مقالات وآراء سياسية
تشخيص وتكييف الواقع بعد 25 أكتوبر و21 نوفمبر ملامح الاتفاق السياسي

المستشار فائز بابكر كرار
عادة المراحل الانتقالية هى مرحلة تمهد لصناعة دستور جامع ودائم ، وتمهد لقيام انتخابات تحكم الدولة الوطنية وتؤسس لدولة القانون والتحول الديمقراطي ، الجدير بالملاحظة أن الوثيقة الدستورية فى الأساس قامت على اتفاق سياسي وقع فى يونيو 2019 بين المكون العسكري والمدني والان بموجب الاتفاق السياسي الموقع في 21 نوفمبر 2021 أصبحت المرجعية الأساسية وبناء على ذلك قد تجرى عليها كثير من التغيرات والتعديلات.
تشخيص وتكييف الواقع بعد 25 اكتوبر 2021 وتوقيع الاتفاق السياسي فى 21 نوفمبر 2021، من ناحية كيف يحكم السودان فى الفترة الانتقالية تركت لبنود الاتفاق السياسي باعتباره الإطار المحدد لطبيعة الشراكة السياسية ، أما مسألة انتقال السلطة المدنية تنتقل لحكومة منتخبة ، وجاءت أهم المرتكزات في جعل الوثيقة الدستورية مرجعية اساسية بدلا من وثيقة حكم المرحلة الانتقالية وفق برنامج الحرية والتغيير التى أوجب الاتفاق السياسى خضوها للتعديل وبأن تنفيذ مهام الفترة الانتقالية تحت إشراف مجلس السيادة مع إعطاء وضعية خاصة لاتفاق سلام جوبا وقضايا شرق السودان.
من زاوية اخرى يمكن قراءة ماتم توقيعه فى الاتفاق السياسي من الناحية الشرعية والقانونية من آخر بند في الاتفاق انه اعاد لرئيس الوزراء صفته الدستورية المستمدة من الوثيقة الدستورية ويؤكد ذلك القبول الضمني أنه صفته قد سحبت بعد قرارات 25 أكتوبر 2021 والجدير بالذكر أن صفة رئيس الوزراء منحت بموجب قرار القائد العام وهذا يدلل ان تعيين رئيس الوزراء تم بموجب قرار القائد العام وهذا من أول الاحتمالات التي قد ترد في التعديل المشار اليه فيما سوف يتم فى الوثيقة الدستورية بدلا من اختيار وترشيح رئيس الوزراء من قبل قوى إعلان الحرية والتغيير حسب ما كان فى المادة (15) من الوثيقة الدستورية وهذا وفق ما نص عليه فى البند الرابع عشر من الاتفاق السياسى أعاد حمدوك رئيسا للوزراء بعد تعطيل المادة(15) من الوثيقة الدستورية.
ولكن هذه الخطوة كان يجب ان تكون وفق مرسوم دستورى يعيد وضعية رئيس الوزراء يسبق التوقيع على الاتفاق السياسي حتى يكون التوقيع من حمدوك مصحوبا بصفة دستورية فى ظل غياب وإنهاء الشراكة السياسية مع الحاضنة التى اختارته ورشحته لمنصب رئيس الوزراء.
وفى البند الرابع من الاتفاق السياسى وضع مجلس السيادة مشرفا على تنفيذ مهام الفترة الانتقالية التى كانت فى المادة (8) من الاختصاص والسلطات الكاملة لرئيس الوزراء التى كان يديرها وفق برنامج إعلان الحرية والتغيير ، بموجب البند السادس أصبحت إدارة الفترة الانتقالية بموجب الإعلان السياسى والذى بموجبه تم تحديد إطار الشراكة السياسية بين المكون العسكري والقوى المدنية بالاضافة للإدارة الاهلية وقطاعات المجتمع الاخرى .
