أخبار السودان

أثر الصورة في الحراك الثوري

* ثائر: تراجع المحتوى الثوري في (فيس بوك) من الصور واللايفات، بسبب تفشي ظاهرة سرقة الهواتف بعد نهاية المواكب

* مصوّر: الصورة لها أثر كبير في الحراك وساهمت في كشف حقيقة حكومة الإنقاذ

* ثائر: يوم 19 تم نهب وسرقة تلفونات عدد كبير من الشباب، لدرجة تنظيم موكب 25 ديسمبر باسم (موكب الشواحن)

 

الجريدة: سعاد الخضر

 

لعبت الصور التي تم التقاطها أثناء الحراك الثوري دوراً كبيراً في عكس الحراك السلمي الذي اطاح بأعتى الديكتاتوريات في العالم كما كشفت زيف القوات النظامية التي ارتكبت الانتهاكات ضد المتظاهرين فسقط الشهداء تباعاً ولازالوا يتساقطون في الموجة الثانية من الثورة بعد انقلاب رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان ومثل فوز المصور السوداني فائز أبو بكر في مسابقة WORLD PRESS PHOTO بهولندا بجائزة أفضل صورة صحفية في أفريقيا مثل نقطة فارقة في تاريخ التصوير الصحفي في السودان وستمثل انطلاقة جديدة في مسيرته المهنية الخاصة وفي العام 2020 فازت صورة من أحداث الثورة الشعبية التي انـدلعت في السودان في العام 2018 م بجائزة مسابقة الصحافة العالمية للصور.

وتحمل الصورة الفائزة بالمركز الأول، التي التقطها مصور وكالة الأنباء الفرنسية ياسويوشي شيبا، عنوان “صوت مباشر”.

ويظهر في الصورة أحد المتظاهرين وهو يلقي شعراً ثورياً بينما يسلط عليه الجمع المحيط به من المتظاهرين أضواء هواتفهم المحمولة. وقالت لجنة التحكيم إن صورة شيبا “الشعرية” تسلط الضوء على قوة الشباب والفن.وحول فوزه بجائزة أفضل صورة في أفريقيا المصور فائز أبو بكر لـ(الجريدة) قال الصورة لها أثر كبير في الحراك وساهمت في كشف حقيقة حكومة الإنقاذ حيث كانت صورة الانتهاكات التي تمت أثناء الحراك الثوري تقول أن هؤلاء غير جديرين بالاستمرار في الحكم واستطاعت الصور أن تنقل الحقائق و تعكس تلك الانتهاكات للعالم.

وكشف فائز عن نيله جائزة أفضل صورة صحفية في أفريقيا من بين 64 ألف مشترك وقال عندما قدمت للمشاركة في المسابقة كنت أريد ان أبرز دور المصورين في السودان وكنت آمل أن يحالفني الحظ وشاركت بصورة واحدة وكنت السوداني الوحيد بين بقية المصورين الذين شاركوا في المسابقة، واعتبر أن فوزه يمثل مرحلة جديدة في حياته بعد أن أصبح ضمن المصورين العالميين ، وأردف: آمل أن أنظم معارض متخصصة لعرض بقية الصور التي التقطها للثوار في معرض خاص كارشيف للثورة ولكن ذلك رهين باستقرار الأوضاع السياسية في البلاد

وأوضح فائز أنه بدأ التوثيق للحراك عبر الصورة منذ اندلاع الثورة في العام 2018م وأردف: واجهت صعوبات كبيرة في عملي منها الملاحقات الأمنية فأنت عندما تظهر أثناء المواكب وأنت تحمل الكاميرا كأنك تحمل سلاح ضدهم ولكنني نجوت من الاعتقال على الرغم من أن حياتي ظلت باستمرار معرضة للخطر وظللت أعمل باستمرار ولن أقول أنني لم أشعر بالخوف أثناء التصوير لأن الخوف غريزة طبيعية في الانسان لكن في سبيل أداء رسالتي تحملت ذلك ولأنني أحب مهنتي وكان علي كمصور صحفي أن أؤدي واجبي على أكمل وجه.

وأشار الى ضياع الحق المادي والفني للمصور الصحفي في السودان بسبب سهولة الحصول على الصور ونشرها دون الحصول على إذن من المصورين وأكد انحسار تعيين المصورين بالصحف بسبب ذلك واعتبر أن من يقومون بنشر الصور دون الرجوع للمصور غير مهنيين وتابع: لو كنا في دولة القانون كان سيتم اغلاق الصحيفة التي تقوم بسرقة الصور والمصور في السودان غير مقيم لنظرة المجتمع الذي ينظر باستهتار للفوتوغرافي ويعتبر أنه مجرد شخص عاطل أما في بقية العالم أنحاء العالم فالمصورون مقيمون ويتم فرش السجادة الحمراء لهم تماماً كالرؤساء.

