أخبار السودان

“الوطني” في زنقة..!

يوسف الجلال

اتذكّرُ جيداً أن بعض الأحزاب دفعت بمقترح لتأجيل الموعد المضروب لتكوين حكومة الوفاق الوطني، والمحدد له العاشر من يناير 2017م، إلى موعد آخر، وذلك بمزاعم كثيرة، أقلها أن الوقت لن يكون كافياً للتوافق على شاغلي المناصب الدستورية في الحكومة المرتقبة. لكن المؤتمر الوطني رفض هذا المقترح، خوفاً من أن يُوصف بأنه سجّل أول خرق للوثيقة الوطنية، ولمخرجات الحوار الوطني، مع أن سجله عامر بخرق الاتفاقيات التي يقوم بتوقيعها مع الأحزاب السياسية والتشكيلات العسكرية.

المهم أن المؤتمر الوطني بدا ? يومها – متحمساً لعدم تأجيل الموعد، بل كان حريصاً على تكوين الحكومة في مواقيتها المحددة، وخاصة بعدما وجدت مخرجات الحوار الوطني بعض الرضا الأمريكي. ولعل ذلك ما جعل الحزب الحاكم يصر إصراراً عجيباً على الإيفاء بالموعد المضروب، حتى يقوم بإحراج القوى السياسية التي رفضت المشاركة في الحوار الوطني، وحتى يضعها في مواجهة مفتوحة مع المجتمع الإقليمي والدولي، بمظان أنها ترفض حل الأزمة السودانية..!

ولكن حينما شرع المؤتمر الوطني في التشاور مع الأحزاب من أجل تكوين حكومة الوفاق الوطني، وجد نفسه في مأزق حقيقي، بعدما فطن إلى أن المقاعد الوزارية والنيابية التي خصصها للأحزاب الرديفة التي شاركت في حواره، لا تكفي لإشباع رغبة تلك الأحزاب في الاستوزار. وبناءً على ذلك طفق يعيد تقسيم الغلة من جديد، وفي كل مرة يجد أن المقاعد التشريعية والتنفيذية، لا تكفي الجيش الجرار الذي شارك في الحوار الوطني. وهو ما أدخل الحزب الحاكم في حرج بالغ، خاصة أنه استعان بتلك الأحزاب لتمنح حواره شرعية زائفة من خلال التحشيد الإغرائي..!

الثابت أن المؤتمر الوطني وجد نفسه مضطراً لتأجيل الموعد المحدد لإعلان الحكومة، إلى موعد آخر، بعدما عجز عن تقسيم الكيكة على طالبي الاستوزار. وبذلك يكون قد جاء مذعناً ومجبراً لمحطة المقترح القديم الداعي لتأجيل إعلان حكومة الوفاق الوطني.. ومن يدري فربما لا يجد المؤتمر الوطني حلاً سوى اللجوء للتأجيل تلو التأجيل، لأن المنطق يقول إن إرضاء كل الأحزاب يبدو أمراً عسيراً..!

قناعتي أن المؤتمر الوطني في ورطة حقيقية، وأنه يحصد ? الآن – ما زرعه في سابقات الأيام، وتحديداً حينما أعمل آلته الأمنية لتقسيم الأحزاب والحركات المسلحة، الأمر الذي شرعن لظهور أحزاب ضرار، لا وزن لها ولا قيمة سياسية. فلو سعى الحزب الحاكم لتوحيد التشكيلات السياسية والعسكرية التي شاركت في الحوار لكان ذلك أجدى وأنفع..! ولكن ماذا نفعل مع عقلية أركان النقاش التي تُدار بها الدولة، كما لو أنها كلية في إحدى الجامعات.

المثير للسخرية، أن الحزب الحاكم فشل في الوصول إلى صيغة توافقية ترضي الأحزاب الموصوفة بـ”أحزاب الفكة”، وهو ما يعني أنه أمام خيار وحيد لا ثاني له، وهو تكوين حكومة مترهلة، حتى وإن عجزت وزاة المالية عن توفير نفقاتها ونثريات منسوبيها، وهو ما يعني أن الخاسر الأول من الحوار، هو الوطن، وليس الوطني..!

المدهش في القصة كلها، أن رجلاً مثل مبارك الفاضل، جاء وطالب الحزب الحاكم، بعدم تكوين حكومة الوفاق الوطني من توابعه، أي من الأحزاب التي تتبع له وتتَّبِعه..!

