها على ما تفعل، أو ينصحها بتغيير طريقتها، وقد تكون تلقت نصائح من الدول الداعمة لتنظيم الاخوان الدولي، بأن تغيير آدائها، وتبعد ما أمكن عن كل ما يربطها بـ “داعش” والحركات الارهابية. ولما كان الترابي، على ما به من علل، هو مفكر الحركة الاسلامية، فهو المكلف الآن بالخروج بها من وهدتها، وليس الى ذلك من سبيل، غير المزيد من الكذب، والخداع، والنفاق، وتضليل للناس بانشاء حركة اسلامية جديدة، ذات وجهين: وجه خارجي تخاطب به العالم، ودول الخليج، تدعي فيه الوسطية، والاعتدال، وتتأسى فيه بتركيا، وتتجه الى الانفتاح على الآخرين، وترفع شعارات الحوار مع الجميع، وتوسيع قاعدة الحكم، ومشاركة الاحزاب الاخرى. ووجه داخلي، تخاطب به قواعدها، تتحدث فيه عن الجهاد والمجاهدين، وتعقد فيه الاتفاقات السرية، مع “داعش” وغيرها من الحركات الإسلامية المتطرفة، حتى تحافظ على شباب الحركة وتستغل حماسهم. هذا التضليل المنظم، يحتاج الى اسم جديد، ووعاء يتسع لاكثر من مجموعة واعلام يضلل عن حقيقته .. وهم بكل ذلك، يظنون أنهم سيطيلون من عمر حركة الاخوان المسلمين، ويحققون استقراراً للنظام فيحقق كل شريك مصلحته.
كتبت ناشطة في أحد مواقع التواصل الاجتماعي(الشاعر ازهري محمد علي يصف الترابي:
ناعم والكلام طاعم
يبين تحت التبن ارقط
ينوم فوق الجرح منحل
ويقوم زي الحبن في محل
دحين يا ورطة كيف الحل ؟؟)

د. عمر القراي
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. (((هذا التضليل المنظم، يحتاج الى اسم جديد، ووعاء يتسع لاكثر من مجموعة واعلام يضلل عن حقيقته .. وهم بكل ذلك، يظنون أنهم سيطيلون من عمر حركة الاخوان المسلمين، ويحققون استقراراً للنظام فيحقق كل شريك مصلحته)))

    دحين يا ورطة كيف الحل ؟؟)

  2. والله يا دكتور قبل ما اقرا مقالك وعن من يتحّدث ، علمت انكم تقصدوك بالدجال (الترابي) .
    وإن كنت أرى إن (المحتال) أقرب وأكثر دقة .
    الترابي يا دكتور رجل (مريض) بما تعنيه هذه الكلمة وإن كان الرجل في دولة أخرى غير هذا البلد المنكوب
    لكان مكانه (مصّح) عقلي منذ سنوات .

    يحلّنا (الحله) بله !!

  3. سلمت يداك د.القراى. كعهدنا بك متخصص فى فضح مسيلمة وأتباعه. كل عام وأنت وكتاب وقراء الراكوبة بخير عسى الله ان يجمعنا فى وطن ديمقراطى معافى.

  4. لماذا لا يتحدث الناس عن فساد الترابي نفسه وكأنه ورث بيت المنشيه من ابوه وانسانا من بيت لندن وباقي الغله . المهم سمعت قصه زمان زمن الترابي حاكم بين مدير سابق وسواقو من مشروع الرهد الزراعي ،السواق جا زياره لمديره السابق في بيته فسأله قروش ،المدير قال ليو ليه ما كنت كويس وحالك تمام ومالك بقيت تعبان كده ،رد ليو المشروع فلس واتدمر ،جانا زياره الشيخ وبعدها ود الشيخ شالو الأرباح ورأس المال ومن ديك انتهينا كلنا والمشروع بقا اثار حتى بالحرف قاليو الموظفين بقو بجو أقروا الجرائد في المكتب يعني ما عندهم شغل .

