سكان ولاية الجزيرة بين عسف الجنجويد وافتراءات فلول مجلس شورى قبيلة الجعليين!

عماد خليفة
بعد الهزيمة القاسية التي تعرض لها جيش الحركة الإسلامية على تخوم مدينة ودمدني وبعد هروبهم المخزي من أرض المعركة جنوبا، تاركين ولاية الجزيرة مرتعا خصبا لمليشيا الجنجويد التي عاثت فيها نهبا وسلبا وترويعا وتشريدا لسكانها المدنيين الآمنين. لم تسلم قرية أو فريق بطول الولاية وعرضها من الاعتداءات و(الهمبتة)، إذ قامت هذه المليشيا وتحت تهديد السلاح بسرقة كل سيارات المواطنين وممتلكاتهم وأموالهم، وما زالت قرى الولاية محاصرة بالكامل وتعاني نقصا كبيرا في المواد الغذائية والأدوية ومعينات الحياة الأخرى. لم تقم حتى الآن أي جهة رسمية داخلية كانت او خارجية بمد يد العون لإنقاذ حياة مئات الآلاف من المواطنين العُزل المحاصرين، أو حتى إدانة ما ألم بهم وإبداء التضامن والتعاطف معهم. كما وردت أيضا أنباء مؤكدة عن إعدامات قامت بها المليشيا طالت عدد غير معروف من المواطنين في قرى جنوب الجزيرة وتحديدا قرى ريفي الحوش. تحدث عدد من قادة الدعم السريع عن هذا الأمر وذكروا بأن ما حدث لمواطني الجزيرة قامت به جهات متفلته لا علاقة لها بقوات الدعم السريع ووعدوا بالقبض عليهم ومعاقبتهم وإرجاع المسروقات لأصحابها، دون أن يقوم أي من هؤلاء القادة بزيارة المناطق المنهوبة التي مازالت هذه القوات تتمركز داخلها. هذا يقود إلي فرضيتين لا ثالث لهما، الأولى إذا صح الحديث عن تفلت هذه القوات وأنها قد أصبحت خارج السيطرة فتلك مصيبة، والثانية أنهم يكذبون بشأن التفلت، وماحدث بالجزيرة يتطابق مع ما حدث في الخرطوم وولايات دارفور وبالتالي تكون المصيبة أكبر، وتقود للسؤال المتكررالذي عجز قادة الدعم السريع عن الإجابة عليه، وهو هل هذه هي الديمقراطية التي يُبشر بها الدعم السريع؟ وهل تدمير دولة 56 يبدأ بسلب وترويع المواطنين العُزل؟
هذا من جهة ما جرى ويجري على الأرض في ولاية الجزيرة، أما من جهة أخرى، فما أن سرى خبر اللقاء المقترح بين البرهان وحميدتي لوضع حدٍ لهذه الكارثة الإنسانية حتى جن جنون الكيزان وازداد هياجهم وصراخهم و(قلبوا ظهر المِجن) على الجيش وقائده (المهزوم) الذي كانوا يسبحون بحمده ويخونون كل من ينتقده ويشكك في قومية ومهنية الجيش وقائده الأحمق الذي يفتقد للأهلية والشرعية، ويخونون كذلك كل من ينادي بإيقاف هذه الحرب التي قضت على الأخضر واليابس وتهدد وجود الدولة السودانية نفسها.
تمظهرت قمة هذا الهياج الرافض لإيقاف هذه الحرب في الحشود القبلية بقيادة كيزان شرق السودان وولاية نهر النيل بغرض (قبلنة) الحرب وبالتالي نسف وتدمير النسيج الاجتماعي الذي عملوا على (تفخيخه) خلال فترة حكمهم الكئيب، الذي اعتمدوا فيه بشكل أساسي على القبلية لاسيما في حروبهم بدارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق. الكوز ترك هو من يقود حشود الشرق بينما يقود حشد ولاية نهر النيل جسم كيزاني (منبت) تأسس بعد سقوط نظامهم مباشرة في أبريل 2019 عرف بمجلس شوري قبيلة الجعليين متجاوزا الإدارات الأهلية الحقيقية التي تمثل هذه القبيلة العريقة. وقد دشن هذا المجلس الكيزاني المشبوه نشاطه بحملة بغيضة ضد تعيين د. آمنة المكي كوالية لولاية نهر النيل بحجة أنها امرأة، ثم أختفى من الوجود ولم يظهر مرة أخرى إلا بعد إنقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر 2021، الذي سمح لكل (فطريات) الحركة الإسلامية بالظهور للعلن.
