قطر تكتب التاريخ

بين الدهشة وعدم التصديق ظلت قطر في صدارة نشرات الأخبار ومحور البرامج الحوارية في تلفزيونات وإذاعات العالم، فما حدث غير مسبوق عربيا وإسلاميا ناهيك عن أنه نابع من إحدى دول الخليج التي لم تعرف من قبل تنازلا عن السلطة بهذه السلاسة وبهذا الأسلوب الحضاري، فقد أذهلت خطوة الأمير الوالد حمد بن خليفة آل ثاني بتنازله عن الحكم لولي عهده الشيخ تميم بن حمد العالم بأسره في زمن تدور فيه الحروب الشرسة والمؤامرات القذرة حول كراسي الحكم خاصة في عالمنا العربي الملطخ بالدماء.
.. فقد كانت رسالة حمد بن خليفة مؤثرة وعميقة الدلالة في زمن القتل والاحتراب.
وبنفس القدر من الدهشة الخارجية استقبل الداخل القطري الخطوة بمزيد من الارتياح والتقدير والعرفان للأمير الوالد الذي نجح عبر رؤية ثاقبة وإرادة صادقة في تحويل قطر من إمارة صغيرة تعيش باستحياء وسط محيطها الخليجي والعربي إلى دولة قوية وثرية تنعم بالأمن والاستقرار وتبني بثقة مؤسسات اقتصادية وإعلامية تركت أصداء مؤثرة في الأوساط الإقليمية والدولية حتى باتت أصداء الغيرة من هذه النجاحات مسموعة في الأوساط الإعلامية.
جاء خطاب الأمير الوالد صريحا ومباشر وكاشفا لحقائق لم يتمكن البعض من رؤيتها، وذهبت الظنون بالبعض إلى أن قطر تعرضت لضغوط هائلة لاتخاذ هذه الخطوة غير المسبوقة، جاء الخطاب ليعلن أنه “حان الوقت أن نفتح صفحة جديدة أخرى في مسيرة وطننا يتولى فيها جيل جديد المسؤولية بطاقاتهم المتوثبة وأفكارهم الخلاقة”.
وأضاف الأمير الوالد مخاطبا شعبه “ها هو المستقبل أمامكم إذ تنتقلون إلى عهد جديد ترفعُ فيه الرايةَ قيادةٌ شابة تضع طموحات الأجيال نصب عينيها وتعمل دون كلل أو ملل من أجل تحقيقها”، ومؤكدا أن الأمير تميم “سيضع مصلحة الوطن وخير أهله نصب عينيه وستكون سعادة الإنسان القطري غايته الأولى على الدوام”.
الآن انفتحت صفحة جديدة عنوانها “الإرادة والثقة” وتدافعت الوفود وانهالت البرقيات مهنئة بهذا الحدث، وجاء خطاب الأمير تميم الذي أكد عبره أن الأمير الوالد قدم أنموذجا فريدا لشعوب المنطقة، وأن الشيخ حمد قرر أن يختتم فترة حكمه وهو في قمة عطائه ومعربا عن أمله في أن يكون قادرا على مواصلة الطريق الذي “شقه هذا الرجل الذي هو بحق باني دولة قطر الحديثة ورائد نهضتها”.
وردًا على ما يثار حول قطر منذ بدء انتفاضات الربيع العربي أوضح سمو الأمير تميم أن بلاده ترفض الطائفية في العالم العربي، ولا تحسب على تيار سياسي ضد آخر، كما ترفض تقسيم المجتمعات العربية على أساس طائفي أو مذهبي.. وبعد أن حدد ملامح السياسة الخارجية، وهو ما كان ينتظره العالم الخارجي بتلهف، أكد في رسالة للداخل القطري أنه “يضع مصلحة قطر والشعب القطري على رأس سلم أولوياته مشيرًا إلى أن هذا يشمل الإنسان والمجتمع والاقتصاد والسياسة والهوية الثقافية والانتماء لمنطقة الخليج العربي والعالمين العربي والإسلامي وأيضًا الإنسانية والمجتمع الدولي”.
إن مرحلة جديدة قد بدأت للتَوّ وإن قطر الصغيرة بمساحتها وعدد سكانها تكتب تاريخا جديدا للصغار والكبار، وستبقى بصمات الأمير الوالد الذي “وفّى وكفّى” شاهدة على الإنجازات التي تحققت وسيواصل الأمير تميم المسيرة بكل ثقة واقتدار بعون الله وتوفيقه.

