النظام السوداني الموهوم .. وفك الإرتباط المزعوم ..!!

درج الرئيس السوداني عمر البشير على نعت جنوب السودان وشعبه بأقذع الألفاظ وأسوأ المفردات الغريبة والدخيلة إلى اللغة السياسية والدبلوماسية، فما أن بدأ (يلخبط) و (يدغمس) في الشئون الداخلية لجنوب السودان، ويصف ويوصم الساسة الجنوبيين وشعب جنوب السودان عامة (بالحشرات) عقب إسترداد الجيش الشعبي لمنطقة (فانطو) أو (ليج) ؛ ها هو ذا الآن يعاوده الحنين لممارسة هوايته السابقة وهو الشتم والسب والتقريع لكل ما هو جنوبي سوداني ، أو يمتّ لهذه الدولة الجديدة بصلة.
مؤخرا خاطب الرئيس السوداني مؤتمر شورى جزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان بصفته رئيسا للحزب ، ولم يختلف خطابه كثيرا عن ما ظل يردده عن جنوب السودان ، وكأنما لا هم للشعب السوداني سوى جنوب السودان ، وقد شككني البشير كثيرا في مقدراته العقلية والذهنية وصحته النفسية على وجه العموم في السنوات الأخيرة . فالمتابع لخطابات البشير لا تفوت عليه لهجته العدائية وتأليبه الشعب السوداني على الإنتقام من الجنوبيين في مسلك عجيب ، كأنما سيادته كان مسلوب الإرادة عندما قرر شعب جنوب السودان مصيره ..!! وظللت أنا شخصيا منذ أن أوقفت الحكومة السودانية رحلاتها الجوية إلى جنوب السودان ، وقفلت الحدود ، أستشف الكثير من الخبث والمكر والإستخفاف المبطن في طريقة تفكير قادة السودان تجاه إخوة الأمس من الجنوبيين .
والبشير الذي جاء بنفسه مهنيئا ومباركا إستقلال جنوب السودان ، يعود الآن ليصف من وصفهم (بالحشرات) سابقا بناكثي العهد والميثاق . فهل (للحشرات) عهد وميثاق أيها البشير..؟!! .. ونعود إلى مؤتمر شورى المؤتمر الوطني الذي أكد فيه الرئيس السوداني موقفه الرافض لمقابلة الرئيس سلفا كير ، متعللا بأن الإتفاق الذي تم بينهما في سبتمبر/ أيلول من العام المنصرم كفيل بحل كافة القضايا التي تم تأجيلها بين الدولتين منذ تنفيذ إتفاقية نيفاشا ، ونقول (إنه كذلك) ، ولكن الذي (ليس كذلك) هو لعب الدور الأبوي وتقمص شخصية الراعي والحريص على مصالح دولة أخرى ، فالإتفاقية واضحة وصريحة وقبل بها الشعب في جنوب السودان رغم ما بها من نقص بائن وعلة واضحة للعيان ، ولكن تقرير (مبدأ التعاون) بين الشعبين كنقطة جوهرية في الإتفاق ، كان مبررا كافيا لأن يقف الشعب خلف الزعيم سلفا كير ، ولأن الحكومة السودانية تعرف تماما كيف تسير على الحبال وتتلاعب بمشاعر الشعب السوداني ، فإن الشعب في جنوب السودان يريد أن يمدّ (حبال الصبر) معها إلى أبعد مسافة وأرحب مساحة ، ليس حبا في نظام الإنقاذ ، وإنما وقوفا إلى جانب المواطن السوداني الذي أذاقته الإنقاذ مر الشراب منذ أول يوم إستلم فيه السلطة بليل في السودان ، وكجنوبيين نعلم مدى المعاناة التي يحسّ بها الشرفاء من أبناء السودان ، ولمّا أننا كنا من أهم المكونات البشرية للسودان قبل إنفصال الجنوب ، فإن الشعور بإنتصار تذوقنا لطعم الحرية ، وتنسمنا لنسائم الإنعتاق ، كل ذلك لن ينسينا أن الشعوب المقهورة ستنتصر وإن طال ليل الباغي ، وأن قيد السجان سينكسر بتقادم زمان الطاغية . فلقد حارب جنوب السودان من قبل صلف (الساسة الشماليين) ، وما رَغِم أنفُهم إلا بعد نصف قرن من الزمان ، ولم يشهد عهد الحرية والخلاص سوى القلة من الآباء الأبطال ، صنّاع التاريخ ، ومنهم القائد سلفاكير ميارديت .
