يس عابدين .. لماذا تخفي الحقائق عن أهلها ..؟؟

يس عابدين .. لماذا تخفي الحقائق عن أهلها ..؟؟
الطاهر ساتي
[email protected]
** لا، كدة ما كويس..أوهكذا عبرت حين قرأت صفحة إعلانية ببعض صحف البارحة، وكانت بعنوان : ( خصخصة سودانير – حقائق وأرقام ).. وهي عبارة عن تقرير أعدته اللجنة المكلفة بمراجعة وتقييم عملية بيع الناقل الذي كان وطنيا (سودانير)..والتقرير بقلم الدكتور يس الحاج عابدين، رئيس اللجنة.. قبل تفكيك التقرير، أفيدك ياصديق بأن الدكتور يس الحاج عابدين عضو بمجلس إدارة سودانير بعد الصفقة ، وكذلك هو الناطق الرسمي باسم المجلس، ومع ذلك صار اليوم رئيسا للجنة مراجعة وتقييم الشركة بعد الصفقة أيضا.. أي كلفوه بأن يراجع ويقييم عملية بيع هو ذاته كان – ولايزال – طرفا، وهذا لايحدث إلا في السودان..فالشفافية تقتضي بأن يراجع صفقة مشبوهة كهذه رجالا لم يكونوا طرفا فيها، ولكن ليس في الأمر عجب، حيث الشفافية في بلادي صارت من عجائب الدنيا، بحيث يراجع ويقييم أي مسؤول عمله بنفسه، ثم يصبح هو ذاته قاضيا ويحكم على عمله بالنجاح طبعا ، كما النموذج هذا .. المهم، يلا نقرأ التقرير الذي تم إعداده بنهج الأبالسة ..!!
** يس عابدين يفيد الناس بأن الشركات التي تقدمت لشراء ناقلنا الذي كان وطنيا بعد طرحها في العطاء، هي : المايا السعودية، عارف الكويتية، أعيان الكويتية، بارونز الفرنسية، طيران الإتحاد، طيران الأمارات، قلوبال الإستشارية، مجموعة الطيار، السفارات الدولية، مجموعة ساس، أبو الشعر السوري، العلوى البحرينية، البنوك السودانية، مضوي وساتي العالمية والزوايا للإستثمار.. تلك هي الشركات التي إستجابت للعطاء وتقدمت لشراء سودانير، كما جاء نصا في التقرير.. وبعد الفحص والتدقيق، وافقت اللجنة الحكومية على عرض شركة عارف الكويتية ، وباعت لها أسهم الشعب السوداني بمبلغ ( 115 مليون دولار).. هكذا ملخص التقرير، وهو ملخص معيب – شكلا ومضمونا – ومراد به خداع الناس والبلد، وكذلك يطعن في نزاهة وشفافية ومصداقية رئيس لجنة التقييم والمراجعة ، د. يس الحاج عابدين ، ما لم يعد ويكتب كامل التقرير – بالإعلان أو بالمقال – بكل نزاهة ومصداقية.. وذلك بالرد المباشر على الأسئلة التي سترد في الفقرة التالية ..!!
** رعاة الإبل في بوادي بلادي يعرفون بأن عارف نالت (49 %) من الأسهم، تقرير يس عابدين لم يذكر هذه النسبة، فقط ذكرت قيمتها النقدية ، وهذا (معيب ) .. وكذلك بائعات الطواقي بأسواق بلادي يعرفن بأن شركة إسمها الفيحاء نالت (21%) من الأسهم .. تقرير عابدين للأسف لم يذكر تلك النسبة، وبكل بؤس لم يذكر حتى إسم تلك الشركة.. بمعنى : اسم شركة الفيحاء لم يرد في قائمة الشركات التي دخلت سوق المنافسة وقدمت عروض الشراء، ومع ذلك إشترت (21% ) من أسهم الناس.. كيف حدث هذا يا يس عابدين؟ ..ولماذا لم يوضح تقريرك للناس ماحدث ؟.. أليس من حق أهل البلد – وهم أصحاب الأسهم – معرفة الشركة التي إشترت أسهمهم، وكيف إشترت رغم عدم ورود إسمها في قائمة الشركات المنافسة ؟.. ثم أليس من حق أهل البلد – وهم أصحاب الحق الأصيل- معرفة مجلس إدارة هذه الشركة التي إستولت على أسهمهم، رغم أنها لم تنافس مع الشركات المنافسة ؟.. هل تستحي – أم تخشى – أن تقول للناس بأن شركة الفيحاء حين نالت أسهمهم كان يشكل مجلس إدارتها السادة : الشريف أحمد عمر بدر، الدكتور أحمد المجذوب أحمد، العبيد فضل المولى ، المهندس عبد الوهاب عثمان و بعض الكوايتة ؟..بعضهم كانوا ولاة آنذاك، والبعض الآخر وزراء، وأحدهم كان مديرا لشركة دانفوديو..