بابكر عيسى
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. حينما نزلنا ساحل الخليج في بداية الثمانينات, كانت اوضاع الاتصال للسودان جد عسيره , وكان من ضمن المداخل النادره لسماع اخبار السودان ازاعة قطر, وجريدة الشرق القطرية البتي كانت تفرد صفحه كامله لاخبار السودان , مما جعلنا طيلة الوقت ندير موشر المذياع,بحثا عنها لنلتقط اخبار السودان عن طريق قطر,فاصبح الارتباط بين السودانيين وقطر وجدانيا– وعلي ما اذكر كانت دوره للشباب في الكرةلعبت في استراليا ان لم تخني الذاكرة وظهر فيها جيل اللعيبةالقطريين المتفردين بقيادة منصور مفتاح وكان اغلبهم من السمران ,فكنا لولع السودانيين بالكرة ولشبه اولائك الشباب بنا ننتمي للفريق القطري اتنما وجدناه طرفا في لعبه وربما الي الان, فزاد الامر ار تباط السودانيين بقطر ومرت الايام واضحي الارتباط والتعاطف علي مستوي السياسيين , وقد افاد السودان فوائد محسوسه من هذه العلاقة الصادقة كما افادت قطر ايضا من الخبرات السودانية , اذ اصبحت مطلوبه في مستويات متقدمه للاغتراب من قبل السودانيين وذلك لما يعكس من رقي المعاملةوحستها للسودانين –كل هذا وغيره يجعلنا لا نستغرب الانتقال السلس للسلطة في قطر لجيل الشباب وهذا لعمري بعد نظر وسعة افق للحكام السابقين والذين تقف افضالهم علي الامة العربية,اقدار تتوالي منذ زمن ليس باليسير –زاد الله قطر تمكينا علي تمكينها–واتمني ان يصل صوتي الي قطر عبر السفارة نيابة عن قطاع كبير من مغتربي السودان وشعبه–نبارك للشيخ تميم ونرجو لقطر المنعة وان تظل يدا تمتد بالخير كما عهد عنها.

  2. قبل 1400 سنة سلم معاوية بن ابي سفيان الامارة لولده يزيد واليوم سلم حمد الامارة الي ولده تميم بن حمد يعني 1400 سنة ولم يتغير شبئ في فهم المسلمين للدنيا والسياسة.. قيل عن الفيلسوف ديوجين انه انتحر بالامتناع عن التنفس حتي مات في رأيي المتواضع ان هذا هو المخرج الوحيد للمسلمين اليوم

  3. تاريخ شنو التكتبو قطر يا منافق عشان انت عايش في قطر لازم تنافق يعني شيخ حلة نصب ولده تاريخ شنو و كلام فارغ شنو و تقول الداخل القطري تلقي الخبر بارتياح هو عندهم خيار تاني و لا في حد معتبرهم أصلا يا أستاذ يا كبير بلاش نفاق معاك

  4. كان من الممكن أن يكون العنوان حقيقه لو أن الأمير الوالد قرر أن تكون الأماره على نهج المملكه المتحده بريطانيا يظل أميرا فخريا كالملكه وتدار البلاد بوزارة يتم إنتخاب رئيسها عبر إنتخابات برلمانيه حره ونزيهه ولكن هذا التنازل إن كان نكايه فى أماره مجاوره أو مملكه فلايعنى شيئا ويكفى رغم تطبيل الجزيره (الإخوانيه ) ظل وسيبقى الأمر باهتا .فقطر تريد أن تتسنم القياده والرياده فى الجزيره العربيه والعالم العربى ولكنها ستبقى قطر ويظل الأمير المنسحب من السلطه يمثل عربة القطار (الفرمله) فالمانح يمكن أن يعيد تلك المنحه أو يجعلها منه يهيمن بها من على بعد …الحكايه بالدارجى السودانى كمن يشكر الراكوبه فى الخريف !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

