إجابة خاطئة لسؤال زائف !! شريعة أهل القبلة

.. تقرير … حسن بركية

ظلت وثيقة ?? الفجر الجديد ?? حاضرة بكثافة في المشهد السياسي خلال الأسبوع المنصرم ولاتزال تداعيات الوثيقة تتفاعل والمواقف منها سلباً أو إيجاباً تتناسل ، وتوعدت الحكومة السودانية مؤيدي الوثيقة بالعقاب وقال رئيس الجمهورية في لقاء جماهيري ( ندعو كل القوي السياسية للصف الوطني الإسلامي وأضاف نريد توحيد أهل القبلة) ومضت قيادات الحزب الحاكم في تصعيد الحملة علي موقعي وثيقة الفجر الجديد وبالتركيز علي قضية ?? الشريعة ?? وفي ذات الإطار دعا والي ولاية الخرطوم عبد الرحمن الخضر أئمة المساجد بالتصدي من خلال منابرهم لدعوات “الإباحية وفصل الدين عن الدولة الذي نصت عليه صراحة وثيقة الفجر الجديد التي تسعى لاقتلاع المجتمع السوداني من جذوره.. وكانت وثيقة الفجر الجديد قد دعت إلي فصل الدين عن السياسية أو عدم إستغلال الدين لأغراض سياسية وفي هذه النقطة يتشاجر القوم ويختصمون منذ مايقارب نصف قرن من الزمان .
وقبل أن يجف حبر الوثيقة بدأت بعض أحزاب المعارضة في التنصل والتراجع عن الوثيقة تحت عدة مبررات ومنها الموقف من الدين ، وبدا موقف حزب المؤتمر الشعبي مفارقاً لنهجه في السنوات الأخيرة حيث عبر الحزب عن رفضه للوثيقة وخاصة الفقرة التي تتحدث عن العلاقة بين الدين والدولة وظلت المشاركة ?? الخفيفة ?? للحزب في مؤتمر كمبالا محل جدل أسئلة أخري تتناسل حول موقف الحزب من التغيير . وخاصة أن هناك من ينظر إلي الوثيقة بإعتبارها نقلة نوعية في عمل المعارضة تجسدت في تلاقي كافة فصائل المعارضة المسلحة والمدنية على طريق واحد ومع قناعة والتزام.

الفصائل المقاتلة بإلقاء السلاح عند انبثاق الفجر الجديد.
ومن جانبه تحفظ حزب الأمة القومي علي بعض بنود الوثيقة ومنها الفقرة المتعلقة بعلاقة الدين بالدولة ولحزب الأمة تراث ضخم في التحفظ والرفض والتراجع عن المواثيق وقال رئيس الحزب الإمام الصادق المهدي : (الترتيبات للقاء كمبالا لم يكن متفقاً على تفاصيلها، وبعض مفردات الميثاق تتناقض مع مبادئ وطنية أساسية، لذلك تباينت ردود الفعل إزاء ميثاق كمبالا، ولكنه فرصة لقوى المعارضة أن تعمل على إزالة العيوب وفرصة للنظام الحاكم أن يراجع سياساته بصورة جذرية من أجل الوطن الذي سوف يمزقه الاختلاف والاحتراب). ولاتزال الذاكرة منتعشة بأحاديث الإمام الكثيرة في ملف الدين والدولة وهنا نذكر ماقاله في ندوة بالقاهرة ..?? ندعو إلي طريق ثالث لإنقاذ السودان، يقوم على حكم مدني يستمد مرجعيته من الدين، عَلَى ألاّ تطبق أحكام الشريعة الإسلامية على غير المسلمين، محذراً من الدعوات لإقامة (دولة علمانية)، لأنّه (سيكون رد الفعل تياراً دينياً أكثر تشدداً وعُنفاً في مُواجهتها) وقال(إنّ السُّودانيين لا يريدون دولة دينيّة أو سنيّة ولا إبعاد الدين في الوقت ذاته عن السياسة)..

