أخبار السودان

عودة المهدي .. المنتظر !

محمد وداعة

المهدي المنتظر هنا هو الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة وإمام الأنصار، وليس المهدي الذي يظهر في آخر الزمان فيملأ الأرض عدلاً بعد أن ملئت جوراً، مع جواز التفكير في الدور الكبير المنتظر للإمام الصادق المهدي في تعديل كفة الأوضاع في بلادنا لتنتقل من بلاد جائرة الى بلاد يسودها العدل، المنتظرين هم قطاعات واسعة من الشعب السوداني بمن فيهم جماهير الأنصار وحزب الأمة، ينتظرون ان تساهم عودة الإمام في دفع ركود الوضع السياسي وتعظيم سقف مطالب الحريات وتفعيل الحراك السلمي الجماهيري بصورة أكثر تأثيراً ومردوداً.
يعود الإمام، رغم أنه كان قد وعد بأنه ليس راجعاً إلا في صحبة بقية المعارضين ومنهم قيادات الحركات المسلحة، وكان الوعد في اجتماع لقيادات نداء السودان، وفي الأصل كان قرار عدم العودة استجابة لطلب من قيادات النداء، المراقب لأوضاع حزب الأمة يستطيع أن يتفهم استجابة الإمام فيما بعد (الوعد) الى إرادة حزبه من ضرورة وجوده في الداخل وصدور قرار من المكتب السياسي بأن ضرورات وجود الإمام بالخارج قد انتفت.
كان ميلاد نداء السودان، واجتماع المعارضة المسلحة والمدنية في كيان واحد، أحد أهم أبرز نتائج تواجد الإمام في الخارج، وكانت بصمات الإمام واضحة في جهوده مع الوسيط الإفريقي والتي تمخضت عنها خارطة الطريق، وما تلى ذلك من تحركات مكوكية كادت أن تفضي الى إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار وفتح مسارات الإغاثة للمواطنين المتضررين في مناطق النزاع.
لم يرشح شيئاً عن المهام التي سيضطلع بها السيد الإمام في الداخل على صعيد نداء السودان، لا من حزب الأمة ولا من اجتماع نداء السودان الأخير في باريس، والذي كان من بين أجندته موضوع عودة السيد الصادق المهدي للبلاد، وفي الوقت الذي تميل فيه الترجيحات لإحياء منبر الدوحة، وهو إن حدث فإنه سيكون دليلاً على ربما قاطعاً على نهاية خارطة الطريق والرجوع الازدواجية المسارات، الأمر الذي يعود بالمعارضة المدنية الى ما كانت عليه، هذا يفضي الى أن تفقد المعارضة المدنية فرصة المشاركة في ترتيبات الوضع النهائي لأي حل مرتقب، فضلاً عن أن تكون جزءًا من أي اتفاق، يساعد على ذلك أن الأوضاع في نداء السودان ليست على ما يرام، خاصة وأن الاجتماع الأخير لم يتمكن من تجاوز عقبة الهيكلة، و صدور بيان ختامي لم يخرج عن تلخيص المواقف المعلنة لمكونات نداء السودان، وتكرار لتمنيات لتوحيد المعارضة وايجاد آلية لتعزيز التواصل فيما بينها، بالطبع هذا لا يكفي وغير مقنع، ولا يستجيب لتحديات مواجهة النظام،
المعارضة أمضت سنوات وهي ما تزال تبحث عمن يوحدها، وهو أمر مشكوك في تحقيقه، في ظل اتساع رقعة المزايدات السياسية بين المكونات المعارضة، من هنا فإن التعويل على نجاح الإمام في عمل (شربات من الفسيخ)، سيكون مبالغاً فيه، لجهة توحيد المعارضة على كلمة سواء في ظل سيادة المزاجية والسلفية المفرطة في التعاطي مع المتغيرات السياسية المزلزلة التي ضربت بلادنا في الأسابيع الماضية.
تأتي عودة السيد الإمام بعد أيام من قرار رفع العقوبات، الذي فتح متنفساً للحكومة في وقت حرج، رغم أنها لم تحسن التعامل معه واستثماره سياسياً او اقتصادياً، فهي كالمتهم الذي أعلنت براءته فتاهت في سكرة الاحتفاء بالقرار ولم تستطع التقدم بأي مبادرة لاستثمار القرار سياسياً او اقتصادياً، و لا يبدو أنها في وارد استثمار عودة السيد الإمام لابتدار صفحة جديدة على صعيد الحريات العامة، كان يمكن للحكومة استغلال المناسبة لإحداث انفراج، وتأتي العودة بعد هجوم غير مسبوق من المبعوث الأمريكي دونالد بوث على الحركات المسلحة ودعوته لعدم الثقة بها لرفضها المشروع الأمريكي لتوصيل الإغاثة (على حد زعمه).
يستبعد مراقبون حدوث (معجزة) تمكن السيد الإمام من تطوير مركز موحد للمعارضة المدنية، خاصة أن حزب الأمة خرج من تحالف قوى الاجماع لأسباب ربما لا زالت قائمة، وقوى نداء السودان مددت عمل الهيكلة لثلاثة أشهر أخرى، الراجح أنها غير كافية بعد أن أصبحت الجبهة الثورية (جبهتان).
مرحبا ً بالإمام في بلده، هي عودة منتظرة، المعارضة لها حساباتها والحكومة لها حساباتها، هؤلاء (كالبوربون لا يتعلمون، ولا ينسون)!
الجريدة

تعليق واحد

  1. عاد الامام الصادق المهدى للخرطوم فى ذكرى فتح الخرطوم…وكان فى استقباله غندور باشا

  2. ود المهدى عاد
    أسألوه عن يوم دخول جده الخرطوم فى نفس التاريخ سنة 1886 وكيف بدا قصر الجاركوك موشحا بالسواد وغارقا فى لون الدم الاحمر القانى حزنا على اغتيال صاحبه أكبر أعيان الخرطوم حينها بابكر الجاركوك وزوج أبنته آمنة الجاركوك التى سبيت مع بعض حراير الخرطوم واضيفت لأكثر من 100 أمرأة سبيه غيرهاوكيف كانت نهاية السابى كتاب الشيخ الضرير أحد شهود العيان لتلك الاحداث غبر فى محاولة لطمس التاريخ وتزييفه ولكن هيهات فالتاريخ لا يوأد ولايطمس ولايقبل التدليس أو التزييف

  3. عاد الامام الصادق المهدى للخرطوم فى ذكرى فتح الخرطوم…وكان فى استقباله غندور باشا

  4. ود المهدى عاد
    أسألوه عن يوم دخول جده الخرطوم فى نفس التاريخ سنة 1886 وكيف بدا قصر الجاركوك موشحا بالسواد وغارقا فى لون الدم الاحمر القانى حزنا على اغتيال صاحبه أكبر أعيان الخرطوم حينها بابكر الجاركوك وزوج أبنته آمنة الجاركوك التى سبيت مع بعض حراير الخرطوم واضيفت لأكثر من 100 أمرأة سبيه غيرهاوكيف كانت نهاية السابى كتاب الشيخ الضرير أحد شهود العيان لتلك الاحداث غبر فى محاولة لطمس التاريخ وتزييفه ولكن هيهات فالتاريخ لا يوأد ولايطمس ولايقبل التدليس أو التزييف

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..