ما الذي يحول بينك وبين إتقاء ربك والتصالح مع ذاتك والصدق مع أهل بلدك ، وإفادتهم بأن هؤلاء هم أعضاء مجلس إدارة شركة الفيحاء التي لم ذكرها وإسمها في قائمة الشركات المنافسة ؟.. ثم ما الذي يحول بينك وبين مخافة الله والصدق مع شعبك – صاحب أسهم سودانير سابقا – وذلك بعدم توضيح أن شركة الفيحاء تلك تأسست بتاريخ 19 فبراير 2006 – أي قبل أسابيع قليلة من سيطرتها على (21% ) من أسهم أهل بلدك؟..لماذا تجاوز ضميرك كل هذه المعلومات المهمة يا عابدين ؟..هل نسيتها، أم تناسيتها لتقابل بها أهل بلدك أمام خالقهم في يوم لن ينفعك فيه حزبك ولا حكومته ولامنصبك ومزاياه ؟ .. رأيتك تهلل وتكبر في مناسبة ما ، وتخطب مطالبا بتطبيق الشريعة، فلماذا غيبت الشريعة في تقريرك هذا بتغييب شركة الفيحاء وأصحابها وسبب إستلائهم على (21%) من أسهم شعبنا بلا منافسة ؟..أم كنت ولازلت تظن بأن الشريعة فقط هي سياط النظام العام التي تلهب ظهور الضعفاء غير النافذين في الحزب الحاكم ؟.. لا يا رجل، فما لم تطبق مقاصد الشريعة في ذاتك ، فأنت غير مؤهل أخلاقيا بأن تطالب بتطبيق أحكامها على الآخرين ..!!
** و.. عفوا صديقي القارئ ، لقد إمتلأت مساحة الزاوية .. وما تلك إلا نظرة على سطح تقرير يس عابدين، المراد به خداع عقول الناس..غدا باذن العلي القدير، تحت عنوان آخر، سأنظر إلي عمق التقرير، فما في العمق..( أفدح وأفضح ) ..!!
………………
نقلا عن السوداني
جزاك الله خيرا و حفظك و انت تجتهد فاتحا صدرك لكشف الفساد و المفسدين غير هياب و لا مبالي بسطوة الباطل الزائلة.
و الله اخي هؤلاء الناس اساؤوا الي الاسلام و الي الشريعة الاسلامية اساءة عجز عنها الد اعداءه…. فمن يصلي بالناس و يبكي في خطبه و يحدثهم عن الاخلاص و الامانة و هو يتنعم بامتيازات منصب في مشروع دفع فيه الناس دم قلوبهم و شقاء اعمارهم و ظلوا حفاة عراة عشرات السنين دون ان يروا عائدا و شيخنا يتمتع بامتيازات من دم قلوبهم و يجلس علي مشروع لم و لن يتم، و آخر تراه يهلل و يكبر بهستريا مطالبا بتطبيق شرع الله و يعلم انه لو كان و قومه صادقون و طبقوا الشرع الحقيقي لاقيمت عليه حدود كثيرة.. و يظلمون الناس و يجلدون الضعفاء و يدعون ان تلك هي الشريعة فاي اساءة الي الشريعة اكثر من ذلك؟
You just declared war against the Hippocrates my friend….thank you for taking this to the next level..It takes a lot of carriage to stand up against such a Mafia..And I think it’s time for all of us to stand up and fight…..Thank you again for your bravery.
استاذنا الطاهر تحية واحتراما لقلم شجاع هدفه اصلاح حال البلاد والعباد من المفسدين والطغاء ولو باضعف الايمان .. سودانير ناقل وطني شيع الي مثواه الاخير بعد معاناة طويلة من امراض مزمنة ومستوطنة كمرض الفساد ومرض الاهمال ومرض المصالح وهذه الامراض معدية وخطيرة وفي سوداننا الحبيب (ولاادري ان كان حبيباام لا ) ليس هناك مختصيين لعلاج مثل هذه الامراض لذلك نتوقع مزيدا من التشجييع والدفن لمؤسسات بلادي وماسودانير الا نموذجا .
تحية الصباح والاجلال والتقدير لك اخي الطاهر ساتي وانت ماضي في الطريق القويم الذي لن تتراجع عنه وبقلمك الساطع الكاشف للالعاب القذرة التي قام بها النظام في حقوق الوطن التي لم يحافظ عليها وما هذا اليسين الا احد الامثلة الحية للنفاق بإسم الدين وفي المثل المعروف(حاميها حراميها) فكيف بهم يأتوا بأحد يراجع ويكتب تقرير شفاف عن هذه الصفقات هذا المستحيل بعينه وهذا ما ينبغي ان يناضل الجميع من اجل كشفه وليست الوقوف عند حد الكشف بل متابعة الجريمة ومرتكبيها حتى يحاكموا امام العدالة هذا ان كانت هنالك عدالة!!!!!