  5. اركز ياضال ياملك الموت جاك الموت واثبت وخلي المجمجه قايلنها ترف وبزخ وعربات وعمارات يازباله البشر تفوووووووو عليكم وعلي كل من ناصركم

  6. يا سلام يا دكتور!! لقد وصفت هذا الثعلب تماماً!!!
    و كما أقول دائماً إنه يذكرني قصيدة الشاعر أحمد شوقي:

    بَرَزَ الثَعلَبُ يَوماً
    فيِ ثِيابِ الواعِظينا
    فَمَشى في الأَرضِ يَهذي
    وَيَسُبُّ الماكِرينا
    وَيَقولُ الحَمدُ لِل
    هِ إِلَهِ العالَمينا
    يا عِبادَ اللَهِ توبوا
    فَهوَ كَهفُ التائِبينا
    وَاِزهَدوا في الطَيرِ إِنَّ ال
    عَيشَ عَيشُ الزاهِدينا
    وَاطلُبوا الديكَ يُؤَذِّن
    لِصَلاةِ الصُبحِ فينا
    فَأَتى الديكَ رَسولٌ
    مِن إِمامِ الناسِكينا
    عَرَضَ الأَمرَ عَلَيهِ
    وَهوَ يَرجو أَن يَلينا
    فَأَجابَ الديكُ عُذراً
    يا أَضَلَّ المُهتَدينا
    بَلِّغِ الثَعلَبَ عَنّي
    عَن جدودي الصالِحينا
    عَن ذَوي التيجانِ مِمَّن
    دَخَلَ البَطنَ اللَعينا
    أَنَّهُم قالوا وَخَيرُ ال
    قَولِ قَولُ العارِفينا
    مُخطِئٌ مَن ظَنَّ يَوماً
    أَنَّ لِلثَعلَبِ دينا

  7. لك التحيه أخى د. عمر .. أردم هذا الثعلب المكار والذى أصبح يهذى بما أقترف
    فى حق هذا الشعب السودانى ,و ولقد علم الان بأنة قاب قوسين أو ادنى من القبر
    لذا أصبح ينطق وينفث عفنا من فمه معتقدا بأنة سوف يضلل هذا الشعب مره أخرى
    ولكن هيهات لم يتبقى لكم الا القليل ..!!

  8. ناعم والكلام طاعم
    يبين تحت التبن ارقط
    ينوم فوق الجرح منحل
    ويقوم زي الحبن في محل
    دحين يا ورطة كيف الحل ؟؟)
    ما قاله الشاعر الفذ أزهري محمد علي في هذه العجالة يساوي ملايين المقالات ذات الجمل المكررة التي يعرفها اغلب الشعب السوداني المطحون.. إنه الترابي الذي نعت الشعب السوداني بالفساد بدلا عن الحكومة في آخر نفحاته.. ماذا انتم فاعلون يا جمهوريي الداخل و المهجر بعد رفضهم تسجيل حزبكم الآن و قطع دابركم قبل أكثر من 30 سنة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  9. وانتم وقفتم مع النميري ومن ثم عارضتموه اليس ذلك بنفاق يا قراي ومتى قال الترابي انهم ليسوا بشهداء ؟

  10. اجمل تحليل قرأته عن الدجال.
    كشفته وعريته تماما. بس في نقطة سووودة في تاريخه لم تذكرها.
    تاريخه في حنتوب وفي مدرسة مدني الوسطي …. !!
    هو لا يحب ان يذكر داك الناريخ.
    في حنتوب كان احسن من يجيد تمثيل دور المرأة في المسرحيات واعجب فه مستر براون.
    الترابي لا يستطيع نكران ذلك التاريخ.
    في حنتوب كان في فتوات تاخذ الترابي جانبا بعيدا عن الاضواء ليمثل دور المرأة وتفعل فيه ما تشاء وتلعب في جسده كما تشاء.
    هذه الفتوات صاروا كهولا ويخجلون عن الحديث بما فعلوه فيه. ولكن التاريخ لابد ان يسجل والحنتوباوين يعرفون الفاعلين بالاسم.. لكن لهم ابناء واحفاد واصدقاء ومكانة مرموقة في المجتمع وبموتهم يغبر داك التاريخ.
    هل كان نميري من الفتوات التي مرت علي الترابي في حنتوب؟؟ التاريخ يسكت …

  11. مقال رائع يا استاذ القراي ، وهو توثيق تاريخي يفيد كثيرا القراء والباحثين في علل السودان. فجزاك الله عنا خيرا وفيرا.
    نسأل الله ونحن في خواتيم هذا الشهر الفضيل ، أن ينقذ سوداننا من هؤلاء الفسقة ، بقدرته عاجلا ليس آجلا. وأن يرى الشعب السوداني هذا السفيه الترابي اشلاء في شوارع الخرطوم وبجانبه عمر البشير وزمرته.

