حكاية سوق “29” الثورة.. سوق على قارعة الطريق

الخرطوم ـ طيبة سرالله
في ثمانينيات القرن الماضي، وبالتحديد في مطلع العام 1983، كان التجار يفرشون بضائعهم على قارعة الطريق في هذه البقعة من منطقة الثورات.. يومها كان الزبائن يحجون إليها من كل الحارات المجاورة، ليزداد عددهم بمرور الأيام ويتضاعف. لاحقاً ذاع صيت سوق (29)، بعد أن تحول إلى (دكاكين) كبيرة، وأصبح الزبائن يأتون إليه من أغلب حارات الثورة.
يقول التاجر (محمد شهاب حسن إدريس): في البداية كنا نفترش البضاعة على الأرض وكانت البضاعة تتكون من الأشياء الأكثر تسويقا مثل اللحم، الخضار، الفحم، الحطب، ومن المؤسسين لهذا السوق (وضاح) بائع الفحم و(عبدالرحمن) بائع الخضار، وأغلب التجار الذين عملوا فيه في البدايات انتقلوا إلى الدار الآخرة وبعد أن كان السوق مخصصا للأشياء الأكثر رواجا، الأن أصبح سوقاً مكتملا يباع فيه كل البضائع، فيه محل مخصص لبيع اللحوم، ومحل مخصص لبيع الخضار، وأصبحت فيه بوتيكات لبيع الملابس والأحذية لكل الفئات، وبه عدد من المتاجر لبيع الأواني المنزلية والأدوات الكهربائية، ومحلات لصيانة الأجهزة التقنية، ومكتبات للأدوات المدرسية، وفيه النساء اللاتي يفرشن المفاريك والدكوة وبعض المتطلبات الأخرى، وتقوم النساء أيضاً ببيع الأكل لأنه لا توجد كافتيريات في هذا السوق.
يضيف محدثي: السوق يضم دلالة يباع فيها كل شيء بسعر أقل، وكل ذلك تم بعد تخطيط السوق وتحوله إلى محلات، وأصبح فيه (270) دكانا، ومعظم زبائنه نساء والرجال يأتون إليه يوم الجمعة ويعود ذلك لاهتمام المرأة بمتطلبات المنزل، مضيفاً بالقول: معظم التجار من الكبار والشباب يبيعون في البوتيكات.. قبل أن يصف المكان بالهادئ، بحيث لا توجد فيه مكبرات للصوت وصياح المروجين لبضاعتهم، “وحتى الذين يسمعون موسيقى، يسمعونها في محلاتهم”.
شكوى (شهاب) التي حمّلنا إياها تمثلت في أنهم يعانون في موسم الأمطار لأن السوق ليس له مصرف للماء، وأيضاً يعانون من قلة الأرباح نتيجة لارتفاع الأسعار وأن الفئة الهامشية ظلت تفرش داخل السوق لأنه ليس لديهم ما يشترون به محلا، مضيفاً بالقول: السوق الآن ملك لأشخاص وقاموا بإيجاره للتجار، مسترسلاً بالقول في ختام حديثه لـ(أرزاق): السوق كان قبل سنة كبيرا جداً تم تقسيمه من قبل المحلية وأخذت مساحة كبيرة منه لأن شخصا ما قال إنه يملك محلا في هذا المكان، والآن يقومون بتوسعته في الجانب الغربي من السوق، وفيه موقف للمواصلات والركشات.
اليوم التالي