وإنضم الحزب الشيوعي السوداني إلي الذين ( قفزوا من سفينة الفجر) رغم أن الحزب شارك بوفد رفيع وقال بيان المكتب السياسي للحزب (وفد التحالف تجاوز حدود صلاحياته، وتوصل لمشروع جديد تحت اسم الفجر الصادق، يعتمد وسيلة إضافية لإسقاط النظام هو الكفاح المسلح. كما شملت وثيقة الفجر الصادق أيضاً قضايا أخرى غير متفق عليها في التحالف، بل إن بعضها لم تتم مناقشته أصلاً.). وأثار المؤتمر الوطني ضجة كبيرة حول الوثيقة حتي كادت أن تتحول لوثيقة دينية أكثر من كونها وثيقة سياسية تعالج قضايا سياسية ولا علاقة لها بالدين والإيمان وقال الكاتب الصحفي الإسلامي خالد التجاني النور في مقال منشور : (فلسنا أمام حرب دينية بالتأكيد, ولا يتعلق الأمر هنا بصراع على مبادئ دينية ولا يحزنون, يتعلق الأمر ببساطة بصراع على السلطة). وللدكتور حيدر ابراهيم إضاءة حول هذه النقطة.. ??التفكير والتضحية بجزء من الوطن في مقابل بعض الادعاءات الكبيرة من صميم فكر الحركة التي تري أنها تنتمي إلي أمة إسلامية أكثر من انتمائها إلي وطن يسمي السودان. وقد سمعت أحد القياديين الإسلامويين يقول في إحدى الندوات حين سئل عن المواطنة، بأن الله يوم القيامة سوف يسأله عن دينه وماذا فعل به وليس عن وطنه ??.

ويبدأ الجدل حول الدين والدولة في السودان ولاينتهي وبل تصبح كل القضايا السياسية قضايا دينية تحول لأئمة المساجد والهيئات الدينية وتصب الخلاصات في دعم موقف حزب سياسي معين وبالتالي تصبح النصوص والهيئات الدينية موظفة بالكامل في الصراع السياسي ، ومن المفارقات أن السلطة الحاكمة عند المنعطفات الحرجة تطلب من الهيئات الدينية إصدار فتاوي مخالفة للشرع ومن الأمثلة الكثيرة حديث رئيس البرلمان السوداني أحمد ابرهيم الطاهر في جلسة خصصت لمناقشة إجارة قروض ربوية وقال الطاهر: (?السودان ليس دولة المدينة لتسري عليه الأحكام التي كانت تسري علي دولة المدينة وقتها بشأن الربا).
وهكذا يظل الجدل في السودان محتدماً حول الدستور والقانون والشريعة بين التيارات السياسية المختلفة غير أن الأحزاب ( الاسلامية) باتت تحتل معظم المساحات المتاحة في ظل سيطرة حزب ينطلق من مرجعيات دينية وحتي الجماعات السلفية والجهادية وجدت لنفسها مساحة كبيرة من حرية الحركة والتنقل والتأثير وتعمل من أجل جعل النظام يربط بين الدين والقانون والسياسة بطريقة لاتقبل الانفصام وتعني أن الإسلام دين ودولة.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. بارك الله فيك يا أستاذنا حسن بركية .. تقرير ضاف يقرأ من بين سطوره مواقف الأحزاب والجماعات الدينية وغير الدينية .. يقرأ من بين سطوره أيضاً الكيمان الأصلية للصراع السياسي في البلد ومرجعياتها غير المعلنة والمعلنة ..

    بهذا المشهد من الصراع أظن أن السودان لو تقزم إلى قبيلة واحدة لن يتفق أفرادها على شئ .. وبالجملة طبيعة هذا الصراع يدلل على أننا أبعد ما نكون عن مفاهيم مثل السلام والتنمية والتطور الإقتصادي والنهضة الثقافية ولو تشدق بها حكامنا وبعض معارضيهم .. وأن هناك شوط طويل جداً من الحروب والنزاعات تنتظر السودانيين ..

  2. كلام جميل ولكن سيفسره كل على مزاجه ويغني به كل على ليلاه!!