  12. جزاك الله خيراً وسلمت يدك لأنك صادق مع نفسك وفيك الخير وأتمنى أن ينجلى الوهم ويلعق الفاسدون صديد أوزارهم ونتانتهم ،،،

  13. الترابى انسان فاشل والتبع الذين معه هم اكثر فشلاً وسوا ء طالع السودانيين ان يكون مثل هذا الترابى منظر لهذا الشعب وانه كاذب ورجل ضلالى وغير محترم لسنه والسياسة فى نظره غش وخداع لم ياخذ باى قيم او اخلاق او دين وحبه لذاته وحبه للدنيا والظهور جهله اقرب للكفر منه للاسلام والفشل الذى لازم البلد سببه الاخوان المسلمين وجهلهم بامور الدين والدولة واتباعهم للاخرين دون رؤى.

  14. الاخوان الجمهوريين هم تلاميذ رجل شريف محمود محمد طه اغتاله الترابي بواسطة نميري لينفذ المشروع الامبريالي الصهيوني في السودان -سياسات البنك الدولي الجشعة-الخصخصة والجرعات ويدمر بلد عول عليها الانجليز كثيرا في ان تكون نموذج في دول العالم الثالث لديموقراطية وست منستر واشادو بها في مذكراتهم
    وبدل ما يكون السودان مع الهند والبرازيل في 2015 من اقوى اقتصادات العالم اضحى واحدة من افشل ثلاثة دول في العالم ومشت بجهله الركبان