وظني أن هذا طلب مضطرب، لا يصدر إلا من عقل مُرتبك سياسياً. لأنه يندر أن نجد حزباً ممن شاركوا في الحوار الوطني، يمكن أن يُوصف بأنه ليس تابعاً للمؤتمر الوطني، بما في ذلك مبارك الفاضل نفسه..! وهذه ليس فرية، ببساطة لأن مبارك جاء مهرولاً إلى قاعة الصداقة بخاتم واسم حزب آخر ليس حزبه. ومعلوم أنه ? أي مبارك – انسرب إلى القاعة تحت لافتة “حزب الأمة”، المُسجّل في دفاتر مجلس شؤون الأحزاب باسم الدكتور الصادق الهادي المهدي، وليس باسم “حزب الأمة القومي”.. فهل هناك تابعية أو تبيع أكثر من هذي..!

الصيحة

تعليق واحد

  1. يوسف ايها الصديق عن مبارك الفاشل ولا اقول الفاضل اذا اردنا الحديث فلن نزيد من انه رجل انتهازى بكل ما تحمل الكلمة من معنى ونحمد للانقاذ انها فضحته امام الجميع ويقول عنه المقربون انه يراغماتى وميكافيلى وانها يصل الى هدفه مهما كانت الكلفة باهظة اليست السمعة كلفة باهظة وماذا تبقى للانسان ان يكون انطباع الناس عنه انه انتهازى ووصولى كما يقول الرائع شبونة اعوذ بالله

  2. لو عايزين موضوع للضحك والترفيه اعلنوا عن يوم للعصيان او مظاهرة.. ستتحرك كائنات الحوار وتتماسك مع بعضها ((مثل تماسك النمل في مجري السيل)) وتكون حكومة عبيطة تأخذ وقتا قيما من النقاش حولها والهاء العباد طبعا لا ننسى ان فرحة رفع العقوبات بدأت تزول وان الأسعار في السوق لم تزل ترتفع ورجعت اسعارالعملات الأجنبية الي سابق عهدها

  3. قسمة الأعرابي
    …………………..

    قدم أعـرابي من أهل البـادية على رجـل من أهل الحـضر ،
    وكان عنـده دجـاج كثـير وله امرأة وابـنـان و ابـنتـان

    فـقال الأعرابي لزوجـته:
    اشـوي لي دجـاجة وقـدميها لنا لنـتـغـدى بهـا .
    قال : فـلمـا حضر الغـداء جلسـنا جمـيـعا ، أنا وامـرأتي وابـناي و ابنـتاي و الأعرابي ،
    فـدفـعـنا إليـه الدجاجة ، فـقـلنا له : اقـسـمـها بـيـنـنا، نـريـد بذلك أن نـضـحـك منه .
    قـال : لا أحـسـن القـسـمة ، فـإن رضـيـتم بـقـسـمتي قسـمت بـيـنكم .
    قـلنا : فإنا نرضى بقـسمتك .
    فأخذ الدجاجة وقطع رأسها ثم ناولنيه ، وقال الرأس للرئيس ،
    ثم قطع الجناحين وقال : والجناحان للابنين ،
    ثم قطع الساقين فقال : الساقان للابنتين ،
    ثم قطع العجز وقال : العـجز للعجـوز ،
    ثم قال : الزور للزائر ، فأخذ الدجاجة بأسرها !

    فلما كان الغـد قلت لامرأتي اشـوي لنا خمس دجاجات .
    فلما حضر الغـداء قلنا له : اقـسم بيـنـنا .
    قال : أظنكم قد غضـبتم من قسـمتي أمس .
    قلنا : لا ، لم نغـضب ، فاقـسم بيـننا .
    فـقال : شـفـعا أو وترا ؟
    قـلنا : وترا .
    قـال : نعم . أنت و امرأتك ودجـاجة ثلاثة ، ورمى بدجـاجة ،
    ثم قال : وابناك ودجاجة ثلاثة ، ورمى بالثانية .
    ثم قال : وابـنتاك ودجاجة ثلاثة ، ورمى بالثالثة .
    ثم قال وأنا ودجاجتان ثلاثة . فأخذ الدجاجتين ،
    فرآنا ونحن ننظر إلى دجاجتيه ، فقال : ما تنظرون ، لعلكم كرهتم قسمتي ؟ الوتر ما تجيء إلا هكذا .
    قـلنا : فاقـسـمها شـفـعا .
    فـقبض الخمس الدجاجات إليه ثم قال : أنت وابناك ودجاجة أربعة ، ورمى إليـنا بدجاجة .
    والعجوز وابنتاها ودجاجة أربعة ، ورمى إليهن بدجاجة .
    ثم قال : وأنا و ثلاث دجاجات أربعة ، وضم إليه ثلاث دجاجات .
    ثم رفع رأسه إلى السـماء وقال : الحـمد لله ، أنت فهًـمتها لي !

