أخبار السودان

التنازل بالتشليع ..!!

الطاهر ساتي

:: يُحكى أن المؤتمر الوطني قد تنازل عن (وزارات مهمة)، لصالح شُركاء حكومة الوثبة .. ما هي الوزارات المهمة؟، وهل هناك وزارة غير مهمة؟، وما جدواها في حياة الناس – بحيث تستنزف الموارد المحدودة – وهي (غير مهمة).؟.. كل الوزارات، إن كانت فاعلة ومنتجة وذات جودة في خدمة الوطن والمواطن، مهمة للغاية.. وكل الوزرات، إن كانت خاملة وكسيحة ومجرد إهدار للمال العام، غير مهمة إطلاقاً.. فالوزارة، سيادية كانت أو خدمية، تكتسب أهميتها من تأثرها في حياة الناس والبلد ..!!

:: ولكن عبدة السلطة وعشاق الكراسي أفسدوا معاني الأشياء وتصنيفاتها بحيث تكون هناك وزارات مهمة لمن نصفهم بالنافذين، ثم وزارات غير مهمة لمن نصفهم بالمهمشين .. وبما أن شركاء حكومة الوثبة من المهمشين الجدد، وبما أنهم يتلهفون – سراً وجهراً – للفوز بمقاعد المسماة بالوزارة المهمة فليس هناك ما يمنع أن نعيد إلى ذاكرتهم (فن تنازل بالتشليع) .. فن التنازل عن الوزارات المهمة لعبة سياسية يتقنها المؤتمر الوطني ويمارسها بذكاء ويحترفها منذ حكومة نيفاشا..!!

:: وكما تذكرون، شارك الحزب الإتحادي الديمقراطي في الحكومة قبل سنوات..ولأنهم يحبون وزارة التجارة الخارجية حباً جماً، ولايعلو فوق حبهم لتلك الوزارة – وتصاديقها – غير حبهم للحسيب النسيب، كافأهم بها المؤتمر الوطني .. ولكن للأسف بعد أن تم تجريدها من سطوتها وهيبتها، بحيث لم يعد لوزيرها من السلطات غير التصديق على أذونات إجازات العاملين .. وهذا التجريد لم يحدث لإضعاف سلطة وزير حزب مولانا، ولكن تم تجريد التجارة الخارجية من سلطاتها بعد نيفاشا مباشرة لإضعاف وزير الحركة الشعبية، وهذا هو صاحب الصيحة الشهيرة (وزارتي شلعوها)..!!

:: لم ينتبه حزب مولانا لتلك الصيحة، ولذلك لم يكن مدهشاً أن يتفاجأ عثمان عمر الشريف بوزارة بلا سلطات..وكذلك وزارة الصحة، كانت ذات سلطة قبل شركاء نيفاشا.. ثم تم تجريدها من سلطة الإدارة الدوائية بتدمير إدارة الصيدلة بإنشاء (المجلس القومي)..ثم تجريدها من سُلطة الإمدادات الطبية بإنشاء صندوق الإمدادات الطبية ..ثم الأدهى والأمر، تم تجريد وزارة الصحة الإتحادية حتى من سُلطة إدارة المشافي التعليمية والمرجعية بالبدعة المسماة ( أيلولة).. وكما للمؤتمر الوطني عبقرية في تشليع (وزارات الشركاء)، فله أيضاً عبقرية في صناعة المصطلحات المراد بها تفكيك تلك الوزارات.. (الآيلولة)..!!

:: ثم كانت هناك الأمانة الهلامية المسماة بالنهضة الزراعية ..وزارة الزراعة تكفي جهازا مركزيا يؤدي مهام التخطيط والإشراف، وكذلك بكل ولاية وزارة زراعة لها ذات مهام الوزارة الإتحادية، فلماذا تم تأسيس تلك الأمانة وسط كل هذا الفيلق الوزاري؟، وما هي سلطاتها التي تميزها عن كل هذه الوزارات، المركزية منها والولائية؟..ثم من أية خزينة كانت تصرف تلك الأمانة ميزانيتها؟، وهل كانت تصرفها خصما من ميزانية وزارة الزراعة أم كانت لها ميزانية موازية لميزانية وزارة الزراعة؟..كل هذه الأسئلة لم تكن مهمة، فالمهم كانت أمانة النهضة فناً من فنون ( تشليع وزارة الزراعة)..!!

:: ولأن وزارة النقل وهيئة طيرانها المدني كانت من نصيب شركاء نيفاشا، صنعوا وحدة تنفيذ مطار الخرطوم الجديد..و من فنون تشليع (وزارة الري)، صنعوا وحدة تنفيذ السدود (دولة داخل دولة) .. وفي ذات عهد، خرج أحد الشركاء شاكياً : (وزارتي عاطلة)، وكان وزيراً للإستثمار في وزارة بلا سلطات .. ولن يتوقفوا عن فن التنازل بالتشليع.. لقد تم فصل النائب العام عن وزارة العدل، وهذا فصل حق ولكن مراد به التنازل – بالتشليع – عن وزارة العدل ..وكذلك سلطات بوزارة الداخلية في طريقها إلى إدارة الشرطة، وهذا قد يعني التنازل – بالتشليع – عن وزارة الداخلية ..وهكذا .. لا تفرحوا بتنازلهم عن الوزارات، مهمة كانت أو غير مهمة، فوراء كل تنازل ( تشليع)..!!