    عفارم عليك يا عمر القراي …فضائية حرة واحدة وبس ويعود جيل الاستقلاليين وقوى السودان “الديموقراطية الحقيقية” من غير شوائب باذن الله…وانتهى فجر الاخوان المسلمين في مصر نفسها..هوية السودان في الفكر السوداني والاحزاب السودانية بتاعة الاستقلال مهما كان فهيا من شوائب لم تكن تشبه ابدا النظم الايدولجية التي استوردناها من مصر ومسخت الساسة السودانيين وعيا وسلوكا
    *****
    السودان وسودانيين وست منستر -مقبس من كتاب دكتور منصور خالد السودان تكاثر الزاعزع وتناقص الاوتاد-السودان هو أول قطر ينال الاستقلال في أفريقيا جنوب الصحراء إذ كان أول بلد استقل في تلك الرقعة من القارة بعد ليبريا، الدولة التي اصطنعها اصطناعاً الرئيس الأمريكي جيمس مونرو في عام 1847م ولهذا نُسب إسمُ عاصمتها إليه (مونروفيا)، وأثيوبيا التي ظلت تنعم بالاستقلال على عهود نجاشييها المتعاقبين إلى أن احتلها الإيطاليون في الحرب العالمية الثانية ثم أجلوا عنها بعد اندحار الفاشية في إيطاليا عام 1944. كما كان السودان أيضاً هو ثالث قطر في الشمال الأفريقي ينال استقلاله بعد مصر وليبيا التي استقلت عام 1951م في أعقاب سقوط الفاشية. أما الدول الأخرى الثلاث فقد نالت اثنتان منهما (تونس والمغرب) استقلالهما في نفس العام الذي استقل فيه السودان (1956م) ولكن بعد استقلاله بشهور، كما أصبحت الجزائر دولة مستقلة في عام 1962م.
    برحيله عام 1956م خلّف الاستعمار وراءه آثاراً لا ينكرها إلا مُكابر: خدمة مدنية قادرة، وقضاء رفيع، وجامعة ذات بال. ولعل هذا هو السبب الذي حمل كثيراً من إخوته في المشرق والمغرب للاعتضاد به بعد استقلاله إما بحثاً عن فرص التعليم، أولصياغة الدساتير عند الاستقلال، أو لإرساء قواعد القضاء والتشريع، أو تسيير الإدارة، أو فض النزاعات التي طرأت فيما بينهم. فكلية الخرطوم الجامعية، مثلاً، هي التي دَرُب فيها الرعيل الأول من حكام اليمن الجنوبي، ودستور اليمن الجنوبي تم صوغه على يد شيخنا الجليل الراحل محمد أحمد أبورنات، وأسس الحكم الشرعي في شمال نيجريا أرساها ثلاثة من أكبر القضاة الشرعيين الراحلين: النور التنقاري، بشير الريح، محمد صالح سوار الذهب، ودستور دولة الإمارات أسهم في وضعه الدكتور حسن الترابي، وأسس الإدارة الحديثة والأمن فيما كان يعرف بالإمارات المتصالحة (Trucial States) والتي أصبحت، بعد توحيدها واستقلالها، دولة الإمارات المتحدة، قام بوضعها نفر من القادرين من رجالات الإدارة والقانون من السودانيين. من جانب آخر لجأت المنظمات الإقليمية، أول ما لجأت، إلى السودانيين للاستفادة من دربتهم ودرايتهم في مناشط عدة مثل استعانة اللجنة الاقتصادية للأمم المتحدة بمدير الخطوط الجوية السودانية، عبد الباقي محمد لوضع المشروع النموذج للخطوط الجوية للدول الأفريقية الناشئة، وانتداب منظمة الوحدة الأفريقية في بداية عهدها لكبير دبلوماسيي السودان في زمانه، محمد عثمان يس، لفض النزاع بين الجزائر والمغرب في مطلع الستينات، واستدعاء الأمم المتحدة له لوضع أسس تدريب الدبلوماسيين في الدول الأفريقية التي استقلت حديثاً.
    لكل هذه الأسباب أطلق الأمين العام الثاني للأمم المتحدة، داق همرشولد، على النخبة السودانية اسماً يبعث على المسره: ?بروسيو أفريقيا? (The Prussians of Africa). وقد عُرف البروسيون، ومنهم بسمارك، بشدة المراس، وقوة الشكيمة: وعندما وفد الى السودان قبيل رحلته المشئومة إلى الكنغو التي لقي فيها حتفه، أبلغ همرشولد وزير خارجية السودان محمد أحمد محجوب عن عزمه على اختيار أول أفريقي من السودان ليصبح نائباً للأمين العام للأمم المتحدة وسكرتيراً تنفيذياً للجنة الاقتصادية للأمم المتحدة بأديس أبابا. مرشحه للمنصب يومذاك كان هو الراحل مبارك زروق، زعيم المعارضة بالبرلمان السوداني، إلا أن تقديره للسودانيين ارتفع كثيراً عندما أبلغه المحجوب أن السودان لا يستطيع التخلي عن زعيم معارضة في قدرة زروق على تدبير الأمور وتسويتها. وهكذا اتفق السياسيان السودانيان، محجوب وزروق، على ترشيح الأستاذ مكي عباس للمنصب. هذا جزء من التاريخ نستذكره لا من باب النوستالجيا، فالنوستالجيا شوق مرضي لما فات، وإنما لاستكشاف الظروف التي جعلت بلداً كان في بداهة استقلاله محط أنظار العالم البعيد والقريب ينتهي به الأمر إلى بلد إخوة أعداء ينهش الواحد منهم لحم الآخر، ولايبالي بذلك إلا لماماً.
    الاستعمار ليس بسامري
    بيد أن الاستعمار لم يكن سامرياً فاعل خير، وإنما كان دولة غازية جاءت بها إلى السودان مصالح حيوية يسعى إلى تحقيقها بأقل التكاليف. من ذلك حصر التنمية في الشمال النيلي: الشمالية والسودان الوسيط ما بين النيلين. فتلك هي الرقعة التي تتسع فيها الأراضي الصالحة للزراعة، وتغمرها المياه، وتتوفر فيها العمالة ذات الدربة في الزراعة، إضافة إلى قربها من المرافئ البحرية لأن الاقتصاد السوداني كان، في جوهره، اقتصاد تصدير مــــن المستعمــــرات إلى المتروبول. هــــذا النمــــوذج المثال للتنمــــية (Development Paradigm) أغفل، بطبيعته، كل الغرب (كردفان ودارفور)، والشرق باستثناء بورتسودان، والنيل الأزرق، ثم الجنوب. ولعل الأخير سقط تماماً من حساب المستعمر لأسباب عدة منها عدم استقرار رأيه على أن كان الجنوب سيبقى جزءً من الشمال أم يلحق بمستعمرات شرق أفريقيا، كما منها التخلف المريع الذي كان عليه الجنوب والتكلفة الباهظة للإرتقاء به. المشروع التنموي الوحيد الذي أقامه البريطانيون في نهاية أربعينيات القرن الماضــــي كان هو مشــــروع أنزارا الإعــاشي والذي أطلــق عليه منشئوه الــدكتور توتـهل (مــدير الزراعـــــــــة، ومن بعــد أول مــــدير لكــلية الخـــــــرطوم الجامعية) وصــــفاً لا يخـــــــلو مـــن التهـــوين من قــــدر المنتفـعين بذلك المشــروع ?تجـــربة في النشـــــــــوء الاجــتمــاعي للســـلالات الأصــلية فــــــــــي المـــناطـــــــق النـــــائيـة?. (Experiment in Social Emergence of Indigenous Races in Remote Areas). لهذا، فإن خلف الاستعمار عند خروجه مؤسسات تعليمية وإدارية ذات قدارة إلا أنه أيضاً ترك من وراء ظهره قنابل زمنية إن لم تقتلع في الوقت المناسب، سيقود انفجارها إلى خراب واسع وأذى عميم