أصدر مايسمى بمجلس شورى قبيلة الجعليين بيانا بتاريخ 25 ديسمبر 2023 ممهورا بتوقيع رئيس المجلس اللواء معاش عبد العزيز أحمد عوض السيد يدعو فيه لتحشيد أبناء القبيلة، و(ينفخ) في نيران الحرب لتتمدد وتقضي على ما تبقى من وطن. وبدلا من أن ينادي سعادته في بيانه بادانة ما تعرض له سكان ولاية الجزيرة المنكوبة ويواسيهم فيما أصابهم بسبب هذه الحرب اللعينة وخذلان الجيش لهم، ختم سعادته البيان بتخوينهم وبالتالي تحميلهم مسؤولية ما نالهم من سلب ونهب، إذ قال في بيانه الركيك (أن ولاية نهر النيل ليست ولاية الجزيرة التي خان سكانها الدولة وتعاونوا مع المليشيا المتمردة). فهل إنضمام مجموعة أو أفرادا من الجزيرة للدعم السريع حجة مقنعة للكيزان ليبرروا ويسخروا لما حدث لسكان الولاية؟ وهل يخلو الدعم السريع من أبناء ولاية نهر النيل؟ ولماذا لا يخون البيان النظام الذي قام بإنشاء هذه القوات وشرعن وجودها بقانون أجازه برلمانهم؟ ولماذا لا يخون الجيش الذي دربهم وسلحهم، وسمح لهم بالتمدد والتجنيد حتى فاقت قوتهم المائة ألف جندي وقام بمنحهم أرقاما ورتبا عسكرية؟ ولماذا لا يخون من أرسلهم للقتال في اليمن وخلق لهم علاقات خارجية مع الإتحاد الأوربي لمحاربة الهجرة غير الشرعية عبر الأراضي السودانية؟ ثم لماذا لم يخون قائد الجيش الذي سلمهم العديد من المقرات الخاصة بالجيش، بل وجاء بحميدتي نائبا له؟
نسي هذا اللواء (الأرعن) أنه يجب أن يكون محترما عندما يخاطب سكان ولاية دفعت له رسوم دراسته وتدريبه وبعثاته وعلاجه؟ ونسي أنه (تمرغ) في نعيم الوظيفة والامتيازات كضابط عظيم وما زال يتقاضى معاشه من أموال هذا الشعب والذي تساهم فيه ولاية الجزيرة بنسبة كبيرة.
ثم كيف لهذا الكوز الدعي أن يسيء لسكان ولاية ظلت طيلة تاريخها مثالا مشرفا للتعايش السلمي بين كافة القبائل والقوميات، عاشوا فيها بسلام آمنين متجانسين لم يتعصبوا لقبيلة أو حزب ولم تحدث بينهم أي حروب!
