طلب مظاهرة ضد الغلاء.. !!

* من حق الشعب ان يحتج ضد اجراءات الحكومة ومن حقه ان يرفض اي قرار ضد مصلحته ومن حقه ان يطالب برحيل النظام* ، وهذه الحقوق ليست هبة تمنح ولكنها حقوق اصيلة ، فالحكومة موظف لدى الشعب ، وتدير له شؤونه العامة والشعب هو الجمعية العمومية للدولة من حقه ان يسحب الثقة عن اي حكومة ﻻ تعجبه ، ما نقوله طبعا هو في ظل وجود حريات وظل نظام ديمقراطي ، اما في حالة نظام الانقاذ الامر مختلف ، فهو نظام انقﻻبي جاء غصبا عن الشعب ودون ارادته ، وفرض نفسه بقوة السﻻح ، وكبت الحريات ومنع الشعب من الاحتجاج وحق التظاهر حتى لو طلب تصديق مسبق ، واليوم بعد ان بدا النظام يتحدث عن الحوار وضرورة السﻻم واطﻻق سراح الحريات وفتح اجهزة الاعﻻم الحكومية للراي الاخر بعد ان كانت وماتزال حكرا على منتسبي النظام من ناحية التوظيف والاستضافة بدون فرز ، حان لنا ان نسال هل الحريات المقصودة تشمل ايضا حقوق الشعب السوداني في التظاهر والاحتجاج والتعبير عن الراي بجانب الاحزاب والاعﻻم ؟؟ ام هي زوبعة فقط من اجل تمرير جند الحوار بطرق ملتوية من ضمنها فتح الحريات كديكور ثم تغلق بعد تحقيق المراد منها .. ؟؟

* نحن اليوم نذكر عبد الرحمن الخضر وحكومته ونذكر كل قادة الحزب الحاكم باحداث سبتمبر التي هب فيها الشعب ضد قرارات رفع الدعم عن المحروقات وعن السلع الاساسية ، ولكن احتجاج الشعب تم قمعه بقوة السﻻح ، وتم قتل الشباب في الشوارع من جهات معلومة للجميع ومجهولة لدى الحكومة حتى اللحظة كما ادعت ، وحينها قال عبد الرحمن الخضر ، ان المظاهرات والاحتجاجات التي تمت لم تكن قانونية وغير مصدقة من الجهات الرسمية ، يعني فيما يعنيه الخضر ان على الشعب تقديم طلب احتجاج للحكومة ليقوم باحتجاج ضد قرارات الحكومة ، وقال فيما قال حينها بعد ما نفى عﻻقة الشرطة والحكومة بقتل الابرياء ، انهم لن يرفضوا طلب اي مظاهرة قانونية ولكن ليس الان فالوضع الامني ﻻ يسمح ولكن يمكن ان نعطي التصديق بعد ستة اشهر ، وهاهي الستة اشهر انقضت ، ولحسن الحظ تزامنت مع حديث الحكومة عن اطﻻق الحريات ، فهل ستقبل اجهزة الوالي الخضر طلب الاحتجاج ضد قرارات الحكومة والتي رفعت بموجبها الدعم عن المساكين وتضاعفت اسعار العمﻻت واصبحت الحياة ﻻ تطاق ، واتضح ان الفساد كان يدار من داخل مكتب الخضر شخصيا ، وزادت الاسباب المنطقية لخروج الشعب في احتجاج عام ضد قرارات الحكومة الظالمة وضد الفساد ، وطالما هناك حرية للراي الاخر من حق الشعب ان يرفع سقف مطالبه ويطالب النظام بالرحيل ويطالب بالقصاص لشهداء سبتمبر ويطالب بمحاكمة سدنة الفساد ، وهذا بمثابة* اختبار آخر لحريات المؤتمر الوطني المزعومة ، اذا تم قبول طلب الاحتجاج نجح الاختبار واذا تعذر قبول الطلب نسبة للظروف الامنية وتم تمديد المهلة ست شهور اخرى ، سنعتبر كل الاطروحات الانقاذية مجرد لعب شفع ومكانها الطبيعي سلة المهمﻻت ، وﻻ حوار بعدها وﻻ يحزنون وﻻ يلدغ الشعب من الانقاذ ستين مرة .. !!

مع كل الود

صحيفة الجريدة
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. قبل فتره صرح الوالى انه حينح الحريات فى ولايته بعد اسبوع ما فضل ليه الا يقول يوم كه الساعة كده . كانه عايز يصدق بفتح كشك .