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. مثل هذا التشليع لا يقوم به الا الشالعون او من في حكمهم…فدعوهم في سكرتهم هذه..ولنرمي بهم في النيل فإن أفاقوا حاسبناهم..وإن غرقوا وحتلوا تجنبناهم..وذاك عين المرام

  2. مثل هذا التشليع لا يقوم به الا الشالعون او من في حكمهم…فدعوهم في سكرتهم هذه..ولنرمي بهم في النيل فإن أفاقوا حاسبناهم..وإن غرقوا وحتلوا تجنبناهم..وذاك عين المرام

  3. كأنك يا أستاذ تعتقد أن هؤلاء المستوزرون المتنازل لهم وأحزابهم وحركاتهم يريدون وزارة لها سلطات وصلاحيات وأنهم جاءوا للوثبة بهدف تقديم ما يفيد للوطن والمواطن عبر هذه الوزارات. هؤلاء ما وثبوا إلا للاستوزار وللحصول على جزء من الكيكة ولا يهم أن تكون وزارة مهمة أم لا. المهم وزارة والسلام. كلهم قد جاءوا بمنطق المثل المصري “ضل راجل ولا ضل حيطة” وتقرأ “ضل الوطني ولا ضل المعارضة” أو ضل وزارة ولا مساككة وجري في خلا دارفور وشمسها”
    وفي النهاية كلهم أولاد عم المؤتمر الوطني الذي لم يفعل شيئا غير أنو ” غطى قدحو”

  4. بسم اله الرحمن الرحيم

    الأعزاء محرري الراكوبه الشرفاء .. بن وطني الكرام .. السلام عليكم ..
    واضح ان المؤتمر الوطني وعبر حواره العقيم يعقد احلافا مع الشياطن لمزيد من تدمير السودان .. وبيع اراضيه للأجانب ونهب ثرواته .. وتقسيمها علي ئات منتفعة داخل المؤتمر الوطني وخارجه … وليتحول السودان كله الي جيفة يتقافز فوقها كلاب

    وقد ان الأوان لأن يتحرك الجيش لطرد كلاب السلطه صغرهم وكبارهم وتكوين حكومية مدنية محروسه تمهد لانتخابات نزيهه علي كل مستويات الحكم .. واعتقد انه لا امان لمستقبل السودان غير هذا الاتجاه . اذ لاخير في الحكام من المؤتمر الوطني ولا خير في الحكام القادمين الجدد من المعارضه .. بما فيهم من كان او لازال يحمل السلاح ..ووأسال الله السلامة للسودان .. من ثعلبة كل هؤلاء الفجار .وان يلزم كل سوداني الصبر علي ما يفعلونه صبرا كصبر يعقوب عندما فقد يوسف وان شاء الله سيعود يوسف .. لأن السوداني بطبعه حليم ولكن .. نهاية الغضب .. اكتوبر .. ومارس ابريل . ان لم تستقم الأمور بعد صبر طال انتظاره .

  5. كأنك يا أستاذ تعتقد أن هؤلاء المستوزرون المتنازل لهم وأحزابهم وحركاتهم يريدون وزارة لها سلطات وصلاحيات وأنهم جاءوا للوثبة بهدف تقديم ما يفيد للوطن والمواطن عبر هذه الوزارات. هؤلاء ما وثبوا إلا للاستوزار وللحصول على جزء من الكيكة ولا يهم أن تكون وزارة مهمة أم لا. المهم وزارة والسلام. كلهم قد جاءوا بمنطق المثل المصري “ضل راجل ولا ضل حيطة” وتقرأ “ضل الوطني ولا ضل المعارضة” أو ضل وزارة ولا مساككة وجري في خلا دارفور وشمسها”
    وفي النهاية كلهم أولاد عم المؤتمر الوطني الذي لم يفعل شيئا غير أنو ” غطى قدحو”

  6. بسم اله الرحمن الرحيم

    الأعزاء محرري الراكوبه الشرفاء .. بن وطني الكرام .. السلام عليكم ..
    واضح ان المؤتمر الوطني وعبر حواره العقيم يعقد احلافا مع الشياطن لمزيد من تدمير السودان .. وبيع اراضيه للأجانب ونهب ثرواته .. وتقسيمها علي ئات منتفعة داخل المؤتمر الوطني وخارجه … وليتحول السودان كله الي جيفة يتقافز فوقها كلاب

    وقد ان الأوان لأن يتحرك الجيش لطرد كلاب السلطه صغرهم وكبارهم وتكوين حكومية مدنية محروسه تمهد لانتخابات نزيهه علي كل مستويات الحكم .. واعتقد انه لا امان لمستقبل السودان غير هذا الاتجاه . اذ لاخير في الحكام من المؤتمر الوطني ولا خير في الحكام القادمين الجدد من المعارضه .. بما فيهم من كان او لازال يحمل السلاح ..ووأسال الله السلامة للسودان .. من ثعلبة كل هؤلاء الفجار .وان يلزم كل سوداني الصبر علي ما يفعلونه صبرا كصبر يعقوب عندما فقد يوسف وان شاء الله سيعود يوسف .. لأن السوداني بطبعه حليم ولكن .. نهاية الغضب .. اكتوبر .. ومارس ابريل . ان لم تستقم الأمور بعد صبر طال انتظاره .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..