السودان وتوكفيل والديمقراطية سته عقود نظرة الى الخلف وسته عقود نظرة الى الأمام

طاهر عمر
توكفيل قبل ما يقارب القرنيين من الزمان عندما كتب عن الديمقراطية أجمل ما تحدث عنه من أفكار كانت ملاحظته أولا تقوم بأن هناك سته عقود قد مرت على قيام الثروة الصناعية عام 1776م وكذلك تزامن معها ظهور كتاب ادم اسمث ثروة الأمم و قبله كتابه نظرية المشاعر الأخلاقية. توكفيل لفت إنتباهه أن الثورة الصناعية قد أفرزت تحولات هائلة وإنعكست على المجتمع وإلتفت بأن الولايات المتحدة الأمريكية بفضل فلسفة جون لوك قد أسست لفكرة قيم الجمهورية و فصلت الدين عن الدولة وأصبح الفرد لا يشغله شاغل العدالة والمساواة بينه والآخريين. وبالتالي قد تفرغ الفرد لكيفية تحقيق آماله في صورة إزدهار مادي بسبب المناشط الإقتصادية وإزدهارها في العالم الجديد مقارنة بالقارة الأوروبية.
و كان شاغله وأقصد توكفيل كيفية نقل التجربة الديمقراطية الى الى القارة العجوز وكما إنتبه لمرور ستة عقود للثورة الصناعية وأثرها في التحولات الإجتماعية كذلك شغله ما يأتي به المستقبل في العقود القادمة وكيفية مرونة التحولات الإجتماعية في مستقبل أوروبا. فكرة توكفيل ناتجة من نظرته لستة عقود مضت من قيام الثورة الصناعية وما مستقبلها هذا ما جعله ينتبه لفكرة مفهوم الدولة كمفهوم حديث ومفهوم الديمقراطية بعد فصل الدين عن الدولة وأن الديمقراطية قد أصبحت بديلا للفكر الديني.
في زمن توكفيل كان الكاثوليك في فرنسا يعتقدون بفكرهم الطائفي وأنهم يمكنهم تحقيق ديمقراطية وهذا ما حاول توكفيل إقناعهم وتحويل قناعاتهم بأن الكاثوليكية كطائفية لا يمكن أن تحقق نقلة بإتجاه الديمقراطية ولا حل غير ترسيخ فكرة مفهوم الدولة ومفهوم الديمقراطية ولا يتحققان بغير أن تصبح الديمقراطية بديلا للفكر الديني وذكرت زاوية نظر توكفيل عن طائفة الكاثوليك في فرنسها ووهمهم عن تحقيق ديمقراطية بالكاثوليكية لأن حالنا اليوم في ظل أحزاب الطائفية السودانية كحزب الامة و حزب الختم ما أشبه الليلة بالبارحة وأقصد عندما يعتقد أتباع المرشد والامام والختم بأنهم يمكنهم تحقيق ديمقراطية بفكرهم الديني وهذا ما فشل فيه الكاثوليك عندما واجههم توكفيل بفكره عن مفهوم الدولة ومفهوم الديمقراطية وكيف قد تحققت في أمريكا ولم تتحقق في القارة الاوروبية العجوزة؟ .
بالمناسبة فكرة توكفيل في نظرته للستة عقود التي أعقبت الثورة الصناعية كماضي وهمه بالمستقبل للشعب هو ما جعله يفكر في فكرة مفهوم الدولة والديمقراطية وما تحققه أي إمكانية العيش المشترك وفكرة تحقيق المسؤولية الإجتماعية نحو الفرد. ولتوضيح فكرة المسؤولية الإجتماعية نحو الفرد عند توكفيل وفكرة الشرط الإنساني يمكن توضيحهها في علاقة الأدب بتاريخ الفكر الإقتصادي مثلا عندما ظهرت أفكار توكفيل في فرنسا في إهتمامها بالفكر السياسي وكيف تغيّر المجتمع بعد الثورة الصناعية تقابلها في إنجلترى كيف لاحظ تشارلز ديكنز التغيرات التي لحقت بالمجتمع بعد الثورة الصناعية وقد أبدعها في رواياته كإنعكاس للتغيير الذي لحق المجتمع بعد الثورة الصناعية ونجدها في رواية أولفر تويست ورواية قصة مدينتين وفيها قدم ديكنز من الأفكار ما يرتقي لفكر توكفيل عن فكرة المسؤولية الإجتماعية نحو الفرد ولا تتحقق إلا عبر قيم الجمهورية وإزدهار الديمقراطية.