واعتقد ان مثل هذه الحالة متطابقة تماماً مع تقرير المراجع العام الذي يكشف الاختلاسات والسرقات والرافضين للمراجعات لكن بكل اسف لا تكتمل حلقات المسلسل بمحاكمة الحرامية والتشهير بهم كما كان يفعل امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه بمن تسول له نفسه سرقة المال العام وارجو ثم اكرر رجائي لكل صحافي شجاع ان يتابع لنا ويكشف لنا هذه السرقات المماثلة حتى نهاية الحرامي وما صار له حتى على المستوى الاسري نتيجة الحرام وذلك يظهر دوماً في الابناء واكرر الابناء لأن كل من تم تربيته بمال الحرام فهو ابن الحرام الحقيقي ام الآخر فهو (ابن الزنا) اخيرا ادعو لك الله اخي الطاهر بأن يمتعك بالصحة والعافية ولا يحرمنا مطالعة هذه الاحرف النيرة ويجعلك سيف مسلط فوق رقاب الظلمة ويحفظك من كيد الكائدين وجور الظالمين (آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآمييييييييييييييييييييييييييييين)
يديك العافية ود ساتي لكن والله احاف عليك من عصابة الانقاذ والله خير حافظ
الشريعة في عرف هؤلاء هي اكل اموال الناس بالشعارات الجوفاء والتهليل والتكبير ، وجلد المساكين من ابناء وبنات هذا الشعب الذي احترنا في امره واحتار حتى الذين يحكموننا بان اصبحوا يدبجوا تقاريرهم للدفاع عن السرقات والكوميشينات دون ان يرتد لهم جفن ، لانهم لا يحترموننا ولا يعيروننا اي اهتمام .
حسبنا الله ونعم الوكيل ونسأله ان يرينا اموالنا امراضا وتشوهات خلقية واخلاقية في ابنائهم وفي انفسهم ياقادر يا جبار يا منتقم يا الله يا الله يا الله ………….
افضحهم يا ساتي الكيزان ضيعو البلد والصوملة جاي وخاصة من الشمال المنسي من جميع الحكومات وهذه الحكومة الملعونة في كل شى
ملعون ابو الكيزان
قالو للحرامي احلف قال جاء الفرج
يااخ ساتي الانسان لما مايكون عندو ضمير مافي شي يردعه والمساله ما تكون مثاليه ونوع من الغفله طالما في ادله ليه مايكون في طعن وشكوي ,حساب الله دا شئ لوحده عندما ياخذهم ربهم وندعوه ان يعجل باخذ كل من يتعدي على حق الشعب ونسال وين المراجع العام وين القضاء شيئ لا يسكت عليه
هى لله هى لله !!! إنا لله وإنا إليه راجعون ( ومن غل يأتى بما غل يوم القيامة )
لا حول ولا قوة إلا بالله
أخي ساتي اعانك الله وحفظك من تبصريك للشعب السوداني الفضل ونسال ان يحفظك من كيد الكائدين وشرورهم
يس الحاج عابدين ياربى شفتو وين شفوتو وين
ايوة دا كان زمان مدير الهيئة العامة للكهرباء
وسموة يس الحاج قاطعين عشان كان مكرهنا بانقطاعات
الكهرباء المتكررة ود كتور البونى قال صوتة بذكرو ابوداؤد
(هي لله هي لله لا للسلطة ولا للجاه ) هؤلاء الشريعة عندهم هتافات فقط من هذه الشاكلة بين القوسين وحقيقة أعمالهم أبعد ما يكون من الله بل هي للجاه والسلطة وحب المال واكله بالباطل وما ذكرته من أمر سودانير لهو دليل على حب السلطة والجاه ، لا تعميم قد يكون منهم أناس كويسين .
لكن ما يطمئن الواحد انه مازال هنالك أناس شرفاء يكشفون خباياهم واسرارهم الإجرامية ويحذرون منهم .
الزويل ده زمان بالليل فى الداخلية بتاعت المدرسة كانت عنده مهمة خاصة عايز ينفذها فى شفع اولاد حرام قامو ولعوا البطارية لما النور ولع الزويل عمل شايلو حمار النوم احتمال كبير يكون كتب التقرير وبرضو شايلو حمار النوم
وفات غليك يا ساتي وعلي المعلقين ان الدكتور ياسين هو رئيس الجهاز القومي للاحصاء اي المقاول من الباطن الذي دبج ارقام الاحصاء السكاني المزيف الذي جاء فيه ان الجنوبين بالخرطوم خمسماية الف ..وحينما ازف الاستفاء قال الانقاذيون انهم مليونا ونصف المليون .. ياربي ده ياسين نفسه ولا تشابه اسماء افيدون..