    لماذا لا تنص الوثيقة على سبل كنس الكيزان ثم تنص على إستفتاء الناس في القضايا الخلافية الشائكة لتحديد مصير البلد بدلاً من حصر الأمر دائماً في نخب معينة (سياسية، إجتماعية، دينية، الخ)؟!

    وسيتقافز البعض بالقول بأن الحل الواضح بعد كل ما حدث هو فقط في إلغاء الشريعة وفصل الدين عن الدولة (وربما للبعض فصله عن الحياة)، بالرغم من أن الكيزان قد أساءوا أيضاً تطبيق مفاهيم الديمقراطية أيضاً مثلما أساءوا تطبيق الشريعة، حيث أن الكيزان يدعون أن الديمقراطية هي التي أتت بهم عبر صناديق الاقتراع وبانتخابات شهد عليها الغرب (الذي يتمايل مع مصالحه)، ومثال آخر أيضاً لإساءة إستخدام أدوات الديمقراطية هو برلمانهم الذي يصفق لزيادة العبء على المواطن!!!

    فهل يقول عاقل بأننا يجب أن نلغي الديمقراطية وأدواتها مثل البرلمانات وغيره فقط لأن الكيزان أساءوا إستخدامها؟ وأن كانت الاجابة بـ (لا)، فلماذا نلغي الشريعة لأن الكيزان أو غيرهم قد أساء إستخدامها؟

    ولمن سيقول بأن الديمقراطية مجربة بالغرب (المتقدم علينا مادياً) وعلينا أخذ نموذجهم والاجتهاد بتطويره، فعليه أيضاً النظر الى الرأي الآخر الذي يقول بأن الشريعة هي تطبيق ما جاء بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم التي لا يمكن أن تكون سبباً في تأخرنا، وطالما أن الموضوع إجتهاد على إجتهاد، فلماذا لا نجتهد في تطبيق شرع الله بصورة صحيحة ونتحرى العلماء المخلصين مثلما نتحرى السياسيين المخلصين، ونأخذ ونستفيد من غيرنا الاشياء التي سكت عنها الخالق سبحانه (لحكمة منه) وتركها لنا لنجتهد فيها، ونترك كل ما يتعارض مع ما شرعه الخالق لنا.

    إذا لم نصدق جميعاً مع أنفسنا ونرتضي الديمقراطية (التي تعني الرجوع الى الشعب) بعد كنس الكيزان فسنظل نكرر التاريخ ولكن بألوان (سياسية أو فكرية) مختلفة فقط لا غير!!

    يجب بعد كنس الكيزان الرجوع الى الشعب في كل هذه القضايا الخلافية وإستفتاء الناس فيها دون فرض رأي أو وصاية من معارض أو حامل سلاح، ليتم ترجيح رأي الاغلبية حسب قواعد الديمقراطية مع مراعات حقوق الاقليات وعدم مصادرتها بواسطة الاغلبية. وليطرح كل فريق بضاعته ويدع الاختيار للناس.

    مع التأكيد مرة أخرى على ضرورة أن يتم هذا بدون وصاية وفوقية مثل وصف الناس بالجهل وعدم المعرفة وغيره من الاوصاف التي يريد بها البعض مصادرة حق الآخر في إبداء رأيه وفرض الوصاية عليه سواء أن لأسباب نخبوية أو مجتمعية أو دينية أو غيره!!

  3. في اعتقادي أن المجتمع السوداني مجتمع متدين بطبعه و كل من يحاول تهميش الدين لن يكون له نصيب من النجاح السياسي في السودان .
    على العقلاء من رجال السياسة الاخذ بتطبيق الشريعة كما أنزلها الله من دون محسوبية او جهوية فهذا مفتاح الحل لمشاكل السودان و هو سبيل الفلاح في الدنيا و الاخرة

  4. فصل الدين عن الدوله يعنى وقف البنزين المجانى عن سيارات هيئة علماء السودان . ويعنى عدم تجديد السيارات سنويا بموديل السنه . ولذلك فصل الدين عن البنزين دونه المهج والارواح ..الله اكبر ..