ونقصد هنا أن كل من توكفيل وديكنز قد لاحظا ما لحق المجتمع من تغير هائل بعد الثورة الصناعية وما ينبغي ما يلحقه من تغيير في الافكار لإعادة بناء مجتمع جديد مواكب للتطور وهذا ما يجب أن تلاحظه النخب السودانية أن المجتمع الحديث مجتمع متغيير على الدوام ويحتاج الى ملاحظة التغيير الهائل في المفاهيم وبالتالي إعادة التوازن للمجتمع عبر تحقيق العدالة و المساواة التي لا تتحقق بغير فصل الدين عن الدولة.
قلنا أن توكفيل لاحظ مرور ستة عقود على الثورة الصناعية وإنعكاسها على تغيير المجتمع وبالتالي نظر للإمام لستة عقود من جهة المستقبل وبالتالي كان توكفيل أول من تحدث عن نهاية فلسفة التاريخ التقليدية ونهاية الليبرالية التقليدية وما ينبغي أن يكون من فكر لفلسفة التاريخ الحديثة والليبرالية الحديثة وهذا ما جعل ريموند أرون يعيد أفكاره بعد قرن من الزمن ويؤسس بها فكرة الشرط الإنساني وكذلك بفكر توكفيل تمت محاربتة الفكر الشيوعي.
ولو طبقنا فكرة توكفيل في نظرته لأثار الثورة الصناعية على المجتمع ونظرته لمستقبلها على السودان عليه يمكننا أن نتحدث عن فشل النخب السودانية بعد الإستقلال خلال ما يزيد على الستة عقود و عليه كيف يمكننا أن ننظر لمستقبل السودان في العقود القادمة كما فعل توكفيل مع فرنسا بعد الثورة الصناعية ومستقبل المجتمع بعد التغيير الهائل.
هذا يجعلنا نقول أن لا حل غير الإنفتاح على تراث الإنسانية التاريخية حيث أصبح الفرد عقلاني وأخلاقي وتتبدى عقلانية الفرد واخلاقيته في قبوله بالمساواة مع الآخريين وكذلك ايمانه بحرية الآخريين وعليه أن اللجلجة التي تقوم بها النخب السودانية الفاشلة في تفكيرها الذي يتخفى خلف قناع الفكر الديني وقولهم عن علمانية محابية للأديان مؤشر على عدم عقلانيتهم واخلاقيتهم وهذا نتاج عدم إدراكهم بأن الثقافات متساوية في تفسيرها لظاهرة المجتمع البشري وعليه لا فرق بين الإسلام والكجور.
وبالتالي إن أردت أن تكون أخلاقي وعقلاني عليك أن تنظر بأن ثقافة الكجور متساوية مع الثقافة الإسلامية كمحاولتان لتفسير ظاهرة المجتمع البشري وعليه أن مسالة فصل الدين عن الدولة أي دين من أول المؤشرات الدالة بأن المجتمع السوداني قد أصبح مكون من أفراد كل منهم أخلاقي وعقلاني يؤمن بحرية الآخريين ومساواتهم له بلا أي حيل متقنعة بقناع اللاهوت الذي يفرض الايمان التبجيلي بالعنف المقدس كما هو متجسد في عنف الكيزان ويتعامل الكوز مع بقية الثقافات السودانية الأخرى بنفس فكرة عبء الرجل الأبيض كما كان يعتقد بأن ثقافات الشعوب الاخرى بدائية الى أن جاء كلود ليفي أشتروس وقال بأن كل الثقافت متساوية وليست هناك ثقافات وحضارات بدائية وبالتالي قلنا بأن الإسلام والكجور متساويان في تفسير ظاهرة المجتمع البشري.
وبالتالي لا يحتاج الشعب السوداني لمؤتمر دستوري أو مؤتمر تشاوري لكي يقرر فصل الدين عن الدولة بل هذه مهمة الأقلية الخلاقة التي تدرك إيحاء المجتمع وتترجمه في فكر يؤدي الى تجسيد فكرة العيش المشترك ويقوم بها المدركيين للفلسفة السياسية كشرط إنساني والفلسفة الإقتصادية مع علماء الإجتماع والانثروبولوجيين التاريخيين بعيدا عن ضوضاء المؤرخ التقليدي السوداني والقانوني التقليدي في السودان وهذا ما حققته الشعوب الحية منذ قرن من الزمان.