نسي هذا (البائس) مشروع الجزيرة الذي كان يشكل الدعامة الرئيسية للاقتصاد السوداني منذ تأسيسه في عشرينات القرن الماضي وحتى تدميره وبيع أصوله من قبل حكومة الكيزان التي كان هذا اللواء (الحاقد) أحد قادتها. ألم يعرف هذا اللواء (المزيف) أن الجعليين الذين (ينتحل) الحديث باسمهم يعتبرون من المكونات الأصيلة لسكان ولاية الجزيرة ؟ ألم يعرف أن بعض قرى ولاية الجزيرة تحمل نفس أسماء قرى منطقة الجعليين، وأن هناك الكثير من القرى تقترن كلمة الجعليين باسمها الأول؟ ولماذا يخشى هذا اللواء أن يسمي مجلسه هذا بمجلس شورى الكيزان الجعليين، ليتحملوا ثمن بذاءتهم وإساءتهم للآخرين؟ ثم من هو هذا (النكرة) حتى يكون قيما على وطنية الناس؟
لم يجد الكيزان وعلى رأسهم هذا اللواء وجسمه (الهلامي) تبريرا لهزيمتهم عسكريا وسياسيا وأخلاقيا، إلا بإسقاط هذه الحمولة الكبيرة من العار على القوى السياسية تارة وعلى قوى الشر والطغيان تارة أخرى وأخيرا وجدوا (حيطة قصيرة) أخرى يدارون بها هذه الخيبات وهي المواطن المغلوب على أمره.
بالرغم من أن هذه الحرب قد اندلعت ويهدف اللاعبين فيها لقتل فكرة ثورة ديسمبر الفتية التي قامت لتستمر وتنتصر وبالتالي لن تؤثر عليها هذه الدعوات البائسة لتحويل حرب الكيزان وجيشهم لحرب أهلية بالدعوات التي ينادي بها هذا اللواء (الساذج) و ناظر الهدندوة الكوز ترك وغيرهم من لصوص ومجرمي الحركة الإسلامية، وساعة الحساب والقصاص آتية لا محالة.
[email protected]
لقد أوفيت يا عماد، لا أعلق كثيط على ما أقرأ و لكن ما كتبت يستحق الإعجاب
عندما تتوقف هذه الحرب فلابد للقبائل الشمالية ومنها قبائل الجعليين ان تكون عينها على جحافل الدارفوريين الذين يتواجدون فى هذه المناطق تحت ستار التعدين والاعمال الهاشمية وأصحاب الاكشاك وستات الشاى والا يسمحوا لهم بشراء الاراضى والبيوت
الا يعلم هذا الدعي المأجور ان أعيان شندي والمتمة الآن يتفاوضون مع الدعم السريع لالاء يحدث لهم ما حدث لاهل الجزيرة ، لعنة الله على الكيزان ومن شايعهم الى يوم الدين،
دخول نهر النيل والشمالية موضوع وقت لاجنجويد بل راسكم وانتظر بس ماتهرب لمصر..أما ناس الجزيرة ليس مع الجنجويد إنما جيشك الجبان وهو اقلبة من أبناء الشمال هرب من مدنى.واتمنى انكم تكون رجال وتفصل الشرق والشنالية من السودان.بلا لمة وقلت ادب ثانى انسوا انكم ترجع للحكم ولا تبقوا ضباط بالجيش هذا الكلام ولى زمان.. استعدوا للجنجويد ذى واليكم الهرم علشان ماتقول ماكنا مستعدين
احدثكم وانا من قلب مدينة المتمه والاخ الذي ذكر بأن اعيان مدينة شندي والمتمه يتفاوضون مع الدعم السريع هلا ذكرت لنا اسماً واحداً من هؤلاء الاعيان ولكنك كذاب أشر وانت لا تعرف المتمه التي انجبت الملازم اول محمد صديق صاحب اشهر كلمة في ثروة ديسمبر { الرهيفه
التنقد} ولا تعرف ابن جنوب شندي النقيب حامد الجامد وقوله المشهور حين امروه باطلاق النار على المتظاهرين { مخالف سعادتك }
اما كاتب المقال الذين يريد من ابناء المنطقة ان يظلوا مكتوفي الأيدي حتى يهاجم الحنجويد الهمج ويفعلوا بهم ما فعلوا باخوانهم في الخرطوم والجزيرة نقول له لا ننتظر نصراً من الكيزان ولا نستمع لدعوات التخذيل والانكسار
من المرجفين ومن دار في فلكهم وانا احدثك
من قلب الحدث مدينة المتمه وليس من رأى كمن سمع
احد انظف المقالات التي قرأتها مؤخرا …لا اسكت الله لك حسا…الجزيرة درها لله هي أم السودان وبوتقته الاجتماعية..