مقالات متنوعة

ضبط حالة (غش) في امتحانات الاساس

ياسر عبد الكريم

حديثي ليس ادانة لهذا التلميذ (الغشاش) كما لا أدافع عن الغش ولا ابرره لكن بحاول ان أتفهم سبب هذه الظاهرة القبيحة وهل من علاج اليها؟
مازلنا نتجرع من كاسات نظام الاستبداد السابق .وان الانظمة المستبدة اثارها الاخلاقية على المجتمع اسوأ بكثير من اثارها الاقتصادية ويجب ان تسير معالجة الاثار الاخلاقية جنبا الى جنب مع معالجة الاثار الاقتصادية وان النظام السياسي هو المسؤول الأول عن اخلاق الشعب وان الاخلاق ليست كتلة قائمة بذاتها ويجب ان لا نخرجها عن الاصلاح السياسي فهو الخطوة الأولى للتقدم وكل ما عدا هذا مضيعة للوقت والجهد. وعلينا ان نعي ان المشكلة ليست فى الأشخاص وإنما فى النظام وان (الغش) واحد من أعراض مرض الاستبداد الموروثة كالعنف والرشوة وغيرهما

سؤال لماذا (غش) هذا التلميذ ؟ لقد أدرك هذا التلاميذ منذ الطفولة أن التلميذ الفقير الذى لا يتلقى درسا خصوصيا يتم التنكيل به من المدرسين، ثم أنه مدرك بعد تخرجه من الجامعة لن يحصل أبدا على وظيفة الا بالواسطة بغض النظر عن تفوقه يعني الإحباط …إذن فلماذا الاجتهاد… يعني

باختصار ان هؤلاء التلاميذ يغشون لأنهم ببساطة فقدوا الايمان بالقواعد العادلة والاحساس بها لأنهم وجدوا الأوضاع مقلوبة وان الاجتهاد ليس أبدا شرطا للتقدم والكفاءة ليست أبدا معيارا للحصول على وظيفة جيدة.وقد يكون رأى ذلك في بن حلته (الكوز) بل رأى إن صناعة الثروة لا علاقة لها غالبا بالنبوغ والاجتهاد ورأى ذلك في والده او في عمه (الكيزان) وتستطيع أن تحصل علي كل شي فقط بعلاقاتك وشطارتك، وأن مستقبلك أولا وأخيرا يتوقف على علاقاتك وليس استحقاقك الاكاديمي .ويعتقد انه مازال الوضع كما هو لان الاعلام صامت مشغول بالفارغة والغناء فلم يقم باي مؤتمرات للاطفال او حتى الكبار وبتوعيتهم بان كل طالب أو أي انسان سيحصل بالضبط على نتيجة اجتهاده، ويتساوى في ذلك ابن رئيس الوزراء مع ابن الكناس وان نظام عدم العدالة قد ولى.

يجب ان يكون هدف الثورة دولة العدل فلن تسود الأخلاق الا باقامتها لأن إحساس الإنسان بالعدالة يخرج أفضل ما فيه من صفات إنسانية وبالمقابل فإن إحساسه بالظلم واليأس غالبا ما يدفعانه إلى الانحراف والعدوان على حقوق الآخرين بالتالي ان الدعوة إلى إصلاح الأخلاق بالخطب في الجوامع وفي القنوات الفضائية الدينية بمعزل عن الإصلاح السياسى،انها ساذجة وعديمة الجدوى تؤدى إلى تشويش الوعى وعن الأسباب الحقيقية للتدهور الاخلاقي.

لقد نشأ هؤلاء التلاميذ والشبان في بلد لا توجد فيه قواعد حقيقية تطبق على الجميع وانما ثروتك ووضعك الاجتماعي يحددان مصيرك قبل اجتهادك وذكائك، وفي بلد لا يطبق القانون على الكبار بل وتصدر قوانين جديدة لتحافظ على مصالحهم ويتحللون بفتوى من علمائهم اما الموظف الذي يضبط وهو يسرق مروحة يسجن ويهان فلا يجب أن يندهش النظام اذا فعل به الناس نفس ما يفعله بهم وان ارادة الدولة ان تدين هؤلاء التلاميذ الغشاشين لانعدام أمانتهم عليها أن تتعامل معهم هي اولا بأمانة.

والصورة ليست قاتمة تماما ففى وسط هذا الحطام هنالك عشرات الاسر التي تعلم ابنائها معنى الامانة والاخلاق ولكن حجم الخراب كتير والدمار عظيم يحتاج لتضافر الجهود بين الجميع المدرسة والبيت والاعلام

ياسر عبد الكريم
[email protected]

تعليق واحد

  1. جننت الكيزان جن .الغش حايم كل العالم ،وقديم ،ومعتت ، لا مفر منه
    لاندافع عنه بقدرما نتاوله قضية بحث تربوي من ،وإلى . طف بعمك قوقل يحدثك عن الغش حول العالم ترى ما يشيب شعر رأسك له .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..