بالمناسبة الحديث عن توكفيل شيق ويفتح لك أبواب على فكر ريموند أرون لأن أرون جاء بأفكار توكفيل من قلب النسيان وحارب بها أفكار الوضعية المنطقية في فرنسا وكانت متجسدة في فكر ماركس وأوجست كونت وبالمناسبة ريموند أرون فعل وكرر نفس الطريقة التي قام بها توكفيل.
ريموند أرون كان على إختلاف كبير مع أساتذته في فرنسا بشأن خضوعهم للوضعية المنطقية المتبدية في أفكار ماركس أوجست كونت مثلما كان توكفيل في إختلاف مع طائفة الكاثوليك وإعتقادها بأنها ستجلب الديمقراطية كطائفة كاثوليكية وبالتالي جاء توكفيل بالديمقراطية الأمريكية كذلك ريموند أرون جاء بفكر الفلاسفة الالمان أمثال دلتاي وهوسرل وماكس فيبر وزيمل وتخلص بها من أفكار أساتذته كما تخلص توكفيل بالديمقراطية الامريكية من أفكار طائفة الكاثوليك في فرنسا فمن يخلصنا من طائفة كاثوليك السودان وأقصد أتباع المرشد والامام والختم؟.
بنفس الطريقة التي تدرجت بها أفكار توكفيل وأحتاجت لستة عقود وبعدها إنكشف غطاء الليبرالية التقليدية وإتضح مفهوم فكرة الدولة الحديثة وعلاقة الفرد المباشرة بها ونيله حقه كامل ويتمثل في المسؤولية الإجتماعية نحو الفرد كذلك في مطلع ثلاثينات القرن المنصرم لاحظ ريموند أرون بأن الكساد الإقتصادي العظيم ما هو إلا إعلان لنهاية فلسفة التاريخ التقليدية وبداية فلسفة التاريخ الحديثة.
وعليه كان ريموند أرون أول من إلتقط أفكار كينز عن فكرة التدخل الحكومي وفكرة الإستهلاك المستقل عن الدخل أي فكرة المقطع الرأسي الذي يمثل فكرة الضمان الإجتماعي وهي التي تمثل المحافظة على كرامة الإنسان كانسان وإشترك ريمون أرون مع كينز في قراءته التي تمثل قمة فن القراءة وعبرها قد دمج أفكار ادم إسمث أي دمج كتابي أدم اسمث نظرية المشاعر الأخلاقية مع كتابه ثروة الامم وخرجا مع كينز بفكرة التدخل الحكومي لتحقيق فكرة الضمان الإجتماعي وفكرة تحقيق معادلة الحرية والعدالة.
وبالمناسبة هذا البعد أي أن الفكر الليبرالي هو الأقدر على تحقيق العدالة غائب عن أغلب النخب السودانية وهذا هو سر إعتقاد النخب السودانية في الإشتراكية مع جهلهم بأن الفكر الليبرالي هو الأقدر على تحقيق العدالة والحرية و أسرع على تجسيدها من الفكر الإشتراكي.
وسبب جهل النخب السودانية بالفكر الليبرالي هو ما يجعل أغلب النخب السودانية تنجر خلف طرح الشيوعي السوداني وهو مجسد العداء للفكر الليبرالي وهو أسير أي الشيوعي السوداني تربية حزبية لا تخرّج غير نخب عاطبة أسيرة التربية الحزبية والزج والتعبية التي لم تخرّج لنا مفكريين بقامة ريمون أرون وهو الملقب بأنه المثقف الذي لم ينخدع بماركسية ماركس.
وعليه يمكننا القول بأن جهل النخب السودانية بأدب الفكر الليبرالي بشقيه السياسي والإ قتصادي قد يكون هو السبب في فشل النخب السودانية المزمن وكسادهم الفكري هو سبب عجزهم عن إنجاز تحول ديمقراطي جيل عبر جيل وخاصة لو لاحظنا أنهم جيل عبر جيل يتحدثون عن العدالة ويعتقدون انها لا تتحقق إلا عبر الفكر الإشتراكي والعكس صحيح.