لقد ناضل المناضلون الجنوبيون إذاً ، وهاهم الآن يجنون ثمار هذا النضال الطويل ، يحكمون شعوبهم بلا (ذئب) يتربص بأبنائهم أو (موت) يتخطّف نسائهم ، والحقيقة التي لا ينكرها أبطال جنوب السودان واضحة ولا تحتاج إلى تبيان ، وهي أن هنالك من خاضوا معهم هذه الحرب التحررية الطويلة ، فلقد كان الهمّ مشتركا ، والظلم واقع على كل ما هو ليس بآتٍ من الجزيرة العربية ، أو مغتصب جاء من الشام على حين غفلة من أصحاب البيت و(آل البيت) ، فلقد إنتفض ثوار (النوبة) مبكرا ولحقوا بثوار الجنوب منذ بدايات النضال في فترته الثانية عقب إستراحة المحاربين الأشداء بعد إتفاقية اديس أبابا ، ولقد قدّم الأهل في جبال النوبة الكثير للحركة التحررية السودانية منذ ذلك الوقت ، مقدمين لأوار الحرب خيرة أبنائهم ، ولا أكاد أنسى المناضل القائد (يوسف كوة مكي) عليه رحمة الله وغفرانه ، فهو من هبّ هبة الأبطال الخالدين في وقتٍ كان ثوار الجنوب يمشطون أحراش السودان الجنوبية تحت ظروف قاسية من نقص في (الثمرات والأنفس والسلاح والعتاد العسكري) .
ومن المناضلين الكرام : الأهل في النيل الأزرق ، حيث مملكة الفونج ، والذين سحب (المستعمرون الجدد) من السودانيين المستعربين البساط من تحت أرجلهم كيدا وحقدا ، فذهبوا بعاصمة البلاد من (سنار) عاصمة الفونج التاريخية والتي تمتاز بتوسطها الأرض السودانية ، إلى حيث عاصمتهم الآن ، في قلب مثلثهم العنصري البغيض ، (مثلث حمدي) الذي رسمه بعناية فائقة ، فوجد الفونج أنفسهم (خارج شبكة) تنمية السودان التي تأتي أموالها من خزانيّ الروصيرص وسنار …!!
ومن الثوار المناضلين : الأهل في شرق السودان ، هذا الجزء العزيز الذي كان ينبغي أن يلمّ شتات البلاد ، فهو بمثابة (العين) والتي عبرها ننظر إلى العالم الخارجي ، ولكن (المستعربين) فقعوا العين التي ترى ، ثم إستولوا من بعض ذلك على بورتسودان الميناء الرئيسي ، فولوا على أمره كل فاقد تربوي من (نهر النيل) ، حتى لكأنك لا ترى من الشرق داخل الميناء إلا صاحب حاجة قضاها أو لم يقضيها ( هذا لا يهمّ أمر السيد الشايقي في شيئ)…!!
ومن الثوار الشرفاء : أهل دارفور ، أرض القرآن قبل أن يعتنق العرب الأجلاف الإسلام ، وقبل أن تتفق الأعراب على أن هذا اليتيم رسول الله (محمد بن عبد الله) نبيا ورسولا مرسلا إليهم وإلى العالمين ومبشرا ونذيرا .
