قروش الغُنا والرقيص..ثمن دبابة واحدة يكفي لشراء آلاف الكمنجات، ..تجهيز كتيبة من (أبو طيرة) يكفي لفتح خشم آلاف الحكامات اللائي يستطعن إخماد نيران الفتن

محمد عبداالله يعقوب

يرى المراقبون أن تأجيج نيران التصادم العرقي في السودان حتي قبل انفصال الجنوب كان سببه الرئيس الاهتمام بثقافة المركز وإهمال ثقافات الأثنيات السودانية الموجودة في الأطراف شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً.
ويعود مسؤول الثقافة الأول في البلاد ليؤكد عبر تصريحات صحافية بقوله إن الثقافة لو أُعمِلت منذ زمن بعيد لما كان انفصال الجنوب.
والآن الحكومة أبرمت اتفاقيات مع حركات دارفور أو بعضها إيذانا ببداية استقرار الإقليم الذي ما زال برميل باروده مرشحاً للانفجار في أي وقت إذا لم تنزل بنود الاتفاقية على أرض الواقع بأفضل مما صِيغت به ووقّع عليها جميع الأطراف.
غير أنه -حسب المراقبين- فإن ابن دارفور الذي يحمل مفاتيح خزينة السودان بوزارة المالية الاتحادية مازال يرى في الثقافة مثلما رآها رصفائه وزراء المالية السابقين الذين قال أحدهم في بداية حكومة الإنقاذ عندما طُلب منه تمويل مهرجانات ثقافية بقوله (ماعندي قروش لي غُنا ورقيص) فاضطرت القوات المسلحة والشرطة والأمن إلى (الغُنا) مع الجيش الشعبي لتحرير السودان لأكثر من خمسة عشر عاماً، ولكن بالدوشكات والراجمات والدبابات والطائرات والأسلحة الخفيفة فكانت النتيجة آلاف من الشهداء والجرحي وذوي الإعاقة الدائمة وفي الختام عندما انتهي (اللعب بالنار) اجتمع الشمل عبر المفاوضات والحوار والإخاء فكانت اتفاقية نيفاشا التي ثبَّتت معها أن الشمال والجنوب حالهما كحال (أم زين) في أغنية محمود عبدالعزيز (غزال القوز) التي فشل كل (الفقراء) في رتق قلب محبها الذي خسر كل شيء مع قلبها فكاد يجن وهو يرد (الودع كضاب في ريدها ما جاب شيء.. وأبا الفقير بلباص كمًّل قريشاتي..دخني بالبخرات..ومحايات شربني.. قال في الكتاب مكتوب..بعد الخواتم شيء.. قلب الغزالة أم زين..لي قلبي مابمشي) ولكن أم زين أخري في الغرب تحاول أن تفسخ خِطبتها وأخري في الشرق وثالثة في النيل الأزرق ورابعة في جنوب كردفان! فهل تعلمون لماذا سادتي؟ الإجابة بسيطة لأنها لاتُذكر في الخرطوم ولاتقام المهرجانات باسمها ولا الليالي الثقافية ولا تأتي إليها من بقية الولايات ولا تسجل البرامج لتراثها وموسيقاها وتاريخها فلماذا لايدفع وزير المالية لوزارة الثقافة ضعفي ما يدفعه لوزارة الدفاع أو الداخلية أو الأمن؟ فإن ثمن دبابة واحدة يكفي لشراء آلاف الكمنجات، وثمن راجمة واحدة يقيم عشرات المهرجانات في القرى والفرقان في الأقاصي البعيدة.. وتجهيز كتيبة من (أبو طيرة) الجاهز يكفي لفتح خشم آلاف الحكامات اللائي يستطعن إخماد نيران الفتن بالغناء للشاب المتحضر الذي يرعي الأبقار ويحرث الأرض ويكرم الضيفان!.
عزيزي وزير المالية أعطي الثقافة مالها عن آخر مليم وسيعود إليك أمناً وسلاماً وإيراداً وفيراً.

الأهرام اليوم

تعليق واحد

  1. آخخخ يا اخوان انتو بتطلبو القاسى!!!!

    وزير المالية بس بعرف حقو كدستورى …… زى علاج افراد اسرتو فى خارج البلاد بالاموال الموكولة لديه !!!!
    هل معقول ثقب فى اذن ابن سيادتو ما يتعالج فى الخرطوم ؟؟؟؟ عشان يمشى بيها اولا للاردن ثم بعد داك امريكا للعلاج بالدولار ؟؟؟ و بدون ما يمر على القومسيون الطبى !!! و لا تحويل رسمى و الموضوع دا قالو بخشمو براهو ما فى زول سألو !!!!!
    العجيبه ما فى جهة مسؤوله لغاية الليله ما سألو ….لا برلمان ……لا رئاسة وزرا…. لا رئيس ……… و لاقالوا ليه رجع الصرفو على داير السنت !!!! ما الماليه بقت هامله !! و اللا برضو عالجو الموضوع دا معاهو بفقه الستره ؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..