وأغلب النخب السودانية تكرر بلا تمحيص بأن الرأسمالية لا محالة زائلة وهيهات ونقول ذلك لأن الرأسمالية ذات علاقة طردية مع الديمقراطية والديمقراطية ذات علاقة عكسية مع الشيوعية ومن هنا تبداء دعوتنا للنخب السودانية لتغيير فهمهم الخاطئ عن الفكر الليبرالي بشقيه السياسي والإقتصادي إذا أرادوا تحقيق تحول ديمقراطي في السودان وهذا من أجل تحقيق معادلة الحرية والعدالة.
هون عليك وبس روق واصفي يا استاذنا الماجد التحفة الفريدة طاهر عمر …
بصراحة ما كتبت يعد فتح جديد في عبقرية الاندرواة السودانية الموروثة والمكتسبة في آن واحد …
يعني الواحد فيكم يسمعوا لي باسم خواجي في مجلة مغربية وطوالي يقوم ينظر ويتشوبر !!
ذلك تاريخ قديم غاية في القدم حول صراع تأسيس الدولة العلمانية والجمهورية والكنيسة ,, الخ الخ
يا هداك الله ما هي علاقة الكسي اونري كونت توكفيل والكاثوليك الفرنسين … وقد عاش في امان الله في فرنسا الــ 1800، وسودان االيوم في عام 2025 ؟؟!!
مولانا الكونت ارستقراطي نورماندي، قدس الله سره الحسيب النسيب الفرنسي توكفيل طيب الله ثراه توفي الي رحمة مولاه عام 1859 !!
سلام وتحية أستاذ طاهر عمر
جاء في مقالك هذا: (.. كلود ليفي أشتروس قال بأن كل الثقافات متساوية وليست هناك ثقافات وحضارات بدائية وبالتالي قلنا بأن الإسلام والكجور متساويان في تفسير ظاهرة المجتمع البشري. )
نعم كل الثقافات متساوية: هي متساوية في طبيعتها ذلك أن أيا منها يشكل نظاما منغلقا مكتفيا بذاته ، كما يقول الانثروبولوجي كليفورد قيتس تحديدا كتابه المعارف المحلية.
وهذا يعني ان الأيديولوجيا الإسلامية، أيضا، تساوي الأيديولوجيا النيو ليبرالية. وليس فقط الكجور. تساويها في انشغالها بضبط المجتمع الذي تعيش فيه. تشترك معهما في هذا الانشغال سلطة الكجور.
لكن الإسلام يحتاج نظرا خاصا. فكي نصل لشقه السياسي لابد من الفصل بين مكونين يكونانه.
وهما:التصوف، وهو التجربة الإنسانية التي تقوم حتى خارج الأديان بدليل تصوف محمد بن عبد الله
نفسه في غار حراء. قبل الرسالة. التصوف خلو بطبيعته من غلظة الأيديولوجيا ونزاعاتها، بدليل الاجماع الذي لقيه محمد بن عبد الله المتصوف وسمي بالأمين وكان له شرف رفع الحجر الأسود إلى موضعه كما هو معلوم.
ثم نأتي للمكون الآخر: الرسالة وهي، في نظري، أدلجة لقيمة التوحيد التي نضجت في التجربة الصوفية، تختلف عنه. فهو تجاوز للتاريخ يتحقق في الخيال الصوفي فقظ. اما الرسالة فقد نسبت نفسها للتاريخ واصبح التاريخ كفيلا بها. الرسالة لانها نظام سياسي ايديولوجيا ظهر معها النزاع والصدام الذي لم تعرفه حقبة تصوف غار حراء.
هكذا نجد ان المتصوف ينشغل بترقية ذاته. اما الرسالة فشاغلها ضبط المجتمع. وهي بهذا تشكل نظاما سياسيا.
اذن الإسلام المتداول في نزاعات اليوم انما هو ذلك النظام السياسي الإسلامي وهنا يكون له كامل الحق في المشاركة السياسية وفق قواعد الديمقراطية وشرط قبول التنافس.
الفارق بين الإسلام والكجور ان الإسلام مورس كنظام حكم في العصر الحالي وله حضور دولي، مثل تركيا وحكم مرسي. اما الكجور فظل منغلقا خَبْئًا بين الجبال.
قولك: (الرأسمالية ذات علاقة طردية مع الديمقراطية)
لو تابعنا ما يجري اليوم وليس الامس سنجد ان هذا الافتراض انعكس تماما. ربما يمكن الكلام عن مرحلة علاقة جيدة بين الديمقراطية والرأسمالية. لكن الرأسمالية نفسها هي
التي جعلت الترافق الطردي مستحيلا. .