  4. نعم
    ادركت تلك الاحزاب التى شاركت في حوار الوثبة الحقيقة كاملة خصوصا انها كانت ترى في ممانعات المؤتمر الشعبي المشاركة في الحكومة بجدية حتى اتضح لها حقيقة الامر با تلك مسرحية بائسة تم اخراجها باتقان وابليسية فاقت مقدراتهم ادراكها حتى تجسدت امامهم امرا واقعا وخاب مسعاهم في المناصب الرفيعة والحصول على المال العام مما ادى الى تعثر اعلان ما تسمى بحكومة الوفاق الوطني وخاب ظنهم وراهنوا على الحصان الاعرج بكل الغباء والانتهازية وضاعت احلامهم سدا
    المؤتمر الوطني لا يهمه توسيع الحكومة اضعاف اضعاف حجمها المترهل حاليا وحتى ولو انعدمت الايرادات اللازمة لتوفير رواتبهم ومخصصاتهم طالما ان بوسعه زيادة اسعار الاساسية والشعب السوداني يتقبلها وهو صاغر وخائف من هول البطش والقتل الذي حصل له في هبة سبتمبر 2013م
    هل سيستسلم الشعب للاخوان المسلمين الشعبي / الوطني ليعودوا به الانقاذ سيرتها الاولى ويبدا معهم من المربع الاول خصوصا ان التعاون مع اسرائيل وامريكا لم يعد خيانة ولا عمالة وتغيرت التركيبة وما يحذره الشعب من نعوت لا تستطيع حكومة المؤتمر الوطني نعته به مجددا
    الشعب السوداني يعول كثيرا جدا على ادارة الرئيس ترمب ان تحارب الارهاب وتجتث منابعه والقائمة الامريكية بالدول الراعيه للارهاب امامها لتبدا بها وسيكون الشعب السوداني سندا لامريكا واسرائيل ولا يمانع الشعب السوداني في منح امريكا واسرائيل قاعدة عسكرية لتنطلق منها لاجتثاث الارهاب ومراقبته والله اكبر

  5. يوسف ايها الصديق عن مبارك الفاشل ولا اقول الفاضل اذا اردنا الحديث فلن نزيد من انه رجل انتهازى بكل ما تحمل الكلمة من معنى ونحمد للانقاذ انها فضحته امام الجميع ويقول عنه المقربون انه يراغماتى وميكافيلى وانها يصل الى هدفه مهما كانت الكلفة باهظة اليست السمعة كلفة باهظة وماذا تبقى للانسان ان يكون انطباع الناس عنه انه انتهازى ووصولى كما يقول الرائع شبونة اعوذ بالله

  6. لو عايزين موضوع للضحك والترفيه اعلنوا عن يوم للعصيان او مظاهرة.. ستتحرك كائنات الحوار وتتماسك مع بعضها ((مثل تماسك النمل في مجري السيل)) وتكون حكومة عبيطة تأخذ وقتا قيما من النقاش حولها والهاء العباد طبعا لا ننسى ان فرحة رفع العقوبات بدأت تزول وان الأسعار في السوق لم تزل ترتفع ورجعت اسعارالعملات الأجنبية الي سابق عهدها

  7. قسمة الأعرابي
    …………………..

