التاريخ يفضح لاعبي الاكروبات

د.هاشم حسين بابكر
*مواصلة لما انقطع من حديث عن لعبة الاكروبات بين الساسة والعسكر,والتي بدأت بالوثبة العرجاء,سأمر علي التاريخ القريب,والذي لم يعتبر به من أعماهم حب السلطة من ساسة وعسكر,بل سدروا في غيهم وطغيانهم يعمهون,فالحب أعمي,وخاصة حب السلطة,التي تعمي الأبصار,وتحجر القلوب.
*ومن جراء هذا الحب القاتل,فقد المواطن انتماءه للارض,والتراب الذي منه خلق,بل وأصبح أكثر قابلية للاستعمارأكثر من أي شكل آخر من أشكال الحكم…!!!
*التاريخ القريب قدم لنا عبرة لم نأخذها في الاعتبار,بل لم يأخذها من أعماه حب السلطة وحجب عنه درسآ لو اعتبروا به لكان حال السودان أفضل بكثير.
*لو نظرنا نظرة دراسة لغزو كتشنر للسودان,لما وصلنا الي ما نحن فيه اليوم.فكتشنر دخل السودان كما يقول البسطاء من أهلنا(كان بالو فاضي)فبدأ أول ما بدأ بتشييد خط حديدي,كما فتح الشلالات الستة لتمهد الطريق لسفينته,مع صعوبة ومشقة الأمرين في ذلك الزمن,ولعلها كانا أكثر مشقة من ذات المعركة التي أرسل من أجلها,والتي لم تستغرق سوي عدة ساعات,بعد مسيرة قاربت العام..!!!
*لم ينتصر كتشنر بقوته العسكرية,بل بزهد الشعب في نظام الحكم آنذاك,جيش منهك بانشاء خط حديدي وفتح مسارات من خلال الشلالات كان يمكن القضاء عليه قبل أن يقطع نصف الطريق,ليس بجيش نظامي انما عن طريق حرب العصابات,وهي أقل تكلفة من الحرب النظامية…!!!
*هل ياتري فضل السكان من حلفا الي امدرمان,القادم الجديد علي النظام الحاكم..!!؟
*وكتشنر لمن لا يعرفه,قائد عسكري طاغية مجنون,تمت مكافئته علي احتلاله واستباحته للسودان بتعيينه وزيرآ لدفاع بريطانيا,وقد ضاقت F الحكومة البريطانية بتصرفاته الجنونية ذرعآ,ونسبة لأنه لورد لم يكن في الامكان اقالته,وقد تحسبت بريطانيا بعد كتشنر الا يتم تعيين لورد في وزارة أو رئاسة للوزراء ما لم يتم التنازل عن اللقب,وما يقال أنه ابتعث أثناء الحرب العالمية الأولي الي روسيا,وأن المخايرات البريطانية أخطرت المخابرات الألمانية بالأمر,مما يسر لألمانيا اغراق السفينة التي أقلته,ومات غرقآ(يبدو أن الأسماك لم تستمتع بالوجبة)..!!
*لم يسأل السياسيون أنفسهم,أن رجلآ مكروهآ بين قومه وجد لا مبالاة من أهل السودان وهو يغزو بلدهم,ولا مبالاة حتي من النظام الحاكم آنذلك,فقد كان في مقدوره مباغتته وهو في أشد حالات الارهاق والتعب,الأمر الذي رآه القائد المجاهد عثمان دقنه,والذي أدرك الخسارة قبل وقوعها فانسحب.,!!
*ولعل القارئ الكريم قد لاحظ ان ما أشبه اليوم بالبارحة,ألم يلاحظ النظام زهد المواطنين وخيبة أملهم فيه.!؟انها القابلية للاستعمار هل لدي أيكم تفسير مخالف !؟وهل الوضع اليوم يختلف عنه في ذلك اليوم البغيض؟
*من العبارات المثبطة للهمم عبارة تدعو للاستسلام للأمر الواقع,في حين أن السنن الكونية تتمثل في تغيير الواقع الي ما هو أفضل,فالأنيباء ما أرسلهم الله تعالي الا لتغيير واقع الأمم البائس الذي عاشته قبل الرسالة السماوية..!!
*والمستسلم للأمر الواقع لا يبذل مجهودآ لتغييره,ولكنه يتمني ذلك في قرارة نفسه,ولكن يمنعه العجز,لذلك يقبل بأي نوع من التغيير,أدي ذلك الي الفوضي والغوغائية,أو حتي الي استعمار جديد لا فرق فاليأس قد تملكه.!!!
*وحتي تتبين الصورة للمواطن المغلوب علي أمره,أورد رواية حكاها لي الأستاذ عبد الله زكريا,وهو حي يرزق,ولم أبهته أو أتقول عليه مالم يقل,فقد ذكر لي أنه حين كان يدرس في جامعة الخرطوم في خمسينات القرن الماضي كان تربطه صداقة بأستاذه البريطاني,وحدث أن غاب هذا الأستاذ عن الجامعة لفترة طويله,لم يعرف أحد أين ذهب,فمن قال أنه مات,ومن قال أنه عاد الي بريطانيا,وبعد أن نسيه الطلاب أطل عليهم ذات صباح,فسأله عبد الله زكريا عن أين كان طوال هذه المدة؟فكانت اجابة الاستاذ لم أكن بعيدآ عن الجامعة,كنت بالقرب منكم,في القصر الجمهوري.!!!