بالمناسبة يس الحاج عابدين كان يوم من الايام مدير عام بنك فيصل الاسلامي بتوجيه مباشر من حسن الترابي للسعوديين بتعينه مدير عام للبنك عليك الله اسالو عن فترتو في البنك . بالمناسبة هو خريج فيزياء و بقي بقدرة قادر مدير عام لبنك سبحان الله
يعني ناس ابوشيماء وشاكلته دايما يقولوا فين الدليل —-قضيه فساد بيع سودانير جاهزه علي صفحات الجرايد حتي مش محتاجه لمحامي —–البينه —- اعلان سودانير نفسه —- الاتهام مقال الطاهر ساتي —-الحكم من غير قاض —— فسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسساد — مبروك الطاهر ساتي —وفي شوق لبقيه المقال
والله يا الطاهر أخوى ربنا يكون في عونك ويقويك
أنا خايف يوم واحد فينا يقرأ في واحدة من مصائب الجماعة يقع ميت من هول الفاجعة
غريبة جدا
الناس ديل فاكرين أن الشريعة مجرد هتاف تنتفخ به الأوداج
هل ظنوا أن الشريعه هي وسيلة للنصب وخداع الناس والعياذ بالله
اللهم غفرانك وسندك لأخينا الطاهر ساتى
اللهم أغفر له وأثبه خير الثواب ولجميع من أراد الخير لبلادنا وأهلها وسعى في درب الإصلاح
اللهخم أحفظه من شرور الظالمين
اللهم رد كيدهم في نحورهم
اللهم جنبه مكرهم وخبثهم
أنك مجيب الدعاء يارب العالمين
حفظك الله اخي الطاهر , ونسأل الله ان تكون اسما على مسمى لا كهؤلاء
لكن في الحقيقة انا سعيد بما اصابهم من نهم وشغف بالدنيا وحب اكل المال الحرام لهذه الدرجة فقد غفلوا عن ادراك ان الله يمهل ولا يهمل ولا ينسى وان ما من مثقال ذرة من متاع الدنيا غلوه فان عين الجبار التي لا تنام تراهم وتحصي عليهم وسيتمنون يوم الحساب لو انهم لم يعرفوا طريق السلطة , ودعوة المظلومين من ابناء الشعب ستلاحقهم في الدنيا قبل الآخرة.
وارجو ان تفتح ملف سودانير ودور هذا الشخص قبل الخصخصة من اجل الاجابة على سؤال لماذا خسرت سودانير مع ان كل المؤشرات لا تؤيد هذه الفرضية الا اذا كان هناك امر مستتر واعلم ان هذا الشخص كان له دور مقدر في سودانير يمارسه من خلال مكتبه بعمارة التنمية بالعمارات. والا فالسؤال هو كيف تخسر سودانير بكل ما هو متاح لها من تسهيلات حكومية وتنجح شركات خاصة لا تجد هذه التسهيلات وتذاكرها لاتختلف في القيمة عن سودانير …!! كيف؟
مهما يكن من امر فالله كاشفهم وفاضحهم يوم لا يوجد مؤتمر وطني ولا امن يبطش بمعارضيهم ولا شرطة تستقوي على الضعفاء , والله غالب على امره
الاخوه بالراكوبه رجاء وضع مقالات الطاهر فوق لان الكثيرين لا يقرؤها وهى فى خانة المقالات
عفيت منك ياالطاهر ويكيليس السودان انت والله الراكوبة براك تخرب وعليك الله ماتحرمنا من ملفاتك والله يرحم والديك دنيا واخرة بس اعمل حسابك الناس ديل بيحفرون ليك واوعى يقدرون بك لانه الزول الشريف معهم مشكلة
ان الدين الاسلامي يدعو الي العفة والبعد عن اكل الحرام والزهد في الدنيا الفانية ولكن هؤلاء القوم غرتهم الحياة الدنيا ونسوا الاخرة واصبح الدين عندهم شعارات جوفاء وبنوا القصور ونسوا القبور ………. ولكن النهاية قد دنت وليعلم الذين ظلموا اي منقلب بنقلبون
هل من مزيد ؟ اعتمادنا على الله ثم على امثالكم فى فضح هذه الطغمة
أنت رائع ياساتى تستحق منى كل التقدير والإحترام ،أرجو أن تسلط أضواءك الكاشفه حتى تحرق كل البكتريا،أسأل الله أن يحفظكم من كلِ مكروه-آمين
ما ألذي فعله د. يس حين كان مديرا لسودانير؟ ألم يدمر الكفاءات ببرنامجه لإعادة تقييم العاملين …….. وجد بعض الموظفين الكفؤين أنفسهم أقل من تلاميذهم بحجة أن هؤلاء خريجين جامعات ……مما اضطر الكثير منهم لترك العمل حفاظا على منظرهم أمام أنفسهم … وكم من طيار ترك العمل في سودانير في عهده الميمون؟؟ والمهندسين والفنيين الذين تركوا العمل؟ والمهندسين الذين تم تعيينهم وإبتعاثهم للحصول على رخصة صيانة الطائرات مع أن بعض الفنيين في سودانير يحملون الرخصة السودانية والبريطانية والأثيوبية لصيانة الطائرات …العذر كان ان هؤلاء خريجي جامعة ولكن المصيبة تكمن في التفاصيل.