ذلك ان تراكم راس المال قلص من الطبقة الارستقراطية لتنتهي لأقلية أوليقارشية. هذا ما تم بالفعل وظهر في الفترة الأخيرة. وقد نعت الوضع بانه الفاشية تعود من جديد. ولو اخذنا بحركة شعوب العالم ( وهي سند شعوبنا الوحيد في هذا العالم القاسي.)، نجد من الشعارات ما يؤكد ويقاوم حقيقة الأقلية المتسلطة. مثل هذا الشعار المرفوع في نيويورك: نحن 99 في المائة؟
في كتاب اختراق القوة مؤلفه مرشح الرئاسة الامريكية رالف نادر، منافسا لجورج بوش 2000
، يقول:(عندما تحكم فئة قليلة من الناس مجتمعا يعتبر النظام السياسي أوليقارشية؛ عندما يحدد المال والثراء كيف يحكم المجتمع يكون النظام السياسي بلوتوكراسي. من وجهة نظر مجتمع ديمقراطي حقيقي كلا من الأوليقارشية والبلوتكراسية تعد غير عادلة وتعد فسادا ).
كلام ترامب المتصل عن المال يوضح ذلك جيدا.
تقول:
(الفكر الليبرالي هو الأقدر على تحقيق العدالة.)
.تجد الكثير من الاوراق العلمية حول تعاكس النيو ليبرالية مع الديمقراطية وهذا مقبوس من واحد منها:(إن عداء الليبرالية الجديدة للديمقراطية يمكن أن يُستشعر أيضاً في العالم المتقدم على وجه التحديد: فبسبب “الطبيعة المعادية للديمقراطية بشكل عميق للليبرالية الجديدة [..] فإن العجز الديمقراطي في البلدان “الديمقراطية” اسمياً مثل الولايات المتحدة أصبح الآن هائلاً”.).
في هذا الرابط:
https://shorturl.at/JFpdE
وهذا يتم في نظري كنتيجة منطقية لاحتكار وتراكم راس المال. فتراكم رأس المال المضطرد في نظام ديمقراطي هو الذي هد الديمقراطية في خاتمة المطاف.
ولكن نتمسك بالديمقراطية رغما عن ذلك بشرط تدبر النظام الديمقراطي الملائم. وغالبا هي الديمقراطية المباشرة وليست ديمقراطية الصناديق النيابية. لي اقتراح في مقال أتوقع ان تنشره الراكوبة الغراء قريبا، عن الديمقراطية المباشرة كنظام حكم يلائم أوضاع البلاد.
جاء عنك :(وبالتالي لا يحتاج الشعب السوداني لمؤتمر دستوري أو مؤتمر تشاوري لكي يقرر فصل الدين عن الدولة بل هذه مهمة (الأقلية الخلاقة) التي تدرك إيحاء المجتمع وتترجمه في فكر يؤدي الى تجسيد فكرة العيش المشترك .)
كأنك تقصد أهل الحل والعقد عند فقهاء الاستبداد.
(أهل الحلّ والعقد هو مصطلح إسلامي يقصد به أهل الاجتهاد، حسب مفهوم علماء الأصول ، وحسب الإمام النووي هم العلماء والرؤساء ووجوه الناس الذين يرجع النّاس إليهم في الحاجات
والمصالح العامّة،)
اعتقد ان ترسيخ نظام ديمقراطي اجدى من طرح العلمانية. فهناك علمانية مع نظم مستبدة مثل مصر، تونس وغيرها.وقد رأينا في لقاء نيروبي كيف ان العلمانية تتقرر من تجمع انقلابي. أم لعلهم هم تلكم الأقلية الخلاقة؛ اهل الحل والعقد. الديمقراطية اعمق من العلمانية وتحتويها.
وأخيرا اذكرك بتفاعل سابق معك حيث عرضت عليك هذا الرابط لتتحقق من صحته. به زعم ان رايموند ارون كان ضمن ماجورين للمخابرات الامريكية لتشويه الفكر الماركسي.
قيل كان ذلك بعد الحرب العالمية الثانية.ولعل صيغة رايمون الذي لم ينخدع بالماركسية تدلل على ذلك. فهي صيغة غريبة على السجالات
الفكرية. وبالتالي لاتشبه إلا عمل بروباقاندا دعائية لأجهزة مخابراتية.
https://shorturl.at/Vr22z
Raymond Aron
لك تحياتي أستاذ طاهر عمر