أخبار السودان

أشبه بـ “رمي الجمرات” في الحج وتصاحبه موسيقي “الوازا” و”الدلوكة”

الخرطوم ? محمد إبراهيم

تدشّن بعض القبائل المحلّية في السودان، احتفالًا سنويًا، قبيل الشروع في حصاد المحاصيل الزراعية في ولاية النيل الأزرق جنوبي البلاد، يعرف باسم “جدع النار لمحاربة الشيطان وحرقه بالنار”، ويستمر العيد 3 أيام تجتمع فيها كل قبائل “الإنقسنا” والقبائل الأخرى في المنطقة كل بموروثاته وعاداته وتقاليده وموسيقاه المحلية التي تعبر عنه في الحفل الذي يشبه تمامًا رمي الجمرات في موسم الحج في بعض تفاصيله ولكن المفارقة أن العيد يبدأ بموسيقى محلية بحته بأنغام “الوازا” و”الدلوكة” إيذاناً ببداية الموسم و”رجم شيطان الجوع”.

وتتوافد القبائل في اليوم الأول إلى الساحة العريضة التي تعرف بـ “الدارة” ومن ثم تتقاطر الحشود العفوية إلى ساحة “أعياد الحصاد”، ورغم شمس نوفمبر/تشرين الثاني الحارقة، إلا أن المحتفلين اختاروا وقت الظهيرة لبداية مهرجان الحصاد باعتباره تمرين مناسب جداً فالاحتفال يعني ضربة البداية للموسم وهي الفترة التي يتعرضون فيها لأطول مده تحت الشمس.

وأوضح الباحث في تراث منطقة النيل الأزرق موسى نورين، أن “المغزى للاحتفال في شمس الظهيرة ليس احتفالا فقط وإنما استعدادًا إلى عمل مضني لحصاد وفير وسدل لستار الموسم بعد مجهود استمر لشهور ليست باليسيرة بدأت منذ تباشير الخريف “الرشاش” حيث ضربة البداية لتهيئة وفلاحة الأرض البكر لاستقبال رمي البذور ومن ثم مرحلة النظافة “الكديب” إلى أن تعانق سنابل الذرة والدخن والسمسم أيادي الزراع وقبل حصادها يحتفلون لثلاثة أيام بأعياد الحصاد المعروفة وسط القبائل المحلية بـ “جدع النار” ومن ثم يكتبون وثيقة توقع عليها كل القبائل بواسطة المشايخ والسلاطين والعمد ورجالات الإدارة الأهلية يتم تسليمها إلى حاكم الولاية في موروث قديم درج عليه أهل المنطقة منذ الأجداد”.

ويبدأ الكرنفال بطابور عرض للفرق المشاركة والتي تمثل كل القبائل، فتتعالى أصوات موسيقي “الوازا” المحلية تتقدم الجموع في طواف يسود ساحة الاحتفال تصاحبه الأغاني باللهجات المحلية من الفرق الشعبية التي تقدم رقصات تراثية من المنطقة ومن ثم تسلم معاهدة القبائل إلى حاكم الولاية.

وأوضح نورين أن “عيد “جدع النار” يرجع إلى اعتقاد راسخ لأهل المنطقة من زمن بعيد سبق دخول المسيحية والإسلام في الخرطوم، يدل على تدين أهلنا بطريقتهم البسيطة لعبادة الله خالق الكون لأن في اعتقادهم أن الشيطان الملعون يجلب الشر ويرتبط بالأشياء السيئة والتي من ضمنها الفقر والجوع، وفي اعتقادهم أيضاً أن الشيطان يخاف من النار، فعاليات “رمي الجمرات” تتم في المساء حيث يتم رسم دائرة كبيرة جداً على الأرض ومن ثم تٌشعل على مقربة منها نار ضخمة تجمع حولها كمية كبيرة من الحطب فيأتي الشخص المحتفل ليحمل أحد “الأعواد” ويشعله في النار ومن ثم يرميه وسط الدائرة الكبيرة التي رسمت على الأرض ومن ثم يتبارى الجميع في رمي الأعواد المُشتعلة حتى أخر الليل لحرق الشيطان حتى يهرب من المكان.