##########منقول##################
محمد بدر الدين مصطفى *
في صباح مبكر من يوم الثامن من يوليو (تموز) صعقت الساحة السودانية بنبأ أليم حملته الأجزاء المتناثرة لطائرة الخطوط الجوية السودانية (سودانير) من طراز 737، في رحلة عودتها من مدينة بورتسودان الساحلية على البحر الأحمر، وحمل النبأ ايضا مصرع 116 مسافرا على متنها هم جميع ركابها ما عدا طفل رضيع نجا من الحادث بترت ساقه فيما بعد واصيب بحروق جسيمة، بالاضافة الى أضرار مروعة.
ولا يكاد المرء يحصي الدروس الأليمة ذات التكلفة الباهظة التي لا تقدر بثمن التي خلفها الحادث، واثقال الحزن الذي ألم بالأسر التي فقدت في برهة صغيرة من الزمن 5 من اعضائها. وفي هذا التحقيق يكشف كاتبه محمد بدر الدين مصطفى، طيار سابق وخبير في علوم الطيران، انه من خلال تأمله في الحوادث التي ألمت بشركة الخطوط السودانية منذ نصف قرن وحتى الآن، وصل الى قناعة بأن «الجهل والاهمال وضعف القدرات والاستهتار هي وراء تلك المصائب». ورصد التحقيق 10 حوادث معلنة وعددا آخر من غير المعلن عنه وقعت لطائرات الشركة خلال الفترة المذكورة، مؤكدا انها بالنسبة لحجم التشغيل وعدد الطائرات تعد نسبة مرتفعة جدا.
إذ ان سجل الخطوط الجوية السودانية حافل بحوادث كثيرة جدا في مدى نصف القرن الماضي، فإن ملاحقة اسباب الخطأ والتحقيق في ملابسات الحوادث ومحاسبة المسؤولين عنه والذي يبلغ في كثير من شركات الطيران المسؤولة وقف المخطئ تماما عن أي عمل متعلق بالطيران ـ مهما يكن ـ «كابتن» طيار أو مساعدا أو ملاحا أو مهندسا أو فنيا كان، بل ان ادارات بأكملها تذهب غير مأسوف عليها اذا اثبتت التحقيقات ضلوعها أو مسؤوليتها عما وقع.
* ان الطيران علم واضح راسخ، صحيح ليس فيه كثير تقديرات وظنون، وصناعته المطتورة يوما بعد يوم، هي احدث ما توصل اليه الانسان في القرن الاخير بعد الثورة الصناعية الثانية وما عملته من تطور كبير في كل مجال، خاصة اذا اتصل بحياة الانسان وسلامته وصحته، بل وبقائه حيا، وهو من البداهة للإنسان الطبيعي عامة وللإنسان المتدين خاصة ان كل اديان الانسان تجعل حياته مصلحة كبرى لا تدانيها إلا مصلحة ايمانه أو مفسدة كفره، لكن على النقيض تماما فقد نجا المسؤولون عن الاخطاء والجرائم وهربوا بجرائمهم دون عقوبة في الشركة السودانية وهذا هو التفسير الواضح الوحيد لعدد الحوادث الكثيرة في سجلها مقارنة بحجم تشغيلها وعدد طائراتها المحدود جدا، فالذي يخطئ يبقى ويترقى في الوظيفة ويتاح له الاهمال وان يكرر اخطاءه، بل تشجع ويشجع غيره على عدم الاكتراث واللامبالاة، فكل الطيارين الذين تورطوا في تلك الحوادث ما زالوا يعملون في الشركة ويكررون اخطاءهم القاتلة ويتولون مناصب فنية وادارية تقتضي مراقبة الآخرين ومحاسبتهم ومعاقبتهم وكيف يكون ذلك لا ندري، فإن فاقد الشيء لا يعطيه، بل ان الشركة ظلت تتوسع في استيعاب الطيارين على أسس خاطئة تأكيدا لعدم التقدير لسلامة ركابها وإلا كيف تفسر توظيفها لمن لم يدربوا على قيادة طائرة بأكثر من محرك واحد عند حصولهم على رخصة ممارسة الطيران التجاري، علما بأنه ليس هناك من بين طائراتها ما هي ذات محرك واحد، ومن بين أولئك للأسف الشديد اثنان من طاقم الطائرة المتحطمة.