 

في مليونية التاسع عشر من ديسمبر كتب المصور ابراهيم باسط نقد الله في صفحته الشخصية عن قصة صورة وهي الصورة التي ظهر فيها أحد منسوبي القوات المشتركة التي شاركت في قمع المواكب وهو يصوب سلاحه ناحية المتظاهرين فقام أحد الثوار بخلع قميصه والتوجه ناحيته غير عابئ بالسلاح الذي صوب نحوه وقال المصور: “طلعنا بالكبري الطائر بالقرب من استاد الخرطوم في طريقنا الى شارع القصر في عساكر كانوا واقفين بالقرب من تقاطع جامعة النيلين والشخص الذي كان يرتدي زي الجيش كان يضرب رصاص فجأة نزل هذا الثائر ومشى عليهم.

وكما قال الشاعر الطاهر إبراهيم

يا بلادي

شعبك أقوى وأكبر

مما كان العدو يتصور

الشهيد عبدالعظيم فكرة والفكرة لا تموت

وأكد المصور ابراهيم باسط نقد الله أهمية التوثيق للحراك لأنه سيكون جزءاً من التاريخ و ماسيتبقى منه بخلاف التأثير السياسي هو الصور وقال نقد الله “للجريدة” بدأت في توثيق الحراك منذ بداياته وتطور عملي في التصوير بتطور وسائل المقاومة وظللت دائماً أقول ان أي يشارك في ثورة ديسمبر المجيدة بمقدرته ومعرفته في مجاله ونحن قدرتنا نشارك بتوثيق هذه اللحظات حتى من ضحوا بحياتهم في سبيل التحول المدني الديمقراطي، وأكد تعرضه للملاحقات الأمنية بجانب تلقيه رسائل تهديد عقب انتشار احدى صوره في 19 ديسمبر الماضي وأردف: تم اعتقالي في 14 فبراير الماضي بسبب عملي في تصوير المواكب وكانت القوات تتابعني من داخل الموكب وعندما خرجت منه وفي طريقي الى المنزل تم القاء القبض علي، وفي رده على سؤال حول هوية القوات التي قامت باعتقاله قال نقد الله لم أتمكن من معرفة هويتهم لكنهم كانوا مسلحين يرتدون زياً مدنياً وبعد أن اعتقلوني قاموا بوضع غطاء على عيناي ولم استطع التعرف على المكان الذي تم اعتقالي فيه ، ومكثت في الاعتقال يومين وفي اليوم الأول عانيت من سوء المعاملة وتم ضربي بعنف وفي اليوم الثاني تم التحري معي وقاموا بتدوين أدق التفاصيل عني ، وتم اطلاق سراحي في اليوم الثالث. وأشار الى اصابته في أول موكب بعد خروجه من المعتقل بقنبلة صوتية اصابة مباشرة سببت له جروحاً متفاوتة في يده اليمنى وقدمه اليسرى.

 

التصوير عبر الهاتف

 

ولعب التصوير عبر الهاتف دوراً كبيراً في نقل الانتهاكات والحشد للمواكب واعتبر الثائر عثمان علي أن التصوير أثناء المواكب اهم سلاح يحمي الثوار من القتل والموت وانتقد تراجع المحتوى الثوري في الفيس بوك خاصة الصور واللايفات وأرجع ذلك الى تفشي ظاهرة سرقة الهواتف بعد نهاية المواكب، وقال عثمان “للجريدة” قبل 19 ديسمبر كنا نحظى على أقل تقدير بمائة لايف في الفيسبوك لنقل فعاليات المواكب بالاضافة الى مئات الصور وألف فيديو وبعد الموكب كل التايم لاين يتحدث ثورة واي صورة أو فيديو نجده مختلف عن الآخر باختلاف زاوية التصوير ، وأردف: في يوم 19 تم شن حملة نهب (مقصودة) وسرقوا تلفونات عدد كبير من الشباب حتى قمنا بتنظيم موكب 25 ديسمبر والذي أطلقنا عليه موكب الشواحن.

وأشار الى ظهور دعاوى في الفيسبوك تطلب من المشاركين في المواكب ألا يحملوا معهم تلفونات باهظة الثمن ويكتفوا بهواتف ربيكا وذكر هناك كثيرين طبقوا هذه النظرية لأن كل أملاكهم في هذه الحياة تلفون فقط ورأى أن الاستجابة للدعوى خصمت من الثوار الكثير في مجال التوثيق ودلل على ذلك أن اللايفات والفيديوهات التي توضح الانتهاكات قليلة جداً فضلاً عن أنها خصمت أكثر في مجال توسيع رقعة التظاهر والاعلام ولفت الى اختفاء اللايفات والصور والفيديوهات التي يتم تداولها بعد الموكب ستجدها مكررة ومن زاوية واحدة. وأكد ضرورة الأخذ في الاعتبار أن الضرر الاكبر الذي تسبب فيه غياب الهواتف وضعف الاعلام وضعف الحشد فضلاً عن أن القوات المشاركة في فض المواكب عندما لا تجد هواتف كثيرة تقوم بتصوير المواكب وتوثيق الانتهاكات وذكر: يبحثون عن زاوية ميتة ويضربوننا منها ويمكن يقتلوا منا ثوار … وأكد أن الخروج للمواكب بالهاتف يحفظ حياة ثائر أو ثائرة من الموت ويساهم في نشر الموكب من أجل التعبئة والحشد.

الجريدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..