بالرغم من التأكيد فى البند اولا من نص الاتفاق السياسى أن الوثيقة الدستورية هى المرجعية وتأكيد أن الشراكة بين المدنيين والعسكريين هى الضامن وفق ما ورد فى البند ثالثا من الاتفاق السياسى إلا أنه نجد فى البند خامسا أن انتقال السلطة لحكومة مدنية منتخبة: هل يعني ذلك استمرارية رئاسة مجلس السيادة للمكون العسكري الى حين قيام حكومة منتخبة ؟
للاجابة على السؤال لابد من قراءة البند سادسا من الاتفاق السياسى الذى حدد بموجبه أن الإعلان السياسى يحدد إطار الشراكة السياسية والمدنية بين المكون العسكري والقوى المدنية فى شكلها الجديد الذى يشمل الإدارة الأهلية ولجان المقاومة وقوى الثورة الحية ورجالات الطرق الصوفية، هنا نستطيع القول انه تم تصنيف القوى السياسية الوطنية وتحديد مكوناتها ؟ التى كانت فى المادة (16) الفقرة (1) تنفيذ مهام الفترة الانتقالية وفق برنامج إعلان الحرية والتغيير ، وهنا نستطيع القول ان الوثيقة الدستورية اصبحت مجرد مرجعية مع احتمال مرجعيات أخرى مع اختلاف طبيعة تنفيذ برنامج الفترة الانتقالية والالتزام ببنود الاتفاق السياسى الاطارى .
فيما يخص مدة الفترة الانتقالية 39 شهرا وانتقال رئاسة مجلس السيادة للمكون المدنى التى كانت فى المادة (7) من الوثيقة الدستورية نجد مانص عليه فى البند خامسا إنتقال السلطة الانتقالية فى موعدها المحدد لحكومة مدنية منتخبة وهذا يعنى استمرار رئاسة مجلس السيادة للمكون العسكري الى حين قيام حكومة منتخبة.
الاتفاق السياسي جاء مؤكدا لتعديل الوثيقة الدستورية بالتوافق بهدف توسيع المشاركة السياسية ، ونجد أن التعديل فى الوثيقة الدستورية كان منحصرا على موافقة على أغلبية ثلثى أعضاء المجلس التشريعي الانتقالي وفق المادة (78) من الوثيقة ، وبهذه الآلية وضمان تحقيق توسيع المشاركة السياسية قد تزيد مقاعد المشاركة في المجلس التشريعي الانتقالي بسبب حصرية تشكيل الحكومة التنفيذية على كفاءات مستقلة (تكنوقراط) .
الوضعية الخاصة فى الاتفاق السياسى فى البنود سابعا التحقيق فى الأحداث التى تلت 25 اكتوبر ، وفي مايخص اوضاع الاقاليم التأكيد فى اولا مراعاة الاوضاع الخاصة بشرق السودان وفق اطار يضمن الاستقرار والتراضى وفى ثامنا : تنفيذ استحقاقات سلام جوبا، وفى تاسعا اهم مافى بنود الاتفاق السياسي بعد وقف اراقة الدماء استكمال جميع مؤسسات الحكم الانتقالية المتمثلة فى تكوين المجلس التشريعي ومجالس القضاء والعدل والنائب العام ، ومفوضيات الانتقال المتمثلة فى مفوضية الدستور والانتخابات وغيرها.
الاتفاق السياسي تأكيد وتنفيذ الإجراءات التى تمت فى 25 أكتوبر واصباغ السمة الشرعية عليها بموجب بنود الاتفاق الإطاري مع لمحة التأكيد على أن الوثيقة الدستورية هي المرجعية التي ينتظرها التعديل لتتواءم مع شكل المرحلة الانتقالية الجديدة ذات المشاركة السياسية الواسعة والحكومة المستقلة تحت إشراف مجلس السيادة على تنفيذ مهامها ، وبعدها تنتقل السلطة لحكومة منتخبة دون تحديد اجل غير أن الحكومة انتقالية تدار بشراكة المكون العسكري والمكونات السياسية والاجتماعية الاخرى ، ولكن اهم مافى الاتفاق السياسى التأكيد والاسراع فى استكمال جميع مؤسسات الانتقال وتكوين المجالس والمحكمة الدستورية مما قد يؤهل المرحلة الانتقالية لحكم القانون.