علما ان معرفة الطيار بقوانين Asymmertic – Flying واساسيات علم نظريات الطيران Aerodynamics هي باختصار ما يفرق بين الحياة والموت لهؤلاء الركاب وقد كان!.
بل وكيف ولماذا عاد بعض الكباتن لدى الخطوط الجوية السودانية العريقة من مدينة «تولوز» الفرنسية مسقط رأس طائرة «الايرباص» بخفي حنين عندما بعثوا للتدريب على طائرة «ايرباص» A310/ A300؟ ثم لماذا بعثوا بعد ذلك الى الاردن لمنحهم شهادات «اكمال» لقيادة الطائرة نفسها، وما الذي تعطيه دولة من العالم الثالث عجزت عنه المؤسسة التي صنعت الطائرة نفسها.
* الحادث الأخير
* أما اذا تأملنا الحادث الاخير لطائرة البوينج 737 في بورتسودان والذي تمخض عن تلك المأساة، فإن السؤال الذي يطرح نفسه بداهة هو أين الخطأ؟! هل هو في الكابتن قائد الطائرة أو بالأحرى في الطاقم أم في الطائرة نفسها وهي مُسَخَّرة لا تملك من امر نفسها شيئا؟، فإن أي طائرة في علم الطيران ينبغي ان تهبط بسلام في مكان حدوث الخلل الاضطراري ما دام لها جناحان وسليمة الاجزاء وكل المطلوب من طاقمها هو الاخذ في الاعتبار وزن الطائرة والارتفاع والأهم السرعة، أما اذا سهى الطيار عن مؤشراته واهمها مؤشر السرعة مع الوزن الثقيل الزائد الذي يسم رحلات الخطوط الجوية السودانية فهو الموت المحقق ولا ريب وقد كان.
إن التدريب على الطيران بمحرك واحد معطل هو أمر روتيني يمر به الطيار كل فترة محددة ربما يمكن وصفه بالأمر «العادي» عندما يتوقف أحد محركات طائرة ذات محركين تختلف الحقائق من الطائرة ذات محركات بمراوح وبمحركات «نفاثة» والاخيرة اسهل في التعامل معها لسببين وهما قوة المحركات وقلة الـ DRAG، بل نجد في حالة الطائرة السودانية 737 انها تتسم بجسم صغير بالنسبة لمحركاتها ويسمى Power – To – Weight – Ratio فهي مشهورة ومعروفة بسرعتها، خصوصا عند الاقلاع وتمتاز ايضا بسرعة الارتفاع، وذلك لقوة محركاتها نسبة لحجمها، ونجد ان السلبية الوحيدة في هذا النوع من المحركات هي ارتفاع تكلفة التشغيل ما يعرف بـ Direct – Operating – Cost وهو يدعى Pure Jet والذي طور في الموديلات الحديثة من الطائرة نفسها أخيرا.
فكل المطلوب إذاً من الطيار أو قائد الطائرة الـ 737 هذه في اطار التعامل مع الايروديناميكيا ان يحفظ جسم الطائرة طائرا على خط مستقيم وان يزيد سرعته وان استطاع الارتفاع، حسب وزنه وما بمحركه من قوة.
ولكن دعني أسأل سؤالا موضوعيا آخر يتعلق بديناصورات الخطوط الجوية السودانية، هل يعقل ان يحوز شخص فوق السبعين على شهادة طبية من الدرجة الاولى First Class Medical Certificate وهي الحد الأدنى لممارسة الطيران التجاري لأي طيار.
ربما كان ذلك ممكنا لو كان متوسط عمره (1000 عام) كنبي الله نوح.
وسؤال آخر خطير جدا وهو لماذا تختفي كل حين وآخر الأوراق والأصول المتعلقة بالطيارين وتواريخ ميلادهم وأعمالهم التي تفيد صلاحية الشخص المعين للعمل وفقا لعمره، خاصة اذا كان العمل هو الطيران، الذي يسلم فيه الناس حياتهم صغارا وكبارا أو احيانا حكومات بأكملها. وسؤال آخر الى كل مسافر يدفع قيمة تذكرة سفره ويستعمل طائرة الخطوط الجوية السودانية، من الذي يضمن لك الجودة؟ ماذا تعرف عن الطائرة التي انت عليها؟ ماذا تعرف عن طاقم الطائرة وتأهيله؟ والذي كنت قد سلمته وأسرتك أرواحكم؟.