  15. مَولانا الطّاعِنُ في الجِبْتِ

    عادَ لِيُفتي

    هَتْكُ نِساءِ الأرضِ حَلال

    إلاّ الأَربعَ مِمّا يأتي

    أُمّي، أُختي، امرأتي، بنتي
    كُلُّ الإرهابِ: مُقاومَةٌإلاّ إن قادَ إلى مَوتي
    نَسْفُ بُيوتِ النّاسِ: جِهادٌإن لَمْ يُنسَفْ مَعَها بَيتي

  16. أمر محزن ومؤسف الا توجد قناة فضائيه (وطنية) تنقل هذا المقال للشعب العظيم الذى لا تنقصه (النخوة) بل تنقصه (المعلومات).

  17. ببساطة شديدة الاستعمار ترك اسرتين لكل منها طائفه دينية يتبعها بعض المتعلمين المرتزقة. هذه الأسر ملكها المستعمر واغدق عليها لتكون امبراطورية ممتدة الي مصر وغيرها ليشكلوا اغني اسرتين بالسودان تقدمهم جيوش من الخدم دون مرتبات أو أي حقوق انسان يعتبر هم الجهلة أحزاب في ذبح صريح لمعني كلمة حزب ؟ انتسب الترابي الي أحد تلك الأسر أي أسرة آل المهدي المنتظر وأصبح من الأثرياء وكون طائفه دينية مثلهم وأصبح هذا الثالوث يسيطر علي الساحة السياسية وسوف يظل حفاظا علي مكتسباتهم المهزلة وأسرهم العاطلة عن العمل لتمتص دماء المسحوقين وسوف تجدونهم في أي حكومة عسكرية أو مدنية أنهم سرطان والحل الوحيد هو استاصالهم فهل نستطيع ذلك ؟؟؟

  18. تصويب: الجبهة الاسلاميه القوميه اسسها حسن الترابى عقب الانتفاضه بعد ان دعى كافة الطرق الصوفيه وانصار السنه وغيرهما من التنظيمات الاسلاميه فى نادى الآسره (ميدان عبد المنعم محمد) ومعلوم أن جبهة الميثاق كانت تفرقت ايدى سباء بعدما هجم نميرى على قادتها واودعهم السجون ولم يك فى وسع الترابى انتظار الانتخابات لتتم وجماعته بعيده عنها وقد وفر لهم التنظيم العالمى مبالغ طائله لكى تخوض جماعته الانتخابات والمراقب الحصيف إذا ما ربط ماتم فى مصر عقب ثورة 25يناير2011 والدور الذى لعبته جماعة الاخوان المصريه اعتبارا من يوم 28 يناير من نفس العام سوف يجد تتطابقا شديدا فى موقفى جماعة مصر وجماعة السودان,, وبينما وضح أن المشير سوار الدهب كان واحدا من الخلايا الاخوانيه النائمه داخل الجيش كان فى مصر بعض اعضاء المجلس العسكرى هى الخلايا النائمه وإستطاعوا الضغط على المشير طنطاوى ووجهوه ناحية تحقيق رغبات الجماعه!!