  2. وصف الخبير الإقتصادي البروفسير عصام الدين عبدالوهاب بوب ما يتردد هذه الأيام عن تحسن الإقتصاد وإنخفاض قيمة الدولار أمام الجنيه لا يعدو أكثر من كونه أحلام وأماني ، مضيفاً : ان الإقتصاد يعتمد علي قدرات قطاعات الإنتاج فيه وليس علي وديعة قطرية محدودة .
    وأضاف بوب في تصريح لـ (حريات) ان الدولار سيعاود الإرتفاع مجدداً بوتيرة أكبر وان موجة الغلاء التي تضرب أسواق البلاد ستستمر وستشمل كافة أنواع السلع .
    مضيفاً بان الحديث عن تحسن الإقتصاد وإنخفاض قيمة الدولار وتعافي الجنيه لا يعدو أكثر من كونه أحلام وأماني ، قائلاً : (كل الضجة القائمة حول إمكانية تحسين الإقتصاد السوداني هي أحلام وأماني لا يمكن تحقيقها إلا إذا تحسن أداء قطاعات إنتاجه الحقيقي) وتساءل قائلاً : (ولكن كيف يمكن ذلك تحت الظروف السياسية والادارية الحالية؟) .
    وقال ( أجزم أن هناك ضخ من البنك المركزي لكميات من الدولارات في السوق المحلي ولكن هذا لا يجدي لأن المواطن فقد الثقة في عملته الوطنية كمخزن للقيمة والدليل علي إنخفاض معدلات الادخار في المصارف والإستثمار الحقيقي مع فقدان القيمة الحقيقية للجنيه السوداني).
    وأضاف : ( لذلك أتوقع أن يعاود الدولار الإرتفاع مقابل الجنيه لأن الاقتصاد يجب أن يعتمد علي قدرات قطاعات الانتاج فيه وليس علي وديعة قطرية محدودة دفعت مقابل مشاريع معينة ، ومثله من المتوقع أن تستمر موجة الغلاء في الأسعار للسلع بكل أشكالها أساسية ومدخلات وكمالية).
    وقال بروفسير بوب : ( أستغرب كثيرا حين يربط بعض المحللين قيمة الجنيه السوداني فقط بوديعة قطرية ، أو تحويلات محدودة من خارج السودان ، لأن قيمة العملة الوطنية ترتبط كلياً بقدرة الاقتصاد الوطني علي إنتاج سلع وخدمات ما يساوي الكتلة النقدية من العملة في أسواق البلاد . هذا بالاضافة إلي حجم الاحتياطي من العملات الأجنبية والذهب الموجودة في البنك المركزي للبلاد وقدرة البلاد علي إنتاج السلع والخدمات ترتبط بقدرتها علي أن يكون لها ذخيرة من السلع الممكن تصديرها إلي الخارج مقابل ما تستورده والاثنان يؤثران علي ميزان المدفوعات أي ما تدفعه البلاد عند الإستيراد مقابل ما يدخل إليها من العملات عند التصدير).
    وأضاف ( إختلت هذه المنظومة منذ زمن بعيد عندما إنهارت قطاعات الاقتصاد الحقيقي في السودان مثل الزراعة والصناعة وهذا الأمر يرتبط عضويا مع حالة الأمن والاستقرار في البلاد التي تخوض حروبا في كل أطرافها ، أولا في الجنوب ثم منذ العام 2003 في مختلف أرجاء البلاد. ولا يمكن فصل المناخ السياسي والأمني عن الانتاجي).
    وقال : ( لا أضيف شيئا إذا تحدثت عن الخلل الاداري المتفشي في نخاع الحكومة والذي تحول إلي وباء قاتل أصبح من الصعب علاجه إلا بالإستئصال . هذا لأنه وبإعتراف أعضاء النظام نفسهم يأكل اي فوائض إقتصادية ممكنة بل يتغذى بشراهة من الموارد العامة حتي قبل أن تصل إلي مستوي تخصيصها لكي ترفد الاقتصاد الوطني) .
    وختم الخبير الإقتصادي بوب قائلاً : ( يمكن القول بصراحة أن ذلك الوباء أصبح يلتهم كل ما يمكنه أن يساعد السودان علي التعافي ، ويبقي امر هام لابد من ذكره وهو الكتلة النقدية الحقيقية المتداولة في البلاد. وتعني حجم الأوراق المالية التي يتم طباعتها وتداولها وهي من أخطر الأدوات النقدية التي تستخدم في أي اقتصاد ويختص بها المصرف المركزي) ، مضيفاً ( حجم الكتلة النقدية يختص بالسندات التي تدير الاقتصاد ولها حساب يعتمد علي الحجم الموجود والممكن انتاجه داخل الاقتصاد الوطني. أي أنه لا يمكن أن يتجاوز ذلك لإمكانية أن يتسبب في حدوث تضخم في اسعار السلع وأيضا لا يمكن أن يكون اقل لأنه يمكن أن يتسبب في حالة إنكماش اقتصادي يؤثر سلبا علي الاقتصاد ويكبح امكانيات نموه ، ويمكن أن تتسبب احتياجات الحكومة للصرف والتمويل في أن تطبع نقود وأن تمول انفاقها بالعجز ، وهذا خطير علي المدي القصير والطويل لتسببه في الغلاء أولا ثم لأنه يجعل السلطات تدمن عليه وتلجأ إلي الاستمرار فيه تحت أي ظرف).

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..