  5. بدأ مقاله بين “بين الدهشة وعدم التصديق ”
    ولكن أنا المشاهد والقارئ وكل شخص نبيه هومن يكون بين الدهشة وعدم التصديق ….
    الأمير السابق “عائق والديه” وهي من الكبائر حيث أنقلب علي والده في 1995 وشوه صورة والده بأنه نهب ثروة الشعب مع أنه كان شريكه في النهب …. والنهب مستمر حتي تاريخه ولكن الدولة غنية بحيث لا ينعكس ذلك في شعب عربي علمته حكوماته القناعة عندما تستجديه الحكومة بعض حقوقة…
    في 1995م … نجد أمير قطر السابق وبايعازمن زوجه موزة”خاب رجل ولي أمره لأمرأة” أنقلب علي والده …هذه هي أصل الحكاية … أما الان فعندنا نقل السلطة لابنه فماذا في ذلك، غير: “زيتنا في بيتنا” أنه لم يتازل لابن عمه أو احد أقاربه، ناهيك عن عامة الشعب أو التنازل من السلطة لصالح الديمقراطية وصندوق الأنتخابات … وهذا النقل الذي يطبل له كثير من الاقلام الصحفية يمثل جزء من الخطة خطة الأنقلاب الأولي “أصل الحكاية” حيث منذ البداية الهدف من أنتقال السلطة للزوج هو توصيلها للإبن عندما يحين الحين ويشتد ساعده …
    تخيل معي لو تنازل البشير لصالح علي عثمان محمد طه أو حتي غازي صلاح الدين في جناح الإصلاح … هل يشعر الأنسان السوداني بالتغيير … بالتأكيد لا..لانه يعني تخلصنا من زعيط ليأتينا معيط…
    هذا هو الوضع في قطر … فمال هؤلاء القوم لا يفقهون قولا … لا أريد الخوض عن دور قطر في الثورات العربية وتنقيذ سياسة اللوبي الأمريكي الصهيوني… والعجب أن السيدة موزة مسوؤلة عن صندوق يسمي تنمية الديمقراطية طبعا علي مقاس المنطقة العربية…
    رغم كل ذلك أحب دولة قطر واتمني العمل بها…وأحترم قادتها …ولكن اضع الأمور في نصابها فلا أعيش مخدوع بتغيير صوري في واجهة الدولة من الأب لأبنه المدلل…كما لا أسمي ذلك التنازل عن السلطة أو ما شابه من شاكلة “بين الدهشة وعدم التصديق ” ….
    وأختم لولا عائدات البترول التي فقدتها الأنقاذ بأنفصال الجنوب … لكانت المعارضة أضعف مما هي عليه الان … ولكان إحتمال خروج الشعب أقل إحتمالا …. ولكن والأمر هو علي ما عليه … فالشعب قد يهب في أي لحظة ليقتلع الإنقاذ من جذورها …

  6. the fatso of Qatar was under tremendous pressure to step down .after all the mess he has made with his sheik alqaradawi in the middle east .besides he wants to avoid conflicts between his family over power Mrs Banana has a role .and hands in all this scenario.and some fools are applauding and clapping

  7. ان يحكم الجد او الاب اوالابن فالامر سيان ولا دهشه ولاقرابه فى ذلك . كانت ستكتب التاريخ لو تم التغير عبر صناديق الاقتراع حتى وان اتت بالامير الابن . ماحدث فى قطر لايعدو اكثر من عملية توريث ولاشئ خلاف ذلك .

  8. يا خسارة يا أستاذ ما كان متوقعة منك لكن أقول صرنا شعب بلا كرامة نعجز عن قول الحقيقة ولو كانت بوضوح الشمس بلا تاريخ بلا كلام فارغ معاك

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..