سجن كوبر حادث وحديث

لن أكذب إن قلت إننا جميعاً نعلم ما يدور في سجون السودان كلها وكيف يعيش النزلاء وماذا يأكلون وكيف يعاملون ؟ فالأمر ليس سراً فهؤلاء النزلاء هم أبناء هذا الشعب ولا أعتقد إن هناك أحداً في السودان ليس له قريب في أحد السجون، ولا أعتقد إن هناك من يرى أن سجوننا وضعها جيد، فرغم الجهود التي تتحدث عنها الحكومة إلا إنها ما زالت بعيدة عن تقدير جيد، خاصة فيما يتعلق بالمعاملة والأكل والشرب والبيئة، فإذا كنا نحن خارج السجون نعاني الإهمال الرسمي فكيف سيكون حال من يقبعون خلف أسوار السجون؟ .

بالأمس نقلت التيار خبراً يقول سيطر التوتر على سجن كوبر ليومين متتاليين وأوشك زمام الأمور أن ينفلت لولا تتدخل الشرطة لاستعادة الهدوء، وقد دخل عدد من النزلاء في إضراب مفتوح عن الطعام إحتجاجاً على مصادرة سلطات السجن مواقد بلدية يستخدمونها داخل العنابر لطهي الطعام الذي يتواءم معهم ومعلوم لدينا جميعاً إن من حق الإنسان أن ياكل ما يعجبه وينفع معه خاصة إذا كان يعاني من مرض، وهذا الحادث كشف لنا كيف يعيش النزلاء في سجن كوبر وهو مثال لكل السجون

أولاً إطعام المساجين مسئولية إدارة السجون وحدها، عليها أن توفر للنزلاء الطعام الذي يتناسب مع كل شخص حسب ظروفه الصحية، خاصة وإن هناك كثيرين دخلوا السجن وانقطعوا عن أهلهم أو انقطع أهلهم لأسباب كثيرة، ثم كيف يستخدم النزلاء مواقد فحم ويطبخون بأنفسهم داخل العنابر؟ ثم لماذا يأتون لهم بالطعام في جرادل؟ هذا كلام غريب فعلاً (العدة كملت)، ولماذا لا يكون هناك مكان خاص يقدم لهم فيه الطعام (صفرة ) كما هو في أغلب سجون العالم، ولن نتحدث عن عقلية البصيرة أم حمد التي استخدمت لحل المشكلة فزادتها، وبالمناسبة أتوقع أن تعاقب الإدارة النزلاء بمزيد من التقشف، فحسب ما نسمع هي تعتبر المطالبة بالحقوق (حقارة ليها) وليس بحثاً عن عدالة.

التيار