حساب الحقل والبيدر ونافع..!!

سألت نفسي “الزول دا أنا شايفو وين”.. بدت ملامحه أقرب إلى أستاذنا محجوب عروة.. شعر كساه الشيب مع أناقة لا تخطئها العين.. كانت تلك أيام اعتقال الفريق صلاح قوش.. مسرح الحدث كان جوار القسم الأوسط بالسجانة.. ولم يكن الرجل إلا الأستاذ حسن شبو الذي هزم الترابي في دائرة الصحافات.. جاء شبو ضمن عصبة من أهل القانون للدفاع عن الجنرال صلاح قوش الذي منذ ان كان طالبا بجامعة الخرطوم كان احد حراس الشيخ الترابي .
بيد أن السؤال لماذا غاب الأستاذ حسن شبو عن دائرة الأضواء.. أغلب الظن أن الأمر لم يكن عزوفاً ولا زهداً بل لأن دخوله إلى السياسة ارتبط بتكتل غير ديمقراطي استهدف هزيمة حسن الترابي في الانتخابات التي تلت انتفاضة أبريل 1985.. فكرة أن تتجمع كيانات سياسية لإقصاء سياسي معين تبدو وكأنها ضرب من الانتهازية وغالباً ما يكون ثمنها وبالاً على كل التجربة.. ولكم في مصر اليوم أسوة.
نهاية الأسبوع الماضي مضى الدكتور نافع علي نافع إلى دائرته الانتخابية في منطقة شندي.. تحدث نافع بين أهله وعشيرته مطالباً المعارضة أن تتحد في حزب واحد لمواجهة حزبه في الانتخابات المقبلة.. بدا نائب رئيس الحزب الحاكم واثقاً أن النصر سيكون حليفه وإن تجمعت المعارضة على قلب رجل واحد.
بداية الإفراط في الثقة مؤشر غير جيد ولا يدعو للاطمئنان.. أي حزب سياسي لا يستشعر أن الانتخابات يمكن أن تلحق به الخسارة سيكون غير مهتم بإرضاء الناس، لأن النتيجة محسومة وربما في الجيب.
إلا أن الغريب أن تدعو الحكومة لوحدة المعارضة.. أي حكومة ديمقراطية تتوجس من أن يتوحد صف معارضيها.. لأن ذاك التحالف ربما يلحق بها الهزيمة النكراء.
حكومة المؤتمر الوطني من اكثر الحكومات التي مارست سياسة فرق تسد مع خصومها.. اضطرت هذه الحكومة أن تمنح البويتات الطائفية مقاعد سيادية وتقبل أن يقدم السادة فريق الأشبال لخوض غمار السياسة.. بل صنعت نسخاً غير مطابقة للأصل لأحزاب تاريخية وأخلت لقادة هذه الكيانات المصنوعة الدوائر الانتخابية.. أما من يعود من المؤتمر الشعبي الغريم فيجد ما لذّ وطاب على مائدة السلطة.. كل هذه الأساليب حتى تفرق الحكومة بين بني الأحزاب.. وقد نجحت في ذلك إلى حد كبير.
ربما يحتاج الدكتور نافع علي نافع إلى استخدام الآلة الحاسبة لمراجعة نتيجة آخر انتخابات.. الحزب الحاكم لم ينل من الناخبين إلا ستة ملايين صوت من جملة ثلاثة عشر مليون سوداني لبوا نداء الحكومة وسجلوا أسماءهم في كشوفات الناخبين.. لو اتحدت الأحزاب يومها لأجبرت المؤتمر الوطني للجوء لجولة ثانية في أفضل التقديرات.. كان ذاك النصر قبل سنوات والظروف الاقتصادية أفضل والسودان مساحته مليون ميل مربع.. وفي صفوف الحزب الحاكم قيادات بدأت الآن تبحث عن الإصلاح بوسائل أخرى بعد أن ضاقت ذرعاً بالممارسات.
في تقديري أن الحزب الحاكم مصاب بخدر سياسي مثل الذي أصاب الحزب الوطني في مصر حتى أتته الطامة الكبرى.. إذا ما تم إصلاح حقيقي وجرت انتخابات نزيهة حيدت فيها آلة الدولة وتوحدت المعارضة على قلب رجل واحد، فسيتكرر سيناريو هزيمة الترابي في دائرة الصحافات وجبرة في العام 1986.
تراسيم
عبدالباقي الظافر
[email][email protected][/email] [url]www.facebook.com/traseem[/url]
الاهرام اليوم
انت يا الظافر هسه كلامك ده شفقة على الحزب الحاكم وبذل النصيحة له وكمان بكل عجرفة تقول لينا المؤتمر الوثنى تحصل على 6مليو ن ناخب 6مليون عكاز فى راسك وفعلا الضرس بتاور وحريقة فيك وفى نافع يا غواصة زبدون حياء تتحدث عن انتخابات وهل ماحدث عام 2010له علاقة بالديمقراطية او معايير الشفافية والنزاهة فى حدها الادنى والله لو كانت هنالك ديمقراطية حقيقية لسقط نافع فى تميد النافعاب والرقاص فى حوش بانقا .
ليته هذا الكائن يقرأ لو لمره واحده وهو ليس برجل دوله انه لا مؤاخذ كده اتركة للصياح والهلوسة
انا اوصي باتحاد كل الاحزاب المتمسحة بالدين مثل الحركات الاسلامية والطائفية (الختمية وحزب الامة واي احزاب سلفية او جهادية او تكفيرية اوشيعية ان وجدت)مقابل ان تتحد كل الاحزاب العنصرية مثل المؤتمر الوطني وحركات دارفور وجبهة الشرق والبعث العربي واتحادات جبال النوبة والنيل الازرق وكيان الشمال ويكون فاضل الحزب الشيوعي والجبهة الثورية ونعقد اجتماع عام او مؤتمر والخائن الله يخونوا…