اعتذار لشرفاء نمل السكر

هل حقاً ذلك الميني تحقيق المتواضع الذي جاء تحت عنوان ” نمل السكر يلتهم “450” جوالاً من سكر المواطنين بمحلية الدندر هو ذلك التحقيق الذي أشعل الأسافيرحمماً تلظى؟! أهو حقاً ذلك الذي غذى كل مواقع التواصل الإجتماعي، “فيسبوكها” و”واتسابها” و”تويترها” و”إيموها” و”ماسنجرها” بمادة ساخرة تحولت بقدرة قادرعبر الفضاء الإسفيري إلى “العالمية” وعبرت الحدود بفعل المفارقة والخروج عن المألوف، وبفعل العنوان الساخر الذي اختارته صحيفة “الصيحة” لتحقيقها الصغير…
للمفارقة والسخرية التي حواها هذا “الميني تحقيق” كنتُ أتوقع سرعة انتشاره بين وسائل التواصل المختلفة، لكن قطعاً لم يكن في حسباني أن تصل سرعة الانتشار إلى هذه الدرجة المذهلة، كما لم أكن أتوقع أن تتلقفه وسائل الإعلام العالمية على هذا النحو المدهش والمثير… لقد أمطرنا الفضاء الإسفيري من سُحبه المُشبعة بـوسائل “الكلامات” ردوداً ساخرة ورسومات كاريكاتورية لاذعة ، وقصائد شعرية ظلت ولا تزال تُمطر كوكبنا المسكين بوابل التعليقات وسيولها التي لا تنقطع، لتضع القضية تحت الأضواء الكاشفة للدرجة التي لا يقوى أحدٌ على إخفائها أو مداراتها أو أن “يخليها مستورة”..
بالأمس كان الزميل الفنان أحمد يونس مراسل جريدة الشرق الأوسط واسعة الانتشار آخر المتصلين ليستأذنني ليصنع من موضوع نمل السكر تقريراً لصحيفته وقطعاً سنكون موعودين بلمسة فنان تضفي على الموضوع سحراً وبياناً ..
في تقديري أن المفارقة في هذا الموضوع صنعها العنوان الساخر، والمفارقة نفسها صنعت أجنحة البراق لهذا “التحقيق البسيط” ووضعته مع اتجاه الريح وساعدته على الانتشار بهذه السرعة المذهلة، وهذا الانتشار و”الراو” هو ما جعل الأجهزة المختصة تباشر تحقيقاتها وتحرياتها ليس مع “نمل السكر” بالطبع، ولكن مع موظفين ومسؤولين وتجار اكتظت بهم طوال يوم أمس مكاتب التحريات في سنجة والدندر حسبما نما إلى علمنا.. فقد اعترف تجار بأنهم قاموا بشراء السكر من أشخاص سموهم بأسمائهم وقد باشرت الأجهزة المختصة تقصيها وتحرياتها مع كل من حامت حولهم شبهة، ونتوقع القبض ليس على “نمل السكر” بل على جهات اعتادت على ذلك وتقديمهم للعدالة، والآن بعد أن اتضح أن الضالعين بشر من بني جلدتنا وجب علينا أن نعتذر لكل نملة شريفة أصابها رذاذ تحقيق “الصيحة”… عفواً أيها النمل ادخلوا مساكنكم واهنأوا بعيشكم فلستم المقصودين، وعذراً للإزعاج والإساءة التي لحقت بنمل السكر….اللهم هذا قسمي فيما أملك…
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين.
الصيحة
احبائي استميحكم نحن شعب ليس بجاهل و لا مسطحين
النمل هو اعدونا الاول في اكل السكر و نرجو ابادتهم و فسادهم
احبائي استميحكم نحن شعب ليس بجاهل و لا مسطحين
النمل هو اعدونا الاول في اكل السكر و نرجو ابادتهم و فسادهم