عمامــــة سعادة المدير!!

عمامــــة سعادة المديــــــر!!

منتصر نابلسى
[email][email protected][/email]

عبد الهادى .. شخصية مرحة….نظرته المتفائلة للحياة… مراسلة يعمل فى البنك.. تعلم من الضحك النكتة فى زمن البكاء.. فى ايام التبسم الممنوع اوالتفائل الموجوع ….بعد ان اصبـــح الانسان السودانى محاصر بين حياة الرياء المطبوع…. وبسطوة الغلاء الفاحش مفجوع ومخلوع….وقد احكــمت قبضة الحالة الاقتصادية يدها حول عنقه العليل حتى كاد ان يلفـــــــظ نفسه الاخير لولا لطف الله العلى القدير…
سعادة المدير قاسم شربته الادارة القانون شرابا … فارضعه تطبيقه القســــوة احيانا وعشق الانضباط المزعج… فاتعب نفسه ومن حوله من العاملين بالبنك فالعــلاقة مع الارقــام يسيطرعليها الجفاف ويزيدها تعنت قاسم جرعات اضافية من العلقم …… فلم تكن للفوضى مكان فى قاموس المدير قاسم….
الجلابية والعمامة الزى الرسمى لمراسلات البنك … عبدالهادى وطيبة قلبه يتعايش مع حياة الفوضى والاسترخاء… متمرد بسجيته يكره القيود … ينفر من اقفاص الخضوع والاستسلام…وصل الى مقر العمل كعادته بعد ان تجاوزت الساعة توقيت الحضور المفترض بدقائق معدودة… حظه العاثراسقطه فى موقف لايحسد عليه … وجد نفسه وجها لوجه امام السيد المدير .. حاول ان يحرر نفسه من تصادم مؤكد ….الا ان الاتجاه كان اجباريا فلم تكن هناك مسافة تسمح له بالزوغان يمينا اويسارا عن نظرة سعادة المدير الذى ابتدره بتعنيف مخيف… ليه متأخر ياعبد الهادى وين عمتك؟؟ وقبل ان تتمكن الاجابة من الانطلاق عبر لسانه الفصيح…. طلب منه المدير ان يحضر الى مكتبه فورا…. بادره المدير … وين عمتك ياعبد الهادى ؟؟ … بعد عشرة دقائق لازم تكون لابس لبسك الرسمى جلابية وعمة مفهوم؟؟ حاول عبد الها دى ان يجد له مخرج الا ان نظرات مديره الغاضبة كانت تهدد امانه وكيانه … لكن ياسيد المدير البيت بعيد جدا من هنا ولا تكفى العشرة دقائق للذهاب والعودة … جاءته الاجابة حاسمة قاصمة….دى مشكلتك انت ياعبد الهادى احتار عبد الهادى وحار دليله وغلبته الحيل… فى ايجاد عمامة تغطى راسه من غضب المدير وشماتة صاحبه عبده الغفير…. اخيرا وجد عبد الهادى المخرج والملاذ الاخير ولكنه خطير….
الطابق العلوى من مبنى البنك كان سكن المدير قاسم واسرته … طرق الباب بدون تكلف او خوف … فتحت الباب زوجة المدير قاسم …. نعم يا عبد الهادى…. يضحك عبد الهادى وبكل برود…. السيد قاسم طلب منى ان احضر له العمة فورا …. مستغربة … عمة شنو…العمة فى المكتب؟؟…. هى تعلم ان قاسم يلبس للعمل القميص والبنطال والكرافته لم تجادل عيد الهادى كثيرا… سلمته عمامة بيضاء ناصعة من غير سؤ خاصة بمدير البنك بدون تردد …. قبل ان ينزل عبد الهادى المراسلة السلم كانت عمامة المدير قاسم غطت راسه… مباشرة دخل مكتب المدير منبها له بان العمامة على راسه وكل شىء تمام سعادتك …. بنظرة ارتياح اجابه قاسم : ايوه كده انت ميه فى الميه ياعبد الهادى…
ابتسم عبد الهادى ساخرا …. دى عمة مدراء ياسعادتك … لكن لم ينتبه
قاسم ان العمامة البيضاء الناصعة التى يلبسها المراسلة على راسه ماهى الا عمامته شخصيا.
وقبيل انتهاء اليوم العملى … بهدوء اعاد عبد الهادى العمامة الى بيت المدير، علم المدير قاسم عند عودته للبيت بتفاصيل المقلب الذى شربه من عبد الهادى المراسلة…فلم يتمالك نفسه من الضحك … كان المقلب هروبا من العقوبة…وتطبيفا للقانون.. الا ان عبد الهادى جعل منه نكتة وحكاية لا تنسى!!

– – – – – – – – – – – – – – – – –
تم إضافة المرفق التالي :
092.JPG

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..