حكاية الوزير الذي سحبته (الأسافير) من اليمين الدستوري!!

(1)
> لابد من القول إن إجابات وزير العدل مع (وقف التنفيذ) او مع (وقف اليمين الدستوري) أبوبكر حمد عبد الرحيم على الأسئلة التي وجهت له من عدد من الصحف الأمس حول سحبه من اليمين الدستوري وما أثير حول شهاداته الأكاديمية ،
كانت ضعيفة وغير مقنعة من (وزير) ينتظر منه أن يكون خط الدفاع الأول عن الحكومة وممثلها الشرعي قضائياً.
> حتى وإن كانت (الشكوك) او (الاتهامات) التي نالت من شهاداته الأكاديمية غير صحيحة ، فإن حجج وزير العدل فيها ضعيفة ولا ترقى لمرحلة (الترجيح) لشخصية شغلت عدداً من المناصب القضائية الرفيعة وعمل محاضراً في عدد من الجامعات واختير أخيراً وزيراً للعدل.
> اذا كانت الشكوك التي حامت حول شهاداته الأكاديمية وأدت الى سحبه من اليمين الدستوري غير صحيحة ،أعتقد أن موقف أبوبكر حمد يبقى أضعف من أنها لو كانت صحيحة.
> فليس من المنطق أن تمتلك شهادات ومستندات تؤكد درجاتك العلمية وتخرج إجاباتك بذلك (الوهن) اللغوي.
> لكن الذي يفرض أن يُسأل ويُحاسب هي الحكومة وليس أبوبكر حمد ، لأنها على الأقل اختارت شخصاً لم تتوثق من شهاداته حتى لحظة أداء اليمين الدستوري.
(2)
> في رده على الزميل عبد الرؤوف طه في صحيفة (الصيحة) أمس قال أبوبكر حمد :(الأسافير تتحدث ولذلك تم تأجيل أدائنا للقسم).
> أعتقد أن الأمر يحسب للأسافير ومواقع التواصل الاجتماعي وهي تتدخل لتأجيل أداء القسم.
> نحن كثيراً ما نتهم (الأسافير ومواقع التواصل الاجتماعي) بضعف مصادرها وبترديدها للإشاعات ولعدم صمود (المعلومات) و (الأخبار) التي تخرج من بنات (وسائطها).
> لكن في موقف الوزير أبوبكر حمد ، لا بد لنا أن نشهد لتلك المواقع بهذه (الشهادة).
> حتى وإن كانت تلك المعلومات او الاتهامات التي تصدر منها غير صحيحة ? أحسب أن (الأسافير) نجحت في أن تجبر الحكومة على أن تعيد قراءة شهادات وزير عدلها.
> الآن يمكننا أن نقول إن مواقع التواصل الاجتماعي كان لها أثراً في تشكيل حكومة الوفاق الوطني.
> وقبل ذلك فإن (تغريدات) الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) كان لها دورها في دخول ترامب (البيت الأبيض).
> كما أعادت مواقع التواصل الاجتماعي الرئيس التركي (أوردغان) الى حكمه بعد الانقلاب الذي حدث عليه وكاد أن يطيح به ، او أطاح به لبعض الساعات.
(3)
> مع ذلك نعود ونقول هل لو كان أبوبكر حمد (مسنود) من حزب (حوارياً) كبيراً ? الاتحادي او الشعبي او حتى (الأمة) فرع مبارك الفاضل هل كان يمكن أن يحدث التشكيك في شهاداته؟.
> أخشى أن تكون مشكلة أبوبكر حمد في أنه (رجل قوميّ)، حسبما عرَّف نفسه..(والقومية في السودان ما عندها ضهر).
> الكثير من القيادات أتت بهم نسبهم الحزبية او نسبهم القبلية.
> أبوبكر حمد يقول عن شهادة المعادلة التي حصل عليها (جلست لامتحانها ووقع على شهادة المعادلة د.حسن الترابي زعيم المؤتمر الشعبي الذي يروِّج منسوبو حزبه بأنني لا ملك شهادة معادلة).
> الاتهام بوضوح يوجهه أبوبكر حمد للمؤتمر الشعبي!!.