  19. و كذلك قال فيه سيدأحمد بلال:

    ——————

    قصيدة الفخ للشاعر سيدأحمد بلال:

    نصب فخ الكلام
    فوق حقل الذرائع
    و فقه الظلام
    إلي الأمام …
    من وَحدانية الملذّات
    إلي عبادة الذات
    يتجلَّي الوُثوقيُّ في المفردات
    متوازناً
    يسيرعلي خط إلتواء الحقيقة
    حيث يتجدد
    و يتبدد
    في كل عام

  20. كل عام انتم بخير …والسودان افضل…ربنا ارفع عن البلاء والاحباط المستوطن…وابعد عن التفرقه والشرزمه…جمعنا على قلب رجل واحد من اجل وطن موحد متماسك… غير انى حزين واظن كذلك جموع من المجتمع السودانى…بل العيد اصبح يضاعف من الاحزان …بسبب ضيق اليد وصعوبه الحال …واهمال النظام للمواطن …اصبح الاباء لايقاومون السوق محرجون امام اطفالهم…ملابس .خبيز والحلوى.

  21. اكبر خطأ في الديمقرادية ارتكب هو طرد نواب الحزب الشيوعي لانه لا يجوز طرد ممثلين للشعب من الجمعية التاسيسية والخطأ الثاني عدم الامتثال لقرار المحكمة في دستورية طرد نواب انتخبهم شعب السودان واعادتهم والسيد الصادق يتحمل نصيب الاسد في هذا الخطأ.

    والرأي انه في ذلك الوقت المبكر لامتحان الديمقراطية ومبدأ فصل السلطات واختباره لو التزم حزب الامة بقيادة السيد الصادق على الطريق الصحيح لكنا اليوم بلد اخر .

  22. أنا ظننت من عنوان المقال يا دكتور القراي أنك تقصد بالدجال الرئيس البشير! وفي رأيي الشخصي أن البشير لو لم يكن رئيساً فاسداً لكان دجالاً مشهوراً مثل الفكي تلفزيون

  23. جزاك الله كل خير د. عمر القراي على هذا المقال التوثيقى الرائع .
    هؤلاء هم أخوان الشيطان المتأسلمين أهل الخساسة و النذالة و المكر والسقوط في كل شئ ..

    الجميع يعرف بأن نظام الإنقاذ اليوم نظام ضعيف مرعوب متهاوى يوم بعد يوم الامر الذى جعل كبيرهم الذى علمهم السحر يأتى مهرولاً للنظام يحاول إنقاذه .. و لكن هيهات لا الترابى لا غير الترابى يستطيع وقف تدهور و سقوط هذا النظام المتهالك ..

    حكومة تعجز عن تخليص الوقود في بورتسودان (بسبب شحة النقد) سوف لن يكتب لها البقاء كثيراً .

  24. شكرا السيد / القراى
    هذا سرد تاريخى دقيق و ناصع .. وحقيفى .. لاننى عاصرت كل تلك الوقائع واشهد انك لم تأت بشئ من نسج الخيال .. وكل من عاصروا تلك الفترة على اختلاف مشاربهم السياسية والفكريه يشهدون بصدق سردك .. مع تحياتى وتقديرى لهذا السر الوافى .

    الدجال وزمرته لهم خزى فى الدنيا والاخره لما ارتكبوه فى حق السودان وشعبه .

  25. أرفع القبعه احتراما وتقديرا لنهجك الموضوعي وسردك العمييييق في تناوك للدور هذا البلاء ( أسأل الله أن يرفعه عنا ويقبضه اليه قريبا ) في تسميم وتدمير كل أوجه الحياه سياسيا ، إجتماعيا ومهنيا في السودان ،، عليه لعنه الله إلي ان تقوم الساعه ..