ان كثرة الحوادث المعلنة وغير المعلنة في سجل شركة الخطوط الجوية السودانية وتنوعها وتماثلها ليقتضي طرح الأسئلة الواضحة للحصول على اجوبة واضحة، لأن الطيران كما اسلفنا علم يضع سلامة الذين يتعاملون معه فوق كل اعتبار.
لذلك تجب محاسبة المسؤولين حتى لا يتكرر الخطأ على نحو افدح وافظع، وقبل ان اتجاوز هذه الفقرة أود ان اعود بذاكرة الخطوط الجوية السودانية الى عام 1982، حيث فقدت الشركة طائرة بوينج 707-348C برقم تسجيل ST-AIM كانت قد حازت عليها قبل وقت قليل من الحادث وهي في رحلة عودة من جدة اثناء موسم الحج وقد ورد في تقرير الحادث ما نصه: «لقد هبطت الطائرة في النيل»! والسؤال الذي يطرح نفسه بداهة لماذا؟ والسؤال الأكثر حرجا ما الذي حدث لقائد الطائرة وأين هو اليوم؟ لقد مر الحادث مثل سوابقه بغير محاسبة وقائد الطائرة اصبح واضحى وصار مديرا للعمليات للشركة، بل واصبح شريك له آخر من نفس طاقمه مديرا لقسم يتعلق بالسلامة الجوية في مفارقة مبكية؟!.
ان حادثة الطائرة السودانية التي هبطت في النيل بدلا من مدرج المطار الكائن على مرمى بصر الكابتن لا يشبه الا حادثة هبوط طائرة أخرى لشركة سودانية أخرى وهي من طراز 707-351C في بحيرة (موانزا) بجمهورية تنزانيا، فقد جثت مثل اختها على المياه بدلا من المطار الذي هو على بعد امتار والقاسم المشترك في كلا الحادثتين ان كلا القائدين ممن ضمتهم سجلات الخطوط الجوية السودانية.
* أسئلة بلا إجابات
* سؤال آخر في سلسلة حوادث الشركة السودانية التي ظلت بلا اجابة ولا محاسبة، والاجابة واضحة مثل شمس الخرطوم وهي لماذا خسرت الخطوط السودانية في 1998/7/16 طائرة بوينج 737 اثناء هبوطها في مطار الخرطوم؟ ان الذي حدث ببساطة هو ان طاقم الطائرة الميمونة قد اتخذ قرارا بعد الاقلاع مباشرة بالعودة للمطار لاكتشافه مشكلة تخص Hydroalic System، وعند الهبوط انفجرت اطارات الطائرة وعند ذلك ظنا من الطاقم بأنها المحركات فقاموا بفصل نظام عكس دفع المحركات علما بأن هناك مؤشرات لكل محرك داخل الكبينة تعكس حالته مما أدى الى اسراع الطائرة الى خارج المدرج، حيث قضى عليها ودمرت تماما وخسرت الشركة طائرة أخرى. نرجو ان نجد اجابة عن سؤالنا هذا لماذا حدث ما حدث؟
سؤال آخر لأجهزة شركة الخطوط الجوية السودانية يثير الدهشة وهو ما الذي حدث عند اقلاع احد الطيارين الاماجد لدى الشركة من ما يعرف بالـ Taxi way وهو ممر يؤدي الى المدرج اي Runway؟ وهل يعرف ذلك الكابتن كيف هو شكل المدرج أو الـ Runway أو كيف يبدو شكل الـ Taxi way؟ ان القدر الطبيعي في مثل هذه السابقة لو لطف الله هو التصادم مع طائرة أخرى في الجو قادمة أو مغادرة من ذلك المطار الاوروبي مما أذهل موظفي برج المراقبة في ذلك المطار وقال أحدهم على الفور لذلك الكابتن Sir You Just Took off from ataxiway أي رد كان من ذلك «الكابتن»؟ لا أدري؟.