> السؤال الذي يفرض نفسه الآن، هل كان كمال عمر يطمح أن يكون وزيراً للعدل في حكومة الوفاق الوطني؟.
(4)
> لمواقع التواصل الاجتماعي أيضاً نشاط (نقدي) حاد لأصغر وزراء حكومة الوفاق الوطني إبراهيم الميرغني.
> أحياناً أشعر أن أولاد بيت المهدي وأولاد بيت الميرغني بتعلموا في رؤوسنا (الحلاقة).
> أو بواضح العبارة بيدربوا (رئاسة) في هذا الشعب العظيم!!.
الانتباهة
يكن الحوار الذي دار بين محاميي الدفاع الأستاذين/نبيل أديب و ساطع
الحاج، من جهة، في مواجهة شاهد الاتهام ( دكتور) ربيع عبد العاطي (
الخبير الوطني في الاعلام) في جلسات محاكمة المتهمَين عروة و أخيه عماد
في قضية تتعلق بالعمل الاستخباراتي.. لم يكن ذاك الحوار سوى محاكمة لربيع
عبد العاطي و لنظام الانقاذ بأكمله..
وما الشهادة العلمية التي يحملها ( دكتور) الغفلة ربيع عبد العاطي، (
خبير) اعلام الغفلة، سوى نموذجاً لتمكين غير المؤهلين لاحتلال مواقع في
قيادة الخدمة العامة في زمن الغفلة، ما أدى إلى الانحدار المريع للسودان
في كل شيئ..
عند اطلاعي على مقال بعثت به إلي أستاذة مهتمة بالشأن العام، و المقال
مأخوذ من صفحة للأستاذ/ محمد فول ب( الفيس بوك).. لم أندهش كثيراً لأني
أعرف الكثير عن الذين تم ( تمكينهم) بتزوير إمكاناتهم العلمية لترفيع
درجاتهم فوق الجميع..
و قد جيئ بربيع عبد العاطي ليدلي بشهادته كخبير وطني في الاعلام.. فإذا
به يتحول في المحكمة إلى متهم ( لن) تطاله يد القضاء.. و يكفينا أن
القانونِيَّن العملاقين- نبيل و ساطع- كشفاً ربيعاً أمام الجمهور و جعلاه
يرتعش و يتسبب عرقا.. قبل أن يسحقاه سحقاً أصابه بالغثيان فالغيبوبة،
دوَّخه الأستاذ/ نبيل أديب دوخات قوية.. ثم سلمه للأستاذ/ ساطع الحاج
ليقضي عليه بالضربة القاضية الفنية..
فبدأ ساطع الحاج يلقي الأضواء الساطعة على ( شهادات) ربيع العلمية..
المليئة بالثقوب.. و ليؤكد على أن جلباب الخبير الاعلامي أوسع كثيراً من
ربيع..
و كان من المهم أن يسأل ساطع ربيعاً عن الجامعة التي تخرج فيها..
ف”تململ ربيع و أجاب في همس: جامعة الاسكندرية.. كرر ساطع السؤال: أنت
تخرجت من جامعة الاسكندرية؟ ربيع:- جامعة بيروت فرع الاسكندرية! ساطع:
يعني تخرجت من جامعة بيروت فرع الاسكندرية و ليس من جامعة الاسكندرية كما
ذكرت في سيرتك الذاتية!؟”
و من ثم سأله ساطع عن أوان التحاقه بالجامعة و عن أوان امتحانه الشهادة
السودانية.. فيرد ربيع بأنه التحق بالجامعة في عام 1985 و أنه امتحن
الشهادة السودانية سنة 74 .. و أردف ساطع بسؤال عن مكان تواجد ربيع و
عن عمله خلال الفترة من سنة 74 إلى 85..فأجاب ربيع:- ” بعد فصلي من كلية
التربية الخرطوم ذهبت الى السعودية..” … و ألحق ساطع السؤال بسؤال آخر
عن ماذا كان يعمل ربيع في السعودية بالشهادة الثانوية، فرد ربيع بأنه كان
يعمل موظفاً بالكهرباء في السعودية..
