شارع النيل !!!

وزير الاسكان المصري المهندس حسب الله الكفراوي من احسن الوزراء العرب ان لم يكن احسنهم وذلك لشفافيته المطلقة لدرجة ان الكرسي الذي يجلس عليه في مكتبه من منزله وله اريكة ملكه يرتاح عليها وظل في منصبه 17 عاما حتي استقال من نفسه وبعد مقتل السادات قدموا له سيارة مصفحة ضد الرصاص ردها قائلا ( لا حاجة لي بها لانني لم افعل شيئا يحمل الناس علي قتلي ولا اجد في نفسي حاجة تجعلني انتظر تلك اللحظة ) هذه الحكاية مقدمة لاشتياقي لاري ما حدث في شارع النيل الذي لم اره منذ غقود فحملت نفسي هذه المرة لمشاهدة احد عجائب الدنيا السبعة او الثمانية عطفا علي ضجيجه الاعلامي لعل هذا الشارع يضاف لعددها او يدخل موسوعة جينس في الفخامة بعد ان يدخل علي قلوب الناس ( بهجة ومسرة ) ويصبح ساحة للترويح من كابة بقية العاصمة التي جعلها الخريف مزرعة كبيرة تنعم بنقيق الضفادع في ليلها الذي تنامه قسرا باكرا لذلك استاجرت سيارة لاطوف من اقصاه الي اقصاه فوجدته اقرب الي قول الحطيئه في هجائه ذاك حين قال
اطوف ما اطوف حين آوي الي بيت قعيدته لكاع
ويبدو والله اعلم ان هذا الشارع يستطيع ان يفوز في اي منافسة او موسوعة بحجم الانفاق فيه وحسب لاشئ البته فيه يوازي حجم الدعاية ناهيك عن النكلفة لذلك بالسودان لازمة لدي الجماهير ( ان المسئولين لا يدخلون في اي مشروع من اجل المواطن والوطن ولكن من اجل انفسهم وحسب ) واسوا ما في الشارع ان لا وجود للمارة او الراجلين او السباحين او القائلين من لهيب الجيب والصيف وكما علمت من سائق السيارة انه ممنوع مرور الراجلين وانه مره اخذ صحفيا من امام القصر وفي الدردشة افاده الصحفي انه كان في لقاء مع كبير القصر استمر لدقيقتين فقط حيث خرج اليهم وبعد السلام قال لهم ( اياكم واخواني) وانفض السامر والعهدة علي السائق ولكنك تفهم علي ارض الواقع في الشارع ان لا شئ تم فيه غير فاصل مداري مروري مع بعض رتوش ومساحيق لا تثير الانتباه وزادت دهشتي حين اكد لي صلة رحم انه حاول ان يتنزه في شارع النيل وقبالة القصر كعادتنا القديمة فاذا به يحاصر بالامن كانهم نبتوامن تحت الارض واجبروه ان يركب اول سيارة قادمه لتاخذه بعيدا عكس ارادته وكسر خاطره مع ان هذا الرجل من اشد المناصرين للقصر ورجاله وفي كثير من اللجان المساعدة في المجتمع ولا تحتاج لرفع حاجب الدهشه بان المسالة امنية وان الذين بالقصر ادركهم الخوف ويبقي السؤال طالما ادركوا خطأهم ما الذي يجبرهم للاستمرار في الاتجاه الخاطئ وتزول عنك الدهشة في سوداننا حين تقرا لوزارة اعلام السودان الحقيقية الراحل المقيم الطيب صالح في لطف استدراكه لشيخه الصلحي (في الضلالة والهدي) كما قال لنا ?في مقاله الاشهر (من اين اتي هؤلاء) يستدرك شيخه باستفهام استنكاري حين قال الصلحي (ايقنت ان السودان بلد مجانين حين وجد راتبة ينزل في حسابه وهو بالسجن) فرد عليه الطيب ( لا يا شيخنا الصلحي السودان من احسن بلاد الله والسودانيين من احسن خلق الله ولكن المجانين حكام السودان وعجيب امة كهذه تنتج حكاما كهؤلاء ) ومن هنا تدرك اي محنه فيها البلد فلا المشاريع القومية القديمة عاشت وامتدت ولا المشاريع الجديدة اتت اكلها وبعد كل هذا مطلوب من الجماهير دفع ثمن ( الجن الكلكي ولابس ملكي) !!!

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..