شالوها الجماعة

جدتي لأبي رحمها الله ..كانت شخصية اعتبارية ذات خصوصية ..لها اعتقادات غير قابلة للنقاش ..منها انها عندها (زار) ..وان هناك جماعة من الجن تلازمها ليل نهار …وهذه الجماعة لها الحق في (استلاف) ..اي من مستلزماتها الخاصة ..مثل المسبحة ..حقة الصعوط ..شريط احمر كانت تزين به ضفائرها ..أي شئ خاضع للاستلاف ..كانت جدتي كلما أفتقدت شيئا ..تقول بكل هدوء (الجماعة شالوهو) ..وتجدها صابرة محتسبة ..حتى تقضي هذه الجماعة غرضها غير المعروف وتعيد الشئ المفقود بكل امانة الى موقعه القديم .. … جدتي كانت لا تقبل اي نقاش في هذا الامر ..بل تحبط أي محاولة للبحث والتنقيب عن الشئ المفقود ..فالجماعة معروفين بامانتهم وهي واثقة بأنهم سيرجعون الأشياء حين الفراغ منها..ويا دار ما دخلك شر.
قرأت خبرا يخص البرلمان السوداني (ربنا يجعل كلامنا خفيف عليهم )… .. .وهو اختفاء عصا من النوع الفاخر تخص احد النواب ..لدرجة اثارة البلبلة في ارجاء البرلمان ..وذاع الخبر وعم القرى والحضر ..الغريب ليس هو اختفاء العصا!! فهو شئ عادي يحصل في أرقى البرلمانات ..العجيب هو ردة فعل النواب ..التي ذكرها الخبر (أثار نوع من البلبلة في أرجاء البرلمان) ..وهذا شئ لم نتعوده من السادة النواب ..فقد تعودنا ردة فعل (جدتي )..الهدوء والثبات والثقة ..ولم نتعود ان تهتز لهم شعرة باختفاء الاشياء .
أصدقائي ..البلبلة هذه شئ حميد ..لا تحسبونها شر لكم بل هي خير لكم ..لمبة عبقرينو تقول ..دعونا ننتهز الفرصة ..والسادة النواب يبحثون بكل همة عن عصا زميلهم تحت الكراسي وبين الطاولات ..دعونا نطلب منهم البحث عن الاموال المفقودة التي يذكرها كل سنة تقرير المراجع العام ..تلك التي تسجل تحت بند (الديون الهالكة).. ويتابع اعضاء البرلمان معدل الزيادة فيها كل عام بهدوء جدتي وثقتها في الجماعة …….ابحثوا يا سيادة النواب عن تجاوزات الحج ..تلك التي طلبتم منا بكل هدوء ان نتركها (لله) ..كدي شوفوها معاكم ..يمكن تلقوها هنا ولا هنا …كدي فتشوا كويس اعملوا لجان تقصي ومتابعة ….يمكن ربنا يكرمكم وتلقوا كمان خط هيثرو ..واقع بي جنبه …
(الجماعة).. ديل كما تقول جدتي رحمها الله (ما بشيلوا) حاجة ساكت ..بختاروا حاجات سمحة ..واكيد بكونوا عندهم فيها غرض كدي ..وكت يقضوا منو ..بيرجعوا الحاجات طوالي ..انتوا بس شيلوا الصبر ..فالعصا هذه التي أثارت البلبلة ..ستكون موجودة مع غيرها من الأشياء في الحفظ والصون ..لحين انتفاء الغرض منها سيتم اعادتها الى مكانها المعتاد ..ويا دار ما دخلك شر ..حتى ذلك الحين.. لو سألكم سائل عن العصا وحاول استفزازكم واخراجكم عن صمتكم المعروف عنكم ..رددوا بكل ثقة كما جدتي (شالوها الجماعة).
أقتباس ((…وهذه الجماعة لها الحق في (استلاف)…))تمنيت لو الجماعه استلفتك للابد و تريحينا من القرف والسخف ده
غريبة … لماذا لم يتعاملوا مع اختفاء العصا بفقه خلوها مستورة مثلها مثل كل الحاجات الشالوها. .. علما بانو الجماعة الشالوا كل شي كلهم في البرطمان
القال ليه نوم منو.ما يسأل ما وقعت في عين زول
زي البوث اخوي .يا حليلهم.
سيدتي الدكتورة المحترمة :
الشخصية الاعتبارية لا تكون بشرا” ، وانما هي جسم قانوني له حق الفعل ورد الفعل وحق المقاضاة والادعاء اوالادعاء عليه وتجريمه او تبرئته وما الى ذلك من الافعال التي تقع من وعلى البشر ، ومن امثلتها الشركات ، المؤسسات، الوزارات، الجمعيات ، الاتحادات وهلم جرا، وعليه لا يمكن لجدتك عليها الرحمة ان تكون شخصية اعتبارية ، واعتقد انك تقصدين ان تقولي انها شخصية (معتبرة) اي يضع الناس لها اعتبارا” لانها تتمتع بصفات معينة.
كثير من الناس يستخدمون بجهل كلمات في غير مكانها ، واكثر ما يصدع رؤوسنا هذه الايام الاستخدام الساذج من قبل بعض الاعلاميين لكلمة (اريحية) بمعنى (الراحة) وهي لا تمت لهذا المعني باي صلة اذ انها تعني الكرم وحسن الضيافة.
واكثر من يسيئ معنى هذه الكلمة المعلقين والمحللين الرياضيين ، ولا يستحون من القول مثلا” : ان اللاعب فلان قد استلم الكرة بكل (اريحية) وسجل الهدف .
خروج : عدم القراية اسود
يا دكتورتنا الكريمه العصا عصاة مهدي ابراهيم وهي مهداة من رئيس الجمهورية وسرها الاخر (انها محوطه ) وهكذا هم يؤمنون بالكتابة والدجل حتي في الحكم من الرئيس الي اصغر صغير فيهم ويقال ايضا ان الرئيس ما جايب خبر من ما يفعلهم من حوله حتي لبس فنيلة ميسي لانهم سقوه محاية تقيلة كلهم هكذا وهذا السودان انتي ما سمعتي كبير البعثيين كمال حسن بخيت قال ايه قال ( شيخ كبير قال للرئيس حتحكم اكثر من ربع قرن ) فالعصا ليست لمن عصي وحسب لهم مارب اخري يهشوا بيها غنمهم وهم نحن ونستاهل !!!
عندما يصبح بله الغائب وشيخ الامين وقميص ميسي وعصي النائب المفقوده هو هاجس الاعلام والمعارضه…عشت يا سؤداني
تحياتي اختنا ناهد :
كتاباتك جميلة و معبرة و أتمني أن تواصلي الكتابة و الا تلتفتي لبعض التعليقات السخيفة من بعض اصحاب الاسماء المستعارة .