*ماذا كنت تفعل هناك؟وجائت الاجابة مدوية كنت أراجع الوثائق وأتلفها حتي يستطيع من سيحكم بعدنا أن يحكم.!!!؟؟؟
*يعني كما يقول عادل امام (متعوده دايمآ)!تسليم وتسلم!كما فعلت الأحزاب بعد عامين من الاستقلال,في لعبة اكروبات,أقحم فيها السياسيون العسكر,الذين حكموا السودان مدة اثنين وخمسين عامآ,بينما حكم عطالي السياسة ثمانية أعوام,من جملة ستين عامآ,بدأت قبل أن تبدأ بالفساد الذي تمثل في اتلاف المستعمر للوثائق..!!!
*وللحقيقة والتاريخ أقول ان بريطانيا هي أكبر الحاقدين علي السودان,ولن تنسي ما حدث لها فيه,فمن جملة خمسة وثلاثين جنرالآ أخضعوا العالم لها لقي ثلاثة وثلاثون منهم حتفهم في السودان,ومن أبرزهم الجنرال غردون,الذي لم تنس بريطانيا مقتله حتي اليوم,ففلم الخرطوم الذي تم تصويره في العام 61 من القرن الماضي لا زال يعرض حتي اليوم,كل اسبوع وكل كريسماس,وقد صوروا السودانيين وكأنهم وحوش متعطشة للدماء,وكيف قتلوا الحمل الوديع غردون,الذي ما زالت الصين تئن من جبروته,وكأنما السودانيين قد ركبوا البحرالي لندن وتسلقوا جدران قصره في ضاحية تشيلسي وذبحوه…!!!؟
*أعتقد أن بريطانيا بفعلها المشين هذا,حسب راوية الأستاذ عبد الله أرادت بالسودان الشر كل الشر,ولسان حالها يقول دعوهم يخربون بيوتهم بأيديهم..!!!؟
*تدمر مؤسسة استراتيجية لتقوم مكانها القصور والفلل وتتضخم الحسابات في المصارف ويسود الفساد الذي أتلف وثائقه المستعمر قبل خروجه..!!!
*ما بدأ معوجآ لا يستقيم شارك فيه السياسيون والعسكر أم عارضوهش,فالأمر يحتاج الي أيدي ماهرة لاصلاح ما أفسد السياسيون والعسكرمتفقين كانوا أم مفترقين,حاكمين كانوا أم معارضين,وعملية البناء لها أصحابها الذين هم التكنوقراط.
*وحتي لا أغمط قدامي السياسيين حقهم أود أن أشير الي المرحوم الأزهري الذي ذهب الي ربه مديونآ,حتي ان البنك الدائن قرر عرض منزله للبيع,لولا تدخل الشرفاء,كما أن المرحوم عبد الله خليل,كان يسكن منزلآ عاديآ ورغم التعديلات التي أجراها عليه ابنه أمير(شفاه الله وعافاه)وهو المقتدرالا انه لا يساوي شيئآ أمام الفواره من القصور التي يمتلكها اليوم الحفاة العراة رعاة الشاة.وهذا ما لزم توضيحه.
[email][email protected][/email]
صدقت يا اخي العسكر وعطالي السياسيون هم سبب الكوارث
نسال الله ان يحصيهم عددا.
نحن يا د. هاشم ذهبنا أبعد من ذلك ونعتبر الاستعمار أفضل بكثير من الحكومات الوطنية ونرغب في كتابة التاريخ من جديد حيث نحسب أنه كله تزوير .
والدليل أن السودان الان في عهد الانقاذ لا يختلف كثيرا عن عهد الخليفةعبد الله من الشعوذه والدجل والتدهور الاقتصادي والظلم والفساد وحتى عهد قريب كانت الحبوبات يحكين لنا عن ما فعله مليشيا الخليفة باهلنا وها هم مليشيا البشير يعيدون التاريخ ولسان حال الشعب السوداني الان هل من كتشنر هل من منقذ ؟!…
هم السودان الاكبر هو وجود هذا السفاح على سدة الحكم ، ولجهله المطلق وفي كل شيء ، وهذا ما أسعد الوزراء ووكلائهم والولاة وحاشيتهم ويجعلهم يتفننون في نهب ثروات الشعب. نسوا الله ، فأنساهم أنفسهم . وحتى فساد الترابي الضال أيام رئاسته للبرلمان لم تكن شيئا مذكورا إذا قورنت بفساد اليوم.
أحس بأن هذا السفاح قارب النهاية ، وعلماء الفيزياء يقولون المقذوف إلى أعلى يصل نقطة الانقلاب ثم يعود إلى أسفل قسرا. وسيشهد عذاب السفاح العالم أجمع.
(ألم يلاحظ النظام زهد المواطنين وخيبة أملهم فيه.!؟انها القابلية للاستعمار هل لدي أيكم تفسير مخالف !؟وهل الوضع اليوم يختلف عنه في ذلك اليوم البغيض؟) النظام لا يرى إلا ما يراه البشير، وكما قالها فرعون لقومه من قبل، البشير يقترب من قولها للكيزان ومن لف لفهم من مخدوعي الحركة الإسلامية المخدوعة: (ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد). أعتقد أن عدداً هائلاً من السودانيين، لو جاءت الجيوش الأمريكية أو غيرها لاحتلال السودان لرحب بهم على أساس أن يخلصوا السودان من البشير وعصابته أولاً ثم يتخلص السودانيون بعد ذلك من المستعمر الجديد …………… إذا أضطروا إلى ذلك لأنني أتوقع أن يكون الشيطان نفسه أرحم بنا من البشير وكيزانه