وفي حادث آخر لا يقل عجبا اقلعت من مطار الخرطوم طائرة (فوكر 27) وارتدت فور اقلاعها في وضع مقلوب بوجه المقدمة الى الارض بدلا من السماء، وذلك عند تسلم القيادة مساعد الكابتن واقلع بها مرة أخرى، لكن ليس قبل ان يرتطم جزؤها الخلفي بأرض المدرج ومرة أخرى تسعف الاقدار تلك الأرواح فلا تنفجر الطائرة، لكن تحال الى المعطوبات. والسؤال: هل ذلك بسبب ضعف تأهيل الطاقم أم بأسباب من الطائرة نفسها؟ وبالطبع فإن اللاعب الرديء دائما يلقي باللوم على ادواته؟
حادث آخر في سجل ناقلنا القومي يثير الاشمئزاز أكثر مما يثير الأسف، وقع لطائرة فوكر 27 ـ 600 في يونيو (حزيران) 2002 رقم مسلسل ST-SSD اثناء التدريب على وضع اضطراري إلا ان الاقدار شاءت ان يقع الاضطرار فعلا وكانت النتيجة ان الكابتن الذي كان يدرب مساعده ـ خالف أصول التدريب وعلم الطيران عندما عجز ان يحسن التصرف بالاقلاع مرة أخرى والعودة للهبوط بأمان ـ ولكن هل يعلم ذلك الكابتن المدرب بأنه كان ممكنا ان يفعل ذلك واذا كان يعلم لماذا لم يفعل ذلك واذا لم يكن يعلم فلماذا هو مدرب وطيار في الخطوط الجوية السودانية؟ نسيت ان اذكر بأن مصير الطائرة كان ان صارت (خردة) بعد ان انفجرت اطاراتها من جراء الضغط الشديد على الفرامل وخروجها خارج المدرج من كسر عجلاتها ودمرت محركاتها وجسمها. لماذا؟
وما هذا الا احد المسامير في نعش «سودانير» وما أكثرها؟
وفي هذا الاطار أود ان اتوجه بالسؤال الى «كابتن» ظل يعمل في شركة الخطوط الجوية السودانية منذ عام 1967 عن حادثة الـ DC-3 الذي وقع في يوم 1967/2/21 اذ ارتطمت الطائرة بسقف منزلين قبل ان تسقط على سور مقابر فاروق وتوفي فيها الكابتن حينئذ وهو كندي الجنسية ونجا المساعد الذي كان تحت التدريب وهو نفس الكابتن الذي أتوجه له بالسؤال عن الذي حدث في ذلك اليوم؟ والتقارير بين ايدينا اليوم.
لقد بعثت حادثة طائرة بورتسودان والعدد الكبير من القتلى كل الاسئلة الملحة المعطلة امام الشركة السودانية ولا يجدي مع ذلك التصرف البسيط بيع الشركة ومطاراتها وطاقمها الى مستثمر سوداني أو اجنبي، اذ تظل فيروسات الأمراض كلها جاهزة للطفرة الى الكائن الجديد على غرار الشركة الاميركية التي تدعى Value Jet التي ساءت سمعتها فغيرت اسمها وشعارها وسوقت نفسها مرة أخرى وهي تحمل ذات الجراثيم.
بل الذي يجري هو فتح الملفات وطرح الاسئلة واصدار الحكم وانزال العقوبات، فحياة الانسان ليست عبثا وانا على اتم استعداد لمواجهة مسؤولي الخطوط الجوية السودانية على أي منبر لاثبات المقولات ولفضح حججهم ولا اريد إلا الاصلاح ما استطعت.
اني اعيد واكرر انه لم يكن هناك ثمة مبرر واحد يتيح لي ان اتفهم ما جرى في داخل كابينة طائرة بورتسودان ذلك الصباح المحزن مع علمي التام بمواصفات الطائرة تلك، لأن المواجهة العلمية لكل الطوارئ واضحة وممكنة، وهناك طيار ثالث كان داخل الكابينة مما قد يسهل تقسيم المهام واداءها.
* تقصير وإهمال
* ما حدث في تقديري هو نتيجة منطقية للتقصير والفوضى العلمية والعملية التي وسمت عمل الشركة ولا تزال، فلم نسمع بعد الحادثة باستقالة وزير الطيران أو مدير شركة الخطوط الجوية السودانية علما بأنهم قد اعترفوا بالخطأ على نحو علمي واضح وصحيح يحمدون عليه، ولم يكلف مدير الشركة نفسه حتى بعقد مؤتمر صحافي يوضح فيه لأسر الضحايا ما الذي حدث؟ وهذه مفارقة لا تشبه إلا مفارقة تصريح مدير شركة سيكان للتأمين عثمان الهادي، الذي ذكر ان تعويضات ضحايا الطائرة المنكوبة تتراوح بين 8 آلاف دولار الى 60 ألف دولار، علما بأن كل الشركات العالمية تلتزم بمبلغ 75 ألف دولار، ويكفي ان ننظر الى أي تذكرة سفر على أي خطوط عالمية للتأكد من ذلك، أو ان الانسان السوداني اقل ثمنا وارخص قيمة من كل نظرائه بني البشر؟ ارجو ألا يكون هذا هو قصد المدير المحترم ولا فهم شركة الخطوط الجوية السودانية.
سؤال أخير يجب علينا كباحثين عن الحقيقة ان نطرحه وهو: من الذي يحاسب شركة الخطوط الجوية السودانية اذا كان هناك من يحاسبها؟ وأين الطيران المدني من كل ذلك ومن الذي يحاسب الطيران المدني؟ وأين وزير الطيران؟ ومن الذي يحاسبه؟
* كابتن وخبير في علوم الطيران