ومن عجب أن يأتي الآن رئيس للسودان يدعى (عمر البشير) ، لا ينفكّ يهدّد شعب جنوب السودان بالويل والثبور ، إن هو لم يفكّ (إرتباطه) ببقيه المقهورين والمظلومين ، الذين نالوا أقسى عقاب يمكن أن يناله بشر على يده هو ، فالرئيس الذي يتهمه كل العالم بإرتكاب جرائم تصل إلى الإبادة الإنسانية والإغتصاب ، يريد الآن أن يُترك حرا ومطلقا يده كما يشاء إلى (جنوبيين جدد) ، يريد أن يمارس هوايته في حق (الجنس الزنجي الإفريقي) في النيل الأزرق وجنوب كردفان ودارفور ، دون تدخل من جنوب السودان ، بدواعي ليس أقلها الدخول في شأن دولة أخرى …!!! يريد البشير أن يقنع العالم أن جنوب السودان الذي لا يملك طائرات حربية أو سلاح ، ولم يجدّد تجهيزاته اللوجستية منذ 2005م ، يقوم الآن بمساعدة ثوار السودان ضد نظامه المتهالك …!! يا للسوء .. أ لهذا يقول البشير في مؤتمر مجلس شورى حزبه «لن تكون هناك اتفاقية جديدة نمضي عليها لا مع قطاع الشمال أو مع غيره وأي محاولة لفرض التفاوض أو حل من فوق لن تتم ، والقرار قرارنا ونحن أحرار، والحاجة الفيها مصلحة البلد نعملها، ولكن لن نتعامل بالضغوط) ..!! أ لهذا يريدنا البشير أن نكون (حشرات) لديه وقتما يشاء ، و(أبطال) يساعدون الثوار السودانيين في قت آخر..؟!! هلي فكر الرئيس السوداني للحظة في منطقه قبل التفوه بعبارة واحدة..؟!! ألم أقل لكم إني أتشكك في مقدرات البشير النفسية ..!!
إننا نعرف أن المواطن الجنوب سوداني في شمال السودان يعيش منزوع الكرامة ، ويقاسي أسوأ ظروف المعيشة بعد أن أخذت الحكومة السودانية كافة حقوقه ، ولم يعد بإستطاعته ترك السودان والمغادرة صوب بلده .. نعرف كل هذا .
في وقت تسوم فيه حكومة السفير مطرف صديق أبناء جنوب السودان سوء العذاب في عاصمته ، يقبع سيادته في جوبا (آمنا مطمئنا) أكثر من (كافوري) أو ( مخطط نبتة السكني) ، ليُضلل مطرف صديق (الرأي العام) العالمي والمحلي بأنه غير آمن في جوبا ، وأن مهمته فيها محفوفة بالمخاطر ( طبقا لحوار أجري معه مؤخرا بإحدى الصحف السودانية وقمنا بنشر نصه في ذلك الوقت)..!! وسعادة السفير يعلم تماما أنّ لو (شوكة) طعنت قدماه وأدماهما في (جوبا نابري) ، لقامت الدنيا ولم تقعد ، ولهبّ لنجدته صغيرنا وكبيرنا ، لما يُعرف عنّا من إكرام للضيف وإحترام للكرامة الآدمية . أين كل ذلك مما تفعل حكومته بأبناء جنوب السودان والنيل الأزرق وجنوب كردفان ودارفور في الخرطوم ؟!! كيف يستطيع أن يقنعنا مطرف صديق بأننا نريد فتح صفحة جديدة في سبيل تمتين العلاقات بين الدولتين ، وهو يعلم أن الجنوبي في السودان يعامل (كما الكلب إن لم يكن أدنى مكانة منه)..؟!! وهل تعلم سفارة السودان أن تصريحات رئيس دولتهم السالبة تجاه جنوب السودان تؤكد صدق الأقوال التي تقول بوجود ممارسات غير أخلاقية وغير إنسانية لشرطتهم في الخرطوم تجاه أبناء الدولة التي تستضيفهم على الرحب والسعة ..!!؟ ويهانون من قبل زبانيتهم من الشرطة السودانية ..؟ وهل يعلم الناس عن الأقوال المتواترة بوجود طرق جديدة ومبتكرة ومنظّمة من قبل الحكومة والمجتمع في إذلال أبناء جنوب السودان لدرجة أن في كل قسم من أقسام الشرطة في السودان ، رجال شرطة بعينهم يحملون معهم سياطا غليظة وُضعت خصيصا لضرب الجنوبيين ، وإصطلح على تسميتها سياط (الإنفصال) ، يتناوبون بها ضرب من دخل مخفرا للشرطة من أبناء جنوب السودان النهار كله والليل كله ..!! هل تعلمون أيها الإخوة السودانيون بجوبا وأنتم تجوبون (شوارعنا المتواضعة) بكل حرية (أن الأرتري المسيحي في بلادكم خير من الجنوبي المسلم..!!) ..طبقا لما ردّد كبار إسلامييكم ..!! وتزعمون أنكم مسلمين ..!!
