مقالات وآراء

حكومة الفلول ومواجهة أخرى خاسرة

م. نزار خضر محمد

السلوك الذى ظلت تتبعه حكومة الامر الواقع ببورتسودان برفض كل الحلول المطروحة من اجل إيقاف هذا الحريق الهائل الذى شب بالوطن وقضى في طريقة على كل شي جميل واحال البلاد الى حطام ومازال مسلسل نزيف الدم السوداني مستمرا وبلغت كلفة الحرب معدلات عالية حيث حصدت الحرب بين الطرفين أرواح الأبرياء من أبناء الوطن الانقياء وعم الخراب والدمار القرى والحضر وهذا السلوك دائما ما درج عليه الكيزان والفلول من محاولة تجاوز الواقع وإظهار ان الأمور تحت السيطرة وان البلد امنة مطمئنة وهذا هروب من الواقع الماثل الان حيث فعليا المواطنين يقتلون ويشردون ويهجرون على مراي ومسمع من العالم ، وكان لابد ان تتحرك الأمم المتحدة لتفعل شيئا من اجل إيقاف هذا الجنون وانحدار البلد نحو هاوية التفكك والتلاشي فكان ان صدر تقرير الخبراء الذى جرم الطرفين بانتهاك حقوق الانسان وارتكاب جرائم ترقى لجرائم ضد الإنسانية وأوصى بقوات اممية تتدخل لوضع حد لهذا السيل من الدماء والدموع الذى عم ارجاء الوطن فكانت هذه التوصية التي سيكون لها ما بعدها وفعليا الأمم المتحدة قد حزمت امرها لوضع حد لهذه الكارثة الإنسانية التي حلت بالسودان بشتى السبل حتى ولو اضطرت ان تتدخل عسكريا بواسطة قوات على الأرض فمصلحة العالم تقتضى بان السودان لا ينهار تماما ويصبح مأوى للإرهابين والدواعش وتصبح البلد مستباحة اكثر مما هو حادث الان .
كانت الأمور تحت السيطرة قبل اندلاع هذه الحرب المدمرة الان الأمور أصبحت خارج سيطرة الطرفين تماما فقد نزعت هذه الحرب الشرعية من الطرفين الدعم السريع بالانتهاكات التي ارتكبها بحق المدنيين الأبرياء بكل المناطق التي اجتاحها وكذلك الجيش المختطف من الفلول الذى قصف كثير من المناطق التي بها مواطنين أبرياء مما ضاعف من اعداد الضحايا والقتلى ولذا فقد نزعت الحرب شرعية الطرفين ولابد من يتوافق أبناء السودان على إعطاء شرعية الحكم لمن يستحقها الذى يعمل على المحافظة على البلاد ويهتم لأمر المواطنين ووسلامتهم وصون كرامتهم فالطرق التي اوصلتنا لمحطة هذا الدمار لابد ان يسلك السودان غيرها فعليا السودان عاد الى نقطة الصفر وعلية البدء من جديد في كل شي شكل الدولة مستقبلها الأسباب التي أدت الى اشتعال هذه الحرب كيفية إعادة الترابط ما بين أبناء الوطن نبذ خطاب الكراهية اختيار كيف يكون شكل الحكم وتفكيك مركزية الحكم الفاشلة لصالح لامركزية تتمتع كل ولاية بحكم نفسها بنفسها مع اتحادها مع باقي الولايات في صورة من صور الحكم الفدرالي الذى يخول لكل ولاية الاستفادة من مواردها بطريقة مثلى والمشاركة بجزء من مواردها مع الاخرين وذلك لإنهاء احتكار السلطة والثروة من قبل المركز والظلم الذى يقع على الأطراف .
لازال المكون المدني الى الان غير قادر على التعامل مع خطورة الوضع فالاختلاف اضعف الحراك المدني بشكل كبير وصار الدور الذى يقوم به غير فعال ولذلك المستقبل بهذا الوطن لشباب الثورة الذين يحملون أفكار مستنيرة وسيكون لهم دور كبير بالمستقبل فهم غير ملوثون بأمراض السودان القديم ويمكن ان يشكلوا وطنا متحد وقوى ينعم بالسلام والاخاء والمحبة .
الحرب لن تستمر اكثر من ذلك كل الشواهد تقول ذلك ولم يعد بإمكان الموطنين تحمل المزيد من ويلات هذه الحرب العالم سئم من مماطلة حكومة الفلول وستقف هذه الحرب بإرادة الطرفين ام بغيرها .
الرحمة والمغفرة لمن قتل في هذه الحرب العبثية والشفاء لكل الجرحى من المواطنين الأبرياء .
وسنظل نردد لا للحرب نعم للسلام .

 

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..