و هنا قال له ساطع:- ” يعني كنت بتعمل في شئون إدارة لا علاقة لها
بالإعلام.. و تدرس بالانتساب في جامعة بيروت فرع الاسكندرية.. و حضَّرت
الماجستير في جامعة بيروت فرع الاسكندرية.. و موضوع الماجستير كان عن
الملكية الفكرية..؟ ” و حاول ربيع ربط موضوع الماجستير بالإعلام لفاً و
دوراناً حول الموضوع دون أن يصيب الهدف، فأوقفه القاضي..
فوجه ساطع ضربة لربيع و لنظام ( التمكين) أعقبتها ضربات:- ” ما هي أول
وظيفة ليك في السودان و في أي سنة؟” فأجاب ربيع:-…. ” مدير ترويج
الاستثمار 94/95 ..” فتساءل ساطع، لتأكيد لمدى الفوضى التي حدثت في
سودان الانقاذ:- ” أول وظيفة ليك بعد مجيئ الانقاذ كانت مدير؟!” و واصل
ساطع:- ” و ما هي الوظيفة الثانية؟” فأجاب ربيع:- ” مستشار لوزير الاعلام
98 “!
و سأله ساطع عن عمله في الفترة من سنة 94 إلى 98 ؟ فأجاب بأنه كان يكتب
مقالات صحفية من البيت…
و هنا تساءل ساطع لتأكيد الفوضى المربكة:- ” من كتابة المقالات بالبيت
إلى مستشار لوزير الاعلام.. و مديراً للمصنفات الأدبية و إلى هذا الوقت
لم تحضر الدكتوراه…..” تضاحك ربيع، و هو يقول:- ” و كان عندي مكتبين!..
و في هذه الفترة نلت الدكتوراه من جامعة أفريقيا..”
و سأله ساطع عن موضوع رسالة الدكتوراه ؟ فأجاب ربيع بأنها كانت حول دور
الاتصال في فض النزاعات.. فسأله ساطع عن علاقة فض النزاعات بالإعلام.. و
لم يدل ربيع بإجابة شافية، بل دار حول نفسه دون جدوى.. حيث قاطعه ساطع:-
” عملت بعد ذلك مديراً عاماً لأكاديمية الاتصال من 99 ? 2001 ، هل كنت
تدِّرس الطلبة في الأكاديمية أم كانت وظيفتك إدارية؟ فأجاب ربيع: ” كنت
أدرِّس الطلبة بعض المحاضرات بدون جدول! ساطع:- ثم طوالي تم تعيينك
مديراً عاماً لوكالة سونا للأنباء في 2005 بدون تدرج؟” فرد ربيع:- ” نعم
تعينت مديراً للإعلام مرة أخرى..” … و سأله ساطع عن عمله حالياً، فأجاب
ربيع بأنه لديه عمل خاص..
و هنا دفع ساطع بالسلاح المميت:- ” إذن أين خبرتك الاعلامية؟ لا هي
بالدراسة.. أما العمل. فقد كنت إدارياً و لست إعلامياً..! ”
و من ثم جنح ساطع إلى بعض الأسئلة التخصصية مثل الفرق بين الخبر و
الرأي.. و ربيع يراوغ .. و ساطع يحدثه عن الفرق بين الخبر و الرأي:- ”
الجبهة القومية قامت بانقلاب عام 1989 .. يا ربيع، ده خبر لا يتغير، و
لكن أراه أنا انقلاب و تراه أنت ثورة، و ده رأي…!” و حدثت همهمات قاعة
المحكمة..
و قبل الإجهاز عليه تماماً، أنقذه وكيل نيابة أمن الدولة طالباً من
القاضي رفع الجلسة إلى جلسة أخرى.. بدعوى ظروف ربيع عبد العاطي الصحية..
ما ربيع عبد العاطي سوى عينة من عينات غير الأكفاء الذين يسيطرون على كل
مفاصل العمل في الخدمة العامة في السودان… و كل القيادات العليا و
الوسيطة ( مُمَكنة) بشكل ما، أما الدرجات الأدنى فيعملون ( جوكية) إيصال
الرشاوى للقيادات و تسليم التصاديق لطالبي الخدمات.. و على السودان مسك
دفة الأمم في جميع الميادين.. فشلاً يتلوه فشل، و انبطاح!
قال انقاذ قال!