وكشف نورين أن احتفال “حرب الشياطين” خصص له أهالي المنطقة وقت معين وفي تصورهم ان الإنسان لا يقاتل وهو جائع ولذلك ينتظروا وقت الحصاد ليحرقوا الشياطين بنيرانهم حتى يهرب من منطقتهم وتخلو من المشاكل التي يُسببها، مشيرًا إلى أن الحرب مع الشيطان تقليد درج أهل المنطقة في عيد “جدع النار” وأن البعض قد ينظر إلى أهل المنطقة في هذا التقليد بغرابه، وداعيًا الجميع إلى احترام ثقافات الغير واعتقاداتهم وتقاليدهم مادامت لا تضر بالآخرين.

العرب اليوم

تعليق واحد

  1. هذا يسمونه (جدع النار) في منطقة الكرمك تحديدا وهو يمارس سنويا لمدة شهر كامل يرقصون ويغنون طوال الليل حتى الساعات الاولى من الفجر ويختمون في آخر ليلة باشعال النار في الجبال المجاورة وهي كتيرة وأعتقد أن وراء هذا الطقس سبب عملي وهو طرد الوحوش بعيدا عن المناطق المأهولة وربما وراءه سبب آخر عقدي ولكني شاهدت ذلك في سبعينات القرن الماضي بمنطقة الكرمك وهو قطعا مرتبط بموسم الحصاد،،،،

  2. للسودانييين عادات وتقاليد جميله ومعبره في نفس الوقت لاكين امور الدلوكه والانقام تنافي مايريده الحلفل (رجم الشيطان بالنار) بل هذا مايريده الشيطان

  3. هذا التشبيه غريب وغير مناسب.
    رمي الجمرات عبادة في ركن ضريفة وشعيرة الحج.

    فما هو الرابط بين الوازا والدلوكة والحصاد ورمي الجمرات الذي هو شرع رب العالمين وهدي الرسول الكريم؟
    اللهم أني استغفرك واتوب إليك.

  4. الانقسنا لا يمارسون عادة جدع النار
    يخلط الناس بين الانقسنا و قبايل منطقة الفونج الاخرى و اكبرها البرتا. عادة جدع النار يمارسها البرتا.

    الانقسنا ينحصرون فى جبالهم ومنطقتهم صغيرة و عددهم ليس بكبير و ينتمون الى سبع مجموعات مثل الجوكقور فى ككر وغيرهم فى فادمية وبقيس وقبانيت وباو

  5. هذا يسمونه (جدع النار) في منطقة الكرمك تحديدا وهو يمارس سنويا لمدة شهر كامل يرقصون ويغنون طوال الليل حتى الساعات الاولى من الفجر ويختمون في آخر ليلة باشعال النار في الجبال المجاورة وهي كتيرة وأعتقد أن وراء هذا الطقس سبب عملي وهو طرد الوحوش بعيدا عن المناطق المأهولة وربما وراءه سبب آخر عقدي ولكني شاهدت ذلك في سبعينات القرن الماضي بمنطقة الكرمك وهو قطعا مرتبط بموسم الحصاد،،،،

  6. للسودانييين عادات وتقاليد جميله ومعبره في نفس الوقت لاكين امور الدلوكه والانقام تنافي مايريده الحلفل (رجم الشيطان بالنار) بل هذا مايريده الشيطان

  7. هذا التشبيه غريب وغير مناسب.
    رمي الجمرات عبادة في ركن ضريفة وشعيرة الحج.

    فما هو الرابط بين الوازا والدلوكة والحصاد ورمي الجمرات الذي هو شرع رب العالمين وهدي الرسول الكريم؟
    اللهم أني استغفرك واتوب إليك.

  8. الانقسنا لا يمارسون عادة جدع النار
    يخلط الناس بين الانقسنا و قبايل منطقة الفونج الاخرى و اكبرها البرتا. عادة جدع النار يمارسها البرتا.

    الانقسنا ينحصرون فى جبالهم ومنطقتهم صغيرة و عددهم ليس بكبير و ينتمون الى سبع مجموعات مثل الجوكقور فى ككر وغيرهم فى فادمية وبقيس وقبانيت وباو

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..