الشجرة الخبيثة (2-2)

مشكلة الساسة والسياسة في السودان أنهم لا يتعظون من فشلهم ولا يستفيدون من تجارب الآخرين…عندما جاء البشير إلى سدة الحكم في 30 يونيو 1989
كان السودان 6 أقاليم مزدهرة ويعيش على آخر ما تبقى من النظام الرشيد الذي أرسته اتفاقية أديس أبابا 1972 وهو الحكم الإقليمي اللامركزي…
طبقت الإنقاذ المشروع المصري-الإخوان المسلمين- الدولة المركزية-البوليسية- دولة “الزعيم” والراعي والرعية والريع والرعاع..وبعد 25 سنة انفصل والجنوب وأضحى لدينا 17 ولاية ووالي والوزراء أكثر من المزارعين.. وهلمجرا…
والآن الرئيس نفسه يريد أن يتكلم عن معاناة الناس فقط وهو في رأس السلطة وله قدرة اتخاذ قرارات جمهورية حازمة وحقيقية كتلك لتي جاءت في البيان الأول وخطاب التمكين واستبيح بها الناس وأشعلت الحروب ودمر السودان حضاريا وفكريا وثقافيا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا ونفسيا…
طبعا ايدولجية الأخوان المسلمين انتهت في كل العالم إلا في السودان وعجزت تماما عن ستر سؤت الإنقاذ القبيحة والاستمرار في نفس النهج مع نفس الناس يدل تماما على الاستكبار والغي الذي يفضي بأهله إلى النار ويحل بهم دار البوار…
كل دول العرب وصلت مرحلة الإفلاس الفكري والثقافي والسياسي..وخرجت “داعش “من أصل الجحيم .. التي طلعها كرؤوس الشياطين ولم تعد البضاعة المستوردة من مصر و المحيط العربي ذات جدوى للسودان أو للسودانيين مع العلم انه في طوق النجاة ألقاه دكتور جون قرنق لإنقاذ سفينة الإنقاذ المثقوبة و للإخوان السودان المجرمين في 2005 نيفاشا ودستورها المتطور لو كان عندهم عهد أو ذمة كان يرجعوا ليه ويتخذوا مسار جديد،خرجت له الملايين في الساحة الخضراء في مايو 2005-…وبوصلة الشعب السوداني لا تخطيء…لأنه شعب عملاق ظل يتقدمه أقزام عبر العصور..
اعتماد مرجعية اتفاقية نيفاشا كأساس لحل مشاكل النزاع المسلح عبر القرار 2046 واتفاقية نافع/عقار 2011 بدل الخزعبلات الكثيرة التي ينتجها البشير ويدمرها بنفسه في عزلته غير المجيدة-عن حوار وما إدراك ما حوار وخطط برازيلية 7+7 وغيرها من خطرفات المؤتمر الوطني ومن لف لفه من نخب السودان القديم البائسة… حزب
الكلام عن معاناة الناس “الاقتصادية”دون اتخاذ إجراءات دستورية وقرارات جمهورية حازمة لن تفيد وتزيد من عزلة النظام ورئيسه وغضب الله والشعب…والعالمين…
نحن قلنا أكثر من مرة ونكرر إلى أن يأتي يوم التغابن والندامة على البشير شخصيا فعل الآتي وبقرارات ومراسيم جمهورية بدل إضاعة الوقت في الحوار غير المجدي على حساب الزمن والشعب والسودان..مع استمرار الهرولة المزمنة نحو القاهرة دون أديس أبابا المقر الدائم لحل كل مشاكل السودان عبر العصور والتاريخ الموثق يقول ذلك أيضا ..
1-تعيين تسعة قضاة وطنيين”محترمين” في المحكمة الدستورية العليا بموجب الدستور توكل إليهم مهم تنظيف الدستور وجعله منسجم مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان كما تطالب الدول الراعية لسلام السودان والرئيس الأمريكي شخصيا في قضية مريم الأخيرة ..
2-هيكلة المفوضية العليا للانتخابات بإشراك كل القوى السياسية والأحزاب ا لمسجلة ومنظمات المجتمع المدني في إدارتها من مرحلة التسجيل إلى إعلان النتيجة..
3- استعادة الأقاليم الخمسة القديمة وإجراء انتخابات حاكم إقليم ونائب إقليم وتأسيس سلطة إقليمية رشيدة كالتي كانت في العصر الذهبي بأسس جديدة دون تدخلات من المركز واعتماد المشورة الشعبية في إلغاء المستوى ألولائي الفاشل جدا.. جدا ..جدا ..جدا والباهظ التكاليف من الحكم والدستور….