  5. اليساريين نخبة مفكرة ولكنهم أقلية،رغم ذلك هم أغبياء لا يفهمنون أن الشعب البسيط يعتبر الدين أكبر محرك في حياته، لذلك دائما تجدهم يغرسوا أفكارهم في أي برنامج للخلاص الوطني والكيزان بيعرفوا يستغلوا هذه الثغرة بشكل يحسدون عليه،أصبحت على يقين أن لو كان الكيزان في المعارضة والوضع وصل لدرجة أقل سوءا من الوضع الحالي لتمكنوا من إخراج الناس للشارع واسقطوا الحكومة بكل سهولة،يا جماعة ألعبوها صاح نريد برنامج للخلاص الوطني دون أن يتكلم عن مسألة الدين

  6. اخي ود الحاجة

    في زماننا هذا كاذبا من يقول انه يستطيع تطبيق الشريعة كاملة لان الشريعة تعني التسامح تعني العدل والمساواة بين الناس وتعني لا فرق بين شريف و ضعيف
    اما شريعتهم (النص كم ) دي و ما تنادي به هذه العصابة الحاكمة فهو لا يمت للشريعة بصلة ولسنا في حاجة اليها.
    هل الشريعة فيها فقه للسترة ؟؟؟ أي ستر المخطئين !!!
    هل الشريعة فيها تحليل للربا ؟؟ والتعلل بان الضرورات تبيح المحظورات. .
    هل الشريعة فيها التغاضي عن مشكلة الزنا والتملص منها بحلول واهية الا وهي توزيع الكندوم على الشباب ليزنوا براحتهم ؟؟؟
    هل الشريعة فيها تقنين نهب المال العام وتمكين المحاسيب وعدم محاسبتم عند الوقوع في الخطأ؟؟
    يا اخي بكل بساطة يقول المثل المساواة في الظلم عدل فاذا كان الحاكم عادلا فهذا يكفي لان القرآن يوصينا بالعدل ” اعدلوا هو اقرب للتقوى ”
    تطبيق الشريعة ليس جعجعة ونبيح في التلفزيون وغرة صلاة في الجبهة وجلابية قصيرة ومسواك في الفم .
    تطبيق الشريعة يبدأ من النفس طبق الشريعة في نفسك واعدل وقل الحق فهذه هي اقصر الطرق للمحاولة لتطبيق شرع الله .

    ولك ودي

  7. لك التحية يا مسلم انا علي مجهودك المقدر في نظرتك السليمة التي لا غبار عليها و ارجوا من المعارضة النظر اليها بجد و اخذها نصب عينيها في تحريها الحلول السياسية للسودان لانها تمثل و جهة نظر غالبية الشعب السوداني اللانخبوي…

  8. ارجو ان يفهم الناس ان الدوله شئ والخكومه شئ والمجتمع الذى هو الشعب بكل مكوناته شئ اخر لذلك ارجو ان تكون هنالك مذكره تفسيريه يقولون لنا فيها ماذا بقصدون بفصل الدين عن الدوله والله انى لاارى فى هذه الوثيقه اى فجر لافديم ولا جديد انما هى تبشر بفقر جديدوليس فجرجديد والدليل تنكر معظم الموقعين عليها قبل ان يجف حبر التوقيع (الشينه منكوره)امريكا دوله دينيه مكتوب على عملتهم بلغتهم نحن نثق فىربنا اسرائيل دوله دينيه الفتيكان دوله دينيه لاقوميه ولاعلمانيه ولاعنصريه توحد الناس انما يوحدهم الدين فأى دوله يالله عليكم تنادون بها لادين لها وثيقتكم تم التوقيع عليها فىلحظة حماس هوجاء وعندما عاد القوم لرشدهم وجدوا انها لاتمثلهم فأنسحبوا واحد تلو الاخرلأنهم اشتموا فيها رائحة عنصريه عفنه نتنه وقدتخيل هؤلاء ان كل شئ قد انتهى وجلسوا يقسمون البلاد للأقاليم من خيالهم المريض صخيح (جاطت مفاهيمها وانحطت القيم وتحالف البوم والغربان والرخم)

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..