لمن لديهم أطفال ذوي إحتياجات خاصة (الحياة هبة الله)

الحياة هبة الله سبحانه وتعالي المجانية إلينا والتي لا يمتن بها علينا، بل يريدنا التشبث برحمته و غفرانه و قبلهم الانصياع لمنهجه الحق في الدنيا لنفوز برضاه في الدارين حيث لا ملجأ منه إلا إليه.
حياتنا مجموعة أقدار سطرها الخالق سبحانه و تعالي عنده في الأزل حيث رُفعت الأقلام و جفت الصحف.. نعيش حياتنا و الأمل أخضر أن تكون هي أنضر و نسعي لذلك جاهدين باذلين أفضل ما عندنا لنصل إلي مبتغانا و بتوفيق العلي القدير نبلغ ما نريد. إلا أن تيار الحياة يسبح أحياناً عكس مشتهانا في بعض الأحيان، فيكون المصاب و الذي لا نريد أن نسميه دوماً (خطب عظيم و أمر جلل) من غاشيات الدنيا و نقف عنده وقفه لا نبارحها أبد الدهر..؟
الإنسان بصبره و إستبصاره بنور ربه يقهر المستحيل، هذا إذا كان هناك مستحيل أصلاً في هذه الدنيا التي يُعد تواجدنا فيها مُؤقتاً..؟ لذا يكون التباكي علي ما بها بعثرة للنفس و تشتيتاً و تفتيتاً لطاقاتها و ملكاتها..
الإعاقة (بدنية كانت أم ذهنية) مهما كان حجمها و نوعها، فهي إحدي أقدار الله التي يصيب بها بعضاً من عباده ولنقل أنها إن شاء الله لتمحيص العبد و من حوله من أهل و أصدقاء و معارف.. الحصيف من يتقبل أمر الله و يجعله قرباناً يرتفع به درجات إلي أعلي المقامات عند ربه..
أطفالنا.. صغارنا وفلذات أكبادنا نجد عندهم صدقاً و أنساً قد نفتقده عند ذواتنا ناهيك من أن نجده عند الأخرين، نداعبهم، نلاعبهم، نلاطفهم، نضاحكهم و نراقصهم، فيدغدغون فينا الإنسان النبيل ويشكلون في دواخلنا أنساً و سكوناً فيستدرجوننا من قاع الحياة إلي إيقاعها و يرسمون لنا لوحات من الجمال صاغه الخالق سبحانه و تعالي، فنتنعم نحن بإحدي زينتي الحياة الدنيا و يستعصم البديع سبحانه و تعالي بالقدرة و الخلق و التفرُد، و نلهج نحن له بالحمد و الثناء..
ولكن ذلك الجمال قد يعتريه شئ من المصاب الرباني، فتنقص تلك اللوحة و تفتقد بعضاً من ألوانها الأخاذة.. و هنا يكون دور الأسرة المتلزمة بالحكمة و الصبر علي البأساء و الضراء وهي الأسرة الساعية إلي رضا ربها دوماً و لا تتحرج كون أن أحد أبنائها إختاره الله ليصيبه بقدره و ليعوضه فيما فقد أبدع منه و يجعله به عصفوراً في الجنة بإذن الله.. ما يصيبنا في أنفسنا أو أبنائنا لا نسعي إليه، بل نجده قدراً ماثلاً لا فكاك لنا منه إلا بالإستعانة بالله تعالي و أن نستغل ما تم تكوينه و إنشائه من أجلنا و من أجلهم كي يخف المصاب و من هنا يجئ الفجر الأبلج من الجمعيات الخيرية لذوي الإحتياجات الخاصة المنتشرة في ربوع البلاد و خارجها و ربما في أماكن محددة من أجل (تأهيل) ما يصيب ما لدينا من صغار ليعيشوا مع الحياة و للحياة يغردون مع عصافيرها في أسرابٍ متناغمة..فدعونا لا ننظر إليهم على أنهم (متخلفين) أو (خلاقات) ، بل نأخذهم إلي هناك و لا نجد في ذلك حرجاً و لا نتحرج من مجتمع أو أخر ربما له (أسوأ) مما لدينا و لا نتوارى بهم عن الأنظار..!!
أن ننتظر الدنيا أو ما حولنا فقط ليمنحوننا سعداً، فذلك إستجداء لشبه المستحيل..أن نبحث عن الأمل و الضحكات في دواخلنا، فذ لك الترياق الناجع و حينها تكون حتي الدموع ضاحكة مستبشرة ترحل معها أهات باكية المصدر مرتجية أن تعانق حلم الغد و بشراه الأخضر. فلاندع المأقي تدمع، إلا لما هو أروع.
و دمتم
الرشيد حبيب الله التوم نمر
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الامور بيد الله ياصديقي ويابخت من حمد الله في السراء والضراء فحديث الرسول عليه افضل الصلوات واتم التسليم واضحا (( امر المؤمن كله خيرا ان اصابه خيرا فشكر وان اصابه ضرا فصبر )) والله اعلم ولنا في رسول الله اسوة حسنة لقد توفي والده ولم يراه وتوفت والدته وهو طفل صلي الله وسلم عليك ياحبيبي يا سيدي يارسول واكبر من هذا كله اين هو عليه صلوات ربي وسلامه لقد مات انه حبيب الله ولقد مات ودفن تحت التراب فأي مصاب بعده بالله عليك
    أسأل الله ان يجزيك من الخير مالا تحصيه وان يعينك عليه بشكر لا ينقطع الا ان تلقي الله راضيا مرضيا واياك وكافة امة محمد ان رحمة ربي وسعت كل شئ

  2. جزاك الله خيرا وشكرا على هذا المقال الذي ضخ فينا شحنة من الايمانيات والتمسك بالصبر فكل امر بيد الخالق نحمده ونشكره على كل حال. الحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..