هذا حتما سيقود إلى تغيير الوجوه المملة ولعبة الكراسي المقيتة وشد الجلد والتجميل ونقل الوالي وعزل الوالي وتعيين الوالي وتفريخ الولايات غير الدستوري لن يقود إلى جديد واحتكار الإعلام وإعادة تدوير الوجوه المملة للسودان القديم ويجعجعون بانجازاتهم الوهمية لن يفيد أيضا…”البلد كانت ماشا بي خير الانجليز والسيد عبدا لرحمن المهدي وبعض انجازات الرئيس عبود و نميري طيب الله ثراهما .. حتى لا نبخس الناس أشياءهم.”.
****
-ثلاثة أشياء فقط-…1و2و 3 ويتغير السودان القديم القبيح الكالح والى الأبد
أما إذا أردنا الحديث في أمر “العدالة والمصالحة والمحاسبة”…
هذا من اختصاص المؤسسات العدلية في السودان بعد عودة دولة القانون والمؤسسات وبعد انتخاب ناس منتخبين شعبيا وليس أي مرحلة انتقالية تعج بالفاشلين والموتورين دون وزن جماهيري أو شعبي “يركزون على تصفية الحسابات دون بناء السودان نفسه” ويدخلونا في دوامة دول الربيع العربي البائسة….
توجد مرجعية” رسالة د.فاروق محمد إبراهيم التي أرسلها للرئيس عمر البشير في 1990 عن مبدأ العدالة والمحاسبة” و على ما يبدوا انه لم يستلمها حتى الآن!! .. وفيها ذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد…
الاخوان المسلمين خارج السودان وصلو مرحلة الافلاس والافتاء ومن الواضح ان النظام العربي القديم االذى كانت تهيمن عليه مصر باديولجياتها الناصرية والاخوان المسلمين وتروج له فضائية الجزيرة انتهى…واصبح داعش والغبراء …وتاني ما يلزمنا في السودان..
يجب ان يدين هذا العالم “الجلل” مشروع الاخوان المسلمين في السودان وجرائمه المشينة والموثقةعبر العصور وليس البشير فقط
لن يجدي ابدا ابدا اعادة تسويق الاخوان المسلمين في السودان ..نحن عندنا فكر ومشاريع سودانية احسن مليون مرة من برنامج العرب التي استوردها الفاشلين عبر العصور
البشير الان في مفترق طرق ويريد الاخوان المسلمين السودانيين ان يجعلوه جمرة العقبة الكبرى ويقصوه بعد تعليق كل مخازي الانقاذ فيه شخصيا لياتو بقناع اخر قبيح مع ثعلبهم العجوز الترابي …لانهم يستخفون بعقول السودانيين..
والبشير عنده فرصة واحدة واخيرة..يلبس اللاوو والريش ويمشي الجنوب ويسعى لتنشيط اتفاقيةنيفاشا والدستور نصا وروحا والحريات لاربعة والجنسية المزدوجة واعتماد اتفاقية نافع/ عقار 2011حل لمشكلة المنطقتين ..استعادةدارفوراقليم واحد بسو – تركها تحت اشراف ابناءها من السلطة الانتقالية الاقليمية-اتفاقية الدوحة- عبر المشورة الشعبية وكمان استعادة الخمسة اقاليم الاخرى وعودة سودان اديس ابابا 1972 باسس جديدة…كما فعل نميري للانعتاق من نقيق الضفداع البشرية بتاعة القوميين والشيوعيين 1969-1971العصرالذهبي مع الجنوبيين الاذكياء والقوى الليبرالية المحترمة التي بنت الخليج
بالقفز الى المشروع السوداني مباشرة”نيفاشا” مع القوى السودانيةالنظيفة وصناعة العصر الذهبي الثاني
اذا كسب البشير الجنوبيين الاذكياء واهل الهامش والقوى الديموقراطية المحترمة وخسر الاخوان المسلمين المنتهين دوليا اصلا ومحتقرين من كل مكونات الشعب السوداني ..قد يكون هذا آخر انجاز له حقيقي ليس له علاقة بالكذب..قد يعيد توحيد السودانعلى المدى البعيد وينهي وصمة تقسيم السودان وفصل الجنوب التي تجعله وتجعل نظامه عاهة تقبح وجه التريخ الى الابد.. ولن تغفرها له لاجيال وستصله اللعنات داخل قبره..ولنه يجدي الحج غير المبرور كل عام..القرارات الجمهورية الحاسمة واجب المرحلة
ومحاكمة ذلك الانتهازى المتعفن مختار الاصم الذى قام بفبركة وتمرير التزوير فى الانتخابات ولهف المليا رات