  26. متعك الله بالصحة والعافية يادكتور القراي
    ونسال الله بعزته وجلاله وقوته وجبروته
    وببركه العيد السعيد ان يدمر الكيزان و
    حكومة المؤتمر الوطني وان يدمر البشير ومن
    بايعه ومن سانده وان يدمر الإخوان المسلمين
    شر تدمير وان ينصر الشعب السوداني علي
    التكفيريين من الكيزان و أنصار السنة والصوفية
    وان يجنب الشعب الفتن ما ظهر منها وما بطن
    اللهم آمين يارب العالمين

  27. يا ناس الراكوبه ياقراء انسخوا هذا المقال الرائع في
    موبايلاتكم ووزعوه في الوسائط (واتساب وفيس
    بوك وماسنجر وتويتر ) حتى تعم الفائدة

  28. الثلاثي الخطير 1= عبدالخالق محجوب 2- محمود محمد طه 3- حسن عبدالله الترابي
    الثلاثه يتمتعون بذكاذ خارق وبمهجبين يقدسونهم وكل واحد فيهم يريد ان ينص نفسه امبراطورا وفكره دينا وكتابا
    قضىنميري على اثنين ولكن الثالث لانه حرباء فلت واورد البلاد الا ما هي عليه الآن

  29. بالله يا دوك احكي لينا صراحه عن دورالجمهوريين أيام ابعاج فرّاق المحن وخاصةً بعد تصفية الشيوعيين في 71 .! إذاعة أناشيدكم من إعلام مايو مؤشربإستمالة النظام لكم بهدف ضرب جماعة الترابي منافسينكم التقليديين ( صراع ود الترابي رفاعه ) واللي إنتهى كما هو معلوم بـــ ” الطوفان “! حُب التسلط والثراء دنّس الكثيرين والأمل معقود في وِلاد البلد أبّان عراريق يوم يكنسوا المُتخمين ويلجِموا أبّان لسان سياسيين وحُثالة مُغنين ويشعلِلوها تدريب مِهني حِداده بِراده زراعه نجاره وتقنيه وكل ما هو مُشرف وعندها يدر الضرع وتتعدل البلد٠٠ واللّا ما كَدِي يا دوك ؟

  30. جزاك الله كل الخير يا د القراي علي هذا السرد الرايع و كلها حقايق و وقايع عاشها جيلنا وليس فيها شى من الخيال او التحليل
    المهم الان هو ان نجمع قوانا و نوحد جهودنا لاسقاط هذا المهووس ونظامه البشع الذى دمر السودان اكثر مما دمر المغول والتتر الدولة العباسية حتى لا لا يقضى على ما تبقى من السودان

  31. إذا كان بشهادتك وهى مجروحه بان الترابى استطاع. ان يتخطى جعفر النميرى ومن اشهر وزرائه منصور خالد . ثم أعدم محمود محمد طه. ثم حل الحزب الشويعى ثم قضى على حكومه الصادق المهدى بكل هذا الآيات المبهرات إذن انت ومن معك لا تسون حصى فى طريق يضع فيه قدماه . دع احتراف الكذب والتضليل . وتأكد يا ان السودان لا يسع أمثالك خليك مع مرسى مصاص الدماء نحن فى السودان نقبل بكل رئيس يحكمنا ان يحكمنا فى ظل دستور ينص ان الجمهورين والشوعيون والبعثيون خصوصا واليسار بملاحدته شرزمه محظوره يجب تعقبها قانون . وان تكون العقوبات مغلظه حتى يعتبر الناس بهم .
    ابو مسلم سوسرا

  32. الترابي التراب الهواء هوي ساي

    اعوذ بالله من علم لا ينفع ، هذا هو علم الترابي لا ينفع

    متعلم و لكن علمه لا ينفع بل يضر و يفسد الله يضرك يا الترابي
    في الدنيا و في الاخرة ايها النجس النتن

    انه زنديق ماسوني فاسد مضر مضل اضل و يضل و لا زال يضل الناس

    اللهم عليك بهم انهم لا يعجزونك ارنا فيهم عجائب قدرتك يا الله

  33. وطبعا يا دكتور سمعت بقصيدة شاعرنا الفحل هناى عن هذا الشيخ اللبوه ومطلعها:

    الليله البلد حكموها…..بالزنديه
    راقده مشتحه……كل يوم تمرر ميه
    دجال آخر الزمن….الساكن المنشيه
    يحرق فى البخور ويت….صباح وعشيه

  34. الترابي !!!
    استغفرالله العظيم
    الشعب فاسد صحي ويستاهل يا (شيخ)حسن
    احييييي انا ياخ من الترابي وولادو
    واحيييي انا برضوا من هيييع نحنا الرجال الضكرانييين الما بنخاف