لو أني أستطيع .. لمنعتُ المواطنين الجنوب سودانيين من السفر إلى السودان حفاظا على أرواحهم وكرامتهم .
وكفانا مذلة..!!
إستيفن شانج
[email][email protected][/email]
اقتباس… ولو أني استطيع لمنعت اي سودني من الكتابه في شئون دوله اخري.@
Dear Mr. Shang, I agree with you,problems cant be solved by the same level of thinking created them.members of NCP have nothing to do with politics and diplomacy, the are just a gang of criminals
اللي بيقرأ كلامك دا يقول الكاتب من سويسرا… رحم الله من قال المثل (غلفاء .. وشايلة موسها تتطــّهر ). لماذا لا تنقذوا مواطنيكم من هذا القهر والذل والهوان وترجعوهم الى الجنة الموعودة ؟ اكتب لنا بالمرة بالقادمة بالتفصيل والأرقام عن الجنوبيين الذين لا يزالوا في السودان ولماذا لم يعودوا الى وطنهم حتى الآن، بعد أن أصبحوا غير مرغوب فيهم، من المواطن العادي، قبل الشرطة.
(أن الأرتري المسيحي في بلادكم خير من الجنوبي المسلم..!!) .
الأثيوبيين والارتريين (بصفة عامة) بصرف النظر عن ديانتهم، ناس مسالمين وعايزين ياكلوا عيش بدون مشاكل، ولا يحملون أحقاد متراكمة، ومزاجهم أقرب الى المجتمع السوداني، وليس لنا معهم مشاكل حدودية ولم يهاجموا هلجليج.
والله البشير يستاهل اكثر من كدة والمفروض تدوه بالجزمة القديمة لانو هو من وراكم طعم المال وعرفتو حساب الدولارات لقيتو النفط جاهز ومن غير تعب
لكن الفيكم فيكم والطبيعة جبل لم تقدرو او تستطيعوا ان تتهنو بطعم ونعمة النفط فذقتو الامرين ان بشوف بدل الاساءة لبشير وحكومتو كان تشوفوا حل لمساتكم والمجاعة الانتو فيه لقيتو والوطن والمال لكن اين العقلية التي تستطيع ان تسير امر دولة فانتم مازلتم تفكرو وتحكمو بعقلية التمرد والحرب لان هذه من صميم ثقافتكم رحلتو عننا ومشيتو واتقطع جزء عزيز من الوطن والله كان يوم انفصال الجنوب حزين علينا لكن قلنا هذه وطنكم واختياركم وارادتكم فبروك عليكم وتستقراركم يعني استقرارنا فسيبك من النفخ في الرماد واجترار المشاكل والخصومات وانتبهو الي الشعب الذي نصفه سوف يموت من المجاعة وسيبك من البشير وجكومتوا