    قدم أعـرابي من أهل البـادية على رجـل من أهل الحـضر ،
    وكان عنـده دجـاج كثـير وله امرأة وابـنـان و ابـنتـان

    فـقال الأعرابي لزوجـته:
    اشـوي لي دجـاجة وقـدميها لنا لنـتـغـدى بهـا .
    قال : فـلمـا حضر الغـداء جلسـنا جمـيـعا ، أنا وامـرأتي وابـناي و ابنـتاي و الأعرابي ،
    فـدفـعـنا إليـه الدجاجة ، فـقـلنا له : اقـسـمـها بـيـنـنا، نـريـد بذلك أن نـضـحـك منه .
    قـال : لا أحـسـن القـسـمة ، فـإن رضـيـتم بـقـسـمتي قسـمت بـيـنكم .
    قـلنا : فإنا نرضى بقـسمتك .
    فأخذ الدجاجة وقطع رأسها ثم ناولنيه ، وقال الرأس للرئيس ،
    ثم قطع الجناحين وقال : والجناحان للابنين ،
    ثم قطع الساقين فقال : الساقان للابنتين ،
    ثم قطع العجز وقال : العـجز للعجـوز ،
    ثم قال : الزور للزائر ، فأخذ الدجاجة بأسرها !

    فلما كان الغـد قلت لامرأتي اشـوي لنا خمس دجاجات .
    فلما حضر الغـداء قلنا له : اقـسم بيـنـنا .
    قال : أظنكم قد غضـبتم من قسـمتي أمس .
    قلنا : لا ، لم نغـضب ، فاقـسم بيـننا .
    فـقال : شـفـعا أو وترا ؟
    قـلنا : وترا .
    قـال : نعم . أنت و امرأتك ودجـاجة ثلاثة ، ورمى بدجـاجة ،
    ثم قال : وابناك ودجاجة ثلاثة ، ورمى بالثانية .
    ثم قال : وابـنتاك ودجاجة ثلاثة ، ورمى بالثالثة .
    ثم قال وأنا ودجاجتان ثلاثة . فأخذ الدجاجتين ،
    فرآنا ونحن ننظر إلى دجاجتيه ، فقال : ما تنظرون ، لعلكم كرهتم قسمتي ؟ الوتر ما تجيء إلا هكذا .
    قـلنا : فاقـسـمها شـفـعا .
    فـقبض الخمس الدجاجات إليه ثم قال : أنت وابناك ودجاجة أربعة ، ورمى إليـنا بدجاجة .
    والعجوز وابنتاها ودجاجة أربعة ، ورمى إليهن بدجاجة .
    ثم قال : وأنا و ثلاث دجاجات أربعة ، وضم إليه ثلاث دجاجات .
    ثم رفع رأسه إلى السـماء وقال : الحـمد لله ، أنت فهًـمتها لي !

  8. نعم
    ادركت تلك الاحزاب التى شاركت في حوار الوثبة الحقيقة كاملة خصوصا انها كانت ترى في ممانعات المؤتمر الشعبي المشاركة في الحكومة بجدية حتى اتضح لها حقيقة الامر با تلك مسرحية بائسة تم اخراجها باتقان وابليسية فاقت مقدراتهم ادراكها حتى تجسدت امامهم امرا واقعا وخاب مسعاهم في المناصب الرفيعة والحصول على المال العام مما ادى الى تعثر اعلان ما تسمى بحكومة الوفاق الوطني وخاب ظنهم وراهنوا على الحصان الاعرج بكل الغباء والانتهازية وضاعت احلامهم سدا
    المؤتمر الوطني لا يهمه توسيع الحكومة اضعاف اضعاف حجمها المترهل حاليا وحتى ولو انعدمت الايرادات اللازمة لتوفير رواتبهم ومخصصاتهم طالما ان بوسعه زيادة اسعار الاساسية والشعب السوداني يتقبلها وهو صاغر وخائف من هول البطش والقتل الذي حصل له في هبة سبتمبر 2013م
    هل سيستسلم الشعب للاخوان المسلمين الشعبي / الوطني ليعودوا به الانقاذ سيرتها الاولى ويبدا معهم من المربع الاول خصوصا ان التعاون مع اسرائيل وامريكا لم يعد خيانة ولا عمالة وتغيرت التركيبة وما يحذره الشعب من نعوت لا تستطيع حكومة المؤتمر الوطني نعته به مجددا
    الشعب السوداني يعول كثيرا جدا على ادارة الرئيس ترمب ان تحارب الارهاب وتجتث منابعه والقائمة الامريكية بالدول الراعيه للارهاب امامها لتبدا بها وسيكون الشعب السوداني سندا لامريكا واسرائيل ولا يمانع الشعب السوداني في منح امريكا واسرائيل قاعدة عسكرية لتنطلق منها لاجتثاث الارهاب ومراقبته والله اكبر

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..