  35. وبمناسبة الحديث عن الدجال الترابي أُضيف إليكم دجال آخر ومن طراز فريد يمثل مع الدجالين الآخرين من آل المهدى والترابي ومن شاكلهم عصابة تسببت في كل ما حاق بالسودان من محن وأهلنا الطيبون الأُميون صدقوا أن هؤلاء من طينة أُخرى وأن مفاتيح الجنة في جيوبهم وتحضرنى الآن قصة حقيقية ذكرها المؤرخ نعوم شقير وسمعتها منذ طفولتي الباكرة من العديد من الشيوخ وكبار السِن اللذين كانوا يقولون أنها المُضحك المُبكي بعينه وتقول القصة أن الانجليز أرادوا عقد إجتماع مع زعيمي الأنصار والختمية فذهب زعيم الختمية مع كل أنصاره ومريديه ومن والاه من الذين لم يسمعوا يوماً راديو أو يعلموا أن الانسان استطاع خلق أجسام طائرة ـ ذهب بهم ـ إلى الخلاء الفسيح وأوقدوا نارهم وطلب زعيم الختمية من الانجليز أن يرسلوا إليه الطائرة التي ستقله إلى هذا المكان قبل الاجتماع بساعة وجلس ليقول لأتباعه أنه ذاهب إلى السماء للإجتماع بالله سبحانه وتعالى وأنه سيتوسط لهم عنده سبحانه وتعالى فظن الأتباع الأُميون أن شيخهم أُصيب بلوثة ولكنهم جفلوا وولوا حينما رأووا الهليكوبتر تنزل من السماء وتغادر بشيخهم فأرتابوا وجلسوا يتدارسون الأمر بين مُصدق ومُكذب وبعد ساعات مرت عليهم كدهور وبعد منتصف الليل بقليل هبطت الطائرة مرة أُخرى عائدة بشيخهم الدجال الذي كان يُحضر لخدعة أُخرى أشد من الأُولى فقد كان يُخفى بين طيات ملابسه بطارية صغيرة أهداها له الانجليز وبالطبع لم تكن مألوفة للأتباع البُسطاء الذين احتفوا بعودته من السماء أيما إحتفاء وفي غمرة فزعهم ووجلهم من منظر الطائرة المهيب تشق عنان السماء مغادرة قام الشيخ مسأذناً لهم بقضاء حاجته وأخذ إبريقه وذهب بعيداً ثم أخرج البطارية ووجهها ناحيتهم وأخذ يشغلها ويطفئها لمرات متتالية سريعة فهب القوم يكبرون ويهللون ويتصايحون : سيدي بقّ ، سيدي بقّ ، سيدي بقً (أي اشتعل نوراً)
    أظن أن بعضكم ضحك وأظن أن أكثركم بكى لذلك سأُعوض على من بكى بأبيات قصيرة تُلخص قصة واقعية تتعلق أيضاً بالبقَ ـ أي الاشتعال ـ مع إختلاف قليل بالمعنى ففي إحدى مدن الشمالية البعيدة ذهبت فتاة آية في الجمال والروعة واشترت لمبة جاز (فانوس) من دكان الحي وفى منزلها عبئته بالكيروسين وأوقدت النار في الشريط القطني لتتفاجأ بأن النار تعلو وتهبط ـ أي تبُق ـ وتمتلئ الزجاجة باللون الأسود من أثر الدخان المتصاعد فقامت بإرجاعه إلى صاحب الدكان الذي كان مسحوراً بجمالها وقالت له بلهجتها الشايقية : اللمبه بتقول بقّ .
    فرد لها صاحب الدكان فوراً وفي قصيدة إرتجالية رائعة يقول مطلعها:
    اللمبه لو قالت بقّ
    تبقى اللمبه دايرى الدقّ
    دقيها ، كسريها
    وإنتى ليكى الحقّ
    وللأسف تبخرت باقي الأبيات الرائعة من الذاكرة المهترئة .
    دكتور القراي
    مضى دهرٌ من الزمن لم نقرأ مثل هذا المقال الرائع .
    ابن السودان البار
    كلامك صدق وحقيقة وأنا أعلم علم اليقين كما غيري يعلم كيف كوّن هؤلاء السرطانات ثرواتهم .
    إدارة صحيفة الراكوبة
    أنتم حقاً واحتنا الظليلة التي نهرب إليها كلما إشتدّ علينا هجير الحياة وسموم الفاسدين وتراب الكيزان قبحهم الله جميعاً .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..