يا بني لو ما فاهم لا تشوش على الناس العاديين والصحفيين ساي. بتقول الاتفاق أعاد لحمدوك صفته الدستورية المستمدة من الوثيقة الدستورية – وهذا كلام غلط لأن صفة حمدوك الدستورية كرئيس وزراء في الوثيقة هي كونه رئيس وزراء لحكومة الثورة بتفويض شعبي وسياسي واسع من كل قوى التغيير بدءاً من لجان المقاومة ووالمهنيين والأحزاب ومن المكون العسكري حسب زعمهم الانحياز للثورة! أما صفته بموجب الاتفاق هل أنت أطرش ما سمعت كل القانونيين بقولوا شنو؟ ألم تسمع عبد الواحد محمد نور وهو قانوني أقدم منك قال حمدوك بدل ما كان رئيس حكومةالثورة صار موظف عند البرهان – وبعضهم زاد – بدرجة رئيس وزراء حكومة الانقلاب – وحمدك نفسه في مقابلة فرانس 24 قال لا يوجد توصيف آخر حسب الأعراف الدستورية لعملية الاستيلاء على السلطة في 25 أكتوبر غير الانقلاب على الشرعية – فالشاهد أن البرهان الوهمان بسبب ترهاتكم القانونية كمستشارين قانونيين وخبراء استرتيجيين وأمنيين وسياسيين كذبة وجهلة – يقول إنه بموجب الاتفاق (أو عقد العمل كما فهم عبد الواحد وبعض الكتاب في هذه الراكوبة – قد قام بتعيين حمدوك ليكون رئيس وزراء تحت إشرافه وتوجيهاته بمعنى سكرتير لقائد الجيش . وقد قيل لحمدوك كيف تخدم قائد انقلاب على الشرعية – فرد بنفس رده الخائب، وإن لم يكن لحقن الدم، قائلاً الخيارات ضيقة وليس في الامكان أفضل مما كان – ولو أنه تريث أو رفض الحضور للتوقيع مباشرة – حتى ولو أحضروه بالقوة – لمارس حقه في مراجعة النص واستشار وتنور بالأخبار عن ردود الفعل الدولية والأمريكية خاصة – لعلم أنه في الموقف الأقوى لفرض شروطه وأقلها اطلاق سرح المعتقلين أولاً ومقابلته لهم ليعلم نوع المعاملة التي عوملوا بها – ولو وجد ما يشير إلى جرائم ارتكبت في حق أي واحد منهم – أن يشترط تقديم مرتكبيها للمحاكمة ويكفي تسليمهم للنيابة وفتح الدعاوي والتحقيقات معهم – ثم بعد ذلك يشترط تعديل مسودة الاتفاق لتكون حسب ما قال برمة الكاذب الضليل الذي أشاع بأنهم توصلوا إلى صيغة اتفاق أن يختار حمدوك وزراء تكنوكراط دون قيد من جهة أو أي اتفاق آخر خاصة اتفاق جوبا بالذات من يختاره منهم لابد وأن ينطبق عليه شرطالكفاءة والمهنية التقنية وألا تتدخل ولا توجهه أي جهة وأهم من ذلك أن يضطلع ويمارس كل صلاحياته التنفيذية كرئيس جمهورية لأن صلاحيات رئيس الجمهورية الرئاسية تؤول لرئيس الوزراء في النظام البرلماني – ومن ثم يكون هو القائد الأعلى لكافة القوات النظامية من جيش وشرطة وأمن ومليشيات جنجويد أو حركات مسلحة ويمارس صلاحياته بهذه الصفة لإعادة هيكلها في جيش واحد ينص على تقييد عقيدته العسكرية بموجب قانون القوات المسلحة والشرطة والأمن – هكذا أو كذلك ألقى السامري البرمة – ثم انسحب قبيل أو عند لمة التوقيع على المسودة المكذوبة أو المبدلة وربما أدرك الناطق الرسمي للحزب كذبة رئيسه المكلف فبادر إلى اصدار بيان بموقف الحزب الرافض للتفاق بخلاف الشروط التي كذب بشأنها برمة ناصر!!
((ولكن هذه الخطوة كان يجب ان تكون وفق مرسوم دستورى يعيد وضعية رئيس الوزراء يسبق التوقيع على الاتفاق السياسي حتى يكون التوقيع من حمدوك مصحوبا بصفة دستورية فى ظل غياب وإنهاء الشراكة السياسية مع الحاضنة التى اختارته ورشحته لمنصب رئيس الوزراء))؟!
يابني من وين يجيبوا ليك مرسوم دستوري من قائد عام الجيش وهي الصفة الوحيدة الخلعها عليه من دون الآخرين ابن عوف وزير الدفاع في نظام انقلابي باطل وصفته الدستورية التي منحتها له الوثيقة الدستورية – كعضو مجلس سيادة لاحظ عضو وليس رئيس لأن الوثيقة لم تنص على رئيس لمجلس السيادة له صلاحيات دون أي عضو فيه – لأن رئاسة المجلس أي إدارة جلساته – شأن خاص بالمجلس ولائحته التي يقررها الأعضاء – أو يتركونها بحسب أكبرهم عمراً فهي أمر ليس بذي بال وقد يختار المجلس في كل جلسة من يديرها – ولكن فهم العسكر غير فقال كبيرهم تكون لي الرئاسة أول الفترة فسكتوا عنه فعين نائباً أول له واصبحا يتصرفان كأنما هما فوق بقية الأعضاء بل كأنهما رئيس الجمهورية ونائبه الأول !! مع أن سلطة رئاسة الجمهورية التنفيذية آلت لرئيس مجلس الوزراء بالنظام البرلماني أي إلى حمدوك ونشطا كرئيس جمهورية ونائبه الأول وهاك يا علاقات خارجية وتطبيع وتجارة لحوم وتصدير دهب وتهريبه وغيره من فساد النظام البائد.
نواصل
((والحكومة المستقلة تحت إشراف مجلس السيادة على تنفيذ مهامها ..))؟
كل كلامك فوق هذه الفقرة هردبيس ما عرفت أمسك في حاجة منه أرد عليها ولكن العبارة المقتبسة وما تلاها فعلاً تكشف عدم فهمك لأمور كثيرة لا تفوت على فطنة الصحفي العادي غير القانوني! كيف تكون هناك حكومة مستقلة تحت اشراف كائن ما كان – يابني من يكون تحت الاشراف لا يمكن أن يكون مستقلاً في ذات الوقت – هذا منطق بدهي تمليه طبيعة الأشياء – فالاشراف يعني التوجيه والتوجيه قد يكون أمراً افعل كذا أو نهياً وفي النهاية إذا لم يتم التقيد بالتوجيه فالنتيجة هي عدم الموافقة من المشرف – وعدم الموافقة يعني عدم النفاذ فلا يستطيع رئيس الحكومة اصدار قراراته ويذيلها بمادة (على الجهات المعنية وضع هذا القرار موضع التنفيذ) لأنه سيكون لديها أمر من المشرف بعدم تنفيذ ذلك القرار أو أي قرار من رئيس الوزراء مالم تحصل على الموافقة من المشرف (رئيس مجلس السيادة)– وإذا كان مستشارو الوهمان استخدموا الكلمتين المتناقضتين لإيهام حمدوك باستقلاليته، وفعلاً اتوهم وظل يردد بعد الاتفاق بأنه حر في اختيار وزرائه من التكنوقراط – ولكن طالما هناك بند بإشراف مجلس السيادة – ولاحظ هو ليس كمجلس السيادة السابق الذي يفترض أن يقرر بأغلبية ثلثي الأعضاء- بل هو مجلس سيادة اسماً فقط والمقصود رئيسه لأن رئيسه الذي عين أعضائه يمكنه استبدالهم في أي لحظة وهذا وحده يكفي لانقيادهم لتوجيهاته ورغباته في كل صغيرة وكبيرة ولا يشفع لبعضهم كونهم جاءوا أعضاء منذ المجلس السابق بموجب اتفاق جوبا الذي تم دمجه في الوثيقة الدستورية أو جعلوه يسود علىيها والتي على كل حال قضى عليها هذا الانقلاب في 25 اكتوبر وتم تأكيد الاجهاز عليها بهذا الاتفاق الخاص والذي في حقيقته عقد